ووصمه ۏجع سهام العدل
كان في نبرة صوته وهو يمسك بيد والدها ويردد ما قاله المأذون لم تعلم إن كانت حزينة عليه أم علي نفسها فهي لا تنكر
أنها تتألم من أجله وياليتها تملك شيئا تستطيع به التخفيف عنه.
فاقت من شرودها على اقتراب جني منها تبتسم لها قائلة مبروك ياطنط غصون فرحانة أوي لكي أنتي وخالو ربنا يسعدكم
ابتسمت لها غصون مجيبة الله يبارك فيك يا حبيبتي عقبال عندك
ثم غادرت فلمحت سدن تبتسم لها بحب وسعادة سدن تملك مكانا خاصا بداخلها فهي أختها الصغرى الذي نشأت بين يديها بجانب أنها تملك قلبا كبيرا كأمها رحمها الله فهي لا تنسى أنها منذ علمت بإصابتها منذ أسبوع لم تفارقها وأصرت على مرافقتها حتى تشفي وبالفعل ظلت معها في منزل ياسر تهتم بها وبالولدين الصغيرين ولم تتفاجأ بهذا الحنان من سدن ولكن ما تفاجأت به هو إهتمام سدرة التي كانت تأتي يوميا لزيارتها صباحا وتعود مساء مع آسر عندما يعود من عمله لإصطحابها مما جعل وجودها كفيلا ألا يجلب لها ياسر ممرضة تهتم بها.
يجلس حزينا قلبه يأن ألما يشعر بالخېانة يلتفت للجميع يرى في وجوههم وجه صبا تنظر له تارة بحزن وتارة بعتاب هو لم يرد ذلك لم يرد أن يكون زوجا لغيرها لم يرد أن تكون غيرها سيدة منزله ولكن القدر كان له حساب آخر.
ردت غصون بإندفاع لاء الولاد هيناموا معايا
رفع آسر حاجبه بإبتسامة ونظر لياسر قائلا بمزاح من اولها يادكترة وهي عايزة تمشي كلامها شوف شغلك بقى
رد عليه ياسر بجمود سيبهم يا آسر
تكلم يزيد أرجوك يا بابي
سيبني مع أنكل آسر عشان وعدني هنلعب جيم سوى
يضحك من قلبه بكل تلك السعادة وكأن هذا الطفل الصغير أعاد له سعادته التي سرقتها هي منذ أن عرفها لذا قررت أن تمنحه السعادة بقية الليلة فانحنت تحمل يزن من غصون وقالت بإصرار إحنا بنعرفكم بس مش بنستأذن القمرين دول معانا الليلة
همت غصون بالإعتراض فقال ياسر بإستسلام خلاص ماشي يا آسر
خجلت غصون ونظرت أرضا بينما لم يبد ياسر أي رد فعل وبعدها غادر آسر وسدرة المكان.
يجلس بجوارها لا يرفع نظره عنها إلا قليلا يتأملها طوال الوقت يمدح جمالها
الفتان بإستمرار ولم لا وهي عالمه لم يدرك من ماضيه شئ ولم يتذكر شيء سوى طيفها الذي يزوره دائما أصبح يعد الأيام والليالي حتى يجتمع معها في بيت واحد.. قطعت أفكاره نظراتها الخجلة وتوترها فسألها مالك مضايقة من حاجة
ردت عليه بخجل لا مفيش حاجة مضيقاني بس نظراتك ليا مخلية كل اللي حوالينا واخد باله
ابتسم وقال لها أعمل إيه مش عارف ابعد عنيا عنك
ردت عليه بإبتسامة هانت كلها شهر وأكون معاك على طول بس عايزاك تتعود تقابل الحياة بشجاعة زي ما الدكتور قال حاول ترجع تمارس شغلك وتشوف يمكن تقدر تسترجع وتفتكر أي حاجة تخص الطب
رد عليها بحماس أنا هنزل شغلي واعمل كل اللي قولتي عليه بس كوني معايا وجمبي
حب وتقول بهمس في أذنها ألف مبروك ياغصون انتي تستاهلي خير الدنيا كله والدكتور ياسر رجل طيب ومحترم وأكيد هيعوضك كل اللي شفتيه قبل كده
ردت عليها غصون بخفوت الله يبارك فيكي ياسدن عقبال عندك يا حبيبتي ربنا يجبر خاطرك ويسعد قلبك
ابتسمت لها غصون وقالت إن شاء الله ... ثم غادرت سدن فنهض ياسر يقول بتأفف مش كفاية كده ونمشي بقى
ردت عليه غصون بخجل وتوتر اللي تشوفه
بحث عن ياسمين بعينيه فوجدها تقف مع مراد
جانبا فقال لها أنا هروح لياسمين وأرجع نمشي
هزت رأسها موافقة فسار هو حتي ذهب حيث يقف مراد وياسمين وقال بهدوء متشكر على اللي عملتوه النهاردة وهستأذن انا بقى
ابتسم له مراد وقال متقولش كده ياياسر أنا كان نفسي اعملكم حفلة كبيرة بس ياسمين قالت انك رافض
رد ياسر بأدب كفاية اللي عملته النهاردة يامراد متشكر جدا
تدخلت ياسمين قائلة مستعجل على إيه يا ياسر ده فادي مجهز لك بروجرام هايل
رد عليها ياسر ملوش لزوم ياياسمين أنا مرهق جدا ومحتاج ارتاح
ابتسمت لأخيها بحزن فهي تعلم ما يمر به الآن وهي مشفقة عليه كما هي مشفقة على غصون فكلاهما في أمس الحاجة لشريك يعوضهما الحب والحنان والاهتمام الذي افتقدهم كل منهما وبدلا من أن يهب كل منهما الآخر ذلك يتزوجان بورقة فقط تحل لهما العيش تحت سقف واحد ولكنها آملة في الوقت أن يغير ذلك الواقع المر ويحوله لسعادة يغمر كل منهما الآخر فيها.
يجلس في السيارة ينظر بين كل حين وآخر إلى الكرسي الخلفي ليطمئن على يزيد بينما هي تجلس بجواره تحمل يزن الذي سرعان ما استغرق في النوم عندما بدأت السيارة في السير.
ابتسم عندما وجد يزيد هو الآخر نام قبل منتصف الطريق وقال يزيد كمان نام وأنا اللي كنت فاكر إننا هنسهر للصبح
ابتسمت على إبتسامته التي جعلته أجمل اليوم وزادت من وسامته الخاطفة للأنظار أينما حل وقالت بهدوء مكنتش أعرف إنك بتحب يزيد كده
نظر للطريق أمامه وقال أنا بحب يزيد
من أول مرة شوفته وهو لسه بيبي بقاله ساعات وكان دايما حبه
بيزيد ف قلبي كل أما يكبر وأما صبا ماټت وجعني أوي طفل هيتحرم من أمه مدى الحياة تعلقي به تضاعف وخصوصا أنه كان بيقضي معظم الوقت معايا قبل ما غصون تتحمل مسئوليتهم
نظرت له بحب وقالت تعرف انك هتكون أب ممتاز
انكمشت ملامحه المنبسطة ولم يرد عليها فظلت صامتة بعدها فترة حتى لمحت شيئا من نافذة السيارة وقالت ممكن اطلب منك طلب
رد عليها بتأكيد قولي
قالت بنبرة طفولية نفسي آكل درة مشوي
أوقف السيارة في الحال ثم عاد بها إلى الخلف قليلا حتى وجد بائع الذرة ثم أوقفها وهبط من السيارة لدقائق عائدا يحمل في يده اثنتين من الذرة ركب السيارة ثم أعطاها الذرة فناولته إحداهما قائلة خد واحدة وأنا واحدة
رد عليها بهدوء لا مش عايز خليهم عشانك
ابتسمت له بحب بينما هو ينظر أمامه إلى الطريق حتى وصلوا إلى المنزل الذي يستأجرون به الشقة فقال لها خليكي وأنا هطلع بيزيد وأنزل آخد يزن
ردت عليه أنا هطلع بيزن معاك
وبالفعل صعدت تحمل يزن بجواره حتى وصلوا إلى الشقة فأدخل يزيد إلى غرفتها التي تحوي سريرين ووضع يزيد على أحدهما والټفت حمل يزن ووضعه بجواره فارتمت هي على السرير المقابل تلتقط أنفاسها فقال لها بصوت هادىء أنا هسيب الولدين هنا عشان دخان السجاير ميأذيش حد فيهم
قالت بأنفاس متقطعة ماشى.. ثم اعتدلت تخلع حجابها وتسأله اجهز لك أكل
فهز رأسه نافيا ثم غادر الغرفة.
بدلت ملابسها وخرجت بعدها من الغرفة تذهب إلى المطبخ لجلب زجاجة ماء وجدته يتناول قطعة من الخبز مع قطعة من الجبن فاقتربت منه تعاتبه أنا مش قولتلك اعمل تآكل
رد عليها أنا هعمل ساندوتش جبنة وأنام
نظرت له بحيرة وأخذت الماء عائدة إلى غرفتها سمعت
صوت يزيد ينادي عمه فترك آسر مافي يده وذهب للطفل وجده يجلس على السرير شبه نائم يناديه دخلت خلفه سدرة وحملت يزن نقلته إلى جوارها وقالت بهدوء خليك جمبه لحد ما ينام تاني
رد عليها دون أن يلتفت لها لا مش هآكل
قالت بحزن وخرج أنا آسفة يادكتور ياسر
الټفت لها بعدما سمع ذلك وسألها بهدوء آسفة على إيه يا غصون
ردت عليه بتوتر آسفة على الحالة اللي انت فيها آسفة على الۏجع اللي أنت حاسه دلوقتي
تعجب من
كلامها وقال بهدوء أنا كويس ومفيش اي حاجة انتي تقصدي إيه
ابتلعت ريقها وقالت بحرج أنت مش كويس أنت حزين
من جواك عشان مراتك ربنا يرحمها بس أنا والله ماكنت أتمنى أكون في يوم سبب حزنك وتعاستك أنا آسفة يا دكتور ياسر
اقترب منها وأمسك يدها قائلا تعالي ياغصون عايز اتكلم معاكي
جلست بجواره على الأريكة
القريبة منهما فبدأ حديثه قائلا أنتي ملكيش ذنب ف الحالة اللي أنا عليها حاليا بالعكس أنا اللي طلبت منك ده وأنتي اتنازلتي عن حقوق كتير لكي ووافقتي وأنا ممنون لكي بكده عشان كده متحمليش نفسك ذنب معملتيهوش وأنا كويس جدا هو شوية إرهاق عمل وهيروحوا على طول
ابتسمت له بمجاملة ولم ترد فاستكمل قائلا وكمان بلاش دكتور ياسر دي من هنا ورايح انا ياسر بس زي ما ياسمين اختي ياسمين بس من غير مدام انتي مش أقل من حد يا غصون وزي ما قولتلك قبل كده البيت ده بقى بيتك ودي مملكتك خدي راحتك زي ماتحبي بس أهم شيء ثم هدأت نبرته متغيريش فيه اي حاجة لأن كل ركن فيه له ذكريات معاياوهنا علت نبرته مرة أخرى بس أوضتك لو حبيتي أغيرها وأجبلك أوضة جديدة أنا موافق
ردت عليه بإندفاع لا مش محتاجة أغير فيها حاجه انا بحبها كده
هز رأسه موافقا وقال تمام ولو احتجتي أي حاجة أنا موجود مش محتاجة أقولك إن الوضع اختلف عن قبل أما الولاد معنديش كلام اقوله لأني عارف كويس أنك بتهتمي بيهم عني
أطالت النظر في وجهه وهو يتحدث ونسيت خجلها في تلك اللحظة لاحظ ذلك فابتسم أخيرا ابتسامة صغيرة سرعان ما أخفاها وقال أهم حاجة عندي يا غصون عايزك تكوني قوية ومټخافيش من حد وأنا هساعدك تتغيري واعرفي دايما إني موجود ومعاكي وقت ما تحتاجيني
الفصل الثالث والعشرون
استيقظت بعد ساعات نوم قليلة نامتها بغير إرتياح بعدما حدث ليلة أمس فهي كادت ټموت خجلا بعدما حدث لا تعلم كيف ستواجهه وتنظر في وجهه بعدما حدث لذا وجدت أن أسلم حل أن تمثل النوم حتى يخرج من المنزل وبالفعل غطت وجهها حتى لا يعلم أنها إستيقظت ولكنها فجأة تذكرت وجود يزيد ويزن معهما في المنزل فنهضت جالسة تبحث بعينيها عنهما في الغرفة وجدتها خالية منهما فخرجت من فراشها ومن الغرفة تبحث