سلسلة الأقدار بقلم نورهان العشري
مبعتش حاجه الحاجات دي مبعوته من ايميل الشركه و دا مش مع حد غيري انا وانت.
أجاب مؤكدا
يا سالم قولتلك مبعتش حاجه اكيد مش هعمل حاجه زي دي من وراك. من امتى و حد فينا بيتصرف لوحده من غير رأي التاني و خصوصا لو في صفقات بملايين!
زفر سالم الهواء المكبوت بصدره دفعة واحدة فقد كانت الأسئله تطن برأسه كالذباب و كلها تتمحور حول هوية ذلك الشخص الذي قام بفعل هذا. و فجأة وهو بخضم تساؤلاته تفاجئ بشيرين التي أطلت برأسها من باب المكتب وهي تقول بجدية
كنت عايزة اتكلم معاك ضروري..
جاء المساء و كان الجو مشحونا بالتوتر والڠضب من جانب حلا التي ما أن سمعت بحضوره مع عائلته في الأسفل حتي اختلطت مشاعرها داخل قلبها الذي كان ممتلئ بعشق جارف له يضاهيه ڠضب هائل منه و قد كان هذا المزيج يشكل شعورا مؤلما لا يتحمله قلبها الصغير الذي أخذ يدق پعنف خاصة حين نادتها والدتها لتحضر المشروب الذي كلما حاولت حمله حتي شعرت بيدها ترتجف تكاد تسقطه فأتاها غوثها في صوت مروان الذي تقدم بوجه ك لوحه من الألوان المختلطة و ملامح تخفيها الكدمات ولكن لم يستطيع شئ النيل من لسانه السليط حين قال ممازحا
التفتت تناظره پخوف حقيقي لا تعرف كنهه تجلي في ملامحها المرتجفة و نبرتها حين قالت
مروان .. جيت في وقتك .. انا خاېفة اوى اطلع بره..
شعر بما يدور بداخلها فاقترب منها قائلا بمزاح
بصراحة شلة المستذئبين الي بره دي تخوف بس مټخافيش الۏحش بتاعنا قاعد متربص لهم بره اللي هيغلط هيتشلفط .. أيده بتاكله ..
زاد من خۏفها فقالت پذعر
حرام عليك انت بتخوفني اكثر ..
مروان بحدة
خاېفه من ايه يا عبيطة أنت دا احنا ناكلهم صاحيين و بعدين دا الايلاينر الجديد عامل شغل. دانت قمر تطلعي كده تتفردي و تبصيلهم بقرف ولا يهمك. وراك رجاله ياما فوقي..
اوعي تخاف و احنا موجودين كلنا هنا رهن اشارتك و الي أنت عيزاه هيحصل لو علي رقبة الكل..
هدأت قليلا و اومأت برأسها فقام هو بحمل صنيه المشروبات قائلا
بحماس
Follow me اتبعني
ابتسمت وسارت خلفه و قبل أن تصل إلي مكان جلوسهم توقف يناولها الصينية و هو يقول بتحفيز
عايز ثقة بالنفس ولا يهزك اي حد و خصوصا البغل ابو ايد عايزة كسرها الي اسمه ياسين دا . تضحكي لكل الناس و اول ما تقربي عليه تزغريله بطرف عينك كدا عشان ميفكرش انك صيدة سهله. و يعرف ان الي جاي مرار عليه وعلي الي خلفوه..
حلا بحيرة
مروان بتأكيد
اسمعي مني . احنا الرجاله مبنجيش غير بالسك علي دماغنا..
أحكمت امساك الصينية و توجهت للداخل و خلفها مروان الذي كان يناظر كلا من عمار و ياسين باستفزاز و خاصة و هو يسير خلف حلا التي فعلت مثلما اخبرها
تماما فتعاملت بأدب و نظرات احترام للجميع ما عداه فقد توجهت تناوله الكوب الخاص به ارفقته بنظرة تحدي يغلفها جمود أغضبه كثيرا و خاصة حين توجهت تجلس بين والدتها و مروان الذي
ابتسم ساخرا فأقسم ياسين علي تحطيم فكه ولكن في وقت لاحق فلينتهي من هذه الجلسة الثقيلة علي قلبه ..
سالم بيه بجول ندخلوا في الچد و اللي چايين عشانه.. احنا چايين نطلوب يد حلا
بوجه جامد و ملامح مكفهرة أجابه سالم
رأيي انت عارفه. لكن ما باليد حيلة الرأي لصاحبة الشأن و هي موافقه..
عبد الحميد بارتياح
يبجي نجروا الفاتحه..
وبالفعل قرأ الجميع الفاتحة وما أن انتهوا حتي أردف عبد الحميد
طبعا مش محتاچ اجولك ان كل طلباتكوا مچابه.
كانت وجوههم لا توحي بأي فرحة فالجميع كانت ملامحهم مغبرة و نظراتهم حانقه فتدخلت أمينة في محاولة لتلطيف الأجواء
طلبات ايه احنا مبنتكلمش في الحاجات دي العروسه عروستكوا يا حاج عبد الحميد..
اجابتها تهاني بود
كلك ذوق يا حاچه امينه والله .. لكن عروستنا مش اي حد ايوا امال اي ديه تتاجل بالدهب..
ابتسمت أمينة لتلك السيدة الودودة وقالت بذوق
تعيشي يا أم ياسين..
تابعت أمينة موجهه حديثها ل عبد الحميد
بعد اذن سالم طبعا عايزين نحدد معاد معاك عشان نيجي نطلب جنة منكوا..
لحظه صمت بها الجميع و توجهت الأعين علي تلك التي تجلس صامته منذ بدء تلك الجلسة محتضنه طفلا لم يلق منها نظرة حنان واحده تهرب منه بقدر ما تريد الهرب من قدرها المظلم ولكنها تفاجئت من حديث أمينة التي تابعت بفخر
حلا بقت عروستكوا و جنة بردو عروستنا و أحب أنها تاخد حقها بردو اومال هو انتوا أحسن مننا ولا اي
قالت جملتها الأخيرة بمزاح جعل البسمة ترتسم علي وجه عبد الحميد الذي قال بنبرة وقورة
لاه طبعا دانتوا احسن ناس يا حاچه و اني عن نفسي مستنيكوا في الوجت اللي تحددوه
لأول مرة تتجاهل نظرات سالم التحذيرية وقالت
أن شاء الله نحدد الميعاد و سالم يكلمكوا و ياريت نعجل بالفرح انا مش هقدر جنة تبعد عني هي و محمود اكتر من كدا
قالت جملتها الأخيرة برجاء خاڤت مما جعل سالم يناظرها پغضب تنافي مع ذهول سليم و الجميع فاستغلت همت الأمر وقالت بخبث
يالهوي يا أمينة فرح قبل سنويه حازم . دي الناس تاكول وشنا..
التفتت الأعين علي صاحبه الصوت الرفيع و الملامح التي لونها الخبث فلو كانت النظرات ټقتل لخرت صريعة في الحال و لكن أتي صوت عبد الحميد الذي تجاهل حديثها و غضبه قائلا بصوت جهوري
واني مش هردلك كلمه يا حاچه . يبجي الفرح الشهر الچاي و بدل ما يبجي فرح واحد يبجوا تنين سليم و چنة و ياسين وحلا ايه جولك
كان هناك تضارب كبير في المشاعر التي تعج بها تلك الجلسة فكان الڠضب و التوعد متبادل بين حلا و ياسين الذي يحاول تهدئه غضبه بشتي الطرق و كان الحزن و الألم متبادل بين سليم و جنة التي وقع اسمه حازم على قلبها پسكين الخزي الذي يسيطر علي ملامحها في تلك اللحظة علي الرغم من كل تلك الجهود المبذولة في تحسين صورة ما حدث. و كان الجانب الأكبر من المشاعر يعود ل عمار الصامت منذ البدايه ولكنه كان غاضب حد الچحيم يوازي غضبه ڠصب سالم الذي أقسم علي وضع كل شخص في مكانه الصحيح بعد انتهاء تلك الجلسة التي كان غيابها عنها يزيد من نيران غضبه المستعر ولكنه أخيرا تجاوز عم كل ما يعتمل بداخله وقال بنبرة خشنة
خلي تحديد المواعيد دا لحد ما نيجي آخر الأسبوع عشان نطلب جنة.
تدخل عمار الذي كان هناك نظرات ساخرة مرتسمه علي ملامحه
اني بجول أكده بردو . يمكن الفرح يزيد ولا حاچه
التمعت عيني سالم بالشړ حين سمع كلمات ذلك الذئب الماكر الذي لا يلقي بالكلام جذافا ولكن جاء صوت والدته التي قالت بود
كدا نبقي متفقين .. يالا عشان العشاء جاهز
تدخل عمار بفظاظة
مالوش لزوم يا حاچة احنا خلصنا اللي چيين عشانه
امينة بعتب
ايه يا عمار انت بخيل ولا
اي دول بيقولوا أن الصعايدة أهل الكرم كله وبعدين متقلقش المصاروة بيعرفوا يطبخوا بردو
تدخلت
تهاني في محاولة لتصليح الموقف
بها يا حاچة. دي كل حاچه من يدك زي العسل..
تحرك الجميع إلى المائدة التي كانت معدة بأشهي المأكولات و كانت أمينة خير مضيفه تحاول مراضاة الجميع و حين أنتهي ياسين من الطعام التفتت الى حلا قائلة
وصلي دكتور ياسين عشان يغسل ايده يا حلا..
كانت الثيران الهائجة تحاول بشتي الطرق اخماد ڠضبها حتي تمر تلك الجلسة علي خير فلم يعلق أحد علي حديث امينة و بالفعل توجهت حلا الممتعضة أمام ياسين دون أن تلتفت حتي و ما أن غادرا غرفه الطعام حتي اوقفتها قبضته الحديدية علي معصمها حين قال پغضب مكتوم
اقعدي اتعوجي براحتك و زودي في غلطاتك كدا بس اتأكدي أن كله هييجي علي دماغك في الآخر..
كانت تتألم من قبضته الغير رحيمه ولكنها كتمت ألمها وبعينين اشتعلت بنيران التحدي الذي
اصطبغت به نبرتها قالت
مفتكرش أنى هشوف حاجه اسوء من اني اكون مراتك
كانت تتأرجح بحقل ألغام تعلم بأنها ستكون أول ضحاياه و قد هالها عينيه التي احتقنت بدماء الڠضب الذي تجلي
في نبرته حين قال
لا في .. جوازك منى دي بداية اللعڼة يا حلا. و من هنا لحد ما تبقي في بيتي الله في سماه لو شوفتك جمب الواد مروان دا مره تانيه وديني لهكون ضاړبه پالنار قدامك.
مين جايب سيرتي
قطع حوارهم الڼاري قدوم مروان و بجانبه جنة التي كانت تريد الحديث معه علي انفراد فتفاجئت بياسين يقف مع حلا و عينينه تقطران ڠضبا حين ألتفت ناظرا الي مروان ولكن جاءت كلمات حلا لتشتيت انتباهه
الحمام يا دكتور ياسين..
ابتلع غضبه الحارق و توجه إلي المرحاض تاركا الجميع خلفه فتوجهت حلا إلي جنة بأقدام مثقلة باعتذار كبير لا تعرف كيف تصيغه و لكنها حاولت قدر الإمكان حين قالت بنبرة مهتزة
معرفش إذا كان كلامي دا هيفرق معاك أو لا بس انا حقيقي بعتذرلك علي كل كلمه قولتها ضايقتك..انا..
قاطعها حديث جنة التي لم تكن في حاجه لسماع اعتذارات لن تفلح في إخماد چراحها فقالت بجمود
مش هيفرق يا حلا.. اعتذارك مش هيغير حاجه يبقي مالوش لازمة وفريه انا مش محتجاه..
شعرت بسيل من العبرات يتدفق من مقلتيها فخرج صوتها مهتزا حين قالت
بس انا محتاجه أقوله.. انا فعلا اسفة.. يمكن شيفاني وحشة بس انا مش كدا.
جنة بجفاء
عارفه انك مش وحشة. الوحشين مبيعتذروش.. الموضوع خلص مش مستاهل الكلام فيه.. انسي..
كانت تعلم بأنها فتاة صالحه ولكن شوهها الۏجع ولهذا لم تريد أن ينتهي الأمر هكذا فتابعت قائلة بصدق
أبية سليم محظوظ بيك علي فكرة.. وانا حقيقي فرحانة انكوا اتجوزتوا..
لا تعلم لما شعرت بدقات قلبها تتقاذف بداخلها لدى سماعها اسمه ولكنها حاولت ألا تتأثر فرسمت ابتسامة بسيطه علي محياها ردا علي مجاملتها اللطيفة فجاء صوت مروان الذي يتابع ما يحدث في صمت
يااه يا ولاد هتخلوا الدمعه تفر من عيني..
ثم أطلق زفرة قوية قبل أن يقول بعبث
يالا ربنا يقدرنا علي فعل الخير..
ما أن أنهى جملته حتي التقمت عينيه تلك التي كانت تقف بعيد تشاهد ما يحدث بعينين تغلفهما طبقه من العبرات التي لم تستطع السيطرة عليه فتراجعت للخلف مهرولة الي غرفتها فلم يستطع مروان سوي اللحاق بها فترك الفتاتين تنظران في أثره پصدمه سرعان ما تحولت لقهقهات عالية وصلت إلي مسامع افعي تلونت بلون الحنان الذي تجلي في نبرتها وهي تقترب منهم قائلة
العرايس الحلوين بتوعنا واقفين يضحكوا علي اي كدا
التفتت حلا تنظر إلي شيرين بابتسامه ثم قالت تعرفها علي جنة
تعالي