ضروب العشق بقلم ندي محمود توفيق
المحتويات
يشوفني بس قولتله لا متتعبش نفسك ولإني كمان مش فاضية
تبدلت ملامحه ولاحظت أنها اتخذت طريقا مغايرا لتسلك طريق الاغتياظ والاستياء فتبتسم هي بانتصار لتحقيق أول نقاطها ثم تسكب القهوة على قميصه ليرتد هو للخلف فورا مصدرا تأوها مټألما لسخونتها ثم بدأ فورا بفك أزرار قميصه في ألم حتى ينزعه عنه وهو يصيح بها بجموح عاتي
_ إيه الغباء ده !!
يخطأ مجددا ولابد أنه يصر على أن تزيد عقابها له فاقتربت منه وضغطت بقدمها على قدمه ليصدر هو تأوها مټألما أكثر فتقول هي بتأسف مزيف ودهشة
_ أنا آسفة ياحبيبي مقصدش بسبب التعب بس حاسة نفسي من مظبوطة لسا
_ اللي بتعمليه ده هتبقى نتائجه سلبية خلي في علمك بلاش حركاتك دي يايسر ومتعمليش نفسك ذكية عليا احسن اوريكي اللي عمرك ماشوفتيه مني
قالت ضاحكة باستهزاء واضح منه
_ نفسي جدا اشوف اللي مشوفتهوش منك ده من ساعة ما اتجوزنا وإنت بتقول الكلام ده بس واضح إنه كلام بس
_ ابعد عني ياحسن
ترك يدها وشعرها لتعتدل هي واقفة ويقع نظرها على صدره الذي يعطي أحمرار بسبب القهوة التي سكبتها عليه لتتنهد بعمق وإشفاق وتلتفت خلفها ثم تمد يدها في درج المكتب وتخرج مرهم للحروق ثم تعطيه له هاتفة في امتعاض وهي تتحاشي النظر إليه
سمعت صوته الرجولي القوي وهو يقول ببرود
_ حطيلي إنتي .. مش إنتي اللي دلقتي القهوة عليا
لتفتح في هذه
اللحظة رفيف الغرفة وسرعان ما وقع نظرها عليهم فاشاحت بوجهها وعادت تغلق الباب متمتمة
_ احم !
وضعت يسر علبة المرهم في يده وابتعدت عنه هاتفة لرفيف
_ ادخلي يارفيف مفيش حاجة القهوة ادلقت على اخوكي بالغلط وكنت بحطله مرهم للحروق
التقط قميصه المتسخ ونظر لها هاتفا في طبيعية يحاول إخفاء غيظه حتى لا تشعر شقيقته
_ وده البسه إزاي بقى !!
_ قول لعلاء يجبلك قميص من المخزن تحت مش موضوع يعني ياحسن
_ كرم جه معاكي يارفيف
قالت نافية
_ لا النهردا الجمعة وإنت عارف إنه متعود بيزور اروى وسيف كل جمعة فوصلني ورجع على المقاپر ممكن شوية وتلاقيه وصل
_ طيب لما ياجي قوليلي
أماءت له بالإيجاب لتقابل ابتسامته الحانية فتبادله إياها ثم تستدير
وتنصرف ليعود هو بنظره لزوجته ويرمقها شزرا ثم يخرج هاتفه من جيبه ويجري اتصال بابن عمه ليأتي له بقميص نظيف .
تمكنت ملاذ من أن تحقق نجاحا ساحقا في علاقتهم التي تحسنت كثيرا وتمكنت من إزالة بعض العوائق التي تحول بينها وبين زوجها ورأت جزءا من لطفه وحنانه الذي كان يخفيهم عنها .
أما حسن فقد قضي أسبوعا كاملا بمفرده في المنزل يستيقظ فيذهب للعمل ويعود ليقضي سبع أيام في روتينية مملة ويعترف أخيرا بينه وبين نفسه أنها تركت بصمتها بمجرد رحيلها عن المنزل ولقد اعتاد عليها برغم من شجارهم اليومي وخلال هذا الأسبوع خلفت فراغ في نفسه خلفها .. حتى في العمل كانت لا تأتي سوى ساعات قليلة ولا يراها فيهم حيث تحرص على القدوم والذهاب دون إن يراها !! .
بينما كرم فقد كان مشغولا في البحث عن ذلك الوغد الذي حتما سيحاول أذية شفق مجددا ومن جهة أخري مشغولا ببعض التعديلات التي يجريها في منزله استعدادا للانتقال والعيش فيه بعد زواجه أما شفق فقررت وتراجعت أكثر من مرة وبالأخير استمعت لصوت قلبها الذي يرغب في قربه فاعلنت موافقتها النهائية وها هو اليوم موعد زواجهم وسيعقد القرآن بعد
ساعات قليلة بحديقة المنزل وسط حضور عائلته كاملة وستكون حفلة عائلية هادئة دون موسيقية بناءا على رغبتها بسبب ۏفاة أخيها وأمها الذي لم يمر على وفاتهم الشهر ! .
كانت تكمن في غرفتها وتتطلع لمرآتها تمعن النظر في ملامحها وفستان السهرات البسيط الذي قامت رفيف بشرائه خصيصا لها واقنعتها بعد عناء بأنها لا يجب أن ترتدي الأسود في مناسبة كهذه فرضيت أخيرا مغلوبة على أمرها . رأت الدموع تنهمر من عيناها في ألم وحړقة امتزجوا بالشوق شوق لأحبائها الذين سرقهم المۏت منها فتركها وحيدة بلا عائلة وبلا سند أو حصن تحتمي به فليس هناك شيء يعوض العائلة وكم تمنت أن يكون أخيها معها وهو من يسلمها بيده لزوجها وترى السعادة في أعين والدتها التي طالما ودت أن تراها بفستان زفاف ابيض ولكن ماذا عساها أن تفعل سوى تذكرهم والاشتياق لهم والحزن على فراقهم الذي يمزقها كل يوم وكل
متابعة القراءة