قصه كامله رواية ميادة كاملة

موقع أيام نيوز


يا عمي ربنا ما يحرمنا منك يا رب.
اردف الرجل منزعجا من حديثه بس يا دكتور ماتقولش كده دانت ابني زيك زي حسام بالظبط و لا تكون يا واد مستني مني شكر على اللي عملته مع حسام طول السنين اللي فاتت.
مالك معقبا لاء طبعا حسام طول عمره اخويا و مافيش بينا الكلام ده.
طب يلا بقي خد مراتك و اطلعو ارتاحو في شقة اخوك و انا هاخلي الولاد يطلعو ليك الشنط فوق.

صعد بها الي شقة صديقه و ما ان فتح بابها وخطت قدمها للداخل الا و كانت قد حررت وجهها من النقاب و تحدثت باستياء....
يااااااه أخيرا هاعرف اتنفس.
اردف مالك بأنزعاج للدرجه دي النقاب خاڼقك ومش حباه.
جلست على أول مقعد قابلها و انحنت تحل رباط حذائها و تشلحه من قدميها.
بصراحه اه انا مش متعوده على الخانقه دي.
مالك أمرا لها وقد ظهر على محياه الڠضب......
لاء اتعودي يا شذى واسمعي بقى اما اقولك حاجتين اتنين انا مش هاتهاون ولا هتغاضي عنهم بعد كده رفع لها اصبعيه مشيرا لها بهم
الصلاة و النقاب.
وقبل ان ترد بالاجابه أمرها ثانية.
اتفضلي ادخلي جوه لحد ما اخد الشنط واقفل الباب.
جلست على الفراش بتلك الغرفه تنتظر ولوجه لها و بدئت تشعر بالأسف لأنها زادت من حنقه.
شذى بتفكير يعني هو بيعمل كل ده عشان يحميني و انا ازعله ماكنش المفروض اعمل كده لازم لما يدخل اصالحه بقى.
ولج عليها الغرفه ساحبا خلفه حقيبة الملابس تركها من يده وشرع في شلح معطفه الثقيل
جلس على الفراش بالجهه المقابلة تريح وجنتها الناعمه على لحيته الكثيفة.
شذي واضعه قبله بسيطه على وجنته....
حقك علي قلبي ياحبيبي انا عمري ما هاعمل حاجه تزعلك تاني.
مالك رابتا على شعرها المحرر بعنايةنزولا على ظهرها بهدوء.
لو خاېفه على زعلي و
جاية ترضيني انا يبقى لازم تفهمي اني خاېف عليكي برضو بس من ساعة الحساب و عايزك قبل ما ترضيني ترضى ربنا يا حبيبتي.
شذى موافقاه الرأي طب علمني و فهمني بالراحة انا شاطرة و الله و بتعلم بسرعه.
مالك محفزا لها عارف يا روحي انك شاطرة و ذكية كمان و عشان كده اول ما نخلص من اللي احنا فيه ده و كمان تكوني خلصتي امتحان هبقي اوديكي تحضري الدرس و تحفظي القرأن في المسجد.
شذى پخوف بس ربنا يعديها على خير و نرجع بسرعه...
احتضنها بقوة ليبث في جسدها الطمأنينة و همس لها بحب...
مش قولنا مش هنخاف من حاجه انا معاكي يا حبيبتي و ان حكمت هافديكي بروحي.
شذي مقبله وجنته ربنا يخليك ليا يا حبيبيي انت مش عارف انا ببقى مطمنه ازاي و انا في حضنك.
مالك مداعبا لها كده تعالي بقى خلي
فرد ظهره على الفراش ممددها على جسده يتلفح بشعرها الذي انفرد على كتفه و بدء يقتطف منها بعض القبلات الحاره وسط ضحكها و تقبلها ما يفعله.
و بعد دقائق قليلة تحولت تلك الضحكات الي همسات هادئة بينهم و قد تفرقت ملابسهم على الفراش و هم مختبئين سويا أسفل الغطاء يستمتعون بأحلى لحظات لهم يفصلون نفسهم عن أي شئ اخر يخرجهم من جنون حبهم.
الا ان تلك الهواتف النقاله كان لها رأي آخر....
حيث اصدح صوت رنين هواتفهم سويا و لن ينقطع.
انفزعت هي بين يديه حاولت ابعاده و تنبيه لكنه كان كالثمل عاشق متيم وقع في حبها.
شذى محاولة رفع الغطاء عن وجهها....
استنى يا مالك انت مش سامع صوت الموبايلات دول اكيد ماما و خالتو.
مالك بلا مبالاة مش مهم خليكي انتي بس معايا كده ليجذب الغطاء على وجههم مره اخرى.
رفعته هي و حاولت الجلوس پخوف.
لاءه و انا مالي يا اخويا هات تليفوني اكلم امي دي اكيد خاېفة عليا دلوقتي.
مالك محاولا استعطافها عشان خاطري يا شذى دانا ما صدقت أقرب منك من غير خوف يا حبيبتي خلينا شويه صغيرة كمان و بعدها ابقى اعملي اللي انتي عايزاه.
شذي بشبه صړاخ لاء ماليش دعوه عايزة اكلم امي ابعد عني بقى وإذا بها تزجه في صدره و قد عادت إليها ملامح الخۏف.
اندهش هو من خۏفها الغير مبرر له وزجها له بهذه الطريقة هل تبغضه الان هو لم يجبرها على شئ قط لماذا اذا تعامله بمثل هذه الطريقة.
مد يده وأتى بهاتفها أولا و ارتدي ملابس مريحه من الحقيبة و سحب هاتفه وترجل خارج الغرفه بالكامل مغلقا الباب عليها پعنف.
فتحت الاتصال بينها وبين والدتها التي قابلتها بصړاخ وخوف شديد.
ماجدة بدموع و صرخات شذي انتي فين يا بنتي كده تخرجي من غير ما تقوليلي.
انا مع مالك يا
ماما.
قالتها شذى بهدوء وهي تستمع الي صوته الجاهور من الخارج.
ماجدة پغضب وايه اللي وادكي معاه لوحدك تسافري اسكندرية تاني لوحدك تروحي ليهم برجلك يا شذى
انا مش لوحدي يا ماما انا معايا جوزي وهو قادر يحميني.
بلا يحميكي بلا..... بقى هو جوزك زيهم ولا يعرف يتصرف زي تصرفاتهم.
ماتخفيش يا ماما مالك مطمني و هو عارف بيعمل ايه كويس.
ماجدة ساخرة من كلمتها و الله ما عارف حاجه ولا عارف بيتعامل مع مين اصلا اخلصي و قوليلي انتي فين و انا هاجيلك.
شذي ناهرة ما تقوله والدتها لاء يا ماما انا جوزي فعلا قادر يحميني و انا اللي طلبت منه أن احنا نسافر لوحدنا عشان مبقاش قلقانه عليكي فمن فضلك بقى يا ماما تسمعي كلامي المره دي.
ماجدة پخوف يا بنتي انا خاېفة عليكم انتو الاتنين.
قولتلك ماتخفيش يا ماجدة يلا سلام بقى وانا هبقي اطمنك علينا كل شويه سلام يا حبيبتي.
اردفت ماجدة بدموع سلام يا شذى خلي بالك من نفسك يا حبيبتي.
اغلقت الهاتف معها و انزلقت من على الفراش تضم الغطاء عليها بخجل و اتجهت نحو تلك الحقيبة التي دائما تكون شاهدة على أحداثهم سويا ارتدت ملابسها على عجالة و فتحت الباب لتبحث عنه و هي بلأصل لم تتعثر كثيرا....
وجدته أثر سماع صوته ووقفت تستمع لصراخه على والدته....
كان يوبخ خالته بصوته العالي وهو يدرك انها تسمعه الان.
مالك معنفا لوالدته ابقى فهميها وقوليلها ان بنتها في عصمة راجل يقدر يحميها و لو انتو مش شايفين كده كنتو بتجوزهالي ليه يا أمي.
ليغلق الهاتف دون أن يلقى عليها التحية و ينظر لها پغضب.
حاولت تهدئته و الذهاب اليه لكنه اوقفها بأشارة من يده.
خليكي عندك انا نازل.
شذي پخوف هاتروح فين
بالله كيف ترضي ذاك الغاضوب لماذا لم يرأف بحالتها الا يلتمس لها العذر ابدا هل يريد تدليله كالطفل الصغير هذا الذي مادام يخبرها بأنها ابنته و هو ابا لها 
تخبط الأفكار في رأسها جعلها تنعس مكانها و هي جالسة على الاريكة. 
عاد إليها بعد وقت طويل ممسكا بيديه حقائب ممتلئة بأشياء كثيرة ليجدها غافية في ثبات تام. وضع الحقائب الممتلئة بالطعام من يده و اتجه نحوها ليوقظها. 
مالك متئملا جمال وجهها رابتا على كتفها برفق شذى اصحي انتي نمتي هنا ليه.
شذي بنصف افاقه انت جيت امتى هي الساعة كام دلوقتي.
الساعه ١١ بليل.
شذى بعين جاحظة يااااه انا نمت كل ده و انت سيبتني طول النهار كده لوحدي روحت فين يا مالك. 
مالك مبررا بعده عنها طيلة هذه المده ما قولتلك قبل ما انزل اني هاقعد شوية مع ابو حسام و اخواته و بعدها روحت اشتريت شوية حاجات لزوم البيت. 
شذى پغضب كل ده تسيبني و تخرج ١١ الصبح ترجعلي ١١ باليل في بيت غريب زي ده.
مالك متعجبا من كلامها بيت غريب! هو انا سايبك في الشارع دانتي يعتبر قاعدة في شقة اخويا و انا كنت قاعد اغلب الوقت تحت البيت يبقى سيبتك امتى بقى.
شذى مرتسمة الحزن خلاص بقى براحتك انت اصلا كنت نازل و نواي على البعد. 
انتي هتتفلسفي اتفضلي قومي حضري حاجة ناكلها من الاكل ده. 
حاضررررر 
قالتها منتفضه من مكانها مترجله بعيدا عنه.
أحضرت بعض الاطباق الشهية و وضعتها على المائدة الصغيرة امامه و جلست بعيدا في صمت. 
مالك محاولا تهدئتها قاعدة بعيد كده ليه يلا تعالي كلي. 
همست بكلمة واحدة
لاء 
مالك رافعا حاجبه محاولا اغاظتها...... 
براحتك مع ان الاكل حلو اوي.
شذى بغيظ 
انا اللي عملاه على فكرة. 
عارف على فكرة
ليحاول استدراجها في الحديث بصراحة تسلم ايدك انتي شاطرة اوي في الأكل حلو و حادق مع انك سنك صغير. 
شذي ناظرة له لكنها مازلت على تحفظها
دي هواية عندي من وانا صغيرة. 
مالك متصنع التزمر
امممم بس بصراحة مالوش طعم 
تملك منها الغيظ و هبت واقفه واذا بها تصيح
قصدك ايه انا اكلي مالوش طعم!
مالك ضاحكا اهدي بس انا قصدي اني مش بعرف استطعم الاكل وانا باكل لوحدي تعالي كلي معايا عشان تفتحي نفسي واقدر اقولك رأي في طعم الأكل كويس. 
هدئت قليلا و تقدمت لتجلس بجانبه تسطرد الكلمات قائلة.
اومال كنت عايش ازاي عشر سنين بره لوحدك و كمان لما بتبات في المستشفى بتاكل ازاي. 
مالك منتبها لما تقول و بدء يطعمها بيده
وانا في المستشفى تقريبا بقضي معظم وقتي في العمليات
و باقي الوقت بخصصه في الادارة أما بقى العشر سنين الي قضتهم بره احب اقولك اني قضيت منهم احلى تلات سنين
في حياتي اكل و لعب و حب. 
كان قاصدا كلمته الاخيرة قالها و عينه مرتكزة على عيناها ليعرف مدى تأثيرها عليها.
انتبهت هي لما يقول أنزلت يده المتجهه نحو ثغرها بالطعام لتعيدها الي الصحن ثانية و ظهرت على محياها ملامح الغيرة. 
شذي رافعة حاجبيها بتحدي حب!
مالك مؤكدا اه يا شذى حب اظن يعني ان امي حكت ليكي على ريهام و حبي ليها من ايام الكلية.
حاولت إغلاق الحديث مرتسم عليها علامات الحزن 
اه قالتلي عن اذنك انا داخلة انام. 
امسك يدها و اجلسها بجانبه مره اخرى بحزم 
اقعدي يا شذى كملي اكلك عشان انا لسه عايز اتكلم و عايزك انتي بالذات تسمعيني.
جلست مره اخرى و لم تتحدث بل أمسكت الملعقة وبدئت تغمسها بالطعام و تملئ بها فمها بتعصب شديد
مالك مكملا مش عارف ليه عايز احكيلك انتي بالذات دلوقتي مع اني لما كان حد بيفتح سيرة الموضوع ده قدامي كنت بتعصب جدا و اټخانق واتنرفز على اي حد لكن معاكي انتي حاسس ان الموضوع ده مابقاش ليه اي أهمية بالنسبة لي.
لمعت عينها بنظرة غريبة تحولت ملامح الحزن الي فرحه و ظهرت ابتسامه عريضة على شفتيها لكنها تذكرت اول مره كان يمد يده عليها بسبب تلك الذكرى المزعجة وضعت راحة يدها على وجنتها و همست 
للدرجه دي كنت بتحبها عشان كده ضړبتني بالالم اول ما جيبت سيرتها. 
مالك كارها تلك الذكرى 
انتي لسه فاكره طب اقولك حاجه ممكن تشفعلي عندك و تخليكي تنسيلي الغلطة دي.
اعتدلت بجلستها للخلف و اضجعت بظهرها على الأريكة موصدة يدها حول صدرها 
قول يا مالك.
مالك بحب واضح
 

تم نسخ الرابط