و إنت محمد اللي من عيلة البحيري من أكبر واغنى العائلات في البلد... حولت نظرها نحو الشارع قبل أن تستأنف حديثها من جديد بنبرة حزينة إنت مشفتش إحنا كنا عايشين إزاي قبل ما كاميليا أختي تتجوز شاهين الألفي كنا...فقرا اوي مش لاقيين ناكل .. انا كنت بستلف هدومي من بنات الجيران لما يكون عندنا فرح او مناسبة...بالمختصر انا من عيلة بسيطة و فقيرة و كل حاجة عندنا هي ملك لاختي و جوزها يعني... محمد بعدم تصديق يعني إيه... يعني إيه يا نور إنت مچنونة انا مالي
و مال الكلام داه انا عاوزك إنت.... بحبك إنت حفهمك إزاي داه....و بعدين ما انا عارف و عيلتي كلها عارفة ها في حجة ثانية و إلا خلاص. بللت نور شفتيها قبل أن تنطق مدافعة عن رأيها دي مش حجج دي حقايق بكرة لما نتجوز حتفهم كويس أنا بتكلم عن إيه و ساعتها انا إللي حبقى خسرانة . تنهد بنفاذ صبر من عنادها و رأسها اليابس قائلا أنا لسه مستغرب من نفسي انا جايب طولة البال دي كلها منين....و بسمع كلامك الأهبل داه. نور پغضب كلامي مش هبل و إنت عارف داه كويس ... و الدليل اخوك اللي تجوز بنت عمك و طلقها بعد شهرين ...وكان بېخونها مع كل ست يقابلها و اهو بقاله ثلاث سنين لا حس و لا خبر رمى إبنه و مراته...اللي هي بنت عمه تقدر تقلي انا حيبقى مصيري إيه لو حضرتك تجوزتني و رميتيني زي ماعمل أخوك.... فغر محمد فاه پصدمة غير مصدق لما يسمعه منها لأول مرة...هل وصل بها التفكير لهذا الحد ان تظنه كأخيه أيهم إحتقنت الډماء في وجهه أكثر و قد شعر بأنه يكاد ينفجر في أي لحظة.... اعاد تشغيل سيارته من جديد متفاديا قول اي كلمة ليسير في طريقه من جديد.. يتبع بارت جديد و سنة جديدة يارب تكون سنة سعيدة علينا كلنا حبايبي في بنوتة إسمها روان مشكورة سألتني على الانستغرام إذا
كنت بنزل الرواية في مواقع ثانية. فأنا عاوزة اقلكم إني انا بنزل و بس اي مواقع ثانية انا معنديش علم بيها و بصراحة إستغربت جدا لما لقيت روايتي في مواقع ثانية و صفحات كثيرة على الفيسبوك و زعلت جدا عشان مفيش حد منهم اعلمني بأنه عاوز ينقل الرواية. الفصل الثالث الجزء الثاني في كلية الطب..... أنهت نور محاظراتها الصباحية ثم خرجت إلى الكافتيريا لطلب قهوة تمكنها من إكمال يومها الطويل.. إلتقت بصديقتها بسمة لتتحول القهوة إلى وجبة غداء.... إرتشفت رشفة من كوب المشروب الغازي الذي طلبته مع بيتزا متوسطة الحجم لم تأكل منها سوى القليل....لتنظر نحوها صديقتها بدهشة قائلة مش بتاكلي ليه يا نور أجابتها نور و هي تدفع الطبق أمامها قليلا مليش نفس... مش عارفة مالي حاسة نفسي مخڼوقة و مش عاوزة أعمل حاجة مش عاوزة أبقى في الجامعة و مش عاوزة اروح البيت... زهقت من حياتي كلها يا بسمة . بسمة بحاجب مرفوع نعم زهقتي امال أنا أقول إيه اروح أنتحر أحسن... ضحكت نور ضحكة قصيرة ساخرة الظاهر أنا اللي حنتحر و أرتاح.... نفخت بسمة وجنتيها بضيق قائلة فعلا لو مبطلتيش تسمعي لكلام ميار و وسوستها حتبقى نهايتك يا المۏت يا مستشفى المجانين.. إهتز جسدها فجأة إثر صڤعة خفيفة على ظهرها تلاه صوت ميار صديقتهم الثالثة و هي تصرخ بعتاب و مالها ميار يا ست بسمة..مش عاحباكي في إيه بقى...إشجيني . قلبت بسمة عينيها بملل فهي بالرغم من أنها صديقتهم إلا أنها لم تكن تطيقها و دائما ماكانت ټتشاجر معها لو لا وقوف نور حائلا بينهما... مفيش...كنا بنتكلم عنك عادي...عشان محضرتيش محاظرات الصبح.... فقلقنا عليكي . قالتها بزيف و هي تبادلها نظرات باردة و قد إرتسم على ثغرها إبتسامة صفراء لكن الأخرى لم تهتم بها.... فكل ما يهمها هو نور.... او لنقل محمد . فميار فتاة في الثانية و العشرون من عمرها صديقة نور منذ دخولهما معا كلية الطب... إبنة إحدى الاسر الغنية و المعروفة و لطالما كانت معجبة بمحمد و تريد الحصول عليه حتى بعد إن علمت بحبه و زواجه من نور لتبدأ بالتقرب منها و أصبحت بذلك صديقتها حتى تجعلها بكل الطرق تترك محمد حتى تفوز به بعد أن علمت باستحالة ترك الاخر لها لأنه يحبها جدا ... إلتفتت ميار نحو نور تراقب ملامحها الجميلة الشاردة پقهر و حسد تتمنى لو أنها في مقدورها قټلها و التخلص منها حتى تحصل على حبها... أخرجت من حقيبتها هاتفها لتتصفحه و هي تتحدث او بالأحرى تحدث نور رامي عزام عامل حفلة في اليخت بعد ثلاثة أيام....تيجوا نروح اجابتها بسمة بعدم إهتمام و هي تقضم قطعة البيتزا و من إمتى ياختي و إحنا بنروح حفلات رامي إمام و إلا غيره. بادلتها ميار نظرات مشمئزة قائلة رامي عزام يا جاهلة إبن المستشار مدحت عزام بقلك إيه يانور سيبك منها دي طول عمرها كئيبة و فقرية من البيت للكلية و من الكلية للبيت بعد شهر حتلاقي عندها الضغط و السكر و جميع الأمراض النفسية....خلينا نروح انا و إنت صدقيني المكان حيعجبك جدا... انا متأكدة إنك عمرك محضرتي حفلات من النوع داه بحر و مزيكا و رقص حاجة جنان....داه إنت بالكثير سنة أو سنتين و حتتجوزي و ساعتها مش حتلاقي فرصة تعملي
الحاجات دي...حتتحبسي في البيت و حياتك حتبقى لجوزك و أولادك و بس.... يلا بقى قلتي إيه تنهدت نور بحيرة من كلام صديقتها الواقعي فهي رأت كيف أصبحت حياة كاميليا شقيقتها بعد الزواج و كيف تغيرت... بمجرد إنجابها لاطفالها إنتهت حياتها المهنية و أصبحت تكرس كل وقتها للاعتناء بهم... قاطعت بسمة تفكيرها جو الرقص و المياعة داه مش بتاعنا...و أكيد نور باباها و جوزها مش حيسمحولها تحضر حفلات ناس متعرفهاش حتى لو كان زميل لينا في الكلية.... نفخت ميار الهواء پغضب مكبوت من بسمة التي دائما ما تقف ضدها و تحبط كل خططها للسيطرة على عقل و تفكير نور لتقول بنبرة ساخرةطبعا عشان مفيش حد منهم حاسس بيها.. نور بقالها فترة تعبانة من ضغط الدراسة هي مش لوحدها طبعا كلنا مضغوطين خاصة و إن الامتحانات قربت... اي حد في حالتنا محتاج إنه يرفه عن نفسه شوية وبعدين دي مجرد حفلة و كل أصحابنا حيحضروها.... بسمة باندفاع نور كويسة لو بس تبعدي إنت عنها شوية. ميار بعصبية ليه هو انا عملتلها إيهإنت عارفة إن انا بحب نور اوي و بعتبرها أختي مش صاحبتي وبدور على مصلحتها. بسمة باستهزاءلا واضح اوي و بدليل... إنك بتشجعيها تطلق من جوزها. ميار بانفعال مزيف أنا مش عارفة أنا عملتلك إيه عشان تكرهيني بالشكل داه المفروض إن إحنا أصحاب و بنخاف على بعض و بننصح بعض عشان ناخذ القرار الصح في حياتنا....انا كل الحكاية إني بحاول اكون حيادية نور مش سعيدة مع اللي إسمه محمد داه... في فروقات كثيرة بينهم بتخليهم مش لايقين على بعض فالاحسن إن نور تعرف داه من دلوقتي أحسن ما ټندم بعدين و ساعتها مش حتقدر تنقذ حياتها و بعدين هي بنفسها عارفة إن كلامي صح.... هي لسة صغيرة و حلوة و كلها كام سنة و حتبقى دكتورة.... ليه تدمر حياتها و تربط نفسها بعيلة و اولاد من دلوقتي....و اكيد بعدين تلاقي آلاف الفرص احسن بكثير من محمد البحيري داه.... بسمة بحنق متسمعيش كلامها يا نور دي شيطان و بتوسوسلك في اوذانك عشان تدمري حياتك بايدك...صدقيني محمد بيحبك اوي و مستحيل حتلاقي زيه و بعدين داه إبن عيلة محترمة و أهله ناس طيبين اوي و بيحبوكي حتندمي لو فرطي فيه.... ميار بخبث و اخوه أيهم البحيري زير نساء محترف.. مفيش ست في البلد معملش معاها علاقة بالرغم من إنه متجوز بنت عمه مشفعش ليها جمالها و لا ثقافتها و لا راعى إنها قريبته....يعني اخوه مش حيبقى احسن منه و بكرة توقفي على كلامي داه... اكملت و هي ټنفجر ضاحكة بصراحة يا نونو انا لما بتخيلك و إنت متجوزاه بمۏت من الضحك...يعني إفرضي تخانقتو و عصب عليكي قلم واحد من إيده حيوديكي المستشفى.... بسمة بمقاطعة و إنت مالك حد خد رايك بتحشري مناخيرك في اللي ملكيش فيه ليه...يا شيطانة واحدة زيك.... نور بتافف خلاص إنت و هي كفاية بقى سيبوني في حالي هو إنتوا ملكوش حكاية غيري كل يوم نفس الكلام لغاية مكرهتوني في حياتي .... إلتفتت لميار التي تصنعت الاسف ميار انا مش رايحة لا حفلة و لا غيره الامتحانات قربت و انا لازم اذاكر كويس...و كمان محمد مستحيل يخليني اروح و انا مش عاوزة مشاكل معاه كفاية الخناقة الأخيرة.... ميار و هي تكتم فرحتها خلاص يا نور إهدي إحنا كنا بندردش... محصلش حاجة يعني المهم راحتك يا حبيبتي...خلينا نغير الموضوع... أدارت عيناها قليلا في ارجاء الكافتيريا قبل تتحدث بملل امال فين ديالا.. انا مشفتهاش النهاردة الظاهر إنها مجاتش. رمقتها بسمة بغل تتمنى لو تقفز عليها و تمسكها من شعرها و تمسح به بلاط الجامعة بأكمله قبل أن تجيبها بنبرة ساخرةلا جات بس راحت مع ياسين النادي.... مطت الأخرى شفتيها قائلة بنبرة متعالية طبعا.. اهي الناس العايشة اللي عارفة قيمة الحياة مش زينا...انا بصراحة تخنقت و عاوزة ارفه عن نفسي شوية اليوم اللي بيعدي من حياتي مبيرجعش يلا باي... و لو غيرتوا رأيكم و عاوزين تروحوا الحفلة قولولي..... حملت حقيبتها الفاخرة و إرتدت نظارتها الشمسية ثم غادرت و هي تمتم بداخلها بعبارات الوعيد لنور.... بصقت بسمة في إثرها قائلة باشمئزاز بقلك إيه يا نونو البنت دي انا مش مرتاحالها... بتحشر نفسها في حياتك بطريقة مش طبيعية... مع انها و لا مرة تكلمت عليا انا و رامز خطيبي... نور بتعجب قصدك يا بسمة...هي ميار بس بتقول وجهة نظرها لما لاحظت حاجات غلط يعني الحمد لله علاقتك إنت و رامز ماشية تمام و مفيش أي مشاكل بس لو هي كانت شافت حاجة كانت قالتلك.... بسمة يا سلام.. و هو فين الغلط في حكايتك إنت و جوزك.... ها إيه ناقصه محمد عشان واحدة زي ميار دي
تنقده و بعدين حتى لو مش عاجبها هي مالها...دي حاجات خصوصية أنا حتجنن اقسم بالله حتجنن من