رواية للكاتبة ياسمين
المحتويات
و شخصيتها قوية و دائما
ما كانت تجادله و ترد إهاناته بكل قوة
و جرأة
لا تبدو بخير و هذا ما كان متأكد منه
و لكن ليس لديه دليل على ذلك
بقى يفكر و هو يصعد درجات السلم
المؤدي نحو الطابق الثاني فتح الغرفة
إقتربت منه حالما لمحته يدلف إلى
بادلها أيهم نظرات مشمئزة و كأنه
ينظر نحو شيئ مقزز ليدفع يدها عنه
إيه مين غير لف و دوران انا جايبك
هنا عشان تقعدي ساعتين بهدوء
و بعدها تغوري يعني القرف اللي
إنت متعودة عليه إنسيه و انا لو عزت
اعمل حاجة فأكيد مش مع واحدة زيك
جايبها من كباريه
مصمصت نانا شفتيها بعدم رضا ثم تراجعت
إلى الخلف بطاعة دون أن تنبس بكلمة
خوفا منه
بينما دلف أيهم إلى الحمام لينعم
في الأسفل جرت ليليان قدميها لتجلس
على أقرب كرسي قابلها و هي تضع يدها
على بطنها لتمسد عليها برفق محاولة
تحمل الألم الذي تشعر به
نزلت دموعها بحړقة على وجنتيها
و هي تشعر بانقطاع آخر خيط أمل
بينها و بين من يدعو نفسه بزوجها
صڤعة قاسېة تلقتها للتو أقسى
من أي شيئ مضى من أفعاله المشينة
جعلت آخر ذرة من صبرها المزيف
تنفذ لقد أثبت لها بفعلته هذه صدق كلامه
لن يعتبرها أبدا كزوجة ليست سوى مجرد
خادمة لديه و لن ترتقي ابدا لمستواه رغم
حملهما لنفس الإسم و الډم و العائلة
أخذت انفاسا عميقة و هي تكفكف
عبراتها التي كانت تأبى الإنقطاع
لتصمم في داخلها على إنقاذ
ما تبقى من كرامتها مهما كلفها الأمر
من كرسيها أقسم بالله لخليك ټندم
بقية حياتك على اللي بتعمله فيا
دلفت كاميليا غرفة النوم بخطى غاضبة
و هي لا تستجيب لنداءات شاهين
المتكررة والتي يأمرها فيها بالتوقف
معها منذ قليل
أبى التحرك
من مكانه و لو إنشا واحدا
لمحت إبتسامته لتلوي شفتيها بحنق
قائلة على فكرة مفيش حاجة بتضحك
رسم ملامح الجدية على ملامحه ليهتف
بصوت جاد عارف بس انا بقالي
ساعين و انا بسألك نفس السؤال و إنت
اللي عمالة بتلفي تدوري و مش عاوزة
تجاوبيني كاميليا لعاشر مرة بسألك
الخاتم بتاعك فين و إزاي تسمحي
لنفسك تقلعيه من إيدكانا منبه عليكي
قبل كده و حذرتك إنك لو شلتيه حعاقبك
هزت كاميليا حاجبيها بعدم رضا قبل أن
اقعد في البلكونة برا للبرد و إلا حتخليني
صړخ شاهين مقاطعا كلامها كاميليا مفيش
داعي للكلام داه إنت عارفة إني مستحيل
أذيكي
لينظر لداخل عينيها الزرقاوتين
اللتين كانتا تلمعان بسبب دموعها
المنحسرة داخلهما
تحدث بصوت هادئ حنون هذه المرة حبيبي
مش إحنا إتفقنا ننسى اللي فات و نبتدي
صفحة جديدة انا كنت بقصد عقاپ
من نوع ثاني و مش بعيد يعجبك بس
إنت لازم تجاوبيني الأول إنت ليه قلعتي
خاتم جوازنا إنت مش عارفة داه معناته
إيه بالنسبالي انا كل ماشوف دبلتي في إيدك
بكون بعلن للعالم كله إن إنت ملكي انا حبيبتي
أنا حياتي انا روحي و قلبي أنا
كاميليا بعدم تركيز وهي تشعر بأن
الأرض قد بدأت تدور حولها ها انا انا
سيطر على رغبته العارمة في الضحك
ليسألها مرة أخرى بتأكيد فين الخاتم لو
مش عاوزاه قوليلي و انا حجيبلك غيره
المهم إنه يفضل في إيدك
إستأنف حديثه مرة أخرى عندما رآها
تحرك رأسها بنفي أمال ليه عملتي
كده
إقتربت منه أكثر لتخفي نفسها بداخل
غير مفهوم عشان بقت ضيقة عليا
حاول إبعادها لكنها إلتصقت به
أكثر ليهتف هو بصوت عال مش سامع
حاجة عيدي ثاني
كاميليا بسرعة عشان بقت ضيقة على
صباعي فقلعتها و خبيتها في
الدولاب
شد شاهين أنفه باصبعيه ليمنع نفسه
من الضحك و يقول بصوت جاهد لأن
يكون عاديا طيب مقلتيليش ليه
عاجبك خناقتنا تحت قدام ماما و فادي
كاميليا بصوت منخفض مكنتش عايزة
أضايقك بموضوع زي داه
شاهين بخبث بس انا مستغرب إزاي
بقى ضيق عليكي بعد ما كان مقاسك
بالضبط
هزت كاميليا كتفيها دون أن تجيبه ليهمهم
شاهين مدعيا التفكير بصوت عال مش يمكن
عشان وزنك زاد شوية من
صړخت كاميليا و هي تدفعه بكل قوتها
كلامه بداخل عقلها قبل أن
تومئ له بإيجاب ليتقدم نحوها شاهين و
ليبث بداخله راحة غريبة قبل أن يتذكر
حكاية الخاتم ليبتسم بإتساع و يمنع بصعوبة
ضحكه أمام حتى لا تقيم الدنيا و تقعدها
هذه المچنونة التي بين يديه
تنهدت كاميليا بصوت مسموع قبل أن
تتحدث بصوت هادئ متكتمش ضحكتك
أكثر من كده بس ارجوك بلاش تحكي
لطنط و فادي داه حيستلمني و مش حيبطل
تريقة عليا داه بقى شرير اوي وعامل نفسه
الأخ الكبير
أجابها بعد أن ضحك ضحكة خفيفة مش حقول لحد
و كمان مش عاوزك تكوني حساسة تجاه
الموضوع داه عشان دي حاجة طبيعية
يا قلبي و بعدين محدش له دعوة بينا
إنت عاجباني كده بطبوطة
أبعدت رأسها قليلا لتلتقي اعينها الزرقاء
بخاصته الخضراء في تواصل بصري
لعدة ثوان قبل أن تستدرك كاميليا قائلة
بهمس يعني حتفضل تحبني حتى
لو بقيت شبه الفيل
شاهين بابتسامة حتفضلي في نظري
زي القمر مهما تغيرني عشان إنت شايلة
جواكي حتة مني و منك بتكبر كل يوم
و
بيكبر معاها حبي و عشقي ليكي انا
أصلا دايما بفكر هو انا ححبك أكثر من
كده إزاي
طيب انا كنت عاوزة أطلب طلب
شاهين بمقاطعة اطلبي اي حاجة
غير إنك تباتي عند أهلك إحنا تكلمنا
في الموضوع داه و إتفقنا
كاميليا بنفي لالا أنا مش بتكلم على
الموضوع داه انا اصلي نفسي في حاجة
بس مش عارفة أفسرلك أصلي بسبب الحمل
بقيت عاوزة أعمل حاجات غريبة ڠصب
عني ما إنت عارف الوحم يعني مش بإيدي
مش أنا اللي عاوزة يعني داه البيبي هو
شاهين كوكي حبيبيتي تعالي نقعد
الأول و بعدين إحكيلي بهدوء إنت
عاوزة إيه المرة دي عشان أنا عارف و متأكد
إنك حتفاجئيني زي كل مرة
أجلسها برفق على الكنبة ثم جلس
بجانبها محتفضا بيديها داخل يديه
و يمسد عليهما بحنان و هو يرمقها
بنظرات يحثها على أن تتكلم بعد أن
لاحظ تلعثمها و تأتأتها و هي تتكلم ضانا
أنها لازالت تخاف التكلم بحرية معه
أعادت كاميليا خصلات شعرها وراء
اذنها قبل أن تهمس في اذنه فجأة بعدة
كلمات جعلت شاهين يتصنم مكانه
پصدمة
وقف من مكانه و هو ېصرخ نعم
سمعيني ثاني كده عشان الظاهر إني سمعت غلط
إنكمشت على نفسها پخوف و حرج
لتهمس داه وحم انا مليش دعوة
شاهين و هو يضرب كفيه بغيظ يعني
كل مرة سيادتك بتتوحمي على حاجة
أغرب من اللي قبلها و تقولي مليش
دعوة يعني الوحم مجاش غير على
السجاير يا كاميليا عاوزة تشربي
سجاير و إيه كمان طب مش عاوزة
شمبانيا و إلا لا إلاه إلا الله داه
إنت حرمتيها عليا جوا الفيلا عشان
فادي و البيبي اللي في بطنك
ضحك بعدم تصديق و هو يعود ليجلس
بجانبها مثبتا نظره عليها مسح وجهه
بقلة حيلة و يأس من تصرفاتها المچنونة
قبل أن يهتف طيب مفييش أوبشن ثاني
حاولي كده عشان موضوع السجاير داه
حاجة مستحيلة الله
فركت يديها يتوتر و هي تمط شفتيها
بعدم رضا على كلامه قبل أن تهتف بنبرة
مستعطفة و هي تنظر له بوداعة كجرو لطيف
طب حتة صغنونة بس واحده او نصها
يكفي عشان خاطري
شاهين بهدوء ربنا يهديكي يا حبيبتي
عقبال ما تولدي حكون انا خلاص تجننت بإذن
الله بلا ننام عشان بكرة لازم اروح الشركة
بدري عندي أوراق مهمة لازم أراجعها
بقالي كثير
زفر شاهين بنفاذ صبر قبل أن يرمي
الغطاء
فوق جسده هاتفا بصوت جاد كاميليا
بلاش دلع مش كل مرة تطلعيلي بحكاية
قټلك ورايا شغل بكرة يعني لازم انام
بدري و لما ارجع حبقى آخذك لأي
مكان إنت عاوزاه يلا تعالي عشان
ننام
كاميليا برفض مش عاوزة انام قلتلك
عاوزة
صمتت عندما ربت شاهين على الوسادة
التي بجانبه ثم أشار لها بإصبعه حتى
تقترب تقدمت بخطوات غير راضية
و هي ترسم على ملامحها الجميلة
علامات الحزن لتبدو أمامه كطفلة صغيرة غاضبة ترفض طاعة والدتها ليخفي شاهين رغبته
الملحة في إلتهامها
إستلقت على
السرير ثم إلتفتت للجهة
بصوت حان طب عاوزاني اعمل إيه
طب ينفع بنوتة رقيقة زيك تمسك
سېجارة و
صمت دون أن يكمل كلامه عندما شعر
نحوه بتملك قائلا بارتياح طيب
نامي دلوقتي وبكرة إن شاء الله حنكمل كلامنا
تمام
إلى وسادته و يغمض عينيه و شعور
السعادة يغمر قلبه و روحه هذه الصغيرة
يوما بعد يوما يجزم ان فادي أصبح اعقل منها
بتصرفاتها الطفولية التي صارت تفاجئه في كل مرة
تحاول إثارة غضبه و كأنها ټنتقم منه بطريقتها
لكنها لاتعلم بأنه سيظل يهيم بها عشقا مهما
فعلت
نظرت نانا بملل نحو باب الحمام قبل
أن تقرر الخروج من الغرفة و التجول قليلا
في الفيلا إلى أن ينهي أيهم حمامه
تمتمت بضيق و هي تنزل درجات السلم
المؤدي إلى الطابق السفلي إيه
قصر الأشباح داه المكان كله معتم
و يخوف أما أروح أدور يمكن ألاقي
حاجة آكلها و أخيرا لقيت المطبخ
تحدثت و هي تدلف إلى داخل المطبخ
لتتسع عينيها من جماله و ضخامته
فهي في الاخير ليست
إلا فتاة بسيطة و فقيرة
جلبها أيهم من إحدى الشوارع حتى
تنفذ خطته بإغاظة ليليان
تسمرت عينيها على الطاولة الكبيرة
عندما لاحظت وجود فتاة في سنها
اقل ما
يقال عليها آيه في الجمال
و الروعة رغم ثيابها البسيطة
التي كانت ترتديها و خلو وجهها
من مساحيق التجميل عكس خاصتها
هتفت دون وعي منها و هي تتفرسها بذهول يا نهار اسود لما تكون دي خدامة انا ابقى إيه دي لو توافق تشتغل معايا
حتكسب ذهب ذهب إيه قولي الماس انا
مش فاهمة البيه جايبني هنا ليه ماكان أخذها
مكاني و خلص نفسه من ۏجع الدماغ داه كله
سمعتها ليليان لكنها تعمدت عدم الانتباه
لها و تجاهلها لتتقدم نحوها نانا و هي
ترسم على وجهها إبتسامة خاڤتة
نانا سلام عليكم يا قمر هو إنت
بتشتغلي هنا
ليليان و هي تخفي إبتسامتها الخبيثة أيوا انا بشتغل هنا بقالي حوالي ثلاث سنين و نص
جلست نانا على الكرسي بجانبها
و بدأت تتفحصها دون خجل قائلة طيب
على كده بتقبضي كويس
ليليان و هي تتظاهر بالحزن لا و الله دي
شوية ملاليم البيه بيرميهالي آخر كل شهر
مش مكفياني حق الدواء بتاع والدتي
أنا لو اقدر الاقي شغل ثاني مكنتش
قعدت هنا دقيقة
نانا بتأسف مزيف قلبي معاكي يا حبيبتي
بس بصراحة واحدة زيك خسارة تشتغل
خدامة و بشوية ملاليم زي ما قلتي
إنت مش شايفة نفسك في المراية و
إلا إيه عارفة انا مستعدة اساعدك و حوفرلك
شغلانة معايا حتاكلي من
وراها الشهد
ليليان بحماس بجد داه انا حكون ممنونالك
عمري كله بس إزاي داه البيه اللي انا
بشتغل عنده زي ما يكون مستعبدني
تصوري مش بيسمحلي أخرج من هنا غير
مرة كل شهرين اروح أزور أمي في المستشفى
و أرجع هنا على طول
همست ليليان بصوت منخفض و هي
توجه بصرها نحو الباب مخافة ان
يأتي أيهم و يفسد عليها خطتها و هي تكمل
داه حتى مانع عليا التلفون انا بقالي اكثر
من شهر و نص مسمعتش صوتها و لا
إطمنت عليها
مسحت دموعها المزيفة ثم إستأنفت
حديثها من جديد و هي تتوعد بداخلها
لايهم هو حضرتك ممكن تساعديني
لو يعني عندك موبايل ممكن اكلمها
دقيقة بس أسمع صوتها و ارجعهولك
على طول انا فاضلي بس اسبوع و
شوية عبال ما اخرج و ازورها بس
المرة دي لو حضرتك ساعدتيني انا مش
حرجع هنا ابدا
أومأت لها الأخرى و هي تخفي
فرحها بداخلها متخيلة كم ستجني
من مال لو انها نجحت في إقناع ليليان بالعمل
معها مدت يدها نحو صدرها لتخرج
متابعة القراءة