جوازة بدل سعاد محمد سلامه
المحتويات
أنت وأسماء عندكم ولاد كتير. تبسم يوسف وأنت كمان نفسي يكون عندك ولاد. على العموم ربنا يرزقنا احنا الاتنين الذرية وتكون صالحة.
دخل عمار إلى المنزل وخلفه يوسف الذي نادى على والدته. فخرجت من إحدى الغرف حين رأت عمار تبسمت بفرحة قائلة عمار حبيبي بقالى مدة مشوفتكش وسألت عنك خديجة. وكمان يوسف يخونك العيش والملح كل دي غيبة تغيبها عني بقالى أكتر من شهرين مشوفتكش. متنساش أني حماتك وأقدر ألعب في دماغ بنتي وأقلبها عليك. ضحك عمار وانحنى على يدها مقبلا وقال والله كنت مشغول جدا. وخديجة ويوسف عارفين وقالولي والنهاردة أنا جاي ليك مخصوص. وبعدين خديجة مفيش أطيب منها أنا متربي هنا معاها هي ويوسف من صغرنا. وأقولك على سر أنا جعان جدا طول اليوم أنا ويوسف مأكلناش حتى سندوتشات في الطريق سافرنا للقاهرة.
بينما دخل عمار ويوسف إلى غرفة بشقة والدته جلس عمار على أحد المقاعد وأخرج علبة السچائر وأشعل واحدة. نظر له يوسف قائلا هات سېجارة. نظر له عمار باستغراب أنت مش قلت بطلت شرب سجائر إيه رجعت تاني لها ولا إيه رد يوسف لأ ما رجعتش لها. بس أنت أغرتني. أنا بطلتها أساسا بالإجبار بسبب بنت عمك. كانت كل ما تشوف في إيدي سېجارة تزعل مني وتقول لي الفلوس اللي بتصرفها على السجاير احنا أولى بيها. وكمان صحتك. رد عمار والله كلامها صح. بس تقول إيه السجاير دي لعڼة الله عليها. نفسي أبطلها مش عارف. بس مش خاېف أسماء تشم ريحتك وتعرف إنك شربت سجائر من تاني. ضحك يوسف قائلا لا أنا هكدب عليها وأقولها ما شربتش وإنك أنت السبب في ريحة السجاير اللي على هدومي وهي هتصدقني طبعا. ضحك عمار قائلا والله أسماء بنت عمى غلبانة معرفش ليه ما أخدتش من صفات مرات عمى فريال. كانت سيطرت عليك زي مرات عمى ما هي اللي مسيطره على عمى كده.
نظرت لها نوال وقالت أنت بتطرديني لا أنا كرامتي ما تسمحليش أسكت. أنا هسيبلك الشقة وبعدين لما بابا يسأل عني قولي له إني راحت عندك وبعدها هيجي يوم وتقولي لي أسف على البعد وهو هيسامحني لأن قلبه طيب.
أجابتها سهر وهي تزيل شعرها عن رأسها أنا عارفة ليه بتتغاظي من القطتين في شعري علشان أنا شعري مفيهوش خصلات بيضاء زيك. أنا ماشية.
صمتت نوال ثم قالت سهر أنا ماشية. ما زالت نوال صامته تخفي بسمتها. وتضايقت سهر فخرجت من الشقة.
ابتسمت يسريه وقالت وڠضبانة ليه المرة دي
سردت لها نوال ما حدث قبل دقائق.
ضحكت يسريه قائلة وعلشان كده سابت البيت ليه مصلحتهاش ردت نوال أنا زهقت يا ماما دي مفيش حاجة في دماغها غير القعدة قدام اللابتوب والنوم وبتذاكر بمزاجها ومفيش شغلانة في البيت بتعملها. أنا هصورلك شكل المطبخ وأبعتلك الصور وأحكمى بنفسك. ضحكت يسريه قائلة طولى بالك بكرة تتعلم. أختك نشوى كانت كده وأهي مع جوزها في البحر الأحمر بتشتغل هناك غير بقت ست بيت كمان. بس كويس أهي تجي تقعد معايا يومين تونسني. مش هقولها إنك اتصلتي عليا. تبسمت نوال قائلة مفيش وجه مقارنة بينها وبين نشوى. على الأقل نشوى كانت بتحاول تتعلم دي مش في دماغها حاجة وزمنها في السكة. هتفضل طول السكة ساكتة ولا في دماغها وتجي لحد قدام البيت عندك وترسم دمعتين علشان تطيب خاطرها بكلمتين. ضحكت يسريه قائلة علشان تعرفي سهر قلبها طيب بس الدنيا بتمطر يا رب توصل قبل المطر ما يزيد. قالت نوال أما توصل أبقى قرني عليا يا ماما علشان أطمن عليها. ردت يسريه طيب بالسلامة. أغلقت نوال الهاتف وتنهدت بزهق من أفعال سهر غير المسؤولة.
بينما سهر في الطريق بدأت السماء تمطر. فأجتنبت تحت الشرفات احتياطا من المطر لكن كان هناك من يسير تحت الشرفات أيضا يحتمي من المطر بنفس الطريقة السابقة. كادت تنزلق قدمها فأمسك يدها ولكن هذه المرة تلاقت عيونهما. بسرعة أخفضت سهر وجهها وسحبت يدها من يده وقالت نفس الكلمات أنا آسفة شكرا ثم تركته وسارت في طريقها.
بينما تبسم عمار رغم أنها كانت ترتدي قفازات بيدها إلا أنه شعر ببرد الطقس في جسده حين سحبت يدها من يده. للمرة الرابعة يراها وكل مرة تحاول لفت نظره من تكون لن يترك هذه المرة قبل أن يعرف من تكون. وبالفعل بدلا من أن يسير بطريقه تتبعها.
بينما سهر سارت في طريقها إلى أن وصلت أمام منزل جدتها فنزلت في منتصف الشارع ووقفت تحت المطر لدقائق معدودة ثم ذهبت إلى باب منزل جدتها وطرقت عليه. فتحت لها جدتها بسرعة ونظرت لها تدعي أنها لا تعرف شيئا وقالت لها سهر حبيبتى تعالي أدخلي بسرعة من البرد والمطر إيه إلى خرجك في الطقس ده مثلت سهر الدموع قائلة يرضيك يا تيتا ماما طردتني من الشقة والدنيا عليها. أخفقت جدتها في بسمتها قائلة لأ ملهاش حق تعالي أدخل وأنا هتصل عليها أقولها كلمتين إزاي تعمل كده ردت سهر لأ متتصليش عليها يا تيتا. أنا مش عاوزها تعرف أنا فين علشان تفصل وتتعذب ضميرها ومستحيل أرجع الشقة تاني قبل ما تجي هي بنفسها وتتصالحيني. مش زي كل مرة. تبسمت يسريه بحنان قائلة أيوة يا حبيبتي أقعدي معايا ومتزعليش نفسك بس يلا أدخلي وأقلعي الهدوم المبلولة دي لا تبردي. دخلت سهر وأغلقت خلفها الباب.
بينما عمار تبسم أخيرا عرف منزلها أنه قريب من منزل صديقه يوسف.
طب فرصة كويسة أهو الدكتور علاء سافر لمعهد القلب بأسوان أكتر من مرة معانا وهو يفهمك نظام المحاضرات دي بس أنا محتاج موافقة كتابية من والدك أو المسؤول عنك.
للحظة فكرت عليا ثم تبسمت أكيد والدي هيوافقوا أكيد هجيب لحضرتك الموافقة. تحب أجيبها لحضرتك إمتى
رد الطبيب قدامك لحد نهاية امتحانات نص السنة ودلوقتي اتفضلي مع علاء وهو هيفهمك وبعدها أبقى أرجع لي محتاجك يا علاء.
وقفت عليا تقول أتمنى أكون عند حسن ظن الدكتور اللي رشحني وكمان متبقاش المرة الوحيدة وأروح معاكم كل سنة إن شاء الله.
رد الطبيب بالتوفيق.
خرجت عليا وخلفها علاء ووقفوا بأحد ممرات المستشفى.
تحدثت عليا قائلة واضح أن الدكتور عنده ثقة كبيرة فيك بس أنا معرفتش أنت تخصص إيه?
رد علاء فعلا الدكتور بيثق فيا لأني بشتغل هنا معاه في المستشفى بس كممرض لأنني للأسف لسه لي سنة على التخرج وأبقى دكتور رسمي وناوي أتخصص دكتور قلب إن شاء الله. ممكن لو سمحتي تديني رقم تليفونك لو هيعملك مشكلة بلاش.
ارتبكت عليا قليلا ثم قالت لأ مش هيعمل لي مشاكل اتفضل رقمي.
وقف علاء يسجل الرقم خلفها إلى أن انتهت ثم قام بالاتصال على هاتفها قائلا ده رقم موبايلي ومټخافيش أنا عندي أخت وأخاف عليها ومستحيل أتصل علشان أعاكس بس لو احتجتي أي استفسار عن المنحة دي.
تبسمت عليا بحياء قائلة بصراحة أنا مش بثق بحد بسرعة بس أنا مطمئنة بسبب شكر الدكتور فيك. والدكتور ده سمعته معروفة في جامعات طب وصيدلة وتمريض المنصورة وله شهرة كبيرة كمان في المنصورة. فأكيد أما يشكر في طالب عنده يبقى محترم. دلوقتي أسمح لي عندي محاضرة كمان ساعة في الجامعة ويا دوب على ما أوصل. سلام عليكم.
أومأ علاء برأسه مبتسما ثم رد عليها السلام ونظر لها وهي تغادر وتتركه ووقف مكانه يتنهد بابتسامة لا يعرف سببها ربما إعجاب.
قبل الظهر بالفيوم في أحد المزارع الزراعية المملوكة لعمار.
أعطى أحد العمال لديه حقيبة صغيرة قائلا أنا هبات هنا النهارده ودلوقتي أنا رايح مزرعة اللواء ثابت.
أخذ منه العامل الحقيبة قائلا أقول للست أم رحمى تجهز لك الغرفة بتاعت سعادتك عن إذنك.
بعد قليل بمزرعة مجاورة لمزرعته دخل عمار لتستقبله إحدى العاملات وقبل أن يتحدث إليها وجد من يرحب به بحفاوة قائلا
أهلا يا عمار الفيوم نورت إيه يا راجل ناسي أن ليك هنا حبايب تسأل عنهم.
تبسم عمار وهو يصافحه قائلا الفيوم منورة بأصحابها يا سيادة اللواء بس حضرتك عارف مشاغلي وأنا أهو مقدرش أتأخر عليك وبيت دعوتك وجيت للفيوم. طب تعرف أن أكتر مزرعة أنا بملكها بحب هواها وأتمنى أعيش هنا هي المزرعة دي. بس بصراحة كمان أكتر مزرعة لها مشاكلها مبتخلصش وحضرتك عارف السبب ولو مش وجود حضرتك كان زماني بيعتها لأول مشتري أتقدم لها.
ابتسم ثابت قائلا لا اطمن أنا طلبت من وحدات الجيش القريبة من المكان هنا طلب حراسة خاصة والمسؤول وعدني أنه هيعين لنا وحدة حراسة قريبة من مزارعنا تتصدى للمچرم صاحب المزرعة اللي جنب مزرعتك. متقلقش وبعدين مش ده الموضوع اللي كنت محتاجك فيه. خلينا ندخل الصالون نشرب قهوة وأقولك على الموضوع اللي اتصلت عليك بسببه.
دخل الاثنان إلى غرفة الصالون وجلسا معا.
في البداية تحدث عمار قائلا خير يا سيادة اللواء إيه هو الموضوع المهم اللي عاوز تكلمنا فيه
رد ثابت خير يا عمار أكيد أنت سمعت عن المشروع اللي
متابعة القراءة