رواية للكاتبة ياسمين
المحتويات
بأطراف ثوبها
الطويل و تسرع مغادرة الغرفة و هي تتنفس بارتباك
في فيلا عمر الجديدة
صعدت فريدة هانم والدة عمر الدرج بخطوات راقية ثم طرقت باب الغرفة طرقات خفيفة ليأتيها صوت إبنها ليأذن لها بالدخول
إلتفتت عمر ناحية الباب ليجد والدته إبتسم
في وجهها قبل أن يعود لينظر أمامه في المرآة
مرة أخرى لينتهي من ترتيب ملابسه قائلا اهلا
جلست فريدة على حافة السرير و هي تقلب عينيها
بعدم رضا في ارجاء الغرفة قائلة بنبرة غير راضية
يعني داه اخر قرار قررت تسكن بعيد عننا عشانها
تأفف عمر و قد إنمحت إبتسامته ليجيبها ببرود يا ماما ارجوكي إحنا تكلمنا في الموضوع داه مائة مرة
وإتفقنا و بعدين الفيلا مش بعدين في نص ساعة
اكون عندك
فريدة و هي تخفي حنقها طيب على العموم انا حنزل عشان المعازيم زمانهم وصلوا و إنت حاول متتأخرش
نظر عمر لساعته ليطلق صفيرا خاڤتا من فمه قبل أن يتمتم أنا إتأخرت اوي و لازم انزل فين تلفوني
دار حول نفسه و هو يبحث عن هاتفه قبل أن يجده
فوق الاريكة ليختطفه بسرعة و يغادر الغرفة على عجل
بعد ساعة
على أنغام الزفة المصرية دلفت العروس قاعة الاحتفال الضخمة و هي تتأبط ذراع عريسها تحت هتافات الأصدقاء و الأقارب و بقية المدعوين الذين
الشناوى
توجه العروسان نحو وسط القاعة ليرقصا قليلا بعد أن تحولت الموسيقى إلى أخرى هادئة رومنسية
ليتشاركا العرسان رقصتهما الأولى
همس أذنها قائلا يعني عملتي اللي في دماغك و أخترتي الفستان داه
هبة بهمس مماثل عمر مش وقت الكلام داه من فضلك
تنهد عمر قليلا قبل أن يستأنف حديثه مجددا حستحمل بس عشان دي كانت غلطتي انا اللي سمحتلك إنك تاخذي راحتك في إختيار فستان فرحك و محبتش أتدخل بس هانت يا بيبة من هنا
شهقت هبة بخجل وهي تخفي وجهها
ليبدأ عمر
بالضحك عليها مستمتعا بمشاكستها لينسيها حزنها على غياب عائلتها و تركهم لها في أهم يوم في حياتها
بجانبهما كان شاهين يراقص كاميليا تحت نظرات
المدعويين الذين كانوا ينظرون لهذا المشهد النادر بدهشة فمنذ وقت طويل لم يشاهدوا شاهين الألفي و هو يرقص او يضحك
عمر عروسه إلى الكرسي المخصص لهما ليرتاحا
قليلا بينما توجه شاهين و زوجته نحو إحدى
الطاولات حيث يجلس أيهم و ليليان معهما شقيقه محمد
سلم عليهم ثم قدم لهم كاميليا التي جلست بجانب ليليان و هي تبتسم لها لتبادلها الأخرى الابتسامة
تفرست كاميليا ملامح
ليليان الجميلة التي زينها الحجاب قبل أن تهتف باعجاب رغم خجلها
جدا
ليليان
ضحكت ليليان بخفة مما جعل
كاميليا تحدق بها دون شعور ميرسي اوي داه
من ذوقك بس أكيد مش احلى منك إنت مصرية صح
سألتها ليليان بعد أن لاحظت ملامحها الشبيهة
بالأجانب بدءا من عينيها الزرقاء و بشرتها الشديدة
البياض كانت ستجيبها لكنها تفاجأت بشاهين يتحدث طبعا مصرية
بس أحلى من الأجانب صح
أومأت له ليليان بالإيجاب ليقاطعهما صوت أيهم الذي تدخل قائلا طبعا كفاية إنها مرات
شاهين الألفي طول عمره ذوقك حلو يا صاحبي
رمقه شاهين بنظرة غاضبة تخللها الټهديد ليرفع أيهم يديه باستسلام قائلا بس ذوقي أحلى أكيد
أكمل جملته قبل أن يستأذن منهم ليغادر
أعاد شاهين تنظيم الوشاح فوق كتفي كاميليا
باهتمام و هو يتمتم بانزعاج البتاع داه مش راضي يثبت ليه إستني إفردي شعرك كده تمام خلصنا
سمع ضحكات محمد الجالس بجانبه لكنه لم يهتم
به و اكمل عمله بتركيز إلى أن إنتهى ليهتف بانتصار و كأنه أنجز عملا مهما وريني كده عشان أتأكد
أدارها نحوه قليلا ليلقي نظرة أخيرة على مظهرها
ليبتسم برضا قطعه صوت محمد الضاحك و الله الليلة دي ليلة عجايب عشت و شفت شاهين الألفي
و هو بيرقص و بيضحك انا لازم أوثق الأحداث التاريخية الهامة دي
أنهى كلامه بحركة درامية و هو يوجه هاتفه نحوه و كأنه يصوره ليشير له شاهين بعدم إهتمام و هو ينظر لكاميليا بهيام قائلا
محمد حل عن دماغي مش ناقصك كفاية الاغبياء اللي هناك عمالين في وشي من كثر الصور
اللي بيأخذوها انا مش عارف إزاي عمر سمحلهم
يدخلوا رغم إني نبهت عليه
قالها بتذمر لم تمر دقيقة أخرى حتى قدمت
فتحية حاملة فادي الذي إندفع إلى والده
ليجلسه و ينشغل بملاعبته
مرر محمد نظره في أرجاء الحفلة ليستوقفه
مشهد اخوه أيهم و هو يقف بجانب فتاة جميلة
ترتدي فستانا فخما باللونين الأزرق الفاتح و الفضي يلتف حول جسدها بأناقة
هند
ضيق عينيه بضيق عندما إنحنى أيهم و هو يبتسم لها
نظر إلى زوجة أخيه ليجدها منشغلة بالحديث مع
كاميليا ليتنفس الصعداء و ينسحب بخفة متجها نحو أيهم و هند
نظر محمد بعدم إرتياح نحو هند التي قدمها له اخوه
بأنها طبيبة تعمل لديه في المشفى ليتجاهل نظراتها
الغير بريئة نحوه و يجذب أيهم قليلا بعيدا عنها ليهمس في أذنه بلوم مش حتبطل حركاتك دي سايب مراتك و واقف مع الست دي ليه ها
ايهم بضيق و هو يحاول التخلص من قبضة
أخيه دي دكتورة عندي في المشفى و جات
الفرح عشاني يعني هي متعرفش حد هنا و بعدين
ليليان ماهي قاعدة متلقحة هناك بتتسلى
مع مرات شاهين و مش فارق معاها وجودي او غيابي
محمد باصرار أيهم انا فاهمك و عارفك كويس اوي و لاخر مرة بحذرك بلاش اللي في دماغك انا مش مرتاح للست دي نظراتها و حركاتها مش مريحاني و متنساش إنك بين
الناس و الصحافة مليانة المكان
قاطعه أيهم بنفاذ صبر و هو عيناه مسلطتان على هند التي كانت تقف قريبا منهما و تنتظره محمد
سيب إيدي و ريح دماغك دي دكتورة و حتى ليليان
تعرفها و لو عاوز تتأكد روح إسألها
تركه على مضض مقررا مراقبته من بعيد
على طاولة أخرى تجلس نور مع والدتها و أخيها الصغير كريم بعد أن إعتذر سعيد عن القدوم بسبب
تعبههتفت نور بعد أن احست بالملل الشديد و هي جالسة منذ ساعة يا ماما ارجوكي رقصة واحدة بس طب شوفي اللي هناك دي اللي لابسة فستان احمر قصير دي صاحبتي منى حروح جنبها شوية و حرجع
الام برفض إترزعي مكانك و خلي ليلتك تعدي على خير احسنلكقال ترقصي قال ما تتهدي يا بت و إلا عاجبك فستانك اللي إنت ناسية نصه في البيت داه بقى يا مقصوفة من قلة الفساتين اللي في المحلات جايبالي قماشة نص متر ب عشرة آلاف جنيه الكلام مش هنا قدام الناس بس إستني بس لما نروح البيت ليا كلام ثاني معاكي
نور بحنق الله يا ماما دي موضة و بعدين داه ارخس فستان لقيته يعني الفساتين اللي قدامك دي أقل واحد فيهم ب مية الفو ثمن الفستان انا أخذته من كوكي يعني ما أخذتش منك حاجة عشان
الام مقاطعة
و هي اختك لاقية الفلوس دي في الشارع مش كفاية اللي هي عملته معانا عاوزة تفضحيها قدام جوزها يقول علينا إيه طماعين و عمالين ننهب في فلوسه
نور ياماما ما خلاص بقى مش وقته الناس حتسمعك و حنتفضح بجد انا رايحة للحمام حضبط الميكاب بتاعي و أرجع
غادرت نور الطاولة متجاهلة نداءات والدتها باسمها وصلت إلى أحد الاروقة الفارغة لتصطدم بشاب
نور باعتذار سوري ما أخذتش بالي
الشاب بسماجة و هو يحدق بها باعجاب و لا يهمك حصل خير يا قمر
تجاهله نور لتكمل طريقها لكنه إعترض طريقها مرة أخرى ليمد لها يده قائلا أنا خالد يسري إبن رجل الأعمال فاروق يسري صاحب مجموعة اليسر للمقاولات اكيد عارفاه
بادلته
نور إبتسامة صفراء قبل أن تجيبه بتجاهل ممكن تعديني لو سمحت
خالد باصرار مش نتعرف الأول
نور بضيق بقلك إيه حل عن دماغي عشان مش فاضيالك و روح دور على واحدة ثانية تعرف عليها
خالد بابتسامة مستفزةبس إنت عاجباني و شايف إنك أحلى واحدة في الحفلة ديو عاوز اتعرف عليكي
نور باستهزاء لا خفةوسع كده عشان جبت آخرى متخلينيش أتغابى عليك و ميغركش الفستان الكيوت اللي انا لابساه عشان أنا في لحظة ممكن اتقلب عليك و اخليك تشوف محمد رمضان
إقترب و هو يقول
بردو مش حسيبك غير لما تديني رقم تلفونك انا خالد يسري و متعودتش أستسلم مهما قلتي او عملتي فقصري من الاخر و متعمليش فيها دور البنت الصعبة
حدقت به هبة ببلاهة لثوان غير مستوعبة لما يقوله فقد ظنت في بادئ الأمر انه صدفة لكنها لاحظت انه
كان ينظر بين الحين و الاخر إلى شابين يبدو أنهما أصدقائه يستندان على أحد الاعمدة الرخامية تداركت نفسها قبل أن ترتسم على وجهها
إبتسامة مزيفة قائلة قول كده بقى إنت عاوز رقمي عشان متراهن مع أصحابك صح
سألته و هي تعيد النظر إليهما من جديد
إرتبك خالد قليلا قبل أن يجيبها لا انا اول ماشفتك عجبتيني و قررت إني أتكلم معاكي لوحدي
هبة و هي تدعي التفكير طيب و مش ملاحظ إن الحركات دي بقت موضة قديمة اقصد حكاية الرهانات دي انا بصراحة كنت بشوفها في الآفلام
بس متوقعتش إنها حقيقية على العموم مبروك خسړت الرهان و يلا من قدامي عشان حضرتك معطلني
خالد و قد بدأت على ملامحه بوادر الڠضب بقلك إيه هاتي من الآخر عاوزة كام و تجيبي رقمكحديكي اللي إنت عاوزاه آآآه
صاح پألم عندما ركلته نور على ساقه بقوة ثم تراجعت خطوات إلى الوراء و هي پغضب قبل أن تصدم بجدار صلب لتتأوه بخفوت و هي تستدير
إلى الخلفو هي تتمتم هما غيروا مكان الحيطة و إلا إنت
قاطعها صړاخ خالد الغاضب و الله ما أنا سايبك بقى انا خالد يسري واحدة زيك
محمد بتسائل في إيه يا خالدمالك متعصب كده ليه
خالد پغضب البنت دي غلطت فيا و انا لازم أربيها لو سمحت يا محمد متتدخلش
محمد بهدوء البنت دي خطيبتي عشان كده الموضوع يهمني
توسعت عيني نور پصدمة من كلامه في حين ظهر الارتباك جليا على خالد الذي بدا كعصفور صغير أمام صقر
شرس ليتحدث بارتباك أنا انا مكنتش اعرف
إنها تخصك يا كابتن
تكلم محمد و هو مازال يرمقه بنظرات حادة ممممم ماشي يلا روح دلوقتي زياد و هاني مستنيك هناك و إبقى تعالى السنتر عشان نكمل كلامنا
إبتلع خالد ريقه بصعوبة و هو يومئ له بالايجاب قبل أن ينسحب هارباتحت نظرات نور التي مازالت مندهشة إلتفت إليها محمد و هو يرسم إبتسامة هادئة على ثغره قائلا إنت كويسة
نور باندفاع و إنت مالك و بعدين إيه الكلام الفارغ اللي إنت كنت بتقوله داه إوعي تفكر إنك حتستغل الموقف عشان انقذتني من العيل داه
محمد و هو يرفع إصبعه ليضعه علي فمه هاتفا
ششش اسكتي بقى و بعدين لو مكنتش
متابعة القراءة