رواية حلم ولا علم للكاتبة منى لطفي
المحتويات
بالك أنه صعب مش مستحيل دا غير انه فيه نقطة كدا مش فاهمها حكاية جده دي لكن مش مهم دلوقتي هفهمها منه بطريقتي في وقتها دلوقتي هو منتظر ردك على طلبه خليكي صريحة مع نفسك يا هبة و جاوبي على السؤال دا هتعرفي أو هتقدري تغيريه هتعرفي تعلميه ازاي يدخل القلب في حساباته وأن العملية مش عملية حسابية عقلانية 100 زي ما هو حسبهالك كدا انا عارف إنك ذكية وجريئة وبتواجهي وعمرك ما هربتي من أي تحد وتغيير شخصية زي شخصية أمجد عاوزة جرأة وقوة ومكر مع شوية دهاء وأنا متأكد أنك هتعرفي الطريقة لكدا صح ممكن بأه اسمع ردك
تصدق يا أبو حجاج ان كلامك دا خلاني ولا اللي شاربة ريد بول ههههه أنت عندك ثقة فيا يا جو كبيرة ومش أنا اللي أضيع ثقتك فيا ولا أخيب أملك أبدا فعلا زي ما انت قلت أمجد بيه عاوز اعادة تأهيل مش معنى انه اكبر مني ب 12 سنة يبقى عقله كمان أكبر مني جايز هو بيفكر في الشغل والحسابات والبيزنس عموما احسن مني بفرق اكبر كمان من ال 12 سنة دول لكن في الات الشخصية وحسابات القلب والحاجات دي وغمزت بمكر لوالدها متابعة لسه كي جي 1 يدوب!! وانا بقه هبقى الميس بتاعته وهاخدها معاه سلمة سلمة عموما أنا مش قلتلك اننا زى بعض وتفكيرنا على خط واحد أهو دا رأيي بالضبط يا ابو حجاج! هو عنده شوية صواميل فاكه في دماغه عاوزة تتربط وأنا بإذن الله اللي هربطهاله!!
عم أيوب مالك
الټفت اليها الساعي الكهل وسار الى مكتبها قائلا
مش معقولة الحكاية دى يا مدام ليلى ! اسبوع وانا على الحال دا كل يوم اعمله اكتر من 34 كوبايات قهوة كل مرة ياخد بؤ ويقولي وحشة ! هو في ايه هي دي اول مرة اعمله القهوة ما طول عمرى وانا بعملهاله ما كانش بيقول حاجه!
فعلا يا عم أيوب الاستاذ أمجد متغير بئاله اسبوع عصبيته زايده معرفش من ايه انا نفسي مستغربة انا بشتغل معاه من سنين عمرى ما شوفته كدا!!
فجأة فتح باب المكتب و أطلت هبة وهى مبتسمة وتقول
صباح االخير يا مدام ليلى
فانفرجت اسارير ليلى وأجابت
أهلا صباح النور يا هبة حمدلله على السلامة اسبوع كامل مانعرفش عنك حاجه ولا حتى مكالمة تطمنى علينا! من ساعة ما كلمتيني تطلبي اسبوع من اجازتك لظروف طارئة حصلت وانت ما اتكلمتيش تانى ولا سلام حتى
معلش سامحيني يا مدام ليلى كانت ظروف فعلا بس الحمد لله خلصت على خير واديني جيت اهو مع ان لسه ليا رصيد اجازات كتيير اووي عندكم لكن وحشتونى ومقدرتش اغيب عن المكتب اكتر من كدا
ثم التفتت لعم أيوب وقالت
ازيك يا راجل يا طيب عامل ايه ايه اللي مزعلك انا سمعت طشاش كلام كدا وانا داخله ها قول بس مين اللي مزعلك واحنا نزعله
ربنا يفرحك ويجبر بخاطرك يارب يا أستاذة هبة تصدقي انت اللي عامله بهجه في المكتب دا الاسبوع اللي كنتي غايبه فيه كان جو المكتب نايم اووى مافيهوش الضحكة اللي انت بتجبيها معاكي وتعدي
كل اللي حواليك بيها حتى الا ستاذ أمجد اتغير معرفش ماله! تصدقي كوباية القهوة اللى بئالى كذا سنه بعملهاله ويشربها بئاله اسبوع بالضبط اعمله الكوباية 34 مرات وبردو مش بيستطعمها غير عصبيته ونرفزته الدايمه
بشرى حلوة اهو لو البداية كوباية القهوة بتاعتك يا هوبا يبقى تفائلي خير ان شاء الله هتوصلي للانتى عاوزاه
نظرت الى ايوب وقالت
طيب ثوانى يا عم أيوب
وذهبت لماكينة صنع القهوة وسريعا صنعت له كوبا ووضعته على الصينيه التى كانت مع ايوب وأخبرته
دخل القهوة دي للباشمهندس يا عم ايوب وماتخافش على ضمانتى المرة دي!!
حرك ايوب كتفيه علامة الجهل بسبب ثقة هبة الزائدة وتناول الصينيه ودخل عند أمجد بعد ان طرق الباب وسمح له الأخير بالدخول
وضع ايوب قدح القهوة الساخن امام أمجد فوق سطح المكتب والاخير منشغل بتصفح بعض الاوراق وقال من دون النظر ل ايوب
تعبت نفسك ليه يا ايوب مش هتعجبني زي كل مرة! خد الكوباية مش عاوز
ولكن ايوب هتف بحماس
لالا يا أ أمجد المرة دى غير كل مرة واكيد هتعجبك ان شاء الله
رفع أمجد رأسه من على الورق ونظر لايوب تغراب ثم هز كتفيه بلامبالاه وتناول الكوب والذي استنشق رائحته يم رمى ايوب بنظرة مبهمة قبل أن يرت رة واحده جعلته يضع كو بالقهوة بقوة حتى تناثر بضعة قطرات منها فوق الصينية وتطلع الى ايوب متسائلا بدهشة صارمة
مين اللي عامل القهوة مش انت صح
اجابه أيوب وهو في غاية الدهشة والحيرة
لا مش انا دي
ولم ينهي جملته فقد قفز أمجد وا ثم اندفع الى باب المكتب حيث فتحه ليقف متسمرا لثوان وهو يرى هبة وهى تضحك مع مدام ليلى ومالبثت ان خبت ضحكتها ما ان وقع نظرها عليه تاهت نظراتها في نظراته واحست بدقات قلبها تتعالى حتى ارتابت في ان من معها بالمكتب قد سمعوا صوت تلك الدقات المچنونة التي تقافزت بسرعة تغلب سرعة الضوء لمجرد رؤيته!!
استدار أمجد ودخل مكتبه ثانية وبعد ثوان سمعت جرس الهاتف الداخلى حيث أجابت مدام ليلى ومالبثت ان استمعت قليلا ثم وضعت السماعه والتفتت ل هبة حيث ابلغتها باوامر أ أمجد ان تذهب اليه في مكتبه
اتجهت هبة الى المكتب وهى تؤخر قدما وتقدم اخرى وما ان طرقت الباب وسمعت صوته الواثق يطلب منها الدخول حتى تعالت دقات قلبها فمهما كانت تظهر صلبة قوية ولكنها هشة في داخلها كما انها ستدخل في مقامرة غير محسوبة العواقب بل قد تكون نتيجتها قلبها نفسه!! ولكنها تعلم جيدا انه لابد من المحاولة في سبيل نيل ما تريد
دخلت هبة وسارت حتى وقفت بجوار مكتبه رفع امجد راسه ونظر اليها من قمة رأسها نزولا الى قدميها ثم ارتفع بنظره الى عينيها وقطب حاجبيه قائلا
فين النضارة ابو النضارة اللي تعباك وتعبانا معاك دي
ارتبكت قليلا وأجابت
انت مش قولتلى مالهاش لازمة لانها ازاز بس و
قاطعها پغضب قائلا
اه بس انت قولتيلي انك لابساها نوع من الجدية والوقار واظن مش من الوقار انك تلبسي عدسات ملونة صح ولا إيه
أجابت مستغربة
عدسات ملونة!! بس انا مش لابسة عدسات !! دى عينيا مش عدسات
هتف تغراب
عينيكي انتي عينيكي ملونة كدا دى رمادى لون عجيب
خجلت قليلا ولم تدرى بما تجيبه اشار لها بالجلوس وظل صامتا قليلا ثم قال متجاهلا تعليقه على لون
عينيها الطبيعي
مش لما حد يكون مديكى معاد ابسط قواعد الزوق انك تلغيه مش يتفاجئ انك مش موجودة
أجابته بهدوء
انت قلت الميعاد اللي يناسبك انت! ما استنتش حتى نتناقش فيه! اديت اوامرك وخلاص ومهما كنت قولتلك على موضوع اجازتى انا متأكده انك ما كنتش هتوافق والاجازة دى كنت لازم اخدها علشان اعرف افكر بذهن صافي والحمد لله فكرت وقررت واهو انا قودامك
أجابها
افهم من كدا انك اخدتي قرار بخصوص الموضوع اللى فاتحتك فيه
اشارت له بالايجاب فتابع
وردك ايه
قالت
لما تنا انهارده الساعه 8 بالليل ان شاء الله هتعرف
نظر اليها مستغربا وعلق
انهارده انتي فاتحتي والدك
أجابته
ايوة قولتله وحدد الميعاد انهارده الا اذا كان عندك شئ في الميعاد دا فممكن نأجله
أجاب بهدوء قائلا
لا معنديش وهو كذلك انهارده الساعه 88 بالليل ان شاء الله
أومأت بالايجاب ثم استأذنته بالانصراف و نهضت من مكانها واتجهت للخروج وما ان وضعت يدها على مقبض الباب حتى سمعته يناديها قائلا
هبة صحيح شكرا على كوباية القهوة كنت محتاجها بجد
ابتسمت هبة ابتسامة خجولة وانصرفت مغلقة الباب خلفها وما إن اختفت عن ناظريه حتى اسند رأسه إلى ظهر كرسيه واغمض عينيه وابتسامه ثقة تلوح على وجهه
ذهب أمجد في الموعد المحدد وبعد ان رحب به والدها واتاه بكوب قهوة قال وهو يضحك
معلهش يا استاذ امجد معرفش ايه حكاية هبة بنتى صممت انها تعملك قهوة! واقولها يا بنتي عصير احسن تقولى لأ انا عارفة هو هيفضل القهوة صحيح
ابتسم امجد بسمة خفيفة مجيبا
صحيح فعلا ثم تابع بعد ان ال في جلسته
اظن الآنسة هبة ادت حضرتك فكرة عن سبب وجودى هنا انهارده لم ينتظر تعليقا منه وأكمل بهدوء وجدية
انا جاي اتقدم للآنسة هبة بعد اذن حضرتك انا طالب ايد بنتك الآنسة هبة يا ترى رأي حضرتك ايه
ضحك يوسف ضحكة خفيفة وقال
احنا يسعدنا طبعا بس الاول ناخد راي عروستنا
وافقه أمجد ولكنه ذكر له اسباب ته في التعجل بالزواج وذلك لمرض جده القوي وة الأخير برؤيته هو وعروسه قبل أن يلقى وجه رب كريم كما أخبره بأنه قد أعجب ب هبة ولباقتها وثقافتها وحسن تربيتها استمع والد هبة اليه حتى انتهى من حديثه ثم أجاب
كل الكلام اللي حضرتك قولتله دا مفهوم بس بردو بنتي يلزم لها يومين تفكر وترد على حضرتك وبردو الواجب انك تعرف جدك بالعيلة اللي هترتبط ببنتهم ولا ايه
تابع يوسف من دون اعطاء امجد مهلة للاجابة وهو يميل ناحيته هامسا
بعدين اسمح لي يا
باش مهندس هبة بنتي مابتخبيش عليا حاجة مش شتيف انها غريبة شوية انه واحد في مكانة ومركز وسن حضرتك وجدك ودا مش تقليل من حد فيكم اطلاقا لكن مجرد استغراب وسؤال جدك يحاول يضغط عليك في مووضع الجواز دا! اذا كانوا البنات دلوقتي محدش بيقدر يجبرهم ولا يضغط عليهم ازاي حضرتك تقبل ان جدك يجبرك بالاسلوب دا
تنهد امجد بعمق واجاب وهو يحرك رأسه الى اعلى واسفل
حضرتك طبعا معاك حق بس اسمح لي فيه حاجة احب اوضحها لحضرتك أنا من صغري وانا أملي اني أدير امبراطورية جدي وسبب اني صممت اني أقف على رجليا لوحدي علشان أكون جدير بكدا ومحبتش انه يقول لي في يوم انه هو اللي علمني ماما دايما بتقوللي انه شخصيتي قريبة اووي من شخصية جدي وعلشان كدا دايما بنتصادم في بعض وعلشان كدا انا عارف هو أد ايه عنيد جدا وشخصيته قوية مش بقلل من احترامي له ولا حاجة ابدا انا جوايا منبهر بيه وبشخصيته ويمكن دا سبب من الاسباب اني ابني نفسي بنفسي تمام زي ما هو عمل اللي عرفته
من محامي جدي انه ناوي يكتب
تلتين الشكرة لابن عم له بعيد
لو ما اطمنش اني هبقى مستقر عائليا في رأيه انه
متابعة القراءة