احببت العاصي بقلم ايه ناصر
أن تطمئن قلبها علي أخيها ظلت تجول بداخل المزرعة وتتفقد بعض الأشياء لكي تشغل نفسه حتي يعود أخيها وعلي الجانب الأخر كان جواد يقف أمام نافذة عرفته و يتمتمم ببعض الكلمات
ولا نستمع منها إلا القليل... متي يا عاصي متي!!
................ .....
جلسا بغرفة نومه شاردا كليا يفكر المدة التي أعطاها له جده تقترب لابد أن يعود أرض الوطن ولكن لمن يعود لأمه لأبيه لأخوته الجميع هناك بأوديه متفرقه ومع ذلك كله يريدون أن يعود هو إعتاد علي عمله هنا إعتاد علي نمط حياته هنا هو يشعر أنه أعتاد علي أغلاط أصبحت له ملاذه ولكن عمله هنا أصدقائه هنا وذكريات وأهل هنا لما أنت مشتت هكذا يا عز هنا غربة وهناك ذكريات وأوجاع ذكريات بعضها يضحكه والأخر يسكره حزن ولكن هو تمرد عن أحزانه منذ زمن بعيد وأقسم أن لا يكون في قلبة مجال لهذا المعتوه الذي يسمي الحب مرة آخري أقسم علي أن يكون قلبة متحررا بعيدا عن المسميات و أن يكون طيار يرحل ويرحل ويسافر ويبعد ولا يستقر بمكان وكل هذا من أجل حبه الأول فالحب الأول أما أن يعلوا بصاحبه إلي السموات السبع أو يهبط به إلي أعماق الأرض ولقد هوي عليها من كل شيء تذكر قلبه الذي ټحطم من أقرب الأقربين ومن بعدها ترك كل شيء باحثا عن حرية لقلبة من وهم يدعي الحب والآن هو سيعود إليهم ولكنه لا يجزم أنه سيبقي هناك طويلا فهو صقر شارد أعتاد أن لا يظل علي أرض واحدة طويلا فهو طليق
قص الجد مصطفي باختصار ما دار في منزل حامد الشافعي وكأنه يقص عقۏبة القدر له منذ فهو منذ زمن تمرد هو علي زوجة ابنه وكثير من الناس فوجد الآن من يتمرد عليه بصورة أخرة شبيه لذلك نظرت عاصي إلي أختها التي نظرت لها بنظرات ضائعة أنها تلقي اللوم علي عاتقها بينما نظرات عاصي باتجاه الطابق العلوي حيث غرفة أخيها الذي أنسحب إليها منذ أن وصل فتركت الجميع يتحدثون وصعدت إليه بخطوات متسرعة وحين أرادت الدخول إلي غرفته كان العائق الوحيد هنا أن آدم اختلي بنفسه وأوصد الباب خلفه اضطربت مشاعرها جدا خائڤة عليه أخيها سندها لا تدري لما الآن شعرت أنها المتسببة في هذا كله كان يجب عليها حين اكتشفت معدن تلك الفتاة أن تقف أمامه تمنعه من الانجراف وراء مشاعر هوجاء كهذه ولكن ما بها تقول هذا الكلام وهي التي لا تقدر علي محوا تلك المشاعر التي أدت إلي سقوطها تحت أقدام مجهول يتأهل قلبها نظرت إلي الباب وطرقته مره أثنان ثلاثة ولا تستمع صوته فهتفت به تكرر علي مسامعه العهد عهدنا يا أخي الذي تعدنا به منذ زمن القلوب ټنزف و الچروح
وكأنه كان ينتظرها ينتظر تلك النبرة فهرول إليها مثل طفل يسرع لأحضان أمه فتح بابه وألقي نفسه داخل أحضانه وجعه ليس من حبيبة ولا من شعور بالرفض ۏجع الإنسان الحر يكون مقتصر تحت كلمة الكرامة وجعه بكرامته التي يشعر الآن وكأنها تهشمت إلي فتات نظرت له بنظرات حانية و الدموع ملأت عينها فأصبح لونهم قاتم مموج باحمرار فأشار لها رافضا تلك الدموع رافضا أن تتوجع رافضا دموع غاليته و أخيرا أجبره لسانه علي الكلام
كان بيبيع
يشتري ويساوم يا عاصي بيتكلم بغرور وكانه ملك الكون مهموش أن أنا مين لاء همه كله هدفع كام و ليه إحنا هنا في المزرعة وعيشين عادي ليه مش متصنعين حياة زائفة مهمش حتى أن بحب بنته وشريها لاء الأهم أنه يفرض شروطه بس أنا اللي رفضت يا عاصي جدك مصطفي قالها ليا قبل كده
ممكن يحصله أي حاجه كله يتعالج إلا الكرامة لو ضاعه يبقي الشخص بقي مسخ متصنع إنسانيته راحت منه وأنا حفظة علي كرمتي يا عاصي حتى لو هتوجع بس كله يهون
نظرت له و لا تتحمل سخونة الدموع الحبيسة بين جفونها فهطلت علي وجنتها و قالت بصوت متحشرج باكي
آدم هما اللي خسروا مش أنت وده نصيب يا آدم
نظر إليها بتفحص قبل أن يقول بنبرة حزينة
نصيب!! نفسي نبطل نعمل النصيب شماعة نعلق عليها أخطئنا دي غلطة مني أنا يا عاصي أن اتغصيت عن حجات كتير مكنش لازم أتغاضى عنها كان لأزم أعرف أن لما سمحت ليها مره تتعالي عليا أنها هتتكرر بس من أهلها
اكتست نبرة بيأس قبل أن يقول أنا حبيتها
وبنبرة عقلانية اعتادت عليها ولو هي بتحبك هتحارب معك وهتبقي ليك ولو سبتك لوحدك يا آدم وكأنها تخاطب نفسها يبقي متستهلش تفكر فيها
......................................................
بخار الماء يتصاعد ويتركز علي المرآه بصورة ضبابية و صورتها التي تتجسد أمامها تغيب عن نظرها تدريجيا و تعاود محو الضباب بيدها وتتكون صورة أخري من