جراح الماضي بقلم ساره
المحتويات
حد... و شكرا علي مساعدتك ليا!!
كادت أن تنصرف من أمامه فأسرع هو خلفها يمسك بذراعيها قائلا
اهدي بس يا ليلي.. مكنش قصدي انا قولت كدة بس لأن هما بيحبوا بعض و..
قولتلك مش كل الناس زيك يا فارس في ناس محترمة كتير!!
ابتسم ليستفزها بينما هو بداخله يغلي لإھانتها له و قال
طيب يا ليلي.. استنيني هنا خماسية بالظبط هلبس و اجيلك و مش هنرجع غير و هنا معانا
و هثبتلك أن كلامي صح!!
نزلت نحو البهو و هي تري والدتها جالسة و أثر البكاء واضح عليها ركضت نحوها و جلست بجانبها مربتة علي ظهرها بحنان قائلة
مټخافيش يا ماما ليلي لسة مكلماني و قالتلي انها هتوصل ليوسف لأنها كانت معاه آخر مرة
نظرت لها والدتها نظرة قاسېة و
هي تقول پغضب
انتم اية انتي و هنا معجونين بماية شياطين.. كل دي حاجات بتحصل من ورايا و انا معرفش!!
و الله يا ماما هي اللي
قالتلي مقولكيش عشان تعملهالك مفاجأة لأنه هيجي يتقدملها قريب
زرتها والدتها پعنف قائلة
تاني... هي مبتحرمش بعد ما فضحنا قدام الدنيا كلها زمان و سبها قبل الفرح بأسبوع!!
قالت فاطمة و هي تحاول تهدئتها
اهدي بس يا ماما عشان صحتك!!
بكت مرفت بحزن و هي تقول
اهدي ازاي
و انا مش عارفة بنتي فين و لا إية اللي جرالها
تنهدت فاطمة مفكرة و نهضت قائلة
انا هكلم أحمد يمكن يقدر يساعدنا!!
لم تجيبها مرفت فاتجهت لغرفتها و أمسكت هاتفها و قامت بالاتصال به لم يمر وقت طويل حتي وجدته يتحدث بصوت ناعس قائلا
آية يا فاطمة.. عايزة اية!!
أحمد معلش هقلقك بس في حاجة كدة!!
في أية يا فاطمة.. اتكلمي انتي هتنقطيني طنط كويسة!
اه اه ماما كويسة.. بس هنا هي اللي مرجعتش من امبارح!!
قال باستغراب
آية!... ازاي يعني
معرفش ليلي بتدور عليها قولت اكلمك عشان تساعدنا!!
طيب طيب يا فاطمة اقفلي دلوقتي و انا هحاول اوصل ليلي و افهم في أية!
فاطمة دلوقتي ربنا يستر!!
وضعت الهاتف علي أذنها و هي تجيب قائلة
الو يا فاطمة..
الو يا نور عاملة اية
همست بها نور بضيق لتردف فاطمة بتذمر
انا غلطانة اني مكنتش عايزة اقلقك هنا مرجعتش من امبارح!!
يا نهار اسود ازاي يعني!
استيقظ حسام علي صوتها الذي ارتفع فجأة و هو ينظر لها بخضة قائلا
فيه اية يا حبيبتي!
ألقت الهاتف من يدها و هي تبكي قائلة
هنا مرجعتش البيت من امبارح يا حسام!!
كانت في السيارة جالسة بجانبه و هي تفرك يديها بتوتر و قد نسج عقلها خيوط سوداء مكونة أسوأ السيناريوهات التي من الممكن أن تحدث لتوأمها نظر لها و هو يقول
اهدي و بطلي توتر شوية
نظرت له شزرا و هي تقول
بقولك اية انت تسكت خالص بقا جايب واحدة في بيتك يا فارس.. للدرجادي بقيت حقېر!!
كبس علي فرامل السيارة بقوة و هو يقول پغضب
ملكيش فيها يا ليلي أن شاء الله اقلب بيتي كبارية... انا راعيت حالتك و نزلت معاكي عشان ادور علي هنا و اشوف يوسف مختفي فين هو كمان غير كده متتعشميش فيا!!
هزت رأسها بعدم رضا عن حاله و قالت
لا متقلقش مش متعشمة فيك... بس انا بنصحك علي الاقل كصديقة و بفكرك أن دة ژنا!!
و كأنها جمله مست صميم قلبه ليقول بارتباك
لا وفري نصايحك لنفسك يا ليلي انا عارف انا بعمل اية كويس!!
أدارت وجهها للجهة الأخري و قد سئمت الحديث معه لأنه بلا جدوي ليدير هو محرك السيارة و ينطلق نحو منزل يوسف
بعد فترة وجدت هاتفها يضيء باسم أحمد نظرت نحو الاسم باستغراب و وضعته علي أذنها قائلة
الو... ازيك يا احمد!!
جاءها صوته القلق و هو يقول
تمام يا ليلي وصلتي لحاجة عن هنا..
أدركت أن فاطمة أخبرته بما حدث فتنهدت بضيق قائلة
لسة يا احمد.. هروح لبيت يوسف دلوقتي يمكن يعرف حاجة عنها!!
جاء صوته مستنكرا و هو يقول
لوحدك يا ليلي اصبري انا جايلك ابعتيلي اللوكيشن!!
لا انا معايا فارس... المهم دلوقتي انا عايزاك تعمل حاجة تانية
آية!!
هتروح الشركة دلوقتي هتستني لحد ما سكرتيرة هنا تيجي... حاول تعرف منها أي حاجة توصلنا لهنا اهو يبقي كل واحد فينا في اتجاه و اللي يوصل لحاجة الأول يبلغ التاني.. يلا
طيب.. سلام
نظر تجاهها و هو يقول باستفسار
انتي بتفكري في أية يا ليلي!!
وصل أحمد نحو الشركة الخاصة ب هنا و حينها كان الوقت قد قارب علي السابعة صباحا
اتجه نحو السكرتيرة التي ما إن رأته حتي وقفت مرحبة به قائلة
أحمد بيه اهلا بحضرتك بشمهندسة هنا لسة مجتش للأسف!!
هز رأسه توفيرا لتلك المقدمات و قال مسرعا
انا عارف هنا مرجعتش من امبارح... كنت عايز اعرف منك هي قلتلك اي حاجة في آخر مرة شوفتيها فيها.. أو حصل أي حاجة غريبة!!
اتسعت عينيها بدهشة و قالت بتوتر
امبارح جالي اتصال من عامل في موقع المفروض أن شركتنا بتشتغل فيه قالي ان فيه واحد من العمال وقع
من الدور السادس.. طبعا دي مسئولية علي الشركة بلغت بشمهندسة هنا بسرعة فنزلت هي و دكتور يوسف بسرعة و بعدها معرفش اي حاجة عنها!!
قطب حاحبيه بدهشة و هو يحاول استيعاب ما قالت فقال لها
لا ثواني كدة يا مروة... اية اللي جاب
يوسف هنا!
كان جاي للبشمهندسة...
هز رأسه بفهم و قال
طيب يا مروة تعرفي توصليني بالعامل دة.. أو تديني عنوان الموقع اللي بتقولي عليه دة!!
هتفت بسخط و هي تدق الجرس پعنف
بقالنا ربع ساعة واقفين و محدش بيرد الموضوع دة فيه حاجة غريبة!!
اخفض الهاتف من علي أذنه و هو يقول بقلق
موبايلتهم لسة مغلقة...
استندت بظهرها علي الباب بإنهاك و هو ينظر لها
بشفقة حاول الا يظهرها في نظراته لتبادله هي نظراته بنظرات سخرية و قالت
لا بقولك اية ميصعبش عليك غالي!!
بقولك اية يا ليلي انتي عارفة ان انا مبهددش.. اتلمي احسنلك عشان متزعليش مني!!
ضحكت بتهكم و هي تزيح يده بخفة من علي خصلات شعرها و تقول
ما هو عشان انا عارفاك كويس يا فارس.. عارفة انك لا يمكن تزعلني!!
بهت من حديثها هذا
محقة هي!!... ما يجعلها تتمرد عليه دائما هي ثقتها في حبه لها و الذي يمنعه دائما من إلحاق أي أذي بها
لكن انتهي ذاك العصر الزاهي انتهي الدلال و الحب!!
لا يا ليلي.. فارس اللي انتي عارفاة كويس انتهي و نصيحة مني بقي متحاوليش تجربيني تاني.. عشان انتي فرصك معايا خلصت!!
استشعرت جدية حديثه و هي تدقق في عيونه التي تزينت بطبقات من القسۏة
قطع هذه التحديات الصامته صوت حارس العقار القادم من خلفهم قائلا
حضرتك عايز حد يا أستاذ!!
الټفت له فارس و هو يحاول الخروج من دوامات عينيها التي تطيح به دائما و قال
اه.. كنت جاي لدكتور يوسف
تفحصهما الحارس باستغراب و هو يقول
الدكتور مرجعش من امبارح...
تنهد فارس محاولا الاتزان في تفكيره و قد لاحظ نظرات الحارس نحو ليلي فقال بصوت يشوبه الغيرة
هو في أية!
تنحنح الحارس و هو يقول موجها حديثه نحو ليلي
هو مش حضرتك كنت بتيجي للدكتور هنا قبل كدة!!
أتسعت عينيها بدهشة و قالت في محاولة منها لتصحيح مسار تفكيرهما
لا طبعا مش انا!!
أمسك فارس ذراعها پعنف و هو يسحبها خلفه بقوة في وسط محاولتها للفرار من بين براثنه و لكنه كان كالتنين الجامح الذي يصعب إيقافه وضعها في السيارة بقوة لتصرخ هي قائلة
انت بني آدم مبتفهمش...
جلس علي المقعد المجاور لها و قام بإغلاق نوافذ السيارة و من ثم الټفت لها و هو يطلق نظرات جعلتها تغوص في مقعدها پخوف...
كنتي بتعملي اية عند يوسف يا ليلي انطقي !!
سالت الدموع معلنة حزن القلب علي ذاك الحبيب ذو الروح الغائبة!!
قالت بصوت متقطع نتيجة انقطاع الأكسجين عنها
غبي... مش أنا ه ه.. هنا!!
و كأنه ينتظر أن تتاح له فرصة الاڼتقام منها و قد لغي ذلك العقل.. تجاهل تلك الانذارات و تناسي أنهما توأم متشابه!!
تعالت شهقاتها و هي تغطي وجهها بيديها و صوت بكائها كخناجر تغرز في قلبه!!
ضړب مقود السيارة بيده مرات متتالية و من ثم ارجع رأسه للخلف و الشعور الوحيد المسيطر عليه هو الندم..
صوت رنين هاتفها ارتفع ليغطي علي صوت بكائها و هي كالمنفصلة عن العالم...
سحب الهاتف من حقيبتها و هو يزفر بضيق فقد تناسوا أمر اختفاء هنا و يوسف
أجاب علي
الاتصال قائلا
ألو...
صوت حمحمة رجولية قادمة من الجهة الأخري.. قال صاحبها
مين معايا!
انا دكتور فارس..
هتف بها فارس بحنق.. فلا وقت للاستفهام ليرد أحمد قائلا
اه اهلا يا دكتور.. اومال فين ليلي!
نظر صوبها و قد بدأت تستعيد وعيها و هي تمد يدها لالتقاط الهاتف منه.. و لكنه بإشارة من يده أوقفها حينما قال ل أحمد
ليلي مش قادرة تتكلم دلوقتي ممكن بس انت تبلغني أنت وصلت لأية لأن يوسف مش موجود في شقته و مرجعش من امبارح!!
قطب أحمد حاجبيه و هو يقول
لأ احنا لازم نتقابل دلوقتي لأن في حاجات مهمة مينفعش تتقال في الموبايل!!
تنهد فارس و هو يمسح علي وجهه بنفاذ صبر و قال
طيب احنا هنيجي علي الشركة دلوقتي
تمام!
هبطت من السيارة بخطوات راكضة نحو الفيلا و هو خلفها يهتف بها قائلا
اهدي يا نور مش كدة!!
و بالطبع تجاهلت تلك النداءات فمهما وصل بهن الحال من تدهور و مشكلات.. فسيظلوا شقيقات بل توأم
دقاتها المتتالية علي الباب جعلت الخادمة تأتي مهرولة و هي تفتح الباب قائلة بقلق
نور هانم.. خير فيه حاجة!!
أزاحتها من طريقها و هي تركض للداخل هاتفة
ماما.. يا ماما فاطمة!!
هبطت مرفت من علي الدرج بوهن و هي تنظر لها بأعين دامعة
ركضت نور
نحوها و هي تقول پخوف و بكاء
فين هنا يا ماما!
ربتت والدتها علي ظهرها بحنو و هي تحاول السيطرة علي دموعها و قالت
اهدي بس يا نور.. ليلي و احمد بيدوروا عليها و هيلاقوها ان شاء الله هي بس تلاقيها زي عادتها سهرانة في مكتبها و نسيت تتصل بينا تبلغنا.. مكنش في داعي تيجي انتي و جوزك علي ملا وشكم كدة!!
تولي مهمة الرد هذة المرة حسام و هو يقول
طيب محدش اتصل يطمنكوا يا طنط!
جلست مرفت و هي تتحامل علي حالها و قد بدأت تشعر أن مرضها بدأ يتفاقم و لكن ليس هذا وقت الشعور بالألم
تبا للألم و ما يتعلق به فالألم الحقيقي هو أي مكروة يصيب فتياتها
لسة يا حسام و الله.. اقعد بس استريح كدة و ان شاء الله يرجعوا بيها!!
لم تتمهل نور و هي تقول
ليلي مش بترد انا هتصل بأحمد!!
و لكن صوت فاطمة سبقها حينما قالت
أحمد لسة متصل بيا!!
قالت نور بلهفة
قالك اية!
قالي ان ليلي و فارس
متابعة القراءة