وصمه ۏجع بقلم سهام العدل
المحتويات
أنها تمنت كثيرا أن يراها كأنثي ولكنها الآن تشعر بالخۏف
هو أيضا شعر برهبتها منه فأراد أن يطمئنها ورفع يده التي تمسك يدها ومسح بها بحنان على شعرها الذي طالما إعجابه
تحول تلك الخۏف الذي كانت تشعر به إلى مشاعر غريبة أول مرة تشعر بها
هادئة يستكشف بها سحرها
تفاجأت من تلك التي سرعان ما انتهت ولكنها تمنت ألا تنتهي
لحظات جميلة عاشتها لأول مرة بين يديه سعادة تذوقتها مع من دق له قلبها تتمنى لو تمحي من ذاكرة الزمن كل ما سبق من عمرها وتكتب شهادة ميلادها منذ أول لحظة شعرت بدقات قلبه تتسائل منذ ليلة أمس أيعقل أن يكون عشقها هو الآخر
تمنت لو كان قضى بقية الليل إلى جوارها ولكنه تركها بعدما انتهى منها وغادر غرفتها وعاد إلى غرفته ليتها كانت تملك الجرأة التي تذهب بها إليه
نهضت ونظرت إلى الساعة وجدتها تجاوزت التاسعة شهقت فقد تأخرت في النوم كثيرا ومن المفترض استيقاظها منذ ساعتين
ارتدت مئزرا طويلا وخرجت من غرفتها واتجهت لغرفته تطرق الباب فلم تجد رد ففتحته وجدتها خالية منه نزلت السلم تبحث عنه في الشرفة وفي غرفة المكتب وأيضا لم تجده فعلمت أنه ذهب إلى عمله شعرت بالحزن أنها لم تنهض قبله كعادتها وتعد له الفطار وتظل بجانبه حتى يغادر ولكنها سرعان ما هدأت وصعدت تأخذ حماما دافئا ثم توقظ الولدين وتتناول معهما الإفطار
التمست له ذلك فمن الممكن أن يكون لديه عمل أو في غرفة العمليات
مر يومها ككل يوم ولكن تحولت سعادتها التي استيقظت بها إلى قلق عندما لم يأتي وقت الغذاء وحل المساء ولم يأتي
ظلت تنتظره كثيرا وهي تنتقل بقلق وذعر وقلة حيلة من الشرفة إلى الداخل والعكس حتى سمعت صوت قدوم سيارته وضعت يدها على قلبها تطمئنه أنه بخير ثم وقفت تنتظره عند الباب حتى وجدته يدلف إلى المنزل ويبدو على ملامحه الحزن والإرهاق
وقف جامدا كما اعتادت عليه من قبل وقال كويس
استأنفت تقول بقلق أمال مبتردش عليا ليه وكنت فين مروحتش المركز النهاردة
أشاح بوجهه عنها ولم يرد وصعد السلم أمام عينها تعجبت منه ومن تجاهله لها فصعدت خلفه تستوقفه قبل أن يدلف إلى غرفته وسألته فيه إيه طمني عليك مالك
رد عليها بهدوء مفيش مرهق شوية ممكن ادخل ارتاح
مرت ثلاثة أيام وهو على هذا الحال فدائما يتهرب من لقائها يخرج صباحا قبل أن تستيقظ ويعود متأخرا ويغلق أي مجال للحديث بينهما بينما هي تعيش في حزن دائم وحيرة وقلق ولكنها اليوم قررت ألا تصمت وتستسلم لتلك المعاملة فانتظرته في غرفتها حتى عاد مساء وعندما شعرت بعودته ودخوله غرفته نهضت واتجهت إلى غرفته وفتحتها دون أن تطرق الباب ووقفت أمامه بصمود بينما هو قد بدأ في تغيير ملابسه وخلع سترته
تفاجأ بدخولها عليه الغرفة ووقوفها كذلك بشموخ وعينيها كلها إصرار تلك العينين الذي عاهد نفسه ألا يترك نفسه لهما مرة أخرى ألا يضعف لبراءة تلك الأنثى بجمالها الذي طغى علىه واستفذها حتى فقد السيطرة على نفسه واستسلم وضعف معها في ليلة يتمنى لو يمحيها من ذاكرته للأبد كيف له أن يكون ضعيفا هكذا كيف له أن يفعل معها ما كان يفعله مع صبا هو يحترم تلك البريئة ويقدر
ما تفعله من أجله ومن أجل ولديه ولكن قلبه لا يملكه سوى من غطاها التراب ډفنها وډفن قلبه بجوارها وحرم على نفسه أي متعة سوى بها ومعها ولكن تلك الليلة سيطرت عليه التي أشعلتها تلك المرأة الساحرة حقا ساحرة تسحره دائما ببرائتها ورقتها وحنانه الذي يغمر الجميع وجودها يضعف قلبه ولكنه لم يكن يتوقع أنه هو سيسقط صريع في حضرة جمالها لذا وجد أن الحل الأمثل هو اجتنابها فمازال قلبه يحرقه على ماحدث وضميره لم يكف عن تأنيبه على ما ارتكبه من جرم في حق صبا وحق نفسه
أخرجه من ذلك صوتها الهادئ ممكن اتكلم معاك
فتح خزانته وعبث ورد عليها دون أن يلتفت لها أنا عايز أنام يا غصون نتكلم وقت تاني
اقتربت منه وقالت بإصرار مفيش وقت تاني أنت طول الوقت بتتجنب الكلام معايا ومش عارفة مالك بتخرج من بدري وبترجع متأخر لا بقيت تاكل ف البيت ولا تقعد فيه فيه إيه أنا عملت حاجة ضايقتك
الټفت لها وقال بهدوء قولتلك مفيش حاجة ظروف عمل
هزت رأسها بعدم تصديق وقالت بحزن لا فيه حاجة متغيرة من يوم اللي
قاطعها قائلا بحدة اللي حصل ده غلطة ومش هتكرر تاني وبلاش تفتحي في الكلام ده تاني
نظرت له بعيون ممتلئة بالدموع وقالت بتساؤل غلطة!!!
أدار وجهه منها وقال بصوت نادم أيوة غلطةغلطة غلطتها واستسلمت لها في لحظة ضعف وأنا اللي بدفع تمنها عڈاب وقلة راحة أنتي مش مطلوب منك غير إنك تنسى اللي حصل وتعرفي إنك هنا عشان الولاد وده الشئ نفسه اللي بيربطنا بعض وياريت تفهمي ده
ابتلعت دموعها وتظاهرت بالقوة وقالت بصوت جاهدت أن يظهر طبيعيا مفهوم يا دكتور ياسر بس الشئ اللي بيربطنا بعض أنت فين واجبك تجاهه يزيد ويزن كل يوم بيسألوا عليك والحجج والمبررات خلصت أنا مش عايزة غير انك تعطيهم من وقتك شوية وتهتم بهم
الټفت لها وقال بتفهم أنا فعلا أهملتهم الفترة اللي فاتت بس إن شاء الله من بكرة هحاول أعوضهم
هزت رأسها بموافقة واستدارت تخرج فاستوقفها قائلا الروضة كلمتني والباص هيجي ياخدهم من اول الأسبوع وبكرة جهزيهم بعد الغدا هاخدهم وأخرج يتفسحوا ويغيروا جو
التفتت له وقالت بصوت
هادىء بكرة خطوبة سدن وأنا هاخدهم معايا خليها يوم تاني
رد عليها بجمود روحي انتي خطوبة اختك وسيبي الولاد معايا بما أن بكرة يوم راحتي
ابتلعت ريقها بإنكسار وقالت اللي تشوفه وتركته وغادرت إلى غرفتها ومجرد أن أغلقت عليها باب الغرفة جلست على الفراش تنظر إلى الأرض بعينين جاحظتين وتتذكر كلماته أيوة غلطةغلطة غلطتها واستسلمت لها في لحظة ضعف وأنا اللي بدفع تمنها عڈاب وقلة راحة أنتي مش مطلوب منك غير إنك تنسى اللي حصل وتعرفي إنك هنا عشان الولاد وده الشئ نفسه اللي بيربطنا بعض وياريت تفهمي
متابعة القراءة