ضراوه عشق بقلم دهب عطيه

موقع أيام نيوز

تعمدت ألا ترد على اول رنين انتظرت الثاني الذي صدح بعد ثواني من إنهاء الأول 
تنحنحت قليلا وهي ترفع الهاتف على أذنيها 
ألو 
كنتي نايمه كان صوته عذب جذاب بطريقه 
توصل الرجفة للجسد 
بلعت ريقها واستلقت اكثر على الفراش معلقه انظارها في سقف الغرفه  
لا يعني كنت هنام  
بنفس النبره العذبه تسائل  
يعني أقفل 
لا تعرف لما ترددت في الاجابه هل تود التحدث معه فعلا لعقت شفتيها وهي تستجمع صوتها الجاد وقالت  
مش بظبط يعني هو انت كنت عايز تقول إيه 
تنهد بعمق من الناحية الأخرى وهو يجيب بعمق 
بطمن عليكي أصلك مشيتي بسرعه من المكتب 
ارتفعت الخفقات داخلها وهي ترى المكر في الحديث 
تجرات وهي تقول بحنق  
شكلك بتتصل عشان تعتذر عن اللي عملته 
غبيه 
ولكن هو اوصلني لمرحلة تفتقر التفكير قبل التكلم ! 
أبتسم بتهكم وهو يتحدث بمراوغه  
اعتذر على إيه بظبط يعني هو في حاجه حصلت مبينا 
زفرت پغضب وهي تهتف بضجر  
هي حاجه عاديه انك تاخد حاجه مش بتاعتك 
أجاب بغطرسة مهينه من الناحية الأخرى 
عمرو الاباصيري مش بيمد ايده على حاجه غير لم يكون متاكد أنها تخصه 
هدر صوتها العنيد 
انا مخصكش ياعمرو 
أحمر وجهها من تلك اللعبه الوضيعه التي يمارسها عليها  
بلاش الطريقه دي عشان مبحبهاش 
تصنع عدم الفهم 
انهي طريقه فيهم 
اشتعلت غيظا مناديه 
عمرو 
برم شفتيه بملل مجيب  
ممم سمعك كملي كلامك 
تعالت انفاسها بغيظ وهي ترى الصمت حلى بعد جملته والملل الواضح في صوته تريثت لدقائق
قبل ان تقول بنفاذ صبر  
انا تعبانه وعايزه انام مع سلامه كادت ان تنزل الهاتف من على اذنيها ولكنها سمعت
هسهسه مخيفه منه  
اقسم بالله ياوعد لو قفلتي السكه في وشي هتشوفي وش عمرك ماشفتيه 
صاحت بزمجره حاده  
هتعمل إيه يعني 
توعد بصوته القاتم  
اقفلي وانتي هتشوفي انا هعمل إيه 
لوهله كانت ستفعلها وتنتهي منه ومن أفعاله السامه
ولكنها تحدثت بإستياء  
ممكن افهم انت متصل ليه 
رد بفظاظه مصطنعه 
هكون متصل ليه مش حب فيكي يعني شغل 
زفرت بحنق ولم تعلق ألا على اخر كلمه 
شغل شغل إيه بظبط 
رد ببرود  
هنسافر انا وانتي الغردقه 
رفعت حاجبها بأستغراب  
الغردقه ليه 
ثم اجابها هازئا  
عشان نقضي شهر العسل 
اشتعلت من نبرة الاستهزء المحاطه به وفضلت
ألا ترد فقط تاففها وصله عبر الهاتف 
شعر ان الصمت ذاد وتافف تعالى فقال بنبره تحمل بين طياته بعد المداعبه 
وحدوه هتفضلي سكته كتير 
للأسف إبتسمت عنوة عنها على طريقة كلامه 
لكنها مجرد ابتسامه وتشالت وهي تجيبه بجديه  
هنسافر الغردقه ليه 
شغل يعني سيشن التصوير الجاي هيكون على البحر وانا اختارت الغردقه 
ردت عليه باستفهام  
واشمعنا الغردقه 
رد ببساطه 
الشليه بتاعي هناك وموقعه قدام البحر في مكان كويس هنصور فيه  
توترت وهي تنظر لسقف الغرفه أمامها تم تسائلة بتردد 
لوحدنا 
فهم تلك النبرة التي تخشى الاختلاء معه مره أخرى ثم اجابها بهدوء 
متقلقيش في كذا حد من الشركه هيبقى معانا 
بجد سألته بارتياح وتاكيد 
ابتسم عنوة عنه على براءة جملتها ورد بتنهيده عميقه 
بجد 
وهنسافر امته 
يعني بعد ما عمي يرجع 
نظرت بحزن للا شيء تشعر وان الجليد داخل قلبها يذوب فهي عنوة عنها تشتاق لوالدها ووجوده معها 
حتى ان كان وجود خالي من اي عاطفة أبوه يكفي
فقط ان يتواجد معها مهما حدث بينهم سيظل والدها وهي ابنته 
سكته ليه انتي معايا
ردت وهي تمسح دمعه تعلقت في أهداب عينيها 
ااه معاك 
شعر بصوتها الحزين فسأله بقلق 
انا قولت حاجه ضيقتك 
قالت بانكار 
لا بس انا تعبانه وعايزه أنام 
فهم ما تريده فهتف قبل ان يغلق الهاتف 
وعد اللي حصل في المكتب ده مكنش لازم يحصل انا عارف اني اتعديت حدودي بس تريث برهة فوجدها لا تزال صامته وهو قد هربت منه الكلمات حتى الإعتذار لم يجد الطريق للسانه ربما لا يزال يرى انها حق مشروع له !! 
زفر بإستياء بعد ان ضاعت منه الكلمات المناسبة 
فانهى المكالمة ب 
تصبحي على خير ظن إنها لم ترد عليه كسابق ولكنها اجابته بنبرة شاجنة
وانت من أهله 
اغلقت الهاتف ودموعها لا تتوقف ظلت تسترجع كل شيء حدث معها في الماضي كل شيء حزين ومؤثر في حياتها الباهته والدها هشام وقد لا تنتهي رحلة المعاناة النفسية بعد بل ممكن ان تبدأ 
معه هو 
عمرو !! 
راحه فين ياست 
رفعت عينيها على احد رجال الأمن ذو البنية الضخمة 
والجسد المفتول بالعضلات 
تقول 
ډخله جوه 
امتعض وجه الرجل وهو يرمقها هازئا 
ډخله جوه لمين بقه ان شاء الله 
مضغت العلكه على مضض وهي ترمقه بحنق 
اي الاسئله دي كلها اهوه ډخله وخلاص 
احتقن وجه الرجل پغضب وابعدها بيده وكأنه يلقي قمامه ذو رائحة عفنه 
اتكلي على الله من هنا مش نقصه صداع على الصبح 
الله متزقش ياجدع في إيه انا ډخله لصاحبة الهيلمان دا كله 
تحدث الرجل الثاني والذي كان يتابع المشهد منذ
بدايته ولم يتدخل فرفيقه بالعمل يقوم بوجباته
على اكمل وجه  
تقصدي الهانم وعد ثروت الاباصيري 
تهكم وجهها بسخرية  
ايوا ياخويه اقصد الهانم بتاعتكم 
تحدث الرجل المتجهم الملامح بسخط  
وانتي اللي زيك يعرف الهانم منين 
أشار الثاني له بقنوط 
يها وبتاخد اللي في النصيب انت مش شايف شكلها  
نظر الآخر للمرأه
نظرة تحقير شامله 
بتحسن عليها إيه ! دي شكلها ولمؤخذه ا 
صاحت به مقاطعه إياه پحده  
بلع الرجل ريقه پخوف ونظر لرفيقه الذي رمق الفتاة بتحفز  
بقولك ياست احنا مش عايزين شوشره دا مكان اكل عيش واحنا منقدرش ندخلك من باب شركه لحسان يتقطع عيشنا لمؤخذه يعني انتي شايفه شكلك وشايفه المكان اللي انتي وقفه فيه 
رفعت المرأه زاوية من شفتيها بزمجره وهدرت باستهجان  
يعني إيه مس هقبلها دا انا مشيت مشوار مايعلم بيه اللي ربنا عشان اوصل دا سوق المكروباص 
مدخلش الشارع العريض ده ورماني على قمته دا غير المشوار من الحاره لهنا لا انا مش هرجع قفيه يكمر عيش انا هدخلها 
منعها الرجل وهو يقول بقنوط  
بنقولك ممنوع احنا لحد دلوقتي بنتكلم بذوق مضطرناش نعمل غير كده ياست اتكلي على الله من هنا دفعها بقوه فتعثرت ووقعت ارضا 
امامهم 
هتف صوت انثوي حاد 
اي اللي بيحصل هنا بظبط 
مدت وعد يدها للمراه لمساعدتها على الوقوف
وهي تقول لها بهدوء  
انتي كويسه يا 
فرقت المرأه في ذراعها وهي تقول بنبره متألمه 
اسمي لوزه محسوبتك لوزه 
نظرت وعد لهم شزرا وهي تصيح بضجر  
إيه اللي بتعملوه ده هي عملت ايه عشان تتعاملو معها بشكل ده 
اسلب الرجلين اعينهم بحرج ثم قال أحدهم 
باحترام  
شكلها يوحي ان حضرتك تعرفيها 
نظرت لوزه نحوها بتدقيق فمن حديث الرجل المهذب لها وشرح تفصيل مقابلتها بها تتضح
انها هي وعد طليقة هشام عشيقها !!! 
هتفت لوزه سريعا حتى لا تضيع تلك الفرصة الذهبية  
انتي ست وعد الاباصيري طليقة هشام عبدلله 
بلعت وعد ريقها بتالم غامضا اتى بسرعه فور سماع نبرة صوت تلك المرأه  
آآه انتي كنتي عايزه تقبليني ليه 
نظرت لوزه الى الرجلين المنتبهين لحديثها  
يعني دا موضوع شخصي ولازم يبقى على انفراد 
نظرت لها وعد بشك ثم لاحت منها ايماءه وهي تصحبها معها لداخل الشركه 
نظر الرجلين لبعضهم بفضول وهم يرون هيئة لا تمد باي صلة لابنة رب عملهم ولا للشركه المرموقه التي تخطو بها 
دلفت وعد الى الشركه وهي تزفر بحنق بعض النظرات من الموظفين لم تعجبها وهي ترافق في سيرها تلك المرأه التي اثارت فضول البعض عن صلتها بها 
وضعت وعد حقيبتها وجلست على مقعدها الوثير خلف مكتبها الفخم وهي تاخذ نفسا عميق واخرجته بسرعة وهي ترمق لوزه بتحفز وتعالي 
انا سمعاكي قولي اللي عندك 
رمقتها لوزه وتقدمت لتجلس على المقعد بوقاحة وهتفت بنبرة مغزيه  
هشام 
ماله 
تحدثت الاخرى بطريقه مأثره وهي تقول  
ليه بيقول ان القضيه مقفوله بضبه والمفتاح يعني 
هيروح في داهيه هيتحكم عليه ظلم يرضيكي 
بعد العشرى اللي مبينكم تشوفيه في الحاله دي وتسكتي 
تركت وعد باصابعها بخفة على مكتبها العريق وهي ترمقها بصلف  
والمطلوب يا لوزه 
هتفت الاخرى بسرعه وتملق 
تحنني قلب ابن عمك عليه خليه يتنازل عن القضيه هشام مش وش بهدله 
اجابتها بصوت باردا 
اسفه مش هقدر اساعدك جيتي لشخص الغلط 
إزاي بس انتي أكيد مش رضيكي حبسته دي 
ردت عليها ببساطة يصحبها الجمود 
رفعت لوزه حاجبها باستعطاف زائف  
انتي باين عليكي لسه بتحبيه 
وانتي 
رفعت لوزه حاجبيها بتوتر وهي تقول بصوت مرتجف  
انا انا إيه 
ابتسمت وعد هازئه وهي تقول بثقه  
صوتك مش غريب عليه حسى اني سمعته قبل كده ضيقت عينيها وهي تتابع بإزدراء  
يمكن في اوضة نومي على سريري مثلا ! 
بلعت لوزه ريقها بتردد  
انا مش فاهمه جاجه انتي قصدك إيه بس انا وهشام جيران وولاد حته واحده و انا جيت بس عشان إرجع الود اللي مبينكم 
مسكت وعد مرآة صغيره ونظرت لوجهها من
خلالها قائلة بصلف  
مفهوم مفهوم 
قالت لوزه بحيره 
يعني إيه مش فاهمه 
انزلت وعد المرآة ونظرت لها ببرود  
يعني الزياره إنتهت 
شعرت لوزه بالاھانة والحرج في تلك الجلسه المرموقه فنظرت لوعد وقالت باستفهام  
يعني إيه افهم من كلامك إنك راضيه ببهدلت جوزك 
نظرت له وعد پغضب هائل وهب في ذهنها مشهد خيانته لها والتي لم تراها بعينيها فقط التقطت
اصواتهم باذنيها رهفا ولم تنسى هذا الصوت الانثوي المميز والذي كان يشارك زوجها في الفراش بكلمات وضيعه مثلهم صححت الكلمه ب
تقصدي طليقي!! ااه راضيه ببهدلته ولو مختيش بعضك ومشيتي من سكات هتحصليه 
نظرت لها لوزه بشړ وهي تقول بنبرة حاقده  
بلاش النفخه الكدابه دي انتي مفكره ان هشام هيعديلك اللي عملتيه انتي وابن عمك لا يبقى متعرفيش بقه مين هو هشام عبدلله دا شړاني ومش سهل ومش هيسيب حقه ولو فكره ان الهيلمان ده هيحميكي منه تبقي غلبانه أوي نظرت لها لوزه 
وهي تقول بنبره محذره  
اسمعي الكلام وتقي شره لحسان بكره تقولي
ياريت اللي جرا ما كان 
هبت وعد واقفه پغضب وعلى صوتها قليلا وهي تلوح بيدها  
اطلعي برا اطلعي بذوق لحسان اجيب بتوع الأمن يرموقي
في الشارع اللي جايه منه 
نهضت لوزه وهي ترمقها باستخفاف وندفعت الكلمات الناريه على شفتيها 
مسيرك تردي الزياره وساعتها هقوم معاكي باحلى واجب رمقتها بشړ وتوعد وهي تخرج من المكتب بل من الشركه باكملها 
ها قد ذاد خصم جديد في حياتها ! 
نظرت امامها بشرود وقد تركت العنان لدموعها فقد تصنعت القوة وصمود والتعجرف في أضعاف حالتها 
سارت پغضب لخارج باب الشركة والاعين تلاحقها بفضول 
اصطدمت باحدهم فصاحت پغضب 
إيه ده مش تحاسب رفعت عينيها على الواقف أمامها والذي رفع احد حاجبيه وهي يتذكر تلك الملامح جيدا 
وتهتف بدهشه 
هو انت 
نظر عمرو لهيئتها ومن ثم لمدخل الشركه خلفها 
انتي بتعملي إيه هنا 
تحدثت وكانها كالمسحوره امام سطوة تلك الوسامه والجاذبية الغير معهودها لعينيها 
كنت بزور ناس حبيبي 
احتقن وجه عمرو وهو لديه خلفيه عن عملها والاخلاق المكتسبه منه!! 
كنتي عند مين بظبط 
ابتسمت وهي تتمتع بصوته الخشن المتحكم
فقد ظنت انه يغار ردت عليه بصوت ناعم 
ومهتم ليه يعني دي تاني مره اشوفك 
احتلى وجه عمرو عدم الفهم وهو يهتف بسخط
وهو يمسك بذراعها بحنق 
تاني إيه واول إيه انتي هتصحبيني يابت 
ماتنطقي كنتي عند مين فوق عشان تاخديه في ايدك وانتي مشيه ولا الشركه اتفتحت شقه مفروشه وانا مش واخد بالي  
فهمت المغزى من حديثه واهانته للاذعه عن كونها لا تناسب تلك الشركه وجودها هنا يثير الشبهات حولها وحول من اتت لأجله 
ابعدت ذراعها عنه وهي تقول ببرود 
أيدك ياباشا متخفش انا كنت جايه ازور واحده ست مش راجل وكمان انا شغلي بيبدأ بليل مش بنهار 
نظرت له بوقاحه وكانها تدعوه للهو معها قليلا 
بترحيب ڼاري منها ! 
هدر بصوت غاضب مصر 
بليل ولا بنهار مين الست اللي شغاله هنا
تم نسخ الرابط