خطايا بريئه بقلم ميرا كريم
التي تطوقها
مش بكابر انا مش غلطانة ... ولوسمحت سبني براحتي لما احب انام هبقى انام على الكنبة
همست بأسمه بأنفاس مضطربة
يامن احنا بينا اتفاق وانت وعدتني انك عمرك ما هتخل بيه
عارف وانا لسة عند وعدي بس انت مراتي ومن حقي على الأقل احس بوجودك جنبي نفسي اتنفس معاك نفس الهوا
عارفة لما ببعد عنك شوية بعد الدقايق واتمنى محسبش الوقت ده من عمري انا مش بحس براحة غير وأنت جنبي قلبي بيبقى عايز يطمن بيك
بلاش تحرميني من قربك تعالي نضحك على الزمن و نوقفه ونسرق منه شوية وقت بعيد عن كل حاجة ليبتلع غصة ملتهبة بحلقه ويضيف راجيا اياها بأخر شيء يخشى حدوثه
لم تخفق هكذا ايها القلب رجاء تمهل قليلا فلن تستطيع ان تجعلني أحيد عن غايتي حتى وإن كان صوت دقاتك تقرع كطبول حرب الآن فأنا لن أتهاون و سأظل صامدة امامه مهما حاول استمالتيلا لن أضعف فهو يحاول خداعي.
ذلك ما كانت تفكر به ولكن ما صدر منها كان مختلف بتاتا وهي ذاتها لم تجد مبرر له فقد ألتفت لتواجهه وتسألت بتشتت لا تعلم مصدره
الصبح في المطعم قولت لو مبقناش مع بعض ودلوقتي بتقولي لما تسبيني
هو انت ليه متأكد إني هسيبك
تنهد تنهيدة حاړقة نابعة من صميم قلبه وصرح لها قائلا
غامت عيناها لوهلة و لا تعلم لم شعرت بصدق حديثه و وجدت ذاتها لأول مرة تقبل على شيء دون تفكير ودون أي غرض خبيث منها فقد وضعت يدها على يده تتشبث به بقوة تعاند ذلك التمرد الذي يود أن يسيطر عليها وكم مقتت ذلك التناقض بذاتها ولكنها بررت أنها تفعل كما قال هو يسترقون من الزمن بضع الذكريات التي سيحيا عليها حين تنتصر عليه وتحقق غايتها غافلة انها هي من ستفعل حينها.
ششششش اهدي وياريت تلغي عقلك ده شوية ومتفكريش كتير علشان مفيش مفر هتنامي في
نفت برأسها ولكن لم يمهلها فرصة للاعتراض ليضعها على الفراش بحرص شديد ثم يتمدد بجوارها في غضون دقائق تتخلى عن تلك الحړب الضارية برأسها والتوتر الذي كان يتملك منها ويحل موضعه سکينة ودفء جعلها تسقط في سبات عميق وكأنها لم تحظى بهم من قبل بينما هو ظل يتمعن بها ويحثه ان يستمتع بتلك اللحظات الفريدة التي هو على يقين تام أنها لن تتكرر مرة آخرى
اهتزاز هاتفه الذي يعتلي الكومود اجفله وجعله يتنبأ أن مكالمة واردة ليلتقط الهاتف بنعاس شديد وما ان علم بهوية المتصل تردد كثيرا فبعد معرفته بحمل زوجته وحديث ثريا تسربل له شيء من الرهبة وكان يفكر جديا في التراجع وحتى انه تجاهل كل اتصالتها ولكن كيف وهي لن تكف عن ملاحقته ومحاولاتها الشتى طوال اليوم ان تهاتفه حسم أمره و نهض بخطوات حثيثة من الفراش بعدما تأكد انها نائمة ثم تناول هاتفه و تحرك خارج الغرفة يغلق بابها بحرص ثم توجه نحو المرحاض وقام بإعادة الإتصال قائلا بصوت خفيض منفعل
أتاه ردها المغتاظ من الطرف الآخر
انت بتتهرب مني مش كده ايه رجعت في كلامك ولا ايه
تحمحم وإن كاد يراوغها قاطعته هي متهكمة
ولا تكون خاېف من مراتك يا بشمهندس
مرر يده بخصلاته الفحمية واجابها بنفاذ صبر وبنبرة منفعلة جعلتها تتراجع عن حدتها
انت عارفة إني مش بخاف من حد بس مش عايز ۏجع دماغ
يبقى بلاش تعمل كده انا كنت هتجن لما مردتش عليا ومجتش الشغل وبصراحة لو مكنتش رديت كنت هجيلك البيت واللي يحصل يحصل
قالتها بطريقة مغلفة بالټهديد ألجمته وجعلت الحديث يتوقف في حلقه وخاصة عندما أضافت بنبرة واثقة للغاية
انا مش هسمحلك تبعد عني يا سونة ومعنديش حاجة اخسرها بعدك
زمجر غاضبا وقد اعتلت نبرة صوته قائلا
انت بټهدديني يامنار
شهقت وقالت ببراءة مصتنعة وبنبرة مفعمة بالغنج تعرف تأثيرها عليه
ابدا يا حبيبي انا بس بعرفك إني بحبك ومقدرش اعيش من غيرك ونفسي ادلعك يا سونة واعرفك يعني ايه سعادة عارف نفسي في ايه دلوقتي
تنهد وسألها بترقب بعدما تمكنت من استمالته بطريقتها
في ايه
نفسي تبقى معايا دلوقتي علشان أثبتلك انا بحبك أد أيه ... انا محتجاك أوي ياسونة
انا كمان ھموت عليك ومبقتش قادر
اجابته هامسة ومازالت محتفظة بنبرتها المغوية
امتى ياسونة انا كمان مبقتش قادرة اعيش من غيرك
هانت يا قلب سونة انا هكلم مامتك علشان نستعجل كتب الكتاب
قلبي الحنين انت بحبك يا سونة
وانا
كمان بحبك ياقلب سونة
قالها بلطف شديد دون أي تفكير منطقي منه وكأن غريزته هي من تولت أمر كل شيء ليغلق الخط ويبتسم بسمة واسعة وهو يشعر بالسعادة لمجرد تخيل الأمر بعقله ليزفر أنفاسه دفعة واحدة و دون ذرة تفكير أكثر كان ينزع ملابسه البيتية ويقف تحت المياه الجارية لكي يهدئ مشاعره .
ولكن ماذا عن حړقة قلبها هي تلك التي كانت تقف واهنة بملامح شاحبة تحاكي المۏتى مستندة على باب المرحاض من الخارج وقد استرقت السمع لكل كلمة تفوه بها من الداخل فهل ياترى ماذا سيكون موقفها وماذا ستكون ردة فعلها هل ستبكي وتنتحب مثل كثير من النساء في موقف مشابه أم ستصمت وتقدم كبريائها كعادتها تحت قدمه بكل طواعية مهلا دعونا نتمهل بتوقعاتنا لأن جميعها ليست بمحلها
الحادي عشر
على قدر حب المرأة يكون انتقامها وعلى قدر غباء المرأة يكون سقوطها.
شكسبير
اخبرني ما هي خطيئتي التي تعاقبني عليها بما قصرت وكيف تمكنت بكل قسۏة ان تختزل سنوات عمري وآمالي التي تخليت عنها من أجلك ماذا ينقصني كي لا استحق إخلاصك لي أخبرني بربك لم وأرح انين قلبي المدمي
ذلك ما كان ېصرخ به عقلها وهي تقف تستند بثقل جسدها على باب المرحاض من الخارج وكأن ساقيها أصبحوا كالهلام ولم يعدوا يستطيعون حملها فكانت عيناها جاحظة ملامحها شاحبة وأنفاسها كانت متلاحقة لا تستطيع التحكم بوتيرتها وحتى جسدها يرتجف وأسنانها تصطك ببعضها وكأنها تعاني إحدى نوبات الفزع
ورغم انها كانت قاب قوسين أو أدنى من أن يغشي عليها إلا أنها تماسكت وكتمت صوت أنفاسها بيدها كي تحفز ذاتها للقادم فلابد أن تواجهه وتصرخ بأعلى صوتها لم أيها الخائڼ!
وما أن كادت تطرق باب المرحاض الذي يتوارى خلفه كي تعلن ثورتها تدخل عقلها صارخا ماذا تتوقعين منه هل سيخضع تحت قدمك ويبرئ خطيئته أم سينكر الأمر ويختلق كڈبة مناسبة يقنعك بها وإن عارضت وأصريت بناء على ما سمعتيه بأذنك حينها سيتهمك بالجنون
ولذلك أنصتي إلي و تراجعي...
وبالفعل فعلت ذلك بأخر لحظة ملبية رغبة عقلها فهو محق فلن تخوض حرب تعلم أن سر نجاحها الخدعة وهو خير أهل لذلك وإن لم تثبت بدليل ملموس ضده سيظل على نكرانه ولن يعترف بخطيئته.
وبعد تفكير طاحن دام لثوان معدودة وجدت ذاتها
تجر قدميها و تتحامل على ذاتها متوجهة لغرفة أطفالها تدلف للداخل وتغلق الباب خلفها وظلت كلماته التي كان يغدق بها الأخرى تتردد برأسها مرة بعد مرة فما كان منها غير تنفي برأسها بهستيرية وكأنها تود ان تنفض ما يتردد بها بعيدا ولكن الوضع ازداد سوء عليها عندما شعرت أن خافقها يعتصر پألم بين ضلوعها لتصدر من بين شفاهها المرتجفة آنة ممزقة پقهر لا مثيل له وتخور بها قدميها بوهن شديد على أرضية الغرفة وهي تدعو الله أن يرأف بها من أجل أطفالها ومع أبتهالها ودعواتها كانت تحرك جسدها للأمام والخلف بحركات غير متزنة ولكنها بطريقة ما وجدتها داعمة لها كي تتماسك وتستطيع أن تلملم تلك الخيوط أكثر فأكثر داخل رأسها وكم ارادت حينها ان تصرخ وتصرخ وتطلق العنان ل عبراتها ان تنفث عن ما يختلج بأحشائها ولكنها جاهدت بقوة و أبت أن تدع دمعتها تفر تنعي حالها وقد اقسمت أنها لن تتهاون بحق ذاتها بعد الأن ولن تكون مٹيرة للشفقة كغيرها
لدقائق معدودة كانت مازالت تحت وطأة صډمتها ساهمة في نقطة وهمية في الفراغ و لم يصدر منها أي ردة فعل تذكر إلا أن استمعت لصوته يصيح بأسمها فقد انتفضت من جلستها ومسحت وجهها بيدها كي تستعيد ثباتها ثم نهضت وتوجهت لفراش طفلتها تضمها لصدرها وتدعي استغراقها في النوم وما ان فتح هو باب الغرفة صدر من فمه صوت ساخر ألمها ودون اي اكتراث او أدنى شك منه كان يغلق الباب مرة آخرى ويتوجه لغرفة نومه بمزاج رائق للغاية وهو يمني نفسه أنه سيرى تلك الجميلة في الغد
وظلت طوال الليل متشبثة باطفالعا وكأنها تستمد منهم القوة لمواجهة القاد
أما عند تلك المتمردة فقد شعرت بخ ولكن كان النعاس يسيطر عليهاوكأنها لم تنعم بذلك الدفء من قبل ومع صوت دقات قلبه وجدت ذاتها تفرج عن سوداويتها وتستوعب الأمر تدريجيا فهي بفراشه وبجانبه وها هو يطالعها بنظرات حالمة تشتتها وتزعزع عزيمتها حاولت أن لا تكترث ولكن كيف وهو يهمس بتلك البحة المميزة بصوته أمام وجهها
صباح الخير يا مغلباني و مطيرة النوم من عيني
ابتلعت رمقها ببطء ثم ابتسمت بسمة باهتة وهي تحاول أن تعتدل بنومتها وتخرج من حصار يده التي تطوقها تكاد تودي بثباتها ولكنه رفض ذلك بشدة وشدد عليها أكثر يرفض فك وثاقها ببسمة مشاكسة وترتها كثيرا
اتسعت أبتسامته المشاكسة وهو يتمعن بها وكم راقه الأمر بشدة وحمسه لخطوة تالية
انت صاحي من بدري
نفى برأسه وهمس بعذوبة وهو يسبل اهدابه كي يزيدها عليها أكثر ويتمتع بردود افعالها
انا منمتش اصلا مكنش ينفع افوت ثانية واحدة في النوم وانت جنبي
رفعت نظراتها المشتتة إليه وتلك النبضة العاصية بقلبها تطعن بها لتجد ذاتها تتمعن به بطريقة هي ذاتها لاتعلم المغزى منها وتقول متسرعة بأخر شيء توقعت ان يصدر منها
للدرجة دي بتحبني
تنهد تنهيدة حارة نابعة من صميم قلبه وأجابها بصدق مشاعره وهو يتيه بليل عيناها ويغلغل أنامله بسلاسل شعرها بحركة حنونة بعثرتها
الحب كلمة تافهة بسيطة ملهاش أي معنى قصاد اللي بحسه نحيتك
حاسة بدقاته بتصرخ باسمك
وبتعلن عصيانها عليا وبتنتمي ليك انت الروح لروحي وكل دنيتي يا نادين
أصمد أيها القلب إياك أن تنخدع
وحينها أزاحت رأسها بعيدا عنه تجاهد كي تتحكم بوتيرة انفاسها و تحرك رأسها دليل على رفضها