قصه مشوقه
المحتويات
ده كمان
شرح له ببساطة
الدنيا نواحينا متقسمة زي مناطق وكل منطقة ليها كبير واحنا كبيرنا الهجام وهو مش أد كده مع العترة إكمنه عمل كام دقة نقص معاه.
انقبض قلبه في توجس وسأله
طب والعمل إيه
نفخ بصوت مسموع قبل أن يقترح عليه
بص احنا نحاول نشوف واسطة خير يحللنا الحكاية جايز تخلص من غير مشاكل.
في التو أكد له فهيم مشيرا بيده
تعاطف معه وعقب بجدية
سيبلي الحوار وأنا هتصرفلك فيه.
بدا ممتنا لمبادرته بالمساعدة وأخبره
ربنا ييسرلك الأمور وأنا مش هنساك طبعا.
في شيء من المجاملة رد
تعيش يا عم فهيم.
ثم فرقع بإصبعيه ليستدعي صبي المقهى من جديد ليميل الأخير عليه ويهمس في أذنه ببعض العبارات غير المسموعة في التو تغيرت تعبيرات وجه الصبي ومع ذلك قال في طاعة
عرجت على أحد محال بيع الحلويات الشرقية الشهيرة وابتاعت لابنتها منه ما لذ وطاب وخاصة ما تشتهيه لنفسها قبل أن تصعد إلى منزلها القريب منه لتقوم بزيارتها دون أن تهاتفها مسبقا لتعلمها بقدومها لكنها كانت مضطرة لفعل ذلك لتفاتحها في المسألة الهامة التي جاءت خصيصا من أجلها. فرحت إيمان لرؤيتها مع شقيقتها واستقبلتهما بحفاوة وترحاب ونظرت إلى العلب الكرتونية المغلفة بالأشرطة وعاتبت والدتها في رقة
ابتسمت قائلة بودية
ما إنتي عارفة أبوكي موصيني.
بادلتها الابتسام وقالت في حبور
ربنا يخليكم ليا يا رب.
ثم التفتت ناظرة إلى دليلة التي كانت تتمدد باسترخاء على الأريكة المريحة وهي تعبث بهاتفها المحمول لتسألها باهتمام
عاملة إيه يا دوللي مبسوطة
بتتريقي
اكتفت بالتبسم لها فتابعت دليلة في سخط
مش هتكلم بس احنا في حتة بيئة أوي مش هاقولك على الحكايات اللي بتحصل فيها دي ولا الأفلام.
تطرقها للحديث عن هذا الأمر تحديدا مهد لها الكثير فاستغلت عيشة الفرصة لتصرف ابنتها الصغرى فأمرتها
خشي اغسلي الأطباق لأختك بدل ما إنتي أعدة كده.
هو شغل هنا وشغل هناك!
شددت عليها أمها بلهجتها الآمرة
يالا اتلحلحي.
على مضض نهضت من موضع جلوسها وسارت تجاه المطبخ لتؤدي مهمة غسل الصحون وتنظيفها ما إن اختفت عن ناظريها حتى انتقلت عيشة بجوار ابنتها لتهمس بخفوت جاد للغاية
إيمان عايزاكي في كلمتين
استغربت من تبدل حالها وسألتها بقلب وجل
ازدردت ريقها وتابعت مباشرة
ينفع تخلي دليلة تقعد معاكي هنا المكان اللي احنا فيه صعب أوي وأنا خاېفة عليها من العالم الواغش اللي عايشين فيه.
استطال وجهها لحظيا فقد استشعرت الحرج من مطلبها رغم أهميته خاصة مع انزعاج زوجها مؤخرا من انتقال العائلة لهذه المنطقة المتدنية في كل شيء ومع هذا أخبرتها بتردد محسوس في نبرتها
مش عارفة راغب رأيه هيكون إيه
لو لم تكن مضطرة إلى هذا لما لجأت إلى مساعدتها في شيء من الإلحاح طلبت منها
حاولي تقنعيه ده وضع مؤقت وأنا هزن على أبوكي ليل نهار لحد ما ننقل من المنطقة دي.
بهتت ملامحها نوعا ما وراحت تقول بحيادية رافضة إعطائها الرد النهائي على هذه المسألة الشائكة
مقدرش أوعدك يا ماما بس هعمل اللي عليا.
استدارت الاثنتان بوجهيهما نحو باب المنزل عندما سمعتا صوت المفتاح يدار في قفله تأهبت عيشة في جلستها ووضعت ابتسامة وقورة على محياها عندما رأت زوج ابنتها يلج من الباب على عكسها وجمت ملامح الأخير حينما وجدها جالسة بالصالة وردد في نبرة مستنكرة وكأن وجودها غير مرحب
متابعة القراءة