ضروب العشق بقلم ندي محمود توفيق
المحتويات
دقيقة ! .
فتحت رفيف الغرفة ودخلت وحين رأتها في الفستان الحراري وحجابها الذي يأخذ نفس اللون ابتسمت بإعجاب وتمتمت
_ إيه القمر ده بس يلا عشان المأذون وصل تحت
جففت دموعها فورا قبل أن تلاحظها وبادلتها الابتسامة العذبة ثم القت نظرة من النافذة على حديقة المنزل لتجدهم جميعا بالأسفل ويتحدثون فيما بينهم وأخيرا وقع نظرها عليه لتراه يأخذ مكانه بجانب المأذون وشارد تماما في اللاشيء أمامه لتتنهد بعمق وترفض عقلها الذي يخبرها في ڠضب حمقاء وبلا كرامة وافقتي على الزواج منه وإنتي تعرفي جيدا أنه لا يحبك وربما أيضا لا يريدك وتستمعي لأوهام قلبك المړيض بأنك ستجعليه يحبك وهذا غير ممكن ! استفاقت من تعنيف عقلها الشديد لها على صوت هدى هذه المرة وهي تطالعها بلطف وحب هاتفة
التفتت لها فأخذتها من يدها وخرجت لهم ليضرب حسن كتفه بكتف أخيه الشارد حتي ينتبه لهم وبمجرد ما عاد لواقعه ووقعت عيناه عليهم هب واقفا يرسم ابتسامة جميلة على شفتيها يستقبلها بها حتى وصلت وجلست بجواره وبدأت مراسم الڼكاح فورا والتي انتهت بقول المأذون كالمعتاد بارك لكما وبارك عليكما وجمع بينكم في خير ثم يبدأ هو في تلقي التنهئات التي كانت بسعادة غامرة من أفراد عائلة باستثناء اشقائه الذين عانقوه وهنئوه في ابتسامات هادئة لعلمهم جيدا بأنه لم يتزوج رغبة منه أو رغبة فيها ولكنه رغم هذا وبداية من هذه اللحظة وقع الوثائق مع نفسه بأنه سيكون رجلا معها كما يجب أن يكون
بعد قضاء ما يقارب الثلاث ساعات وهم مجتمعين يضحكون ويتحدثون في مرح وسعادة لم يتبقى سوى عائلة محمد العمايري وبينما كان طاهر وزوجته وابنه في طريقهم لليسارة حتى يرحلوا استقامت يسر من جانب زوجها وهمت بأن تلحق بهم لتعود معهم فتجد يده تقبض على رسغها پعنف وهو يوجه لها نظرات قاټلة في همس
_ رايحة فين !
انحت قليلا ناحيته وغمغمت في هدوء مستفز
_ راجعة معاهم
اجلسها بجانبه مجددا عنوة وهمس في أذنها بنبرة صوت ملتهبة
_ هترجعي معايا البيت كفياكي أوي كدا أنا سبتك أسبوع براحتك ومتكلمتش
_ ده على اساس أنك دايب في دباديبي مثلا ومش قادر تقعد من غيري
ابتسم وقد قرر أن يشعل نيران سخطها ويستفزها حيث أكمل همسه في إهانة واضحة لها
بها شيء من الوقاحة
_ لا بس مش قادر اقعد من غير الخدامة اللي بتأكلني وبتغسلي هدومي وبتخدمني وبتلبيلي كل طلباتي حتى الطلبات اللي بالي بالك
جزت على أسنانها وقد نجح في تحقيق مبتغاه وهو إشعال نيرانها واندلاع ثورتها الداخلية فوجدها تطالعه بأعين ڼارية تكاد تحرقه بها وتهتف في استحقار ونظرات وضيعة
عاد ليقبض على ذراعها من جديد ولكن في قوة المتها وهتف بتحذير مبتسم يحاول إخفاء سخطه من إھانتها المباشرة له
_ احترمي نفسك يامزتي بلد ما اقصلك لسانك الطويل ده
دفعت هذه المرة يده عنها في خنق واشاحت بوجهها عنه بل ونهضت من جانبه تماما واتجهت لتجلس بجانب الفتيات تشاركهم حديثهم قبل أن ټنفجر في ذلك المستفز من الغيظ .
وبعد مايقارب الساعة كل منهم أخذ زوجته وذهب لمنزله ولم يتبقى سوى رفيف وهدى حيث هتفت رفيف مداعبة
_ خلصتي من ولادك التلاتة يادودو .. يارب تكوني مرتاحة مفضلش غيري أنا وإنتي أهو في وش بعض
قهقهت هدى ضاحكة وتمتمت براحة ولكنها امتزجت بشيء من الضيق
_ أكيد مرتاحة وهبقى مرتاحة أكتر لما اشوفهم مبسوطين واشيل ولادهم إن شاء الله واشوف كرم مبسوط مع مراته يارب وأنا واثقة إن شفق هتنسيه اروى وهتشوفي وتقولي ماما قالت
شاركتها الضحك وهي تقول
_ مابلاش الثقة المفرطة دي يادودو !
_ يس يابت
اتلمي قومي يلا من جمبي سبيني استجم شوية مع نفسي
فعلت كما أمرتها واستقامت ضاحكة وهي تبتعد عنها تاركة إياها ترفع يداها للسماء وتدعي لجميع ابنائها بقلب أم صادق في دعائه وحبه لأولاده ! .
وضع كرم المفتاح في قفل الباب واداره للشمال ثم فتحه ودخل أولا لتدخل هي بعده ويغلق الباب بهدوء ويتابعها وهي تتأمل في المنزل الذي تراه لأول مرة كان يحتوى على أثاث عصري وجميل والوان الحوائط هادئة وجميلة لتنتفض من شرودها على صوته الرخيم وهو يتمتم باسما
_ مكنش في وقت عشان اجيبك تتفرجي وتشوفي لو حابة تغيري حاجة أو كدا بس احنا فيها أهو واعملي اللي إنتي عايزاه لو في حاجة مش عجباكي خلاص ده بيتك
التفتت له برأسها وهمست في رقة ساحرة وهي تهز رأسها نافية
_ لا بالعكس كل حاجة في البيت جميلة خالص ماشاء الله
_ طاب كويس تعالي بقى قبل ما تدخلي أي مكان في
متابعة القراءة