رواية بقلم ميادة مأمون
المحتويات
عبد الرحمن الذي بدوره وقف اولهم يستقبله بحفاوه ويشد من ازره محاولا طمأنته
وبعدها اتجهه به الي والده وهو يلتفت الي من تجلس داخل السياره ويشير لها بيده ويهمس بشفاه.
بيجاد
خليكي اوعي تنزلي من العربيه. لكنه
لم ينتبه انه وقف أمامه مباشرة حتى كاد ان يصتدم به لينبهه موقفا اياه وهو يضع يده على كتفه وبوده يحدثه
بيجاد
اهلا يا عمي واسف اني اقټحمت حياتكم كده وازعجتكم بالطريقة دي.
العاصي محاولا تهدئته
ليه يا بني الخۏف دا كله وايه كم الحراسه دي كلها انت فاكر نفسك جاي تحرر الجمالية ولا ايه.
كان يمازحه قاصدا التخفيف عنه لكنه رد عليه بكسرة قلب اب
واضحه عليه.
اومئ له العاصي بتفهم وحزن من أجله جدا ثم ربت على كتفه ليشد من ازره.
اهلا بيك وسطنا يا ابني وإنشاء الله ابنك هيرجع لحضنك انت ومامته روح هاتها وتعالي هتطلع وسط بناتي وهتبقو في بيتي ماتخافش عليها.
للاء معلش يا عمي انا مش عايز اعمل ازعاج اكتر من كده انا بس جاي اتكلم معاكم شويه وهما كلمتين هاخد منكم شوية معلومات عن المنطقه هنا وبعدين هانروح الفندق.
فندق!! انت جاي لحد بيت الحاج فضالي وعايز تقف تتكلم في الشارع وبعدين تروح فندق يا اخي دا حتي بيقولو الشرقوه كرما يعني!
بس يا عمي انا ااا...
مافيش بس يلا روح هات مراتك وتعالي نطلع نتكلم فوق اكيد مش هنفضل واقفين في الشارع كده ونتكلم في موضوع مهم زي ده.
وبعد أن تم السلام بينهم والتعارف عليهامن قبل العاصي الكبير.
صعد بها معاهم للأعلى وبرغم انه رأي بنفسه ترابط تلك العائله وتجمعهم رجال ونساء وشباب وفتايات
الا انه لم يحل وثاق راحة يدها من بين يده.
كان يظهر على وجهها الإرهاق والوهن الشديد لقد حزنت من أجلها الفتيات والنساء وهم يرو عيناها التي تسترسل منها الدموع بهدوء تام.
أشار حمزه لغزل وغمزه بأن يحاولو اجتذابها وتهدئة الوضع.
اقتربت غزل منها وضمتها الي صدرها محاوله فك يدها من بين براثنه.
الفصل الثاني والعشرون
جلست غزل بجانبها تحاول أن تهدئ من روعتها وتنسيها ما هي فيه ثم اردفت له
سيبها يا حبيبي متخافش عليها هي هاتقعد وسطنا هنا قصاد عنيك احنا كلنا بنقعد مع بعض زي ما انت شايف كده.
معلش يا فندم والله انا اسف بس انا كده مرتاح اكتر ومطمن عليها وهي جانبي صدقيني والله انا ما ناقص قلق وتعب أعصاب اكتر من اللي انا فيه.
تعمدت غمزه التفرقة بينهم حيث انها جلست بجانبها من الجهه الاخريليتنحي لها جانبا ويترك لهم الاريكة
مرغما
يا حبيبتي يا بنتي ربنا يطمنكم ويرجع ليكي ابنك بالسلامه.
زادت من بكائها واحتضنتها غمزه جيدا ليلقي هو عليهم المفاجئة الاولي
يامن ابني انا مش ابن ساره! يامن مامته مټوفية.
وقف زين مندهشا مما قاله واذا به يتذكر ايام طفولته
نعم يعني هي مش مامته! اه طب يعني هي اللي مربياه وبتحبه عشان كده زعلانه عليه زي انا وانتي يا ماما كده فاكرة ايام زمان
كان يقصد غمزه والدة زوجته بالحديث لكنهم تفاجؤو للمره الثانيه حين أحبط تفكيرهم.
الموضوع مش كده خالص سارة مش بقالها كتير متعرفة على يامن اصلا...
هتف عاصي الصغير بنفاذ صبر ليجتذب مقعدا من علي طاولة الطعام ويجلس عليه ملوحا لهذا البيجاد بأنزعاج
اومال الموضوع ايه لمؤخذه يا متر ما ترمي كل اللي جواك مره واحده وتريحنا بقى احسن الواحد ابتدي خلقه يضيق.
ليصيح حمزه فيه مجبره على الهدوء.
عاصي وبعدين اهدي شوية مش كده.
اومئ عاصي برأسه لأبيه ووضع يده على ثغره مشيرا لهذا البيجاد بعلامة الصمت حتى كمل حديثه ليفهم هو نظرة عينه ويجيبه بحزن.
الموضوع ان احنا شاكين ان مراتي حامل وبدل ما نفرح ونتأكد من خبر حملها في نفس اليوم جالنا خبر خطڤ ابني الكبير اللي كان متعلق بيها جدا ويحبها من وقت ما شافها وقعدت معاه.
بدئ حديثه يشد انتباه الجميع واقتربو الشباب والفتيات ليشاركوهم الحديث أيضا
جلس ياسين ويونس وبجوارهم جلس يزن وتحدث ياسين بطريقه عمليه وبحثه الأمني سئل السؤال التقليدي
طب وهما اللي خطڤو ابنك دول يعني ماتصلوش بيك ماطلبوش فديه مثلا الله او قالولك هما عايزين ايه
ظهرت على وجهه ابتسامة ساخرة و بتلقائية وقف من علي مقعده مجتذبها من وسط النساء پخوف وضمھا تحت ذراعه حين على صوت شهقاتها وكادت ان ټنهار على مرئ الجميع!
طلب طبعا بس عارف عايز فدية لابني ايه
انزعج ياسين من خوفهم هذا وضم حاجبيه بعدم فهم
هيكون عايز كام اظن ملايين الدنيا فدى ضافر ابنك وانت مشاءالله عليك يعني مش فقير وتقدر تدفعله اللي هو يطلبه.
يا ريتو كان عايز فلوس الله الوكيل لو كان طلب كل مالي لكنت عطيته ليه من غير ما يرمش ليا جفن ولا حتى اتحرك من مكاني وارجع ابني لحضني تاني!
حيرتنا معاك متر طلاما مش عايز فلوس يبقى دا اكيد واحد ليه تار جامد عندك اترفعت ضده او ضد حد يخصه و جبتله حكم كبير
لا دا ولا ده الباشا خطڤ ابني عشان عايز مراتي!
حالة اندهاش جماعية عمت على الجميع الصمت هو سيد الموقف الان
كل منهم اتجه الي زوجته او ابنته واحتضهم بين زراعيه حتى ذلك العاصي الصغير هذا المشاغب هب واقفا مجتذب زوجته العنيدة دائمة الخصام معه وضممها عنوة اليه هيا وفتاياتها
واتجه الشباب كل منهم بنظره إلى معشوقته حتى ياسين ذو القلب المتئلم وقف ينظر إلى لينا المتشبثة في قميص ابيها بړعب عليها.
بينما هب العاصي الكبير پغضب يريد أن يعرف اكثر
وصړخ في وجهه مجبره على تكملة حديثه
انت هببت ايه في دنيتك يخليك تقع في الامتحان الصعب ده
تركها من بين يديه ووضع كفيه على وجهه يفركه بقوة وعڼف متذكرا المه.
انا طول عمري في عڈاب وكل مره بدخل فيها امتحان بيبقى أصعب من اللي قبله
لكن المره دي موتى اهون عليا من اني اشوف أغلى اتنين عندي بيتاذو بسببي
مراتي وابني هما كل عيلتي انا مش ليا غيرهم وهما كمان مش ليهم غيري هاقتله واحافظ عليهم هما الاتنين حتى لوهاموت بعدها بس اكون مطمن عليم.
لتخرج هي من شرنقة صمتها الباكي وتصرخ
لاء يا بيجاد لاء
كانت صړختها تقطع قلب الجميع لټخونه هو أيضا دموعه وتنزلق امامهم وهو يضمها بشدة
هذه المره اقتربت منها دانا وتحدثت بلباقتها المعهودة
طب تسمحلي انا اخدها اكشف عليها ماتخافش انا دكتورة نسا وتوليد والمركز الطبي بتاع جوزي ده اللي في وش العماره علي طول.
لاء معلش مش هتنزل من هنا مش هتروح في حته غير معايا.
بس هي مش هتنزل ولا حاجه احنا هندخل الاوضه دي اكشف عليها متخافش مننا انا زي مامتها وكل البنات الواقفين دول اخوتها.
وقفت طمطم وهي تحمل طفليها تمرح وتحاول ان تخفف الوضع وتزيح هذا الجو الحزين جانبا
طب يا رب تجبلك توؤم قمر زي ولاد بوده صاحبك كده لا تسيبها
متخافش يا عم دانت في بيت صاحبك حتى قوله يا بوده عشان يطمن ويسيبها.
علم عبد الرحمن انها تلاطف الجو فقرر هو الاخر المزاح معها و مجارتها في حديثها المبهج.
ضيعتي هيبة بوده وربنا يا دبدوبتي سيب مراتك يا عم بيجاد يمكن تعمل زيها و تفرحك دلوقتي ودانا تقولك هاتجبلك توؤم وابنك يرجعلك انشاء الله.
ابتسم له وتركها أخيرا ودعي له بكسرة قلب اب ملكوم
ربنا يخليهم ويحفظهم ليك يا صاحبي.
اتجهو النساء و الفتيات بها للداخل وقبل ان تتركهم دانا تحدثت مع زوجها
عدي اتصل بحد من المركز يقول للبنت بتاعت معمل التحاليل تيجي تسحب عينة ډم.
عدي
تمام يا حبيبتي حاضر ذهبت هي خلفهم وامسك هاتفه وفعل ما طلبته منه.
ثم جلس مع الرجال يستمع لما يرويه هذا البيجاد الذي على أنه مازال يحتفظ في جوعبته بالكثير من الأسرار.
عاصي الكبير
احكلنا بقى يا ابني انا عايزك تطاع كل اللي جواك ومين الناس اللي خطڤو ابنك دول لان واضح من كلامك انك عارف عدوك كويس اوي
وايه الاذى اللي سببته ليه عشان يحاول يأذيك بالطريقة دي.
بيجاد
هاتصدقني يا عمي لو قولتلك ان اللي عمل فيا كده هو صاحب عمري كانو بيقولو علينا زمان اخوات
صاحبي اللي عمري ما اذيته في حاجه بالعكس دا انا خرجته من خمسة وعشرين سنه سجن تأبيدة زي ما بيقولو واتحبس بدالهم خمس سنين بس.
صاحب عمرك واتحبس! الله انا كده اتلخبط بص يا ابني انا حاسس من كلامك ده انك عايش في لغز كبير
وانا بصراحه مابحبش احط ايدي او أشرك حد من ولادي في حاجه الا وانا راسي على الحوار كله فا رسينا يا ابني على الحوار بقى الله يرضى عليك.
حاضر يا عمي انا هاحكي ليك على كل حاجه من زمان قوي من ساعة ما ابويا اټقتل على ايد عمي من وانا عندي عشر سنين لحد ما ابني اتخطف واللي خاطفه صاحبي اللي جاي دلوقتي بيساومني على مراته بداله
ظل يحكي ما بداخله لوقت طويل جدا الي ان اخرج كل مافي جعبته بدموع حاړقة تكسر اي راجل ذو شخصية قوية مثل بيجاد الألفي.
كان الشباب متعاطفين معه جدا حتي صديقه
حاول
أن يهدئه ويشد من اذره
وجلس عاصي الصغير وعدي وزين وحمزه ينظرون لبعضهم ويترقبون ردة فعل كبير العائله
الذي هب وقف من علي مقعده بانفعال تبدل نظرت عينه من التعاطف معه الي الۏحشية واجتذبه ليوقفه أمامه پعنف
واذا به يفاجئه بصفعه مدويه على وجهه جعلته يترنح في وقفته وسط نظرات الرجال المندهشة
ابعده حمزه عنه ووقف عدي أمام بيجاد يثبته ويحاول تهدئة الموقف.
واذا بالعاصي ېصرخ فيه معنفا اياه
وجاي بعد كل اللي انت عملته ده بتسأل نفسك انت في امتحان على طول ليهما هي واضحة زي الشمس اهيه يا متر بتتعاقب من ربنا على كل الذنوب اللي عملتها دي ولسه عايش في غفله لسه مش مستوعب اللي بيحصلك وبتسأل ليه دايما في امتحان
اتسببت في قتل مراتك الاولي واخوك ومۏت عمك بدم بارد وجاي تسأل عملت ايه في دنيتكظ
حتى مراتك التانية اللي انت ھتموت من الخۏف عليها ديظ انت اللي طمعت صاحبك فيها
كشفت عرضك قصاد عنيه ورميتها ليه وجاي دلوقتي تقول خاېف عليها
هاتولو مراته وخلوه يطلع بره بيتي اللي زي ده يشيل شيلته بنفسه ماحدش فيكم يتدخل في موضوعه سيبوه يروح يواجه مصيره بنفسه.
ترجل من الغرفه مسرعا ومن خلفه زين يحاول
متابعة القراءة