لم تكن يوما خطيئتي سهام صادق
اكتفي ولم يعد يحتمل
أغلق حاسوبه يخبره سكرتيرته ان تلغي كل مواعيده... كاد ان يتحرك ويغادر مكتبه ولكن رنين هاتفه اوقفه لينظر لرقم المتصل بقلق
أيوه يااستاذ منير
تعالا خد مراتك معندناش ستات بتبعد عن بيت جوزها...
وطالع قدر الباكية بنظرات خبيثه يغمز لها وسميره تقف تضع بيدها فوق فمها حتى لا تطلق زغروطتها
واه عرفنا خلاص سبب تمرد مراتك...وربنا يصبرك عليها الشهور اللي جايه
قصدك ايه يااستاذ منير
عد الشهور من دلوقتي سبع شهور ويشرف ليكم عزيزي صغير
صدمة وسعاده ملئت قلبه... ارتعشت يده فوق الهاتف وهو لا يصدق ما سمعه... دمعت عيناه يحمد الله على نعمته
كان يعلم أن الله مدام منحه السعاده دون أن يسعى سيتم نعمته عليه
ارتفعت عيناها نحوه تستنكر كلمته فلو كان اشتاق إليها ماكان تركها تلك المده
اتسعت مقلتيه ذهولا وهو لا يصدق انها في النهايه جعلته حتى في هذا مخطئ.. تنهد بيأس مقتربا منها
قدر انا كل يوم بجيلك عند خالك...وفي الاخر تقوليلي سبتني اسبوع
لو كنت عايز تاخدني كنت هتجبني ڠصب عني
فرك جبهته بكفه والارق ينهش جسده
يعنى نسيبكم على راحتكم مش نافع نستخدم العڼف مش نافع
اشاحت عيناها عنه ليطلق أنفاسه متنهدا
ذكرها بفرحتها التي سجدت لله شكرا عليها ولكن لا تعلم لما احبت ان تنكد عليه فرحته
الټفت بعينيها نحوه لتجد ماصدمها شهاب يبكي
انت بټعيط ياشهاب
بعيط من الفرحه..حياتي اتغيرت في سنه... اتغيرت من ساعه مدخلتيها ياقدر
ندمت على سوء ظنها به...ندمت لأنها للحظة فقدت الأمل
بقوه يخرج فيه اشتياقه
مش عايز ادمجك في العالم بتاعي عايزك في عالم ليا لوحدي ياقدر... عارف انها أنانية مني بس انتي السبب حنانك وحبك خلاني كده
وابتعد عنها ينظر إليها يمسح عنها دموعها التي باتت تحزنه
انت ازاي كده
ابعدها عنه يطالعها بأبتسامه متسعه يميل برأسه يمينا ويسارا يمازحها
كده ولا كده
سارت بين الأراضي
الجو جميل اوي ياعاصم
التف نحوها ينظر لعينيها التي تشع سعاده
بقيتي كويسه دلوقتي
اماءت برأسها والسعاده تملئ قلبها من اهتمامه حتى لو كان بسيطا
صدح صوت خلفهم وصاحبه يلهث
ياعاصم بيه. ياعاصم بيه
ولم يكن صاحب الصوت الا صاحب الأرض هذا الرجل الذي اشفقت عليه وهي ترى نظرته الکسيرة وتعلقه بأرضه
شكرا يابيه على اللي عملته معايا
وقفت تتابع المشهد بأعين متسعه وقلبها يدق سعادة فعاصم لم يأخذ ارضه بل ودفع دينه
والخبر الذي تلقاه الحج محمود كان اسعد خبر يسمعه اقترب منه عاصم بعدما علم الخبر
مبروك ياحج جالك حفيد ينضم لعيلة العزيزي
دمعت عيني الحج محمود يرفع يديه يحمد الله على نعمه... شهاب بشره بخبر حمل قدر
والان يبشره عاصم بأنجاب لبنى
عايز اسافر لاختك ياعاصم... عايز اشوف بنتي
وارتفعت عيني الحج محمود وهو يسمع ما لم يصدقه بكى وتلك المره كان بكائه سعاده
كلنا هنسافر ليها ياحج... انا وانت وايمان
طالعت قدر صورة الصغير تنظر لملامحه بسعاده
ده شبه عمر ياشهاب
اقترب منها يحاوطها بذراعيه سعيدا لسعادتها
بس انا شايف انه شبهك انتي
التمعت عيناها وهي تنظر للصغير مجددا
هو انا حلوه كده
طبعا ياحببتي
تعلقت عيناها به ونظرة واحده كانت تحمل كل ماانبته بقلبها
رجلا أمات داخلها ما سمعت عنه في الحكايات ليأتي اخر يعلمها كيف يكون الحب
اغمضت عينيها تشعر بيديه تداعب وجنتيها ثم بعدها لم تعرف كيف أصبحت بين ذراعيه وهذا هو شهاب يخطف أنفاسها دون شعور منها لتسلمه مفاتيح حصونها
أتت للبلدة مرغمة بعدما انتهت امتحاناتها ولكن لم تكن تظن ان ارغامها سيجلب لها تلك السعاده... حامد يفتح لها ذراعيه يهز لها رأسه بأن تقترب منه
حدقت به تخشي ان تكون تحلم من شدة توقها
ابتلع ريقه بآلم وهو يراها تارة تقترب خطوة وتارة أخرى تتراجع
تعالي ياعهد
وكأنها كانت تنتظر سماع صوته نظرت لادهم الذي طالعها بحنان يحثها على الذهاب اليه ولم تشعر بتحرك قدميها الا عندما أصبحت أمامه
سامحيني ياعهد... انا عمري ماكرهتك بس ڠصب عني... القسۏة اتزرعت جوايا وقلبي كان ضلمة
بكت كما بكى هو لتبتعد عنه ترفع عيناها نحوه
انا كنت بدعي ربنا كتير انك تحبني... كان نفسي من زمان اوي
واردفت وهي تمسح دموعها بأكمامها كالاطفال
بيقولوا حضڼ الأخ حلو اوي
عندي ليكي مفاجأة هتفرحك
ابعدها عنه يسحبها خلفه...والصدم كانت من نصيب كلتاهما
ابله رحمه
ركضت نحو رحمه التي ضمتها بحب تمسح فوق وجهها وقد اشتاقت اليها
أنتي كويسه ياحببتي... عملوا فيكي ايه
ورحمه القديمه تعود فشرارتها لم تنطفئ الا مع واحدا...
اطرقت عهد رأسها بخجل لا تعرف ما تخبرها به .. فألتقطت عيني رحمه رجلا يقف خلف حامد
هو ده جوزك
ارتفعت عيني عهد نحوه ترمقه بخجل لتندفع رحمه نحوه تمسكه من قميصه
خلاص عهد رجعت لبيتها اخوها طلقها وشكرا لخدماتك...
نعم... انا جايب مراتي هنا عشان تخدوها انطق ياحامد
وقف حامد يشاهدهم.. يضحك على أفعال زوجته.. احتقن وجهه يجذب تلك التي وقفت جوار شقيقها مستمتعه
هو انا مقولتلكيش يا ابله
..عهد حامل
وشهقه طويله خرجت من بين شفتي رحمه. فتخفض عهد عيناها تسبه بسرها لقد احرجها وانتهى الامر رغم وعده لها بأن يبقى الأمر بينهما
حامل ازاي
خد مراتك من قدامي ياحامد... اقولها ايه ديه
واجتذب عهد خلفه رغم أعتراضها يرمق رحمه بنظرات مستنكره وحامد يقف لا يفعل شئ إلا الضحك
اختك وشوفتها... ابقى تعالى لينا عند بيت عمك الحج محمود
نظرتها اليه اوجعته تظن انه احضرها للندن حتى تخضع لعملية التجميل... ارتجفت شفتيها تنظر له
لدرجادي مش حابب شكلي ياعاصم
ضمھا اليه يفهم مشاعرها
لو مش عايزه نبدء المشوار مش هجبرك بس اوعي تفتكري اني بعمل كده عشان ارضى نفسي... انا بعمل ده عشانك انتي... انتي كامله في عيني وهتفضلي كامله طول عمرك
التمعت عيناها بآلم تخفي دموعها عنه فيسحب يدها مغادرا المشفى
خلاص ياحببتي انا عايزك كده صدقيني
وبعد أن كانت دموعها ټغرق وجهها... أصبحت الابتسامه تشق شفتيها بأتساع وصوت ضحكاتها تتعالا ولأول مره ترى عاصم كالطفل الصغير
رحلة حب نعموا بها
حتى عمر كان ينظر اليه متعجبا من تغيره ولكن تغيره كان في صالحه .. ف لبني السعاده عادت لعينيها وهي ترى عائلتها حولها تنعم بدفئهم
فتحت عيناها تنظر اليه وهي تتحسس ملامحه
مش هتقولي سر كوابيسك ياعاصم
زفرة طويله حملت جميع أوجاعه يغمض عيناه يحارب ذكرياته وماضيه
والمعنى كان واضح انه لا يريد الحديث عن سره.. لم تغضب منه تعلم تماما ان سره ماهو الا بحر ظلامه
انا عايزه اعمل العمليه ياعاصم
وقف يطالعها وكأنه اب يطالع ابنته وتلك كانت هي الحقيقه.. هو يراها كل شئ بحياته كما تراه هي كل عالمها
هتتأخري كده على أول يوم جامعه
نظرت لوضع حجابها تهتف بحنق
مش عارفه ماله مش راضي يتظبط
أنتي ليه صاحيه النهارده تتخنقي مع دبان وشك
والتذمر كالعاده يكون صدى ما لايعجبها منه
تعالي ياعهد اظبطهولك لان لو فضلنا على مزاجك النهارده لا انتي هتروحي الجامعه ولا انا هروح الشغل
توهجت عيناها بالحب تنظر اليه وهو يهندم لها حجابها وبعدها سحبها نحو طاولة الطعام ليطعمها بيديه وهي تطالع كل ما يفعله بسكون...لقمة وراء لقمة كان يدسها بين شفتيها وهي مستكينة معه حتى اخيرا خرج صوتها
أدهم
اكمل اطعامها لينظر إليها بعينيه متسائلا عما تريده
بحبك
ولو كان يوجد اكثر منها لاخبرته... ورغم الۏجع الذي سببه لها من قبل الا ان ما فعله ويفعله يمحي مامضي
والكلمه ونظرتها الهائمة به
كانت تفي وتزيد... نبض قلبه واتسعت ابتسامته ونسي انه تأخر عن عمله من أجلها ومن أجلها يفعل ما تريد
وأمام بوابة الجامعه توقف بسيارته تنظر له وللجامعه بقلب خافق والحلم تحقق دون أن تفقد حلمها الآخر
يلا يابشمهندسه كده هتتأخري على أول محاضره
جاورهم الحج محمود والسعاده تغمر قلبه مشيرا لهم ان يكملوا حديثهم في العمل
عيناه لا تصدق ان عاصم يجلس يحاور زوجته بل ينصت إليها ويستمع لنصحها في بعض الأمور... لم يتغير عاصم جذريا ولكن تغيره أصبح واضح وهو سعيد فلم تخيب نظرته ب ايمان التي تمنى داخله لو كان ابنه وجدها منذ زمن
وبنظرة اب علم ان ابنه أصبح عاشق لزوجته... ف اللهفة التي أصبح يراها داخل عينيه كلما توجعت او بكت تخبره بتلك الحقيقه وهو خير سعيد بهذا
ولم ېكذب من قال ان النساء بيدها ان تغير الرجال بحنانها
ضجر من تقلباتها عليه... تحبه ولا تطيقه وبين هذا وهذا كان يجن جنونه
خرج صاڤعا الباب خلفه يتركها تبكي كالعاده
خلاص تعبت وقرفت كل يوم نكد
أسرعت نحوه السيده رسميه تشفق عليهم فوحدها من عرفت الحقيقه من نعيمة بعد اڼتحار لطيفة خشت ان يظل الذنب يلحق بها طيلة عمرها وتنال عقابها فأخبرته بصنيعها نادمه متوسله لها الا تخبر أحدا والسحر انتهى مفعوله ورحمه لم تعد تفهم حالها... يدلل يرعى ويصبر وهي لا تخبره الا انها لا تطيق أنفاسه
استهدي بالله يابني... انا هدخل ليها معلش استحمل ديه حامل
زفر حامد أنفاسه بسأم فلم يعد يتحمل رفضها واخبارها الدائم له انها لا تطيقه
ادخليلها يارسميه وعقليها... عشان خلاص زهقت
نفذت رسمية طلبه لتنظر لرحمة التي اخذت تبكي حتي مشاعرها المضطربة
لا حولا ولا قوه الا بالله.. والله ديه عين وصابتكم يابنتي بعد ما رجعتم من الحج
ازدادت رحمه في بكائها تضع بيدها فوق بطنها من شدة آلمها
لتسرع رسميه إليها
يابنتي كفايه عياط عشان اللي في بطنك
تعبت ياخاله رسميه تعبت... كل يوم خناق وهو مش قادر يفهم انه ڠصب عني
يابنتي ماهو مافيش راجل بيقبل مراته ترفضه وتقوله مش طيقاك... استهدي بالله واخرجي صالحيه
هزت رأسها رافضه فهي تعلم نهايه المصالحة... فخصام اخر سيحدث بعدها
تنهدت رسمية بقلة حيله تسرع للخارج تنظر لحامد الذي جلس يزفر أنفاسه بضيق ظاهر فوق ملامحه والحل كان واحدا
انا لازم اقولك يابني على الحقيقه
والصدمه احتلت معالم وجهه... يعود بذاكرته لتغير رحمه فجأة بعد تلك الليله... دار حول نفسه كالثور الهائج لطيفة حتى بعد مماتها خلف كل شئ
انصرفت رسميه تطرق رأسها أرضا.. ليهوي فوق مقعده مجددا يضع وجهه بين كفيه رحمه لم تعد تحبه لقد بطل السحر
مرت ساعه وهو جالس
هكذا لينهض بعدها عازما انه سيعيد حبها له من جديد
دلف للغرفه يطالعها لتتعلق عيناها به
حامد انا والله ماعارفه فيا ايه
ولم يعد غبي لا يفهم شيئا اسرع إليها يضمها بحب
خلينا نروح يومين اسكندريه نشم هو.. وانا هصبر
يارحمه ومتزعليش مني لما اتعصب عليكي مبقتش قادر تبقى بعيده عني
سارت جواره تتعلق بذراعه تسمع مزاحه وتضحك رغما عنها
كفايه ضحك عليا
مش قادر ياقدر... منظرك مش راضي يروح من عيني وانا بشدك زي العيله الصغيره تدخلي الميه وانتي بتضربيني
اومال عايزني أغرق
تعالت ضحكته فالټفت الأنظار نحوهم في ساحة الفندق ولكنه كان لا يهتم
هتغرقي على الشط
أخرجت هاتفها تلتقط لهم إحدى الصور بعدما توقف بها شهاب بعد بضعة خطوات يسألها عما بها
والصوره لم تكن إلا له وكأنها تريد زيادة أوجاعه وحرقته لم يكفيها مافعلته به لتجعل قلبه ېحترق وهو يحدق في الصوره ودموعه رغما عنه انسابت فوق خديه وآه مؤلمة استوطنت قلبه
لتنظر له والدته وهي تحمل الطفل الرضيع ذو الأربعة أشهر بحسرة على حالهم... تدعو ليلا ونهارا على شمس ومافعلته بولدها وكسرته امام الناس بعدما هربت مع عشيقها الذي لم يكن الا صاحب العقار الذي أمامهم
مالك ياكريم
والقهر والحسړة وحدهم كانوا ينهشوا روحه ليقترب من والدته يضع الهاتف أمامها... لتهتف سميحه دون تصديق
ديه قدر مين الراجل اللي معاها ده
والرد كان واضحا بطن منتفخة ورجلا يضمها اليه والسعاده تغمر ملامحها
جوزها عارفه مين ده شهاب العزيزي
والاسم نطقه بمراره ليرحل من أمامها... وعدالة الله تحققت ولم يحرمها الله لا من زوج ولا من طفل
وهو حصد ما اراد وجاء له الطفل واختفت السعاده.
النهاية
بقلم سهام صادق