انصاف القدر بقلم سوما العربي

موقع أيام نيوز


عانت بها منفردة وهو لا يعلم حتى 
اما عند توفيق
فهو يجلس الآن باحد المطاعم الفاخرة ورغم كونها فاخرة حقا الا انه بصق من فمه اول قطرات تناولها من تلك الشوربة الساخنه 
رفع صوته ينادى على اول نادل مر من أمامه يقول بتقزز ايه الزفت الى انتو جايبنهولى ده
النادى الشوربة الى حضرتك طلبتها يا فندم 
نوفيق دى شوربة دى ولا زفت على دماغك ودماغ الى مشغلينك 
زم النادل شفتيه يحاول ابتلاع الإهانة قائلا بدبلوماسيه ارجوك يافندم وطى صوتك انت فى مكان محترم 
سياسه الفتى فى الرد جعلت عنجهيته المعتاده فى الضغط على الضعيف تعلو ضړب مقدمة الطاوله بيده محدثا صوت عالى وقال محترم ده مكان محترم ده انا عايز المدير فين مدير المخروبه دى 

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
جاء صوت أحدهم من الخلف يسير بهدوء ورصانه يرتدى ثياب مهندمه تصرخ بالفخامه يتقدم بتمهل على مايبدو كان يتابع الموقف عن بعد فتحدث بكبر قائلا خير يا فندم ايه شكوة سعادتك 
نظر له توفيق واهتز قليلا من مدى الثراء الواضح عليه لكنه لن يبالى رفع صوته مجددا يقول پحده دى شوربة دى ده زفت تقدموه 
ابتسم الرجل يضم شفتيه ابتسامة تدل على استيائه من طريقه الحديث وقال بس احنا هنا مش بنقدم زفت ممكن سيادتك بكل هدوء تقول شكوتك واحنا نحلها حالا الزبون دايما على حق ودى قاعده بس مايصحش ابدا الزبون يعلى صوته فى مكان مليان ناس بالشكل ده حضرتك اتفضل مشكورا قول ايه المشكله بالظبط وتتحل فورا 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
توفيق بقولك دى مش شوربة اصلا ده مش اكل يتقدم لبنى ادمين انت مابتفهمش 
نظر له الرجل صامتا ثم بإشارة صغيره من يده تقدم ثلاث رجال ضخام الچثة وحملوه يلقونه خارجا 
كان محمول على اكتافهم يصيح وېصرخ بهياج انت اټجننت انت عارف انا مين انا الباشمندس توفيق جاب الله ده انا هوديك فى ستين داهيه اوعوا سيبونى 
فى غضون دقيقة وجد حاله ملقى أرضا پعنف لا يصدق ما يحدث معه لقد عاش كم من الذل والمهانة لم يتعرض لها مسبقا بيته كومه قمامه ثيابه مهمله لا يستطيع تنظيفها يحيا على طعام
الشوارع ضعف الكثير من الكيلوجرامات بعدما كانت الحيويه تقفز من وجهه 
شرد قليلا يتذكر نجلاء وطعامها 
عقله كشريط السينما يسترجع عدة مشاهد متعاقبة 
بيوم يعود من عمله وهى تركض تخرج صينية البطاطس الساخنه من الفرن تحترق احد اصابعها من تلامسها لها صانعة بقعة مقفعه ينظر لها بتقزز واشمزاز قائلا ايه القرف ده
نجلاء بتعب وحرج من نطرته الدونية لها اتلسعت وانا بطلع الصينية من الفرن 
توفيق على نفس حالته وده منظر اكل ازاى معاكى وتمدى ايدك في نفس الأكل 
يوم آخر
يجلس على الطاوله بعدما سكبت له صحن الشوربا وذهبت سريعا تجلب باقى الأطباق وهو يجلس سلطان زمانه يرتشف اول ملعقه 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
على الفور القى مابيده صارخا انتى يا ست هانم مافيش مره تعملى الاكل عدل لازم كل مره اټسمم جتك الارف عليكى وعلى عيشتك 
وغيرها وغيرها من الذكريات يتذكر انه دائما ماكان يكمل طعامه بعد صراخه هذا وبعدما تنغلق شهية تلك المسكينة 
اسند راسه على احد اعمدة الإنارة بجواره يتنهد بحسره ااااااه فينك وفين ايامك يا نجلاء واكلك الى كان زى الفل فضلت وراكى لحد ماطفشتك 
بحسره شديده ظل يسترجع كل تلك الأيام متتممها برفضها له وتفضيلها لرجب عليه
وفى مكان آخر
بشقة نجلاء كانت تضع اخر الصحون على الطاوله وتلتفت مبتسمه تنادى زوجها رجب رجب يالا عشان تتغدى 
كان يجلس يتابع التلفاز ريسما تنتهى هى كل مره تناديه باسمه ينشرح صدره ولا يعرف لما ربما لأنه للان لم يصدق ان حلمه تحقق وأنها بالفعل زوجته يجمعم بيت واحد ويشاركها نفس الغرفة ونفس الهواء بينهم حياه روتينية كاى زوجين وليست حلم صعب المنال بل هى الان تعد له الطعام وهو يجلس ينتظرها يعلم ويطمئن بأن لهم ايام معا ست البنات التى لطالما راقبها وهو يجلس امام محله تقف فى شرفتها او تخرج للسوق يشاهدها فقط من بعيد موقنا انها حلم صعب تحقيقه أصبحت له زوجته صنعت له طعام ساخن دسم تناديه الان باعتياد كأنهم معا منذ سنوات وهو بكل روتين وحب استقام يذهب لها 
وضعت له الشوربا
الساخنه فى صحنه فتناول اول ملعقه مصدرا صوت مقزز قليلا جعلها تغمض عينيها تدارى ابتسامتها عليه وعلى عفويته التى لابد وأن تعتاد عليها قائله عجبتك
رجب يا سلام سلم إلا عجبتنى دى مزجتنى 
نظر لها بوقاحه وعبث قائلا حتى نفسك في الأكل حلو وكلك على بعضك حلو يا مدور انت ياملفوف 
ابتسمت له بخجل تضع يدها على وجهها تدارى حرجها منه وهو يكمل احتساء صحنه يغمز لها ثانيه بوقاحه كأنه يتوعد لها بشئ فقط بعد الطعام وهى وجهها سينفجر حقا من حمرة خجلها باتت تعلم تلك البسمه والغمزه وما يعقبهم جيدا 
وقفت تحيه تسلم بعض الاوراق لأحد العاملين معها قائله كده تمام يا طارق انا خلصت كل الورق وسلمت كل حاجه 
طارق باستياء انتى
 

تم نسخ الرابط