لم تكن يوما خطيئتي سهام صادق

موقع أيام نيوز


ان عمر يعرف بشئ ولكن من ماذا سيخافون فالقضيه كانت قضية شرف وانتهى أمرها بالستر دون ڤضيحه...
عمر لو كان عايز يفضحك كان فضحك من زمان وبدل ما انت كنت بتهدده وبتدوس عليه فضل ساكت ومفهم الكل ان سبب عدائكم رفضك للنسب وابن عمها طالب ايدها من زمان
نهض شهاب من رقدته ينفض ثيابه وعيناه عالقه بنظراته الساهمه وانفاسه المتسارعة

فكر ياعاصم بهدوء... انت اللي بتخلق عداوة وبتنبش في
الماضي لا أدهم ولا أبوك هيتحملوا يعرفوا الحقيقه ولو كنت انا اتحملتها فكل ده عشانك وعشان ذكراها وسيرتها تفضل طول العمر طيبه 
واردف بحسرة وهي يتذكر كيف كانت غالية على قلبه
اللي ماټت كانت بنت اخويا قبل ما تكون مراتك... انا سلمتها ليك ورده مفتحه كلها حياه لكن انت بقسوتك خليتها تدور على حد تلاقي معاه الحنان
وانصرف بعد كلماته الاخيره يلتقط أنفاسه بصعوبه لا يقوي على السير
وبعزم قوته طرق عاصم فوق التراب ېصرخ من قهره ..وقف شهاب يغمض عيناه بقوه يتمنى لو لم يعش كل منهما هذا الآلم
ففاجعة مۏت طفله جاءت بعد أشهر من مۏت خديجة ليشعر بالټحطم وهاهي الذكرى السابعه تقترب ولم يتركه الماضي للحظه يهنأ
ولكن عندما تحركت من مكانها وجدته قد عاد مجددا لتتقابل عيناهم يسألها بخشونه وهو يتحاشا النظر إليها
صاحيه ليه لحد دلوقتي
تمسكت بكأس الماء تبتلع لعابها
انا همشي خلاص من هنا وهريحك من شوفتي
تنهد حامد پغضب يبعد انظاره عنها

يخشى النظر إليها فيري فيروز في عينيها
هيكون احسن لينا كلنا... وجودك من البدايه مكنش مرحب بي يابنت فيروز
انا بنت إبراهيم العزيزي مش بنت فيروز مش بنت الرقاصه
صړخت دون اراده فقد سأمت من هذا النداء ومن كرهه.. احتدت نظرات حامد وهو يرمقها
محدش اتظلم في الحكايه غيري انا... اتربيت يتيمة وانا ليا اب
واردفت بحسره ..فالسنوات عاشت تري نفسها انها ابنة راقصه والراقصه لا تنجب الا راقصه
الكل بقى شايفني اني هكون زيها... شيلتوني ذنب معملتهوش..
واغمضت عينيها تتذكر عبارات زوج خالتها الجارحه
رمتني لخالتي عشان مقفش قدام مستقبلها... مفتكرتنيش غير قبل ما ټموت زي ما هو برضوه افتكرني في مرضه
اهتزت شفتي حامد يلجم لسانه حتى لا يعترف لها بالحقيقه فهو لا يكرهها انما يكره فيرو ولكن كبرياءه وقسوه قلبه اغلقت كل شئ.. ليعطيها ظهره راحلا من أمامها
التقط منير منها الهاتف وقد مل من شرحها لشقيقها سبب طلاقها
مش وقت شرح ولوم اللي حصل حصل وانا هنا موجود معاها
هدأت ثورة عمر اخيرا وداخله شعور قوي بالندم من اهماله لها واتصالاته التي تأتي كل فترات بعيدة
اسمعني كويس ياعمر
اتسعت عينيها خوفا مما هو قدم...ونظرت له برجاء وهي تهمس
اوعي تقوله حاجه ياخالي
تعلقت نظرات منير بها ورغم تصميمه من قبل لابلاغه عما فعله عاصم معها وتهديده لها إلا أنه تراجع بعد عرض الزواج الذي قدمه شهاب وقد نال الرجل استحسانه
عم مراتك طلب ايدها للجواز... ايوه شهاب بيه متفاجئ ليه
عرفنا ازاي... الراجل ياسيدي جيه يسأل عننا فشافها وعجبته.. مش بينا قرابه ولا ايه
واردف منير وقد ضاق صدره من كثر تساؤلاته
اختك مش موافقه على الراجل... فتقنعها لا الا انتوا لا ولاد اختي ولا اعرفكم
جحظت عين قدر وهي تسمع اخر حديث خالها فالأول مره يتهم لأمر شئ يخصهم لتلك الدرجه... القى الهاتف لها بعدما ضجر
خدي كلمي اخوكي... الواحد زهق من غباوتكم
ورحل صاڤعا الباب خلفه تحت نظراتها المصدومه
معقوله ياعمر... عمي شهاب هيتجوز قدر
تسألت لبنى وهي تقترب منه وقد أصبحت شديده النحول وارهقها الحمل بشده
مش مستوعب اللي بيحصل... وليه شهاب بيه مبلغنيش
قطبت حاجبيها لټضرب جبهتها متذكره مشاغلهم بعرس أدهم الذي اتي فجأة
اكيد فرح أدهم والمشاغل نسته حاليا... بس انت عارف عمي يعرف الأصول اد ايه
اماء برأسه زافرا أنفاسه فهو بالفعل يقدر هذا الرجل ويعرف مدى تقديره للاصول
شهاب بيه وقف جانبي كتير وعمري ما هنسي انه هو وادهم كانوا سبب جوازنا وانا مش هلاقي حد احسن منه اسلمه اختي وانا مطمن بعد عملت الحقېر كريم
واشتغل الڠضب داخله
انا دلوقتي عرفت ليه مبيردش على اتصالاتي
اهدي ياحبيبي ومتزعلش نفسك واهي قدر ربنا عوضها... وعمي شهاب بكره بالكتير وهتلاقي بيكلمك
انتهى العرس الذي استعجب البعض سرعة إتمامه وتوقيته
اقتربت منها لطيفة بعدما حان وقت خروجها من غرفتها وقد انتهت المزينة من تزينها ترمقها بشماته تنظر لفستانها الذي تولت هي احضاره وقد احضرته بكل محبه
قمر ياعروسه... بس ياريت تعجبي العريس لأحسن ده مكمل علامه بره ومهندس اد الدنيا
تجنبتها عهد قدر استطاعتها فقد حان وقت الرحيل وانتهاء تلك المحطه بحياتها والله اعلم بحالها وكيف ستكون محطتها الجديده
لطمت لطيفه ذراعها بعدما ضجرت من صمتها
مبترديش عليا ليه... كده ازعل منك وانتي كلها فتره وهتشرفينا تاني فأتعدلي كده
قبضت فوق كتفيها تنظر لعينيها المكحله پحقد
بنت الرقاصه متنفعش تعيش وسط الاكبار... وبكره البشمهندس يعرف
انه ادبس فيكي
ولوت شفتيها وهي تستنكر تلك الزيجة التي لا يعلم خبايها الا الحج محمود وابراهيم
قال عحبتيه من اول نظره... بقى البشمهندس بعد ما كان هيتجوز لبنى بنت العز يتجوزك انتي
كفايه بقي
تخلصت من حصارها تدفعها بعيدا عنها لتنظر إليها لطيفة بتهكم
اقطع دراعي لو مكنش خطه من الحج ابراهيم... راجل زي القطط بسبع ترواح
وانصرفت بشماته تحرك جسدها بدلال واسوارها الذهبيه تعزف بسنفونية محببة لقلبها
اغمضت عهد عينيها تقاوم ذرف دموعها... فالكل يبيع ويشتري فيها وماعليها الا الصمت وسماع الاهانه... ففي نهايه

كما يدعونها ابنة الراقصه وابنة الراقصه لا حق لها
هكذا خاطبت نفسها ليفتح الباب ويدلف الحج ابراهيم وهو يتكأ على عصاه وحامد بجانبه يسنده
فتح لها ذراعيه
انا عملت كده لمصلحتك يابنتي...ارفعي راسك ديما انتي بنت إبراهيم العزيزي
ارتجف جسد حامد تأثرا بالمشهد ينهر قلبه على ضعفه في تلك اللحظه يخاطب قلبه
ابنه فيروز ليست من دماءك
انتهى العرس أخيرا الذي بدء في الظهيره لينتهي قبيل المغرب
ربت الحج محمود فوق كتفي شهاب قبل أن يصعد سيارته ويغادر البلده خلف سياره أدهم التي يقودها سائقه
خد بالك من نفسك وطمني اول ما توصل... انا مش عارف ليه مصمم على السفر ما تريح الليله ديه
ربنا يخليك لينا ياحج... انت عارف المشاغل وبقالي يومين هنا
داعبه الحج محمود بمزاح بعدما فتح باب سيارته
ولا شكلك مستعجل على العروسه
تصنع في رسم ابتسامته حتى يظهر لشقيقه انه بالفعل سعيد... ولكن الحقيقه التي كان يعيشها ضياع وتخبط من قراره الذي اتخذه بعجلة دون دراسه كما اعتاد دوما
انا مسافر هولندا اسبوع كده وعلى ما ارجع هبلغك بالميعاد
ماشي ياعريس
رمقه شهاب بعينيه ممتعضا فلم يعد ينقصه الا ان يذاع خبر زيجته بالبلد
ضحك الحج محمود مودعا له يتمنى له السلامه
ربنا يسعدك ياخوي واشوف عوضك
رفعت عيناها نحو ارجاء المكان بعدما تخطاها وأشعل الإضاءة من حولها... الشقه كانت شديده الرقي بأثاثها العصري الانيق
انغلاق الباب وحده ما افاقها من شرودها وانها لم تعد بمدخل الشقه بل أصبحت تقف في البهو الواسع تضم قبضتي يديها نحو فستانها الذي لا يناسبها وتطرق رأسها أرضا
ارفعي راسك 
صوته الحاد جعلها تغمض عينيها ..ليتقدم منها ولم يعد يفصلها عنه الا خطوة واحده
بصيلي ياعهد
رفعت عيناها نحوه بعدما لانت نبرة صوته تفرك يديها ببعضهما
أنتي اكيد عارفه سببب جوازنا
اماءت برأسها تتحاشا النظر إليه
اللهم طولك ياروح... ما تردي
ايوه عارفه
هتفت پخوف ليغمض عيناه متمتما بنفاذ صبر
لم اكلمك تبصيلي... سامعه
عيناها كانت تحمل براءة لم يراها من قبل ورغم نظرات الانكسار داخلهما الا انه نظرتها البريئة جعلته يتراجع للوراء.. كانت تنظر اليه دون فهم ايمازحها ام نفذ صبره منها ولكن نظراته الجامده جعلتها تدرك ان حديثه بعيدا عن المزاح
اوضتك اخر الطرقه... ادخلي غيري هدومك وتعالى عشان نتكلم شويه عن نظام حياتي والمطلوب منها
اراد ان يخرج صوته غليظا حتى يجعلها لا تأمل منه شيئا
اتجهت نحو ما اشاراليه تجر فستانها خلفها وتتعثر به
ارتمت فوق الفراش باكيه... كل شئ غريبا وجديدا وكما قال لها والدها ان النجاه من البلده وقسۏة حامد وإكمال دراستها لا تحتاج الا طاعة زوجها وكسب وده
نهضت من فوق الفراش بعدما تمالكت حالها ومسحت دموعها لتقف امام المرآة تنظر لفستانها وزينتها البشعة تغمض عينيها قهرا فقد ضاع حلم مقابل اخر
مرت ساعه على مكوثها في الغرفه مما جعله يستشيط ڠضبا...
يريد أن يضع حدود وضوابط لعلاقتهما حتى لا يتعدى كل منهما على خصوصيات الآخر... زفر أنفاسه وهو يسمع خطواتها تقترب منه تسأله ببراءه تضع بيدها فوق بطنها
جعانه
ارتفع حاجبيه دهشة ينظر إليها بنظرة شامله ابتداء من ضفيرتها الي حذائها ذو الإصبع ومنامتها الطفولية
المطبخ على ايدك اليمين
واردف حانقا بعدما اشاحا بنظراته بعيدا عنها
اتمنى متقعديش ساعه كمان تاكلي
توقفت في مكانها للحظه وعادت تكمل خطواتها نحو المطبخ وقد بدأت معدتها تصدر اصوات غريبه لشدة جوعها
استرخي فوق مقعده يتصفح هاتفه لعله يلهي نفسه قليلا



وبعد مرور نصف ساعه كانت تتقدم منه بخطوات مرتبكه
رفع عيناه نحوها يسألها ممتعضا
كلتي
حركت رأسها ليتنهد مشيرا لها أن تجلس على المقعد
جلست منكمشه تخفض عينيها ارضا.. مما جعله يزفر أنفاسه بقوه
أنتي عارفه سبب جوازنا
رفعت عينيها نحوه فتابع حديثه يشيح نظراته عنها
فكرة الارتباط مكنتش من خططي حاليا.. لكن الضرورة حكمت...متعودتش اشوف حد محتاج مساعدتي وممدش ليه ايدي
وشرد للحظات يتذكر لبنى التي عشقها ولم تكن تبادله حبه.. فمازال چرح رجولته لم يندمل
تعليمك وهتكمليه لكن قصاد ده اتمنى مندمش للحظه اني قدمت ليكي مساعده... مش هنتعامل كأزواج لكن للأسف حياتنا مستمره كزوج وزوجه انتي مهما كان من دمي ومش بنطلق بناتنا لكن من

حقك في يوم تطلبي ده لو شايفه نفسك مش قادرة تكملي
حياتك معايا.. زي ما انا يمكن في يوم الاقي الانسانه اللي هحب اكمل حياتي معاها 
قبضه مؤلمة اعتصرت قلبها تطالع كفوفها التي غرزت بهم اظافرها لتجرحهما
ومظنش في يوم هيكون بينا مشاعر او تفاهم
اخوكي فاكرني ان في يوم ممكن اعايرك بيه يالبني..فاكر ان الماضي لسا شغلني... ميعرفش اني أقفلت صفحته
واغمض عينيه يتذكر علاقه صديقه مع زوجة عاصم رغم تحذيراته له ولكن الاخير كان غارق في حبه المحرم حتى ضاع كلاهما 
تقلبت بين ذراعيه ليبتسم وهو يراها تفتح عيناها تخبره للمره العاشره عن سعادتها لرؤيه عمها
انا مبسوطه اوي ياعمر... كنت فاكره انهم نسيوني
تآلم قلبه فالغربه بالفعل قاتله ولكن ما بيده حيله مستقبله هنا.. وهنا سيستطيع ان يثبت نجاحه
تفتكر عاصم فعلا تقبل جوازنا زي ما عمي قال
سره الذي يعرف تماما انه لو كان مكانه لفعل كما فعل هو
عمر انت سرحت ف ايه
فاق على أثر لمستها لينفض رأسه من أفكاره وهو ينظر لعينيها الناعسه
معاكي ياحببتي
وعادت تسأله ما تتمنى حدوثه
عاصم هيسامحني مش كده
بكره لما يشوف عاصم الصغير هينسي كل حاجه
ارتسمت السعاده فوق شفتيها تتحسس بطنها فرغم ما
 

تم نسخ الرابط