وصمه ۏجع بقلم سهام العدل
المحتويات
ولازم تعيشي وتواجهي المجتمع وانتي واثقة من كده بالعكس أنتي جميلة ف حاجة فيكي سحر وجاذبية بيميزوكي عن ناس كتير بالإضافة لقلبك اللي نادر وجوده ف زماننا ده عشان كده عايزك تشوفي نفسك صح شوفيها بكمالها وجمالها
ابتسمت له وردت بحب عيون المحب بس اللي بتشوف محبوبها كامل ياتميم
غمز لها بمشاغبة وقال طب وحبيبي عايز إيه أكتر من كده أنا لا شوفت ولا هشوف حد ف الدنيا أحلى وأجمل منك ياجميل
أعد لها طعاما وحمل الصينية وفتح عليها باب الغرفة وجدها نائمة مستغرقة في النوم وضع الصينية على المنضدة المجاورة للسرير ثم جلس على حافة الفراش بجانبها يتأمل ملامحها الشاحبة التي يبدو عليها الحزن حتى وهي نائمة يشعر بالعجز لا هو قادر عن التخفيف ولا هو قادر عن إزالة ذلك الثقل من عليه ولكن كل ما يستطيع فعله حاليا هو المحاولة لخلق حياة هادئة بينهما فهو من الصعب عليه تركها حاليا فهو يشعر بالقلق الدائم عليها وهي معه فكيف سيكون وهي بعيدة عنه وخاصة بعدما رآها بهذا الضعف لذا هو لن يتركها للحياة تخبطها وتنهكها نفسيا حتى لو اضطر أن يسحق نفسه لأجلها
فتحت عينيها ونظرت له نظرة إنكسار فابتسم لها وقال قومي اصحى عشان تاكلي
ردت عليه بتعب مش عايزة آكل
إيه اللي أنت بتعمله ده
رد عليها وهو ينهض يحمل صينية الطعام إيه بقعدك عشان تاكلي
ابتلعت ريقها وردت عليه بهدوء قولتلك مليش نفس
وضع الصينية على رجلها وقال ما انا مش هسمع كلامك تاني الدكتور قال محتاجة تغذية وانتي رافضة الأكل فدلوقتي لو ما اكلتيش هاكلك انا
ثم حمل الصينية مرة أخرى ووضعها كما كانت وعاد يجلس بجوارها وقال تعرفي ان من يوم اللي حصل انا مأكلتش عايش على القهوة والشاي والسجاير تيجي نطلب اكل وناكل سوي بدل الاكل اللي يعمل تلبك معوي ده
بعد قليل عاد لها يقول إيه رأيك تقومي تقعدي معايا في الصالة نشغل فيلم لحد ما الأكل يوصل
أبدت قبولها وهمت للنهوض فاقترب منها ومد يده لها وقال متسنديش على إيدك لحد ما تطيب تعالي انا هسندك
استندت عليه حتى خرجت معه لتجلس في الصالة أمام التلفاز وبينما هو منشغل يبحث عن قناة للمشاهدة قالت له بس انت كده معطل نفسك جمبي وأكيد شغلك محتاجلك
ابتسمت له وقالت بسعادة ربنا يوسعها عليك انت تستاهل كل خير
الټفت لها بعيون مبتسمة وقال خفي بقى بسرعة عشان انزل شغلي
ردت عليه بهدوء قولتلك انا كويسة انزل شغلك وكمان انت اللي صممت أرجع معاك رغم إني طلبت منك الط
معرفش لولا ياسمين أختي اللي كانت دايما جمبنا وبتدعمنا كنا طلعنا إيه عشان كده إحنا نفضل مع بعض لحد ما نشوف الدنيا هتعمل فينا إيه وكمان انا مش هنزل غير اما تبقى كويسة فمتتعبيش نفسك أنتي
هزت رأسها ثم قالت بإمتنان متشكرة متشكرة على كل حاجة عملتها عشاني من يوم ما عرفتك لحد دلوقت رغم اللي أنا عم
قاطعها يقول بتفهم إحنا مفيش بينا شكر وبلاش نتكلم في اللي فات حاولي متفتحيش الموضوع ده تاني وأنا هحاول أنسى
نظرت له بحزن مصحوب بالندم ثم امتلأت عينيها بالدموع ولكنها سيطرت عليها ألا تسقط وهو لاحظ ذلك فأراد أن يحسن مزاجها فقال لها بحماس نسيت أبارك لك على خطوبة سدن
بالفعل عندما تذكرت أن اليوم تقرأ فاتحة زواجها ممن يحبها وتحبه فابتسمت وقالت الله يبارك فيك أنا مبسوطة لها أوي بس هي زعلانة إني مكنتش معاها النهاردة
شعر بالقلق فسألها اوعي تكوني عرفتيها حاجة عن اللي حصل
هزت رأسها بالنفي وقالت لا معرفتهاش حاجة قولتلها اني مش عايزة احضر عشان متحصلش مشكلة زي المرة اللي فاتت وهحاول اكون معاها يوم الخطوبة وكتب الكتاب
لانت ملامحه وشعر براحة وقال لها إن شاء الله هتكوني كويسة وتبقى جمبها
نظرت أمامها وقالت بحزن بفكر مروحش
سألها ومتبقيش جمبها
ردت وهي مازالت تنظر أمامها والحزن يملأ عينيها خليها تفرح وجودي في اي مكان بيسحب الراحة والسعادة منه وأنا مش عايزة وجودي يأثر على فرحتها
شعر بغصة تخترقه من كلماتها اليائسة فأقترب منها وجذبها فمالت على صدره مستسلمة أحكمها بذراعه الأيسر بينما رفع كفه الأيمن يمسح على شعرها بحنان ويقول شيلي الأفكار دي من دماغك أنتي المرة اللي فاتت معملتيش غير الصح وأديكي شوفتي النتيجة رجعوا طلبوها تاني وهي معززة مكرمة بطلي بقى تلومي نفسك على كل صغيرة وكبيرة
انكمشت على نفسها واعتدلت تنام على رجله بإرهاق وتعب ولم ترد عليه بل ظلت شاردة لدقائق حتى أتاهم صوت جرس الباب فمال على أذنها يقول بهمس الأكل وصل
نهضت بهدوء بينما هو قام واتجه للباب وبعد قليل عاد بحقائب ورقية وبلاستيكية وضعها أمامها على المنضدة وقال بحماس عايزك كده تشجعيني عشان عصافير بطني بتزقزق
لاحت على شفتيها شبه إبتسامة ولكن ما زالت ملامحها حزينة فتح أحد العلب الكرتونية الصغيرة التي بها الطعام وقربها منها وقال شوفي جبتلك الفراخ اللي بتحبيها
ردت عليه بخفوت متشكرة يا آسر مبقتش عارفة أقولك إيه ولا إيه
ترك ما في يده واقترب منها يجلس بجوارها وقال بحب متقوليش حاجة أنا عايزك بس تفوقي كده وتفرفشي وتفكك من الزعل والإكتئاب ده أنا بس يكفيني إنك لسه عايشة معايا في الدنيا ومش عايز غير كده وياستي اتعبيني زي ما تحبي ولا يهمك
أحست براحة من كلامه فرفعت عينها له وسألته يعني انا بجد وجودي يفرق معاك يا آسر
ابتسم لها وقال طبعا يفرق معايا وأنا قولتلك إني كفاية عليا وجودك جمبي أنا وأنتي نشبه بعض كتير وصدقيني أنا محتاجك معايا زي ما أنتي محتاجاني عشان كده قومي واقوي عشاني ومتفكريش في اللي فات ولا في اللي جاي اللي فات هندفنه واللي جاي سيبيه يجي براحته
تشبثت به وبكت بشدة وقالت من بين دموعها
متابعة القراءة