قطة في عرين الاسد بقلم بنوته اسمرة
المحتويات
لنفسي
دخل مراد الى مكتبه .. وبعد دقائق حضر طارق الذى جلس قبالته على المكتب وهو يقول
ايه الأخبار .. المحامى عمل ايه مع حامد
قال مراد بهدوء وهو يتفحص الملفات أمامه
خلاص فضينا الشراكة ودفعنا الشرط الجزائي
قال طارق بإرتياح
أحسن غار فى داهيه
وضع الملف الذى فى يده أمام مراد الذى نظر اليه قائلا
ابتسم طارق قائلا
ده شغل الفنانه اللى ماسكلنا الحملة
أخذ مراد الملف وتطلع الى التصميمات بإمعان .. ثم قال
تمام .. ممتاز
شرد طارق قليلا .. تطلع اليه مراد قائلا
هنبدأ امتى
قال طارق
متقلقش احنا مجهزين كل حاجه وعلى أول الاسبوع ان شاء الله كل الناس هتعرف اسم الماركة بتاعتنا
أومأ مراد برأسه وترك ملف التصميمات وعاد الى تفحص الملف الذى أمامه .. نظر اليه طارق قائلا
قال مراد دون أن يرفع نظره اليه
اسأل
بدل على طارق التردد قليلا لكنه قال
ازاى تلفت نظر واحدة ليك .. اذا كانت قفله كل الأبواب فى وشك
تطلع مراد الى طارق فى صمت .. ثم ابتسم قائلا
هى مطلعه عينك أوى كده
ابتسم طارق قائلا
بصراحة أيوة .. يعني حتى الكلام مش عارف أتكلم معاها .. بحسها انها بتقطم فى الكلام .. وكلامها ناشف وجد أوى
طيب خلى بالك ليكون فى حد فى حياتها
قال طارق بثقه
لأ مفيش .. هى كان مكتوب كتابها وبعدين ماټ من فترة .. وهى مش مرتبطة دلوقتى
قال مراد
بص يا طارق أنا مبحبش اللف والدوان .. أنا مليش الا فى الكلام المباشر .. يعني أنا لو مكانك هروحلها وأقولها أنا معجب بيكي .. وعايز أتقدملك .. ده لو انت فعلا معجب بيها وسألت عنها كويس وواثق من أخلاقها وواثق انها انسانه كويسه وتصلح زوجه ليك
يعني رأيك أقولها كده خبط لزق انى عايز
أتجوزها على الرغم من انها مش مديانى وش خالص
قال مراد وهو يعاود فحص الملفات التى امامه
أنا قولتلك لو أنا مكانك كنت هعمل ايه .. انت حر بأه اختار الاسلوب اللى يناسبك .. لكن أنا بحب أجيب من الآخر
أخذ طارق يفكر فى كلام مراد .. وقد بدأ يميل الى وجهة نظره.
ها قوليلى عملتى ايه .. شوفتى طارق
ألقت سارة حقيبتها على السرير وقالت بحنق
لأ مشفتش حد .. مشفتش أى حد .. لا طارق ولا غير طارق
قالت نرمين بدهشة
ازاى يعنى
صاحت سارة پغضب
أخوكى دفنى فى مكتب فى آخر دور فى الشركة .. وأعدت طول النهارد أدخل أرقام على البرنامج بتاع الشركة لما خلاص جالى حول
كان لازم أتوقع كده .. أنا برده استغربت لما مراد وافق .. قولت يمكن تعبان ولا حاجه .. لكن كده اتأكدت انه سليم
جلست سارة على فراشها قائله
يعني لا شوفت طارق .. ولا شكلى هشوفه .. وبالمنظر ده شكلى هتعمى قريب ومش هشوف حد أصلا
ضحكت نرمين وربتت على كتفها قائله
لينا الجنة يا بنتى لينا الجنة .. أنا راحه أوضتى
دخلت نرمين غرفتها .. لتجد هاتفها يرن .. ردت قائله
السلام عليكم
أتاها صوت رجل عبر الهاتف
ألو .. الآنسه نرمين
قالت نرمين بإستغراب
أيوة أنا .. مين حضرتك
قال الرجل بصوت رخيم
أنا واحد عارفك بس انتى متعرفيهوش
قالت نرمين پحده
انت بتستهبل
قال الرجل
لأ مش بستهبل تحبي أثبتلك
قالت پحده
أنا هقفل السكة ..
متتصلش هنا تانى
قال الرجل بسرعة قبل أن تغلق الخط
اسمك نرمين خيري وأخوكى الكبير مراد و عندك أخت أكبر منك اسمها سارة ووالدك متوفى .. وانتى فى آخر سنة فى الجامعة .. وعندك 22 سنة
قالت نرمين بإستغراب شديد
انت عرفت المعلومات دى كلها ازاى .. انت مين بالظبط
قال الصوت هامسا
أنا معجب
قالت بسخريه
نعم .. معجب !
قال بنفس الصوت الهامس
أنا مش معجب بس أنا عاشق ولهان
قالت نرمين پحده
لو ماقولتش انت مين هقفل السكة
قال الرجل
بكرة تعرفى انى مش بعاكس يا نرمين .. وانى فعلا معجب بيكي .. وحابب أتعرف عليكي
قالت پحده
أنا مبتعرفش على حد
أنا مش أى حد يا نرمين أنا الراجل اللى هيبقى جوزك .. يعني تتكلمى معايا بإسلوب أحسن من كده
أغلقت الخط فى وجهه وهى تشعر بالدهشة من جرأة ذلك الرجل الذى يعرف عنها كل شئ .. جلست شاردة تحاول أن تخمن من يكون هذا الرجل !
تقابلت صباح مع جمال فى مكانهما المعتاد خلف أحد الأبنية التى لم يتم الانتهاء من بنائها .. قال جمال وهو يمعن التفكير
يعني هيا هتيجي كمان كام يوم .. وهتعيش حداكوا على طول
قالت صباح
بوى جال انها هتعد شهر وبعدين تشوف هتعد حدانا ولا هترجع مصر
نظر اليها جمال قائلا
شكلها اييه .. حلوة
صاحت صباح پغضب
مالك انت حلوة ولا مش حلوة .. ان شاء الله تطلع قرد مسلسل انت مالك
قال جمال ضاحكا
انت بتغيري ولا اييه
قالت صباح پحده
جمال آنى روحى فى مناخيري كفاية عليا المحروسة اللى عمالين يستعدوا لاستجبالها ولا كأن الوزير هيزورنا
قال جمال ساخرا
طبعا مش بنت خيري
ثم أكمل بغل
خيري اللى ضيع مستجبل عمى واتشرد بسببه
قالت صباح
تانى يا جمال ليه بتفتح الموضوع ده تانى عاد
قال جمال ببرود
خلاص جفلنا عليه
اقتربت منه صباح قائله
جمال آنى بدى نتلم فى بيت واحد بجه
قال لها جمال بنفاذ صبر
يووووه انتى يا معندكيش حكى الا حكى الجواز ده
صاحت صباح پغضب
اييوه آنى كنت حسه من الأول انك بتلعب بيا يا جمال .. كنت عايزنى أجيبلك أخبار الخلج حدانا مش اكده .. ومبدكش تتجوزنى واصل .. آنى اللى غلطانه أصلا وأستاهل ضړب التييييييت انى سمحت لواحد من عيلة الهوارى انه يجرب منى وهو مكنش يحلم يشوفنى حتى فى منامه
صاح جمال بتهكم
ليه فاكره نفسك مين عاد يا صباح .. متفوجى لنفسك وشوفى انتى من عيلة مين وآنى من عيلة مين .. انتى فاكره انى ممكن أتجوز واحدة من عيلتكوا .. ده انتوا أساسا عيلة تييييييييييييييت ومستحيل أتجوز منيكوا
دفعته صباح بيدها پغضب وقالت
والله العظيم لنتجم منيك يا جمال بكرة تشوف صباح هتعمل فيك اييه
دفعها جمال بيده قائلا
ابجى وريني هتعملى اييه .. هتروحى تجولى لأبوكى جمال كان بيسرح بيا يابوى .. عشان خوكى عثمان يفرغ طبنجته فى راسك ونرتاح منيكي
قال ذلك وانصرف .. وتركها تتلوى من الڠضب والحقد والرغبة فى الإنتقام لكرامتها المهانه .
خرج مراد من شركته وطلب من السائق ايصال سارة الى الفيلا .. ثم الټفت اليها قائلا
مش هروح دلوقتى هتمشى شوية
طيب والعربية يا أبيه
مش مشكلة هاخد تاكسي
سار مراد فى شوارع القاهرة وتحت سمائها .. جلس على أحد الكافيهات المطلة على النيل .. وأخذ يتطلع اليه متئملا ما حوله .. أخرج من جيبه دفتر صغير وقلم أنيق .. ظل يسطر بضع كلمات .. سرقه الوقت .. واندمج فى الكتابه .. كان متنفسه
الذى يعشقه .. هو الكتابه .. كلما شعر بالرغبة فى البوح بمكنونات نفسه أخرج دفتره وقلمه ودون ما يشعر به من مشاعر وأحاسيس خفيه .. لا يعلمها الا هو وربه .. دفتر وراء دفتر .. حتى تجمع لديه أعداد كبيرة منها .. يحتفظ بها فى خزينة مكتبه .. كان يبدأ فى الكتابة بحال وينتهى بحال آخر .. كانت دائما تريحه وتزيل حمل كتفيه الثقيل .. كان يشعر
بنفسه أخف وبقليه أرق .. أطلق تنهيده عميقه .. وأخذ ينعش رئتيه بالهواء المنعش الذى يهب فى تلك الليلة الساحرة .. سمع صوت ضحكات طفل صغير .. الټفت فوجد على بعد خطوات زوجين بصحبة ابنهما الصغير .. كان الصغير يضحك بمرح لمداعبة والده له .. نظر اليهم مراد مبتسما .. كان كلما زاد الرجل من مداعباته زاد الصغير من ضحكاته واتسعت ابتسامة مراد أكثر .. بعد فترة أخذ الصغير يتلهى بالطعام أمامه وانشغل به .. فاقترب رأسى الزوجان من بعضهما البعض .. هو هامسا وهى مستمعه مبتسمه .. أشاح مراد بوجه عنهما وقد شعر بغصه فى حلقه .. ووغزة فى قلبه .. وقال في نفسه ما شاء الله لا قوة إلا بالله خشية أن يحسدهما دون أن يقصد .
فى الصباح صلت مريم صلاة الإستخاره للمرة التى لا تتذكر عددها .. وارتدت ملابسها واستعدت لإستقبال عمها عثمان الذى حضر بسيارته الفارهه وحمل حقائبها الى السيارة .. جلست بجواره فى المعقد الأمامى وهى تبتسم بسعادة فها هى مقبلة على موطن والدها وبيته وعائلته .. شعرت بأن السعادة قد آن أوانها .. ترى هل كان شعورها صحيحا أم خاطئا !
الفصل العاشر.
من رواية قطة فى عرين الأسد.
فى الصباح صلت مريم صلاة الإستخارة للمرة التى لا تتذكر عددها .. وارتدت ملابسها واستعدت لإستقبال عمها عثمان الذى حضر بسيارته الفارهه وحمل حقائبها الى السيارة .. جلست بجواره فى المعقد الأمامى وهى تبتسم بسعادة فها هى مقبلة على موطن والدها وبيته وعائلته .. شعرت بأن السعادة قد آن أوانها .. ترى هل كان شعورها صحيحا أم خاطئا !
كان عثمان صامتا معظم الوقت .. لم يتحدث الا قليلا .. وكانت هى لا ترغب فى ازعاجه بكثرة حديثها وأسئلتها .. فالتزمت الصمت .. وصلت مريم الى النجع بعد عناء السفر .. كان فى استقبالها جدها وجدتها .. خرجت من السيارة معانقة اياهم بشدة .. قالت جدتها وهى تبكى بنت ولدى الغالى .. يا حبيبي يا ولدى .. الله يرحمك يا خيري .. ويرحم مرتك وبنتك
ترقرت العبرات فى عيني مريم وأخذت تتساقط على وجهها الذى تبدو عليه علامات التأثر .. أدخلاها الى البيت ... كان بيتا كبيرا له مذاق وطابع خاص .. جلست بين جدها وجدتها التى قالت
بصيلي عشان أملى عنيا بشوفتك يا حبيبة جلبي .. ما شاء الله عليكي .. ربنا يحرسك يا بنيتى .. ربنا يحرسك
خرجت صباح لترحب ب مريم .. قال عبد الرحمن مشيرا الى صباح
صباح عمتك يا بنتى .. أخت بوكى الله يرحمه
ابتسمت لها مريم وقامت لتسلم عليها .. تفحصتها صباح من رأسها الى أخمص قدميها .. وقبلتها بشئ من البرود .. قالت لها مريم بسعادة
أنا فرحانه أوى انى شوفتك يا عمتو
شهقت صباح قائله
عمتو ايه عمتو دى .. انتى عنديكي كام سنة
شعرت مريم بالإرتباك قائله
عندى 30 سنة
قالت صباح بتهكم وإستفزاز
آني بجه عندى 22 سنة .. يبجى مين اللى يجول للتانى يا عمتى
ابتسمت مريم قائله
معلش مكنتش أعرف سنك .. جدو ما قاليش .. وأنا مش بعرف أحدد سن اللى أدامى معلش متضايقيش منى يا صباح
قالت صباح ببرود
خلاص محصلش حاجه
قالت والدة صباح
يلا يا بنيتى روحى حضرى الوكل زمان مريم على لحم بطنها
قالت صباح
متابعة القراءة