قصه مشوقه
المحتويات
المفروض تبوس إيدها وش وضهر إنها جت مع الست توحيدة وهي بتقدر اللي معاها.
افتعلت الضحك فبدت ضحكاتها مزيفة وسخيفة قبل أن تقول
بكرة تدوقي الشهد وتودعي الفقر.
من بعيد راقبت وزة ما تعرضت له هذه المسكينة من ظلم واضطهاد فشعرت بالأسف عليها وانتظرت ابتعاد هذه اللئيمة عنها لتحضر بعض الثياب لها لتدنو منها قائلة في صوت خفيض ونظرة حذرة تطوف في أرجاء الغرفة
انتبهت لها مروة وتطلعت إليها من خلف سحابة الدموع التي تحتل حدقتيها لتجدها مستمرة في حديثها الخاڤت
لو جتلك فرصة تهربي من هنا اعملي كده وانفدي بجلدك.
لم تتوقف عن البكاء ووزة تواصل إفراغ ما في جعبتها من مشاعر ناقمة ساخطة
دول أبالسة مايعرفوش ربنا.
لاحظت خضرة وجودها بالقرب من كنزهما الثمين فاتجهت إليها بخطوات سريعة تسألها في تحفز
في التو عمدت إلى تغيير الموضوع بسؤالها المتذلل
مش هتكلميلي الست توحيدة عن ابني
بجمود واضح أخبرتها وهي تدفعها بيدها للخلف
حوارك ما يخصنيش.
توسلت إليها في إلحاح
ده أنا حبيبتك ساعديني الله يكرمك.
زمت شفتيها متمتمة في تجهم
وأنا ماليش حبايب ويالا ابعدي عنها وشوفي وراكي إيه.
اضطرت وزة للانصياع لها وتراجعت مبتعدة عن مروة لتسمع خضرة وهي تدمدم
رغما عنها كبتت وزة مشاعرها الأمومية في صدرها وراحت تردد بين جنبات نفسها في رجاء
مسيري أعرف طريقك يا ضنايا وأرجعك لحضني.
بقي على وجومه وشروده بعدما غادر محيط المخبز فقد كان يعتمد على الربح القادم منه لادخاره من أجل الانتقال لمنطقة سكنية أفضل لكن حديث درويش هدم كافة آماله بل وجعله عرضة للتشاحن معه وتصعيد الأمور لشيء خطېر. انتشله من سرحانه رنين هاتفه المحمول. انقبض قلب فهيم عندما وجد زوجته تتصل به لا إراديا ظن أن ذلك البغيض نفذ تهديده ومكروها قد وقع لإحدى ابنتيه فأجاب على الاتصال في جزع
اندهشت من اللهفة التي كان عليها وهو يسألها ومع ذلك تغاضت عن سؤاله لتعلمه
أنا هاخد دليلة ونروح لبنتك إيمان شوية.
ما زال زوجها على خوفه فتساءل بنفس النبرة المتوجسة وكامل وجهه يعكس قلقا متعاظما
هي كويسة حصلها حاجة ما تتكلمي.
استغربت أكثر من طريقته المريبة في السؤال عن أحوالها وأكدت له
تنفس الصعداء وأصغى إليها بقدر من التركيز وهي تخبره
بس إنت عارف صعب تيجلنا هنا وأنا عاوزة أشوفها وأقعد معها شوية.
وافق على طلبها مبديا شرطه الإلزامي
ماشي روحي بس ما تطوليش.
أطاعته بلا جدال
طيب.
أنهى معها المكالمة ليعيد وضع هاتفه داخل جيب بنطاله القماشي وتابع سيره المهموم ليلتقي مصادفة مع كيشو الذي هلل مناديا باسمه وهو يلوح بيده في الهواء
وكأن في رؤيته نجدة من السماء فأقبل عليه هاتفا في صوت عبر عن مدى احتياجه إليه
كيشو ابن حلال أنا عايزك في حاجة مهمة.
لم يرفض مطلبه ودعاه للجلوس معه قائلا
طب تعالى نتكلم على القهوة.
هز برأسه موافقا
ماشي.
اتجه الاثنان إلى المقهى القريب لينادي كيشو على الصبي الذي يعمل هناك ليعد لهما كوبان من الشاي حتى يصغي بتركيز إلى ما يريده منه.
بعبارات بسيطة ومفهومة راح يسرد ما تعرض له من عملية يمكن وصفها بالاحتيال لنهب حقه الشرعي ولم يقاطعه كيشو طوال حديثه إلى أن فرغ تماما حينها لوى ثغره بعبوس وفرك طرف ذقنه بيده مرددا في امتعاض
حوارك ده في مشاكل وناس هتزعل من بعض.
تعبيرات وجهه أوحت بمدى تعقيد الأمور وتيقن فهيم أكثر من صدق حدسه حينما أعطاه تلميحا بدا غامضا إلى حد ما
وخصوصا إن الحاج درويش تبع جماعة العترة.
حدق فيه متسائلا
مش فاهم مين
متابعة القراءة