رواية حلم ولا علم للكاتبة منى لطفي

موقع أيام نيوز

بمثل هذه الثقة المفرطة بالنفس وهو يعدد مزاياه كس منتظر بينما اكتلأت نفسها بالقة تجاهه وهي تتيقن في رداخلها أن أمجد ينقصه أهم شيء ألا وهو الاحساس! فهو وإن كان يمتلك مقومات الزوج الناجح شكلا ومظهرا ولكنه يظل فاقدا لأهم عنصر لا بد من توافره في مواصفاتها لزوج المستقبل ألا وهو المشاعر الانسانية لذا أجابته ونبرة صوتها تلون بهدوء حزين وهى تشير الى قلبها 
لكن دا لازم يكون له رأي في الحسبة دى انا مش هحور الكلام ولا هدوره ومش هنكر انى كنت منجذبة ليك لا ومبهورة كمان! مبهورة بكل اللى انت قولته دا بس دى كانت القشرة اللي بره أنما لما قربت منك اټخضيت وخفت اه ما تستغربش كدا خفت من القسۏة والبرود اللي فيك واللي بتتعامل بيهم حتى في ابسط الامور خفت من عقلك الشديد دا! أمجد انا مش هتجوز واحد أخد معاه جايزة نوبل !! انا عايزة انسان بسيط لحم ودم زيي مش مهم اي شئ المهم انى اطمن اخر الليل انى هحط راسي على دراعه وهيحضنى حضنه دا هو الامان بالنسبة لي مش رصيده في البنك ولا مكانته ولا شكله 
أجاب پغضب ڼاري لمع من بين فحم عينيه المشتعل 
آخر مرة اسمح لك انك تتكلمى بالاسلوب دا قدامى عن انسان اي انسان حتى لو كان في حلمك داحاجة متأكدة حطيها في دماغك كوي ساوي انت مالكيش زوج غيري انا ومافيش دراع مخلوق هتتحط عليك ولا تلمس شعرة منك غيريأظن كلامى واضح عموما احنا ضيعنا وقت طويل اووى والناس مستنيانا تحت انا قريت الفاتحه مع والدك والناس كلها تحت عارفة انها جاية تحضر كتب كتابنا والمأذون مستني !! 
نظرت اليه مصعوقة وقالت 
المأذون يعني احنا مش 
قاطعها ببرود 
لأ احنا لسه متجوزناش رسمي والدك اللى هو وكيلك وافق على الجواز وقرينا الفاتحه قدام الناس كلها لو لسه رافضه براحتك بس شوفي والدك هيكون موقفه قدامنا ايه وقدام الناس اللي جاية انهرده عارفة انها جاية تحضر حفل كتب الكتاب والشبكة! عن نفسي انا عاوزك ووالدك مرحب بكدا يبقى يا بتاعت المثاليات الفارغة انزلى بكل جرأه وقولي قدام الناس اللى تحت دوول كلهم انك رافضة وان والدك كڈب لما وافق على اساس انك موافقة وقرا الفاتحه معايا ها قلتي ايه الكرة في ملعبك دلوقتى
لم تستطع النطق بحرف واحد لابد وانها في كا بشع تتمنى ان تستفيق منه قريبا لا يمكن ان يكون من يقف امامها الآن هو من كان بالأمس القريب حلمها لا هو أفظع من الكابوووس ولكن ليست هبة من تخضع لتهديدات جوفاء وقالت في نفسها 
اوكي يا أمجد ما بئاش هبة يوسف اما خليتك تقول حقي بتي ولا هتلمس شعرة واحده منى هى حرب وانت اللي ابتديتها بس استحمل بأه هم مش بيقولو ان كيدهن عظيم ماشي ماشي يا أمجد 
نظرت اليه من تحت جفونها وقالت ببرود 
حاضر يا أمجد بيه مش هبة اللي تصغر بابوها قدام الناس بس خليك فاكر انت اللي ابتديت والبادي أظلم 
وقف امامها وأجاب بابتسامة غريبة تعتلي تيه بينما تحتل نظرة غريبة حارت في تفسيرها فحم عينيه 
عارفة انا فعلا بحسد والدك عليك أد كدا بتحبيه ومخلصاله بس صدقيني انا كمان مش هرتاح غير لما اكون عندك في نفس المكانة دي لا واكتر كمان وبكرة تشوفي يا هبة ودلوقتى ممكن تظبطى نفسك علشان ننزلهم اكيد قلقوا احنا اتأخرنا عليهم اووى 
اتجهت حيث منضدة الزينة ووقفت امام المرآه ونظرت الى نفسها وقالت وهى تتطلع الى صورته المنعكسة في المرآه أمامها
ويا ترى الفستان دا زي الطقم الالماظ بردو منك 
اقترب منها ونظر اليها عبر المرآة وأجاب 
أكييد!! علشان تعرفي انى عارفك كويس أوي وما فيش أي تفصيلة فيكي مهما كانت صغيرة بتفوتني حتى مقاسك! وهتتفاجئي من الدبلة والخاتم بردو مقاسك بالظبط علشان لما اقول انى حافظك يبقى مش بقول اي كلام والسلام 
نظرت الى فستانها الابيض المنسدل على الارض باتساع يزينه من عند ال شريط ساتان احمر ومن ذيله شريط اخر من الساتان الاحمر كذلك وترى طقم الالماس الذي البستها اياه والدته في وقت سابق وكيف ان الياقوت الاحمر والالماس يتماشيان مع موديل الفستان جددت زينتها ورشت بعض العطر ثم التفتت اليه ففوجئت بتعبير غريب على وجهه ونظرة عميقة في عينيه سرعان ما اختفت حالما نظر اليها اشار اليها لتتقدمه وخرجا من غرفتها نزولا الى الدرج ليتسللا الى الباب الخلفي تماما كما سبق له وصعد حاملا إياهات جنبا للاسئلة الكثيرة عن سبب صعودهم الى الأعلى دخلا الى البهو الواسع الذي يعج بالضيوف وذهب أمجد الى والدها حيث مال عليه قليلا ليحدثه وما لبث انا سار اليها ها ابوها ليقف أمامها ويمسك بيديها ونظر اليها قائلا بحنو وابتسامة سعادة تنير وجهه
صحيح يا هبة يا بنتي اللي قالو أمجد انت فعلا موافقة انا لو كان عندى نسبة شك ولو بسيطة انك مش هتكونى سعيده معاه صدقيني عمرى ما كنت وافقت بس لو عندك رأي تاني قولي حبيبتي احنا لسه فيها مش عاوز يكون فيه اي ضغط عليكي 
نظرت هبة الى أمجد الذي انتبه اليها وسار حتى وقف الى جانبها وقد سمع الشطر الاخير من كلام والدها وقال موجها كلامه اليها بهدوء ظاهر ولكنها تعلم جيدا ما الذي يخبئه بهدوءه ذاك 
ايه يا هبة حبيبتي انت ما قولتيش لوالدك انك موافقة
من غير ضغط لا منى ولا منه اطمن يا عمي انا مش هلاقي زي هبة ابدا ومش هسمح لأي شئ او أي حد مهما كان إنه يزعلها أو يقف بيني وبينها!! 
ابتسم والدها وذهب ليزف البشرى الى الجد الجالس في غرفة المكتب مع المأذون في حين التفتت هبة الى أمجد وقالت 
حلو اووى انك مش هتسمح لأي حد انه يضايقني ! كلام جميل بجد طيب واذا كان الحد دا بأه هو انت ! يبقى ازاي الحال 
اغمض عينيه وعد في سره من 1 الى 10 فهو لا يريد ان يغضب أو يحتد عليها ولكنها تختبر صبره وبقوة ثم ما لبث ان زفر بعمق وفتح عينيه ونظر اليها وقال بشبح ابتسامه 
معلهش انا مقدر مشاعرك دلوقتى واوعدك ان الفرح هيكون في اكبر اوتيل في البلد وهيكون فرح ولا فرح قطر الندى لانك مش اقل منها أبداااااا 
نظرت اليه هبة في دهشة ومالبث ان جاء والدها يحثهما على التقدم معه لعقد القرآن 
جلست هبة في كرسيها وهى تشاهد علا تتمايل على الانغام الراقصة الصادرة من جيتار علاء ومدام سعاد تقف وسط الضيوف ترحب بهم وتتلقى التهنئة بينما والدها والجد منشغلان بالحديث والضحك مع الضيوف كانت طوال الوقت تلعب باصبعها في خاتم زفافها والمحبس والخاتم الالماسان اللذان يعلوان
خاتم الزفافوهي مندهشة مما يحدث حولها وكأن هذه حفلة انسانه اخرى غيرها 
استرعى انتباهها ضحكة انطلقت رقراقه من سها والذي تقدم ووقف امامها ومد يده اليها وهو ينظر اليها بحنو غريب جعل قلبها يرفرف في ها وضعت يدها في يده لا شيا وقامت معه لف ذراعيه حول ها ووضع يديها حول ته ومال معها على الانغام الرومانسية لجيتار علاء وهمس في اذنها 
وحشتيني 
نظرت اليها مندهشة فاكمل قائلا وهو يبتسم 
آه وحشتيني بجد من ساعه ما وقعنا القسيمة وانا مش عاوزك تغيبي عن عيني لحظة واحده 
احمرت وجنتيها خجلا وتذكرت بعد توقيع العقد حيث اتى اليها وهى جالسة بين امه واخته ووقف امامها فقامت اليه وهي تنظر اليه بحياء وخجل بينما تطلع اليها بنظرة طويلة تحمل انفعالات شتى جعلت قلبها يختض في ها ولم يلبث أن مال عليها ليطبع قبلة طويلة فوق جبينها جعلت ركبتيها يتخبطان في بعضهما ويتحولان الى سائل هلامى حتى أنها خاڤت الا يستطيعا حملها فټنهار ة امامه!! وكأنه قد
عر بها وأق عليها حيث ابتعد عنها في اللحظة المناسبة وامسك بيدها ليا ثم جلس بجوارها حيث البسها الدبلة والمحبس والخاتم وقامت هى بإله خاتمه وكانت يديها ترتعشان فلم تستطع وضع خاتمه جيدا فما كان منه الا ان امسك بيدها وهى تدفع بالخاتم في بنصره ليساعدها مما جعل ارتجافتها تزداد!! 
افاقت من شرودها على قوله الهامس 
سرحتى في ايه ياريت يكون فيا انا عارف انى عصبي وعنيد بس مش عاوز اخسرك ممكن نبتدي صفحه جديده ممكن 
نظرت اليه قليلا ومالبث ان أشرق وجهها بابتسامة ضة ولمعت عيناه بينما أجابته بتأكيد
ممكن 
ات السهرة بعد ذلك في منتهى السعاده والمرح ولم ينغصها سوى نظرات سارة المليئة بالكراهية السوداء والتى كانت تلقي بها الى هبة من حين الى آخر 
اعتادت هبة و أمجد على الذهاب كل
يوم صباحا للنزهة على ظهر الخيل وصارحها أمجد انه هو من طلب من سعيد السائس ان يرافقها كظلها عندما تمتطى شمس 
بعد
ثلاثة ايام من حفل عقد القرآن وكانت الاجازة قد شارفت على الانتهاء ولم يبق سوى يومين وتعود هبة ووالدها الى مقر اقامتهما ولم تكن هبة قد تناقشت مع أمجد عن عملها معه فبالنسبة اليها لا يوجد اي سوء من ان تظل في عملها فهى تحبه وقد افادها كثيرا ولكن اذ بهذا الأمر يفتح تلقائيا بينهما!
كانا يتحدثان اثناء احتاسئهما الشاي في الحديقة حيث قالت هبة 
صحيح يا سيادة المدير اجازتى هتخلص كمان يومين فعاوزة ارتب مع جناب حضرتك هتقول للموظفين ايه وخصوصا ان الموضوع حصل فجأة من غير اي تمهيد 
وضع أمجد فنجان الشاي على الطاولة امامه ثم ال جالسا ونظر اليها قائلا بتلقائية
وليه اجازتك تخلص بعد يومين عاوزة تمدي الأجازة براحتك وليه الشغل من اساسه انت مش هتحتاجى الشغل في حاجه انا عاوزك متفرغالى انا وبس عاوزة تشتغلي يا ستي اشتغليني انا انا موافق!! 
نظرت اليه وقد ارتابت ان يكون قاصدا لما فهمته فهي قد لمست أن حديثه يحمل طابع الجد وان كان في ظاهره المزاح فقالت 
أمجد انت بتتكلم بجد ولا بتهزر انتي فاكر اني بشتغل علشان محتاجة فلوس لم تنتظر سماع اجابته واندفعت متابعة
لا طبعا تبقى غلطان! انا بشتغل علشانى انا مش علشان محتاجه فلوس انما انا محتاجه احس بوجودى بكيانى مافيش مانع ابدا انى اكون بشتغل وفي نفس الوقت زوجة انا مش شايفه اي تعارض بينهم 
اغمض امجد عينيه وقال بصوت مسموع 
يعني ياربي اعمل ايه مش عاوزة تكملها وتقول زوجتك او مراتك لا زوجة وبس 
ثم نظر اليها وتابع بحسرة 
حرام عليك نفسي اسمعها منك !! 
قالت وهى تشيح بنظرها بعيدا عنه باضطراب وخجل 
تس تسمع ايه 
مال عليها هامسا لها
مراتك! نفسي اسمع منك
تم نسخ الرابط