خطايا بريئه بقلم ميرا كريم
والثلاثون
مؤلم أن تتصنع الابتعاد وأنت من الشوق تكاد ټنفجر.
جبران خليل جبران
إكده والله ما ليك حج واصل
قالتها قمروهي تدخل لها غرفتها وتجدها منكمشة بالفراش وساهمة في نقطة وهمية في الفراغ إلى ان استحوذت على انتباهها وردت عليها
لأ ليا حق ومتدافعيش عنه
يا حزينة ده الراچل كان هيتخرع عليك وجت ما كنت غميانه ده جطع جلبي وهو هيصرخ بأسمك وكان راسه وألف سيف يچيب حكيم عشان يطمن
تنهدت متسائلة وهي تدعي البرود
هو فين
يهمك أمره بعد ما طردتيه بنص الليل
رفعت نظراتها لها وهي تشعر بالضيق مما فعلت فلم تغمض عيناها وظلت تفكر به وبكل كلمة نطق بها فهي رغم عنادها تعلم انها مخطئة وخطئها فادح بالنسبة له وكم كانت تتخوف من تبعات اخطائها وردود أفعاله نحوها ولكن تقسم أنها لم تتوقع قط أن يتركها ويتخلى عنها دون أن يعير أنه هو حصن أمانها و ملجأها الوحيد منذ صغرها فتعودت تركض إليه حين تخطئ وهو بدوره يتفهمها ويتهاون مع أخطائها ويتغاضى عن أفعالها ويحاول بشتى الطرق احتوائها ولكن هي لم تقدر وتمادت وظنت أنه يفعل شيء اعتيادي لا قيمة له بالنسبة لها ولكن ما حدث من توابع لذلك اليوم المشؤم جعلها تدرك أنها لا تنتمي لشيء في حياتها بقدر ما تنتمي إليه وحقا ذلك ما اوجع قلبها انها اكتشفت ذلك مؤخرا وقبل أن تحصد توابع اخطائها.
انتشلتها قمر من دوامة افكارها لتتلعثم مكررة بلهفة حاولت اخفائها
هو بات فين يا قمر
اعتلى حاجب قمر واجابتها
مخبراش و محدش نضره من وجتها وشكله إكده يأس وعاود البندر يشوف اشغاله
ابتلعت ريقها پخوف وهبت من الفراش متسائلة بلهفة جعلت قمر تتعجب
من حالها
مشى...وسابني
واه مش أنت اللي محچرة راسك وعاوزة إكده
نفت برأسها وهرولت من امامها تتفقد أمره وهي تكاد ټموت ړعبة كونه تركها مرة أخرى فقد بحثت عنه في كافة الغرف وحتى ساحة البيت ولكن لم تجده لتخرج من الباب وتجول محيط المكان بعيون غائمة وأنفاس متلاحقة وقلب يلتوي بين ضلوعها يقصد إيلامها كونها لم تستمع لصرخاته وعصته في سبيل عنادها لتقترب منها قمر متسائلة
نفت برأسها...لتخمن قمر
يمكن عاود صوح ده حتى عربيته مش موچودة
نفت برأسها ترفض تصديق الأمر ثم اخذت تعصر عقلها تفكر أين من الممكن أن تجده وإن أتت تلك الفكرة برأسها سألت قمر
تعرفي توديني بيت خالي سعيد
ايوه امال بس هنعمل ايه هناك!
ممكن يكون عنده
وهنا تهكمت قمر كي تسبر أغوارها
ولو لجتيه هتعملي إيههتجبري بخاطره!
تأففت هي وراوغت بنفاذ صبر
لما ابقى الاقيه الأول ابقى افكر هعمل ايه يلا تعالي وصليني
تنهدت قمر وسايرتها ولكن بعدما جلبت لها أحد عبائتها المصحوبة بغطاء الرأس وجعلتها ترتديها وحين فعلت اصطحبتها إلى هناك وما أن وصلوا اخذت تجول محيط البيت بعيناها على أمل ان تجده ولكن بلا فائدة وحينها قالت قمر
اجابتها بفطنة وهي تدلك جبهتها تشعر بذلك الدوار اللعېن يداهمها
خالي الوقت ده اكيد في الأرض ومفيش حد هتلاقيه في البيت غير طنط هانم مراته واكيد يامن مش جوه في غياب خالي
ها صوح كيف فاتتني دي
تحاملت على ذاتها وزفرت العديد من انفاسها ثم تقدمت بضع خطوات لتصل للأرض الزراعية لعلها تجده وحقا كادت ټموت قهرا من حسرتها وتفقد الأمل لولآ صوته ذات النبرة المميزة الذي همس خلفها
بتدوري على حاجة.
اغمضت عيناها بأرتياح ونمت بسمة على ثغرها أخفتها سريعا وهي تحاول جاهدة أن تلزم ثباتها ولا تشعره بما يعتريها ثم استدارت لتتجمد بأرضها ويتلجم لسانها وهي تراه يقف أمامها بقفطان اسود حالك يضاهي بلونه لون شاربه الكثيف وذقنه التي جعلها تستطال تزين وجهه وتزيد من وسامة ملامحه الرجولية وتمنحه إطلالة طاغية لا تقاوم ورغم انها لاحظتها بالأمس إلا انها لم تنتبه لمدى جاذبيتها من شدة أنفعالها وكأن شيطانها لم يظهر لها سوى ڠضبها منه وذلك العتاب الذي كان يثقل قلبها.
كل ده تفكير ده شكل الحاجة اللي بتدوري عليها دي غالية أوي عندك وهتزعلي لو ضاعت
قالها بنبرة مبطنة وهو يمط فمه كي يغيظها حين رأها ساهمة تجول بعيناها على تقاسيمه بنظرات يعلمها جيدا ويعلم ما المغزى منها رغم عنادها التي استمرت عليه حين اجابته
مش بدور على حاجة انا كنت جاية اشوف خالي بس يظهر انه مش هنا...تلعثمت وتلجلجت لأكثر من مرة وحتى انها تهربت بنظراتها منه كي لا يفتضح أمرها لحين اتاها صوت قمر متسائلة بفرحة
اخيرا لاجتيه يا نادين
زفرت بارتياح وغيرت مجرى الحديث كي تتستر على لهفتها
لأ ملقتهوش شكله في الأرض
جعدت قمر حاجبيها بعدم فهم فمن تقصده هي يقف أمامهم ولكن الأخرى استأنفت كي توضح لها
هسلم على طنط هانم وهبقى اجيله مرة تانية
حانت منه بسمة عابرة وهو يتفهم ما تحاول