ضروب العشق بقلم ندي محمود توفيق
عايز تفضل عازب كدا علطول.. هي اروى هترجعلك تاني مثلا ولا إنت بقى هتوقف حياتك عليها وهتتقمص دور المخلص ليها لآخر عمرك
اطال النظر في وجهها للحظات فلقد كانت كلماتها قاسېة عليه ولم يتوقعها منها قط ! .
خرج صوته الغليظ وهو
يهم بالانصراف
_ بظبط هو ده اللي هعمله يا أمي
وصل عند الباب وتوقف عندما سمعها تهتف في قسۏة ونبرة لا تحمل المزاح أو الرحمة
_ لو موافقتش تتجوزها اعتبرني مت وهغضب عليك لغاية ما أموت ولساني مش هيخاطب لسانك أبدا .. شوف بقى هتختار إيه
الټفت لها برأسه ومال بها قليلا للجانب وكأنه يتوسلها بنظراته قائلا لا تفعلي هذا بي أرجوك لا تجبريني على الاختيار بينكم ! بينما هي فوضعت الصخر على قلبها حتى لا تلين له ولنظراته التي تذيب الثلج واشاحت بوجهها بعيدا عنه ترفض النظر إليه موضحة له عدم رغبتها في رؤيته إلا حين يخبرها بقراره النهائي فيصدر هو تنهيدة مسموعة في حيرة وألم ثم قام بفتح الباب ورحل وتركها تتخبط في مشاعرها مابين شفقتها عليه وما بين رغبتها في أن تراه سعيدا حتى لو لن يكون في البداية سعيدا ولكنها متأكدة بأن هذه الفتاة هي التي ستعالج الآمه وفي النهاية هو بنفسه سيشكرها !! ....
_ إيه ده زين ..
_ الحمدلله ياحبيبي بخير وإنت عامل إيه .. مراتك مجاتش معاك ولا إيه !
أجابها بالنفي وشيء من العجلة
_ لا مجاتش أنا جيت اتكلم مع رفيف في حاجة وماشي تاني عشان معايا اجتماع
قطبت حاجبيها باستغراب وتشدقت بريبة والقليل من القلق
_ خير هو في حاجة ولا إيه
ملس على وجنتها بحنو هامسا
_ خير إن شاء الله .. أنا هروح اشوفها
أرضا وتوقف لثانية واحدة القى عليها تحية السلام وقاد آخر خطواته لغرفة شقيقته دون أن ينتظر منها الرد حتى لترد هي في نفسها تحية السلام عليه وتكمل طريقها للأسفل وهي تبتسم بتعجب من هؤلاء الإخوة فكرم كان يرفع نظره إليها بصعوبة في البداية بسبب حياءه وأخيه الأكبر لا يختلف عنه كثيرا سوى أنه ملتزم ولا يرفع نظره في امرأة أيضا ولكن ليس من حياءه بل من فرط تدينه وأخلاقه الحميدة وخلال المرتين التي رأت فيهم حسن اتضح لها من مجرد نظرة أنه لا يشبه إخوته بتاتا في شيء ! .
بادلها هو ترحبيها به بحنوه المعتاد عليها وهو يهمس في صوت ينسدل كالحرير ناعما
_ عاملة إيه يارفوفتي
دلعه المميز لها هو ما قاله رفوفتي ولكن من أشقائها يدلعها على طريقته فمثلا حسن يقول لها أحيانا فيفي وكرم رورو ولكن الأقرب لقلبها هو ما يناديها به أخيها الأكبر .
غمغمت في رقة
_ الحمدلله كويسة وإنت
_ بخير الحمدلله أنا حسن كلمني من كام يوم في موضوع الشغل وقالي إنك قولتي ليسر وكدا وكنت عايز آجي اتكلم معاكي في الموضوع ده بس مكنتش فاضي
_ يعني موافق بجد !
جذبها من يدها بلطف واجلسها على الفراش وبدأ يتحدث بنبرة صوت جادة ونظرة ثاقبة تعرفها جيدا منه مما جعلها تتوتر
_ موافق وكمان جهزي نفسك وتعالي مع كرم بكرا عشان تبدأي ويسر تعلمك زي ما قالت بس مش هو ده الموضوع اللي جاي عشان .. قوليلي بقى إنتي كلمتي يسر فعلا !
ارتبكت بشدة وتلعثمت فطالما سأل هذا السؤال حتما عرف بأنها تحدثت مع علاء وكان يسألها بوضوح وبنظرته هذه لأنه متيقن أنها لم تتمكن من الكذب أمامه وإلا ستكون عواقب كذبها أشد فأخذت شهيقا قوي واخرجته زفيرا
متمهلا ثم تمتمت في توتر
_ الصراحة لا .. بص هو مفيش حاجة أصلا والله كل كل ما في الموضوع إني كنت راجعة من الكلية وعلاء شافني بالصدفة وقالي تعالي هوصلك البيت في طريقي وأنا ركبت وهو سألني عن الكلية والكلام جاب بعضه واتكلمت عن الشغل وكدا يعني وقولتله إنكم مش موافقين فقالي إنه هيكلم عمي ويخليه يحاول يقنعكم وعشان عمي مسافر فشكله قال ليسر وهي قالت لحسن بس هو ده اللي حصل والله
لو كانت كذبت كان سيغضب بشدة منها ولكن صراحتها هدأت من روعه كثيرا وتمتم في رزانة ونبرة دافئة
_ طيب وهو هل يصح إنك تركبي معاه في العربية وحدك
هزت رأسها بالنفي وهي تطرق رأسها أرضا بإحراج وهمست في صدق وضيق من نفسها
_ أنا مكنتش اقصد