جوازة بدل سعاد محمد سلامه

موقع أيام نيوز


ليكي كلمة.
في منزل فخم وكبير
يتكون من عدة طوابق مقسم لعدة شقق يحيطه من كل الجوانب حديقة كبيرة تلف المنزل بأكمله. للحديقة أسوار عالية.
في إحدى الشقق الموجودة بذلك المنزل فتحت فريال دولاب الملابس وأخرجت مجموعة ملابس رجالية ثم جلست تنتظر خروج سليمان زوجها من الحمام.
بعد دقائق خرج سليمان من الحمام قائلا جهزتي لي هدوم علشان أنزل أفطر بعدها عندي ميعاد مع التاجر اللي اشتريت منه محصول البرتقال. ميعاد القسط لازم أروح أجيبه منه. عمار مش فاضي وقال لي أروح أنا بداله.

ردت فريال وعمار وراه إيه شغل قوي كده لما يبعتك مكانه
رد عليها ما عرفش. هو قال لي وأنا قلت له تمام.
تحدثت فريال ما لازم تقوله تمام ما هو الكبير! بقولك إيه هو عمار مش هيتجوز
تعجب قائلا ناسيه إن عمار متجوز!
ردت فريال الجوازة إيه دي! أنت ناسي إن مراته استأصلت الرحم هي حكمت هترضى ابنها يعيش من غير خلف وسمعت كده إنها بتزن عليه يتجوز بس هو رافض. ما عرفش ليه بس أنا عندي عروسته اللي مش هيقول عليها لأ وموعود بها من وهي صغيرة.
رد عليها ومين بقى العروسة دي اللي موعود بها
ردت فريال غدير. أنت ناسي دي حماتي يوم ولدتها قالت غدير لعمار. وأهو هي خلصت تعليمها وأخذت جامعة وبقالها أكتر من سنة مخلصة الجامعة وبقى متقدم لها أكتر من عريس وأنا برفضهم من ورا ورا. عمار أولى بها وهي أولى به. وإن كان على مراته التانية محدش هيدوس لها على طرف. أنا عاوزك تلمح قدام مهدي أخوك.
نظر سليمان لها قائلا والله عندك حق غدير أولى بعمار. ومش معقول عمار هيعيش من غير ولاد. حرام الخير اللي عنده ده كله في الآخر يروح لمين أنا هلمح قدامه هو ومهدي وإحنا بنفطر.
تبسمت فريال قائلة على الأقل تبقى غدير حظها أحسن من أسماء. هي اللي اختارت جوزها قال إيه حبته. وأهو شايف يا دوب حتة لو مش شغله مع عمار كان مكتب المحامي بتاعه ينشف! وكمان موضوع الخلف هي كمان تحمل وقبل الجنين ما ينزل فيه الروح تجهض. على الحال ده بقالها أربع سنين. رحنا لكذا دكتور قال إنها سليمة وما فيش سبب لإجهاضها. قلت لها تقول لجوزها يكشف يمكن يكون السبب منه. قالت لي راح هو كمان والدكاترة أكدوا إن ما فيهوش أي عيب. هي حاجة طبيعية ومسألة وقت ربنا لسه ما أرادش. وفلوس جوزها كلها بيصرفوها على الدكاترة والعلاج اللي بيكتبوه كل مرة لهم. ربنا يرزقهم الذرية.
أمن سليمان على قولها وقال آمين. يلا خلينا ننزل. زمان حكمت وخديجة حضروا الفطور. كان لازم تكوني معاهم.
ردت فريال ما أنا استنيت تطلع من الحمام علشان أقولك على موضوع عمار وغدير. آن الأوان بقى. ده كان وعد قديم من حماتي الله يرحمها ولازم يتنفذ علشان ترتاح في قپرها.
بنفس المنزل بعد قليل في الدور الأرضي
بغرفة السفرة جلس الجميع في أماكنهم. على رأس الطاولة كان مهدي وعلى يمينه أخيه سليمان وجواره زوجته وبجوارها ابنتهم. على الناحية الأخرى كانت تجلس حكمت وجوارها خديجة وابنتها وابنها. على رأس الطاولة من الناحية الأخرى كان يجلس عمار يتناول فطوره بصمت.
كان الجميع صامتا إلى أن تحدث أحمد وهو ينظر إلى عمار قائلا عمار أنت مسافر القاهرة خدني معاك! أنا خلاص قالوا لنا في المدرسة ما تجوش غير على الامتحانات.
زغرت له خديجة قائلة إيه عمار دي مش سبق وقلت نحترم الأكبر مننا قوله يا أبيه عمار.
على قولها تحدثت فريال قائلة فعلا عمار أكبر منه بكتير. مش معنى إنه ابن عمه يناديه باسمه كده لازم يكون في احترام للكبير. عمار لو كان خلف كان زمان معاه عيال يلاحقوا أحمد في السن.
ردت حكمت قائلة ربنا يسمعها منك وأعيش وأشوف ولاد عمار.
ردت فريال إن شاء الله عن قريب. وكمان مريم بنتي يارب.
ردت حكمت يارب وكمان نفرح بغدير وعدلها.
ردت فريال والله غدير كل يوم والتاني يتقدم لها عريس بس هي اللي بترفضهم. وأنا مش راضية أضغط عليها وبقول لسه النصيب ما جاش. ويمكن ربنا مخبي لها الأفضل.
نظرت حكمت باتجاه عمار قائلة أكيد ربنا شايل لها بختها ويمكن قريب منها ونفرح بيها قريب.
فهمت فريال تلميح حكمت وتمنت بداخلها أن يتم ما تخطط له وينطق عمار بأنه يريد الزواج من غدير. لكنه أدعى عدم الفهم وظل يتناول طعامه بينما غدير شعرت أنها كالجارية التي تعرض في مزاد على أمل أن عمار يتنازل عن غروره ويطلبها للزواج. لكن الرد أمامها عمار لم يتفوه بكلمة.
نهض عمار عن الطعام بعد أن رن هاتفه. أخرجه من جيبه ورأى من المتصل وقال أنا خلاص شبعت الحمد لله. لازم أمشي ده يوسف. أنا وهو لازم نسافر للقاهرة. يلا أشوفكم المسا. وأنت يا أحمد مرة تانية هاخدك معايا أنت وأختك فسحة إنما أنا النهارده رايح لشغل مهم.
تبسم أحمد له قائلا وعد يا عمار!
تبسم عمار وقال وعد. سلام بقى علشان ما أتأخرش على يوسف.
غادر عمار الغرفة. بدأ الجميع بالنهوض أيضا وظل مهدي وسليمان فقط.
تحدث سليمان قائلا إيه يا مهدي هو عمار هيفضل كده ولا إيه ما نفسكش تشوف حفيد ولا اتنين يملوا علينا البيت البنات واحدة وراء التانية هتتجوز وبعدهم يفضى علينا البيت ونستنى أحمد على ما يكبر بقى نكون إحنا خلاص موتنا! لازم تتكلم معاه وتقنعه إنه يتجوز. وإن كان على مراته الأولى محدش قاله طلقها. الشرع حلل له الجواز بواحدة تانية لما تكون الأولى عندها علة. وما فيش علة أكبر من إننا كلنا متأكدين إنها مش هتخلف نهائي.
تنهد مهدي بسأم وقال والله أنا نفسي أشيل ولاد عمار وإنه يكون عنده مش ولد واحد لأ عشرة! وكل ما أحاول معاه وأفتح السيرة دي يا بيقفل عليا في الكلام يا بيقول لي لو مكتوب له يكون عنده ولاد أكيد ربنا هيبعت له إشارة.
تعجب سليمان وقال إيه الإشارة دي بقى! عمار بقى عنده ستة وتلاتين سنة يعني كم سنة ويدخل الأربعين! هيخلف إمتى! أنت وأنا كنا في سنه ومعانا أربع عيال. لأ أنت لازم تضغط عليه شوية وكمان حكمت تضغط عليه. غدير بيتقدم لها عرسان كتير وبنرفضها وبصراحة أنا مستخصر إنها تروح لحد غريب. عمار أولى بها. والمثل بيقول اخطب لبنتك وأنا مش هلاقي أفضل من عمار لو ما كانش عند مانع.
رد مهدي عندي مانع! أنت بتستعبط! أنا أتمنى تراب غدير ونفسي تبقى من نصيب عمار قبل منك! وأهو أنا هحاول وهخلي حكمت كمان تحاول معاه وربنا يقدم اللي فيه الخير للجميع.
في مكان آخر من المنزل
غادر عمار المنزل متوجها للسيارة. رن هاتفه مجددا وكان يوسف على الطرف الآخر عمار إحنا اتأخرنا! متى هنوصل القاهرة عندنا اجتماع ضروري النهارده!
رد عمار رايحلك دلوقتي. خمس دقائق وهكون عندك.
أغلق الهاتف وقاد السيارة بسرعة يحاول الوصول للموعد. كان ذهنه مشتتا لا بسبب العمل بل بسبب الضغط المستمر من عائلته حول الزواج.
قال في نفسه ما حدش فاهم إني مش مستعد أتجوز تاني! ولا إني مش قادر أكرر التجربة اللي فشلت مرة
في منزل سليمان
بعد خروج عمار جلست فريال مع حكمت تتحدثان عن موضوع الزواج.
قالت حكمت أنا بجد مش فاهمة ليه عمار بيتهرب من الموضوع ده! غدير أنسب واحدة ليه وكل الناس شايفة كده.
ردت فريال بصي عمار شخصية عنيدة ودايما بيحب يحس إنه صاحب القرار. أنا رأيي نخليه يقتنع لوحده مش نضغط عليه كتير.
قالت حكمت عمار مش صغير لازم يفكر بشكل عملي. الزمن بيجري ولو فضل مكابر كده هيخسر فرصته.
فكرت فريال قليلا ثم قالت طيب ما رأيك نتكلم مع غدير يمكن لو عمار شاف إنها مهتمة يتغير موقفه.
عند عمار ويوسف
وصل عمار أخيرا إلى يوسف الذي كان ينتظره قرب السيارة.
قال يوسف مازحا يا رجل! كنت أفكر إنك نسيت الاجتماع.
رد عمار بابتسامة باهتة ما نسيت بس كان في كلام مع العائلة.
رد يوسف كلام عن الجواز تاني
ضحك عمار وقال بالضبط! العائلة مش هتسيبني في حالي.
قال يوسف طيب ليه ما تفكر فعلا غدير كويسة وأنت عارف إنها تستاهلك.
تنهد عمار وقال يوسف أنا مشكلتي مش في غدير. هي بنت ممتازة بس أنا مش عايز أكرر اللي حصل مع أسماء.
قال يوسف بحكمة أسماء كانت تجربة وغدير ممكن تكون بداية جديدة. بس القرار في النهاية لك.
عاد عمار بصمت للتركيز على القيادة بينما كان يوسف ينظر إليه محاولا قراءة أفكاره. بعد لحظات من الصمت قال يوسف بص يا عمار أحيانا إحنا بنكون أكتر ناس بنعقد الأمور لنفسنا. اللي حصل مع أسماء كان تجربة مؤلمة بس ده ما يعنيش إنك توقف حياتك. يمكن غدير تكون الحل اللي يخليك تعيد بناء كل حاجة.
رد عمار بتنهيدة أنا مش ضد فكرة إني أبدأ من جديد بس العائلة بتعامل الموضوع كأنه صفقة وكأن حياتي مشاع للجميع! مش عارف حتى لو غدير موافقة على ده ولا لأ.
ضحك يوسف وقال غدير مش طفلة. هي أكيد عندها رأي وأكيد لو ما كانتش مهتمة بيك كانت قالت لا من زمان. يا صديقي اسمع لقلبك ولو مرة.
في منزل العائلة حديث النساء
في الطابق الأرضي جلست فريال مع حكمت وغدير. كانت غدير تبدو متوترة قليلا بسبب التلميحات المستمرة.
قالت حكمت غدير إحنا عاوزينك تكوني صريحة. إنت عارفة إن عمار شخص محترم وإنه شايل العائلة كلها على أكتافه. إيه رأيك لو فكر فيك كزوجة
رفعت غدير رأسها ببطء وقالت بحذر أنا عمري ما فكرت في عمار بالطريقة دي. طول عمري بشوفه زي أخ كبير.
تدخلت فريال قائلة بس يا غدير إنت عارفة إنه مناسب ليك وكلنا عارفين إنك تستحقي الأفضل. عمار ما حدش هيعرف قيمته غيرك.
ابتسمت غدير بحرج وقالت أنا مش ضد الفكرة بس ما أحبش يكون القرار مفروض علينا إحنا الاثنين. لو عمار شايفني مناسبة المفروض هو اللي يتكلم.
في طريق العودة للمنزل
بعد انتهاء الاجتماع كان عمار يقود السيارة عائدا للمنزل بينما كانت كلماته تتردد في ذهنه لو غدير شايفاني مجرد أخ ليه أحطها في موقف زي ده لكن لو فعلا شايفاني مناسب... ليه لأ
عندما وصل المنزل كان الكل منشغلا في جلسة عائلية على العشاء. دخل بهدوء وجلس بجانب سليمان.
قال سليمان مبتسما أهو جيت يا عريس!
نظر إليه عمار بحدة وقال بطلوا كلام عن الجواز. أنا مش جاهز للكلام ده دلوقتي.
تدخل مهدي بهدوء وقال إحنا ما بنضغطش عليك يا عمار بس فكر. غدير مناسبة وكلنا شايفين كده. المهم رأيك.
نظر عمار حوله
 

تم نسخ الرابط