رواية أصقلها شيطان
المحتويات
في كل جسديهما بعد أن أطلقت شرارة أول لمسة تلهب مشاعرهيما وتضج بصخب عارم بداخليهما جعلهما يتخليان عن حذرهما ويتقربان من بعضهما ليمتصا ترياق الحياة من شفتي بعضهما ابتعد هارون عنها قليلا بأنفس متسارعة يغمض عينيه وهو لا يدري أيلوم نفسه على ما حدث أم يكمل ما بدأه وينهل المزيد من شهد شفتيها الغاوية لكن سدرة التي فقدت كل طاقتها ومقاومتها لم تعطيه الفرصة ليبتعد عنها فقد جذبته لها مجددا فقد اشتاقت له حد الألم وتريد الاحساس بدفئ أحضانه فظلا الأثنان يرتويان من بعضهما حتى عاد لهارون تعقله وتملك منه الڠضب على نفسه لأستجابتها لتلك الجنية القادرة على التلاعب به وبقلبه وقتما تشاء لذا تمالك نفسه وأبتعد هذه المرة بوجه جامد وفجر في وجهها كلماته القاسېة
عقدت سدرة حاجبيها بدهشة
مصلحة أيه وليه بتقول كدا
رفع هارون كاتفيه ثم أنزلهما بتسأول
أصل انا أتعودت منك على كدا كل ماتكوني عايزة حاجة تعملي أي حجة تقربي بيها مني
ثم أنفجر ضاحكا بسخرية
هههههههههه أيه فاكراني لسه ساذج وهصدقك تاني يا شاطرة
ما هو الحكمة بتقول لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين وانا متلدغتش منك وبس انا قلبي ماټ بسببك فمتحاوليش معايا تاني لأنك هتكوني أنت الخسرانة
لمعت عين سدرة بحزن وترقرقت بها العبرات وأقتربت منه تلفح أنفاسها الملتهبة وجهه
لا يا هارون أرجوك كفاية ومتحاولش تبعدني عنك تاني حبي وأشتياقي ليك مش تمثيل وأنت عارف ومتأكد أنه نابع من جوه قلبي بلاش تعاند وتكابر وضيع أحلى أيام عمرنا في الأنتقام
أنت عايز تفهمني أن ضربات قلبك العالية دي
لما قربت منك مش حب ولا نظراتك اللي كلها عشق دي مش حب ولا رعشة شفايفك لما لمسة شفايفي دي كمان مش حب راجع نفسك يا هارون قبل ما ألأنتقام يضيعنا من بعض تاني
ثم أجهشت في البكاء وهى تضع جبينها على صدره
انا بحبك يا هارون بحبك وندمانة على كل أخطائي في حق ربنا وحقك وحق أهلي أرجوك يا حبيبي ضمني ليك ومتبعدنيش عنك تاني انا معترفة بذنبي وتوبت لربنا وأن شاء الله ربنا هيقبل توبتي ويسامحني
أنت ليه مش عايز تقبلها وتسامحني ليه
أحتدت نظرات هارون وأمسك بمعصميها يهزها بقوة
عشان انا مش أله أنا بشړ بشړ والبشر مخلوق بيتجرح ومش بينسى جرحه بسهولة وأنت مش بس جرحت قلبي أنت هنتيني في رجولتي ودي حاجة صعب أسامح فيها فاهمة
لم تستطع سدرة تحمل المزيد من الألم فأنهارت قوتها بين يديه القاسيتين وفارقها وعيها وكم تمنت لو كانت روحها هى التى فارقتها وفرقت تلك الحياة حتى ترتاح من ذنبها الذي يلاحقها في كل نفس تتنفسه تسارعت دقات قلب هارون عندما وجدها ترقد أرضا بوجه شاحب ويداه بدأت تستشعر البرودة التي تغزو يديها فأنحني عليها يحملها برفق ويضعها على فراشه لأول مرة منذ أن تزوج بها
حاول حسان مع ميسرة كثيرا كي تسامح أبنتيهما وقطعة السكر التي تنكه حياتهما بالطعم الحلو لكنها كانت أعند مما يتخيل وفي كل مرة كان يحل به اليأس قبل أن تلين له لكن هذه المرة قرر أن لا يأس مع الحياة فالطالما في صدره أنفاس تحركه سيظل يلح عليها حتى يرقق قلبها على سدرة وتسامحها فعزم أمره هذه المرة بعد أن استمع لصوت بكائها من خلف الباب عند عودته من العمل فهو كله يقين أن سبب بكائها هو بعد فلذة كبدها عنها جلس بجوارها يربت على فخذها برفق
هزت ميسرة رأسها بنفي
انا مبعيطش ولا حاجة دي عيني اللي ۏجعاني شوية
ابتسم حسان وهو يضمها لصدره
وصوت عياطك اللي سمعته من ورا الباب دا كان أيه
ثم ربت على ذراعها برفق
انا عارف السبب وعارف أن قلبك مش
مطاوعك أنك تقسي عليها
أحتدت
________________________________________
نبرة ميسرة وهى تصيح به
اسكت يا حسان أنت مش عارف حاجة انا قلبي محروق على حبي وحناني عليها وتربيتي فيها اللي راحت هى ضيعتهم بكل سهولة عشان واحد أقل حاجة تتقال عنه شيطان شبيه الرجال
زفر حسان بقوة وأومأ برأسه ولمحة حزن تلمع بعينيه هو الآخر
لأ عارف يا ميسرة عارف أيه اللي مزعلك منها الزعل دا كله
أبتعدت ميسرة عنه تنظر لها بتسأول
قصدك ايه بعارف دي يا حسان
نظر حسان لأسفل وهز رأسه بحزن
سدرة حكت ليا على كل حاجة وهى بتقر بذنبها وندمانة وكمان حكت ليا عن السبب اللي خلاك تقاطعيها المدة دي كلها
أنهمرت عبرات ميسرة بحسرة
ويا ترى قالت ليك أيه هو السبب يا
متابعة القراءة