جوازة بدل سعاد محمد سلامه
المحتويات
رأى الجميع يراقبه بترقب ثم قال طيب خلوني أفكر. لو قررت حاجة أنا اللي هبدأ بالكلام.
غدير في غرفتها
في تلك الليلة كانت غدير تجلس بمفردها في غرفتها تفكر في كل ما قيل. شعرت بمزيج من الڠضب والحيرة. قالت لنفسها ليه الكل عاوز يقرر عني أنا مش عايزة أكون مجرد اختيار مريح.
قررت أن تواجه عمار بنفسها لتضع حدا لهذه الأمور.
كان عمار جالسا في الحديقة يحتسي كوبا من القهوة. فجأة ظهرت غدير أمامه تبدو واثقة.
قالت عمار ممكن نتكلم شوية
نظر إليها وقال أكيد. إيه الموضوع
ردت بثبات أنا عايزة أكون واضحة معاك. لو في أي ضغط عليك من العائلة بخصوص موضوع الجواز أنا مش طرف فيه. وأنا مش موافقة إن حد يفرض علينا قرار زي ده.
تفاجأ عمار بجرأتها وقال غدير محدش يقدر يضغط علي أعمل حاجة ما أقدرش عليها. أنا كنت ناوي أتكلم معاكي عن الموضوع ده.
نظرت غدير إلى عمار بتركيز وكأنها تحاول قراءة ما يدور في ذهنه. أخذت نفسا عميقا وقالت عمار أنا ما عنديش مشكلة معاك كشخص بالعكس أنت إنسان محترم ومثالي. بس الزواج ما ينفعش يكون قرار نابع من ضغط عائلي أو فكرة إننا لازم نكمل حاجة قديمة.
رد عمار بجدية وأنا ما كنتش أوافق على حاجة زي دي لو كنت شايفها مجرد ضغط. أنا كنت محتاج وقت أفكر... مش علشان هم لكن علشان نفسي. أنا مش عايز أكرر الغلطات اللي حصلت قبل كده.
غدير شعرت بمزيج من الارتياح والحيرة. ردت بهدوء عمار أنا محتاجة وقت أفكر. الجواز مش قرار سهل بالنسبة لي برضه وخصوصا في الظروف دي.
ابتسم عمار وقال ما فيش استعجال غدير. خدي وقتك. أهم حاجة إن القرار يكون نابع منك ومن قناعتك.
بينما كانت غدير تفكر في حديثها مع عمار كانت العائلة في اجتماع غير رسمي يدور فيه الكلام عن تطورات الموضوع.
قالت فريال لحكمت أظن عمار بدأ يفكر بجدية. الموضوع مش هياخد وقت طويل.
ردت حكمت بابتسامة وأنا حاسة إن الموضوع قرب ينتهي على خير. عمار وغدير مناسبين لبعض جدا وربنا يجمع بينهم على خير.
عمار قرر زيارة مهدي في مكتبه للتحدث معه عن رأيه النهائي.
قال عمار يا مهدي أنا فكرت في كل اللي اتقال. وغدير كلمتني بصراحة عن موقفها. وأنا بصراحة ما عنديش مانع لكن لازم تكون الأمور واضحة الزواج بالنسبة لي تجربة محتاجة تفاهم وصبر. لو هي موافقة أنا ما عنديش اعتراض.
ابتسم مهدي وقال دي أحسن حاجة سمعتها منك. غدير تستاهل كل خير وأنت كمان تستاهل تكون سعيد.
كانت غدير في غرفتها تفكر بعمق. قررت أخيرا أن تتحدث مع والدتها عن مشاعرها تجاه عمار.
قالت ماما عمار شخص كويس وأنا بكن له كل احترام. لو هو شايفني مناسبة فأنا مستعدة أعطي الموضوع فرصة. لكن بشروطي لازم نبدأ علاقتنا بتفاهم واحترام متبادل بعيد عن أي ضغط أو تدخل من الآخرين.
ردت والدتها بابتسامة عريضة وأنا واثقة إنك هتكوني سعيدة. عمار هيعرف قيمتك وإنت هتقدري تعيشي حياة كريمة معاه.
في اليوم التالي اجتمع عمار وغدير في الحديقة مجددا. كان الجو مشمسا والنسيم عليلا.
قال عمار غدير فكرت في كلامك وأنا شايف إننا ممكن نبدأ بداية جديدة. لكن الأهم إننا نكون متفاهمين.
ردت غدير بابتسامة خفيفة وأنا كمان فكرت وموافقة. لكن بشروط نحترم رأي بعض وما نخلي أي حد يتدخل بينا.
ابتسم عمار وقال صفقة
ردت غدير بابتسامة أكبر صفقة.
صافحا بعضهما كتأكيد للاتفاق وفي تلك اللحظة بدأ فصل جديد في حياتهما ليس كقرار عائلي ولكن كاختيار شخصي نابع من اقتناع متبادل.
كان مهدي وسليمان يتحدثان غافلين عن تلك التي سمعت حديثهما وتأثرت بشدة من ترخيص والديها لها وطلبه من أخيه أن يجعل ابنه يتزوج بها. ألهذا الحد وصل الطمع بوالدها ماذا يفرق عمار عن غيره لا شيء بنظرها. بل هي أفضل منه. هو صاحب تعليم متوسط أما هي فجامعية وليست قبيحة. لابد لهذا من نهاية. هي ليست قطعة أثاث تباع. هذا عمار الذي لا تهفو بباله امرأة أخرى غير زوجته.
مر وقت بنفس اليوم بعد الظهر بمنزل سهر. دخلت نوال إلى الشقة جلست على مقعد قريب من الباب ووضعت مجموعة من الأكياس جوار قدمها. جلست تستريح. بينما هي جالسة خرجت سهر من المطبخ بيدها كوب من الشاي. نظرت لوالدتها وتبسمت قائلة أيه يا ماما مالك مفرهده كده ليه خلاص عجزتي دور لبابا على موزه شابه بقى شكلها كده راحت عليكي.
نظرت لها نوال بغيظ قائلة ما عندها بنت غبية وحيوان وخايبة زيك لازم تعجز بدري. كل البنات بتساعد أمهاتهم لكن إنتي بتعليني بدل ما تقوليلي كده تعالى شيلي الأكياس دي دخليها المطبخ ووزي طولك وأطبخي الغدا زمان باباكي وأخوكي على وصولك. كمان جدتك لازم تتغدى وبعدين تعالى هنا مش كنتي غورتي الصبح روحتى الجامعة أيه كانت وحشتك روحتى زورتيها ورجعت
تبسمت سهر قائلة أنا كان عندي محاضرة واحدة واتلغت فقلت مالوش لازمة أفضل في الجامعة. رجعت من شوية وعملت لنفسي كوباية شاي الجو النهاردة برد بره قوي. حتى كنت بفكر أعمل شاي معايا لتيتا بس هي قاعدة مع مرات عمي في البلكونة بتشمس وماردتش لمرات عمي تتريق علي في لسه في الكاتل مياه سخنة تكفي لكوباية شاي تحبي أعملك شاي
نظرت نوال لها بغيظ قائلة لا ليه تتعبى نفسك غوري من وشي بدل ما أقوم أسلخك بكوباية الشاي اللي في إيدك. وأنتي فكي زي الفرخة. ما عندكيش ډم أبدا بس قبل ما تغوري من وشي تعالى شيلي الأكياس دي دخليها المطبخ.
تقدمت سهر من والدتها مبتسمة وقالت خدي أمسكي كوباية الشاي دي على ما أدخل الأكياس دي تعبكي دي بس أوعى تشربيها.
ردت نوال أشرب أيه دي تلاقي طعمها أخت الجاز وأنا هتوه عن عمايلك للشاي. إنتي لو أنا كنت في البيت هتقوليلي اعمليلي شاي يا ماما بس عقاپ ليكي بقى أشربي الشاي عمايل إيدك الحلوة. هاتي الكوباية وشيلي الأكياس.
حملت سهر الأكياس وأدخلتها إلى المطبخ وعادت إلى مكان جلوس والدتها. تبسمت قائلة أنا هدخل أذاكر على ما تخلصي تحضير الغدا يكون بابا رجع من الشغل وتيتا صدعت من مرات عمي ودخلت للشقة مرة تانية إلا بلاش أعطلك.
أخذت سهر كوب الشاي وتوجهت إلى غرفتها. تبتسم على قول فريال أبقى قابليني إن عمرت في بيت راجل هترجعي لي بالكحك سخن.
تبسمت سهر قائلة أهو أبقى رجعتلك بحاجة بدل ما أرجع لك فاضية.
أغتاظت نوال منها وأنحنت تمسك حذائها وصوبته نحو سهر قائلة غوري من وشي. أنا لو كنت أتمنيت من ربنا يبعت لي بلاهم ما كنت بعتك لي.
ضحكت سهر قائلة عارفة إنك بتحبيني يا ماما بس أنا قدرك يا روحي. وعلى فكرة الشوز مجتش فيا.
تبسمت نوال بخفاء ولم ترد عليها.
رد عمار ادعى من قلبك يتقدم لها الشخص ده قريب وبعده ربنا يحل أمر جوازي بغيرها. تبسم يوسف بمكر هو في غيرها ولا إيه ضحك عمار لأ مفيش غيرها. أنت صديقي الوحيد وكمان مخزن أسراري. كنت هخبى عليك لو في واحدة تانية في حياتي كان هيهمني. كان زماني أتجوزتها. بقولك إيه سيبك من حكاية الجواز بقولك حماتي عاملة إيه بقالى مدة مشفتهاش. وخديجة كانت قالت لي إنها عيانة.
رد يوسف فعلا كانت تعبت شويه والدكتور طلب شوية تحاليل وفحوصات والحمد لله نتيجة الفحوصات كويسة هو بس الضغط والكوليسترول عاوزين تضبيط والدكتور كتب لها على أدوية وكمان حمية غذائية. وأسماء عاملة عليها حصر في الأكل وساعات بتعمل زي الأطفال بس بترجع تاني.
تبسم عمار قائلا الوقت لسه بدري هوصلك لحد البيت وأشوفها. تبسم يوسف قائلا دي هتفرح قوي. كام مرة سألتني عليك قلت لها إنك في أرض الفيوم بتتابع استصلاحها. رد عمار أه والله أرض الفيوم دي مشاكلها مش بتخلص بس خلاص بدأت تنتج وجايلي فيها عرض بيع هشوف لو لقيته مربح ليا هبيعها وأخلص من مشاكلها. تبسم يوسف قائلا مكنش ده كلامك في أول ما اشتريت حتة الأرض دي كنت بتقول هتعمل عليها مزرعة ومش هتبيعها وهتحتفظ بها. ولما بدأت خلاص تنتج هتبيعها. رد عمار هي والله مش عاوز أبيعها بس الجار اللي جنب الأرض دي راجل مشاكله مع الحكومة كتير وتقريبا كان زارع في أرضه خشخاش. والحكومة مركزه معاه وكل يوم والتاني ألاقى على أرضي تفتيش من الحكومة وعرضت على جاري يشتري أرضه رفض. وهو مصاحب مطاريد من الجبل وعامل مزرعته زي وكر لهم ده غير أن المطاريد دول أوقات بينزلوا أرضي ويسرقوا من الخضار والفواكه اللي فيها.
تحدث يوسف طب ما تبلغ الحكومة بأفعاله واطلب منها حماية أرضك منه. رد عمار تفتكر ما عملتش كده بس أنت عارف الحكومة مش بتحمي حد. أنا أقدر أخلص منهم وأجيب أكتر من غفير وأطلع لهم أسلحة مرخصة واللي يقرب ېقتلوه. بس دول بقولك مطاريد وهاربين من أحكام عليهم ومستبيعين الډم عندهم زي المياه وأخاف على أهلي منهم. فبلاش أخاطر. هأشوف الزبون اللي جاي لي لو قدم سعر مربح لي حلال عليه.
رد يوسف ربنا يقدملك الخير خلاص وصلنا قدام بيتي. لا أنزل دي أمي هتفرح قوي لما تشوفك. دي بتحبك زيي تمام. تبسم عمار وهو ينزل من السيارة قائلا وهي معزتها كبيرة عندي كفاية جابت لي صديق زيك بقدر أحكي له أسراري وأنا مطمئن. بس أوعى أسماء في لحظة صفا معاه تقرأ لها على أسراري. سار يوسف إلى جواره وضحك قائلا لا متخافش أخوك حاوي.
قال يوسف هذا وزفر أنفاسه. تحدث عمار شكلك واقع مع أسماء إيه اللي حصل موضوع الخلفه برضه رد يوسف أيوه هو أسماء حاطة الموضوع في رأسها بطريقة رهيبة. يعني الدكتورة من آخر مرة أجهضت قالت لها تاخد وسيلة منع حمل لفترة ترتاح الرحم من تكرار الأجهاض. في البداية كانت رافضة وقدرت أنا وخديجة وماما نقنعها إن الموضوع مش هياخد وقت طويل. فترة كم شهر مش أكتر وبعدها يمكن ربنا يكرمها وتحمل وربنا يكملها على خير. رد عمار بتمنى يا رب. يوسف نفسي أشوفك
متابعة القراءة