قصة ست البنات بقلم نهى مجدى (كاملة)

موقع أيام نيوز


اكثر وكنت امنع كافه العاملين ان يمرضه احدهم فلا يريد ان يمسه سواى ولا ان
يراه احد مريضا بجواره ينظر له بتأسف وكأنه يشعر انه عبئ ثقيل بادرته بالحديث حتى لا يجعل تلك الافكار تتخلل عقله 
كنت ناويه اصحى الاول واجرى بسرعه قبل ما تشوفنى لحسن تقول عليا بمۏت فيك
فهم جيدا اننى احاول تشتيت انتباهه فمسح بيده على وجهى وابتسم

انتى مش بموتى فيا انتى عايشه فيا 
وشعرت بقطرات دموعه تنساب بصمت اعلم جيدا ما يعانيه وېتمزق له قلبى ولو كان
ايه بقى الكسل دا انت مش هتغير هدومك ولا ايه
مسح دموعه بسرعه حتى لا ألحظها وتحدث بوهن
هاخد المسكن الاول علشان اقدر اقوم
حزرنى الطبيب من كثره المسكنات لأنها ستضعف بطانه المعده وقد تتسبب فى قرحه ولكنا لا نستطيع منعه منها تماما فنحن نعلم مدى تألمه 
لا انا مش هخليك تاخد مسكن تانى 
نظر لى پتألم وحاول الابتسام فلم يستطيع
لومخدتش المسكن مش هقدر اقف
امسكت بيده لأساعده على النهوض وانا ابتسم بطفوليه مصطنعه
دى فرصتى 
نهض مټألما ص حتى استقام وظل صامتا للحظات يلتقط أنفاسه 
فرصتك ازاى 
وقفت امامه 
انت ساعدتنى قبل كدا اغير هدومى وجه دورى اردلك الجميل
ضحك كثيرا حتى ظهرت نواجزه واغرورقت عيناه بالدموع 
طيب انا كان عندى قوى خارقه 
لا دا انا عندى حاجات كتير هشرحهالك واحده واحده
امسكت بيده اساعده على النهوض فوضع يده اليسرى على كتفى وامسكت بيده اليمنى وتمشينا معا بهدوء وخطوات متثاقله وانا اتحدث كثيرا حتى لا أدع مجالا له ان يتذكر المسكن 
مضت الأيام ثقيله ومؤلمھ تتخللها اللحظات التى تنسينا مراره السابق والتالى كان قلبى يشتاق لتميم كثيرا ولا أقدر على ترك عمر فكنت اكتفى بمكالمه امى دائما والاطمئنان عليه حتى اقترب موعد اختباراتى وتوافقت مع موعد الجرعه الأخيره لعمر اتصلت بهمسه صديقتى واخبرتها اننى لن احضر الاختبار حتى وان كلفنى الامر ترك الدراسه بأكملها ولم ألحظ ان عمر يستمع لحديثى ما إن اغلقت الهاتف حتى نادانى 
ميراس
نعم ياحبيبى 
انتى ازاى بتقولى انك بتحبينى وفى نفس الوقت عايوه تتخلى عن حلم حلمناه سوا
تقصد ايه 
انا سمعتك وانتى بتتكلمى فى التليفون وعرفت انك عاوزه تسيبى الامتحانات 
مفيش حاجه اهم منك ياعمر كله يتعوض
وانا مش هبقى
كويس الا اطمن على نجاحك
مش هينفع ياعمر مش هقدر اسيبك فى ميعاد الجلسه مهما حصل
اوعدك انى هبقى
كويس علشانك واوعدينى انك هتحلى كويس وتطلعى الاولى
مش هسيبك ياعمر
طيب هقولك على حاجه 
قول
انا هكلم الدكتور يأجل ميعاد الجلسه لحد ماترجعى 
طيب بس يمكن تتعب
بالعكس انا هقعد استناكى لما ترجعى واليوم قدامنا طويل
ا وركضت اتحدث لهمسه واخبرها اننى سأحضر الأختبارات اجرى عمر اتصالا بصديق له وطلب منه ان يوفر لى سياره بسائق تقلنى فى مواعيد الاختبارات وتعيدنى الى المشفى 
ظللت طوال الليل استذكر مافاتنى وبجوارى عمر الذى رفض ان ينام حتى يظل بجوارى يشجعنى حتى نال التعب منى كثيرا وغفوت بجواره شعرت به ينهض ويتسلل خارجا ولكن من شده ارهاقى لم استطع ان افتح عيناى 
فى الصباح وجدته يوقظنى بابتسامته المعهوده ومعه اكياس كثيره مليئه بالمأكولات السريعه والحلوى التى افضلها 
جبت الحاجات دى امتى 
رشيت العامل جابهالى 
نهضت متكاسله افتح عيناى بصعوبه غسلت وجهى وعدلت هندامى الذى لم استطيع تغييره منذ ايام واستعديت للانصراف
رايحه فين 
انت نسيت ولا ايه ياعمر رايحه الامتحان 
وهتروحى بهدومك بتاعت المستشفى دى
مش مشكله ياحبيبى انا همتحن واعدى اجيب هدوم من البيت قبل مااجى
انا اشتريتلك الطقم دا تروحى بيه
اخرج من خلف ظهره طقما جديدا زاهى اللون وكأنه فصل خصيصا من اجلى 
جبته امتى دا وازاى فكرت فى كل
الحاجات دى
معندي اهم منك افكر فيه 
امسكته بفرحه عارمه وكانه طاقم العيد الذى شړاه ابى من اجلى وركضت ارتديه والفرحه ترتسم على وجهى
ايه رأيك 
انتى اللى بتحلى اى حاجه يا ست البنات 
ربنا يخليك ليا ياعمر
ويخليكى ليا ياقلب عمر
انصرفت وعلى وجهى نظره تحدى واشراقه أمل تذوب لها العقبات انهيت اختبارى وركضت للمنزل اتحرق شوقا لرؤيه تميم مكثت معه حتى اقتربت الشمس على الغروب فتركته وقلبى يعتصره الألم وركضت لألحق بعمر دخلت الغرفه اطمئنه فلم أجده اتجهت ناحيه الطبيب بسرعه جنونه 
عمر فين 
هدئنى الطبيب وطلب منى ان اطمئن 
عمر بخير اطمنى
هوا فين 
كان بياخد الجلسه وتعب شويه 
ركضت باتجاه الغرفه التى يأخذ فيها جلساته فوجدته نائما مغمض العينين تتسارع دقات قلبه ويأخذ انفاسه بصعوبه وبجواره الممرضات والطبيب المناوب اتجهت نحوه بقلب يخفق خوفا ولهفه أعلم انه
يسمعنى ويشعر بوجودى اقتربت منه ومسحت بيدى على وجهه كما يفعل معى ليطمئننى
انا عارفه انك سامعانى وحاسس بوجودى وعارفه كمان انك اقوى من اى حاجه هتحاول تهدمك وتقف فى طريقك انت وعدتنى انك عمرك ما هتسيبنى وانك هتقوينى بيك اوعى ترجع فى وعدك ياعمر
جلست بجواره طوال الليل مرت الليله طويله ومؤلمھ ظللت اصلى طوال الليل وادعو الله ان يمر من تلك المحنه بسلام وان يعيده الى سالما والا يحرمنى تلك النعمه بعد ان ذوقت حلاوه وجودها لم يخيب الله أملى ولم يرد يادى خائبتين ولم تمضي الليله الا وعينين عمر تتفتح وتعود ابتسامته ترتسم على شفتيه من جديد وسمعت أسمى من شفتيه التى لا أسأم منها أبدا
راقب الطبيب جميع علاماته الحيويه وارتسمت الابتسامه على وجهه
كدا اقدر اقولكم ان الاستاذ عمر خف نهائيا وبعد يومين بالظبط هتكون كل الاثار الجانبيه اختفت ويقدر يرجع لحياته الطبيعيه بسهوله 
عمر بسعاده لم اراها من قبل كنت اشعر انه يضم قلبى بين جوانبه وكأن قلبى ينبت بداخله اخيرا سينتهى كل ذلك الألم وسيحل بدلا منه سعاده لن تنتهى ابدا 
بعد يومان كنا نعد حقائبنا ونستعد لمغادره ذلك المشفي الذي شهد دموعنا وألامنا وضحاتنا ووجعنا ونحن نطوى تلك الصفحه التى لا نريد استعادتها ابدا 
عدنا سويا لبيتنا وسط زغاريد الجميع والفرحه التى عمت المكان كنت اشعر ان ذلك يوم زفافى على عمر وانا ارى تلك السعاده على الوجوه فكات يتلقى التهانى والمباركات ويلقي السلام على الجميع ويده ممسكه بيدى لا تبرحها ابدا حتى انتهت تلك المراسم وذهبت لأخذ تميم ولكن اقسمت امى الا تعطيه لى اليوم لتجعلنا نهنئ ببعضنا
اتجهت بخطواتى الصغيره ناحيه باب شقتنا ولكن استوقفنى عمر
انتى عروسه ولازم عريسك يشيلك 
حملنى عمر بين يديه وسط ضحكات
الواقفين فلم يعد يخجل منهم ولم يعد يخبئ حبه بعد الأن 
شاطر يا عمر هو دة ولسه التقيل اوووووي 
الحلقه السابعه عشر
لم أنم ليلتى تلك من فرط السعاده التى كنت اشعر بها هل حقا ما تمنيته وعشت طيله حياتى أحلم به تحقق أخيرا هل هذا عمر الذى ينام بجوارى مغمض العينين هادئ الأنفاس يملأ فراشى الذى طال بقائى فيه وحيده بلا خوف ولا قلق وقت ان حملنى عمر بين ذراعيه وخطى بيمينه وسط ضحكات وتصفيق الجميع ورفض ان يقتحم خلوتنا احد من الواقفين 
أغلق الباب بقدمه وسار بى حتى انزلنى على طرف سريرى كان الخجل يتملكنى والسعاده تملأ قلبى أحمرت وجنتاى وارتعشت شفتاى كعذراء لم ترى الرجال من
قبل وكان هوا كملك متوج فوق عرش قلبى أجلسنى على فراشى ونزل بركبتيه على
الأرض بجوارى ممسكا بيدى يقلبها وينظر لى بعشق تجاوز الحدود 
نورتى
بيتك ياأميرتى 
البيت منورش غير بوجودك
 

تم نسخ الرابط