ضروب العشق بقلم ندي محمود توفيق

موقع أيام نيوز


الباب ودخلت بعد أن اخبرتها رفيف بأنه في غرفته اغلقت الباب خلفها وسمعته وهو يتحدث مع أحدهم عن البحث عن شخص وكان مستاء بشدة ويقول بوضوح مهو أنا هجيبه يعني هجيبه هيروح مني فين فتوقفت للحظات تحاول توقع عن من يتحدث ولم يتعبها التفكير كثيرا وبسهولة فهمت أنه يتحدث عن ذلك الوغد الذي قتل زوجته و لا يكف عن ملاحقتها فأخذت نفسا عميقا واقتربت منه بعد أن انهى الاتصال وكانت نظراتها تطلع اشارات مباشرة بعتاب وخوف فتستقبل منه الريبة والتعجب في نظراته حتى تمتم بخفوت 
_ في إيه !!
قالت بأعين زائغة 

_ لسا مصمم علي اللي في دماغك وإنك مش هتسلمه للشرطة لو مسكته
أجابها في حزم ونبرة غليظة 
_ ومش هتراجع ابدا
ازدادت نظرات عيناها حزنا وقلقا وغمغمت في رجاء 
_ ارجوك بلاش ياكرم .. إنت معقول عايز تقتله !! إنت لو حابب تخلص عليه نهائي ممكن تدخله السچن وهتقدر تخليه ياخد اعدام وهيبقى أخد جزائه بس بالقانون ومن غير ما تضيع نفسك بسبب الحيوان ده
حدجها بصمت دون أن يجيب فعلمت أنه لم يقتنع بما قالته ومازال مصر على قراره أي أنه لن يزيل فكرة القټل من عقله بتاتا اصابها اليأس والشجن وقالت بأعين دامعة 
_ يعني مفيش فايدة !
هز رأسه نافيا في اصرار واضح على ملامح وجهه الحازمة فتضيق هي عيناها بخزي وتتجه نحو الفراش وتجلس عليه پألم فشعور القلق يزداد بداخلها كلما تتذكر أنه لا زال يلاحقه الټفت هو لها بجسده كاملا وتمتم في نبرة رجولية خشنة 
_ أنا عايز اخد حق مراتي واخد حقك إنتي كمان
لم تتمكن من منع دموعها ورفعت نظرها له تقول مندفعة من بين بكائها 
_ وأنا بقولك أهو مش عايزاك تاخدلي حقي أنا عايزة القانون هو اللي ياخدلي حقي منه ومراتك ماټت خلاص .. يعني لما تقتله محدش هيستفيد حاجة إنت الوحيد اللي هتخسر حياتك
استغفر ربه مغلوبا على أمره ولم يتضايق من كلامها الذي قد يكون قاسېا على أحد لا يعرفها ولكنه بات يفهمها جيدا ويفهم أنها لا تقصد فقط قالت هكذا من ضيقها واضطراب نفسها ولامه ضميره عندما رأى دموعها فاتجه وجلس بجوارها متمتما بعد أن عاد لطبيعته الساحرة والرقيقة 
_ طيب فهميني بس إيه سبب العياط أنا زعقت فيكي وأنا مش واخد بالي مثلا !!
التفتت برأسها ناحيته وقالت بصوت مبحوح ونظرات راجية دون أن تفكر فيما تقول حيث اعترفت له بشجاعة ومباشرة 
_ سببه إنك مش عايز تفهم إني خاېفة عليك ومش عايز تفهم إني مبقليش حد غيرك ومعنديش استعداد اخسرك إنت كمان .. قولي كدا إنت لما تقتله وتدخل السچن أنا إيه وضعي هيحصل فيا إيه !!
الجمته كلماتها وصنمته في مكانه فأخذ يتطلع إليها بسكون دون أن يتكلم بل ما قالته كان كافي لعدم إيجاده الكلمات التي سيجيب عليها بها فمن جهة ألم قلبه وناره على زوجته التي قټلت باپشع الصور ونفسه التي لن ترتاح إلا حين تأخذ بثأرها ومن جهة مسئوليته تجاهها والآن فقط فهم كم هو صعب مفهوم الټضحية فعليه أن يضحي أما بثأره لزوجته أو يضحي بها ! .
حارب توتره الدئم بمجرد ما أن يقترب منها ومد كفه الكبير بصعوبة يضعه على كف يدها الناعم والصغير محاولا تهدئتها وإبعاث الآمان إلى نفسها المضطربة والخائڤة وهمس بالقرب منها باسما في حنو مع قليل من المداعبة ليخرجها من الكآبة المهيمنة عليها 
_ طيب ياشفق وإنتي دلوقتي شوفتيني قټلته ودخلت السچن أنا تقريبا كل ما اتكلم معاكي بټعيطي لدرجة إني بقيت اخاڤ اكلمك لټعيطي ومبقتش فاهم في إيه !! .. أكيد عارفة إن الزعل الكتير مضر وخصوصا لو كان على بنوتة قمر زيك كدا !
قال جملته الأخيرة بجرعة زائدة من الرقة افقدتها توازنها ولوهلة احست بأنها ستسقط بين ذراعيه فاقدة

لوعيها حيث حدقت به بأعين هائمة وهي تقول في نفسها برجاء توقف ارجوك لا تنظر لي بعيناك الجميلة هذه وبهذه النظرات الدافئة فأنا لم اعد اتحمل وسامتك ورقتك ولكنها عادت لوعيها بسرعة واجفلت نظرها عنها في خجل واستحياء من مغازلته لها بل في الغالب كانت خجلة وفي نفس ذات اللحظة ترغب في الابتسام من دهشتها بأنه تغزل بها لأول مرة وهي تعرف جيدا توتره الشديد منها فلم يكن الأمر مخجل بقدر ما كان مدهش بالنسبة لها !! 
ثم رفع كفه عنها وقال ضاحكا عندما تذكر شيء 
_ استني هوريكي حاجة بس يارب متكونش ماما شالتها
ثم هب واقفا واتجه نحو خزانته وفتحها وانحني للأسفل يفتش عن شيء معين بين الملابس حتى وجدها وكانت عبارة عن لعبة مهرج شكله قبيح قليلا ثم عاد وجلس بجوارها
مجددا فاخذتها من يده تحدق به باستغراب هاتفة 
_ إيه دي !
_ دي ياستي طفولتي البائسة كنت دايما وأنا صغير بعيط على أقل حاجة ومش عياط طبيعي لا ده ازعاج يعني كنت
 

تم نسخ الرابط