الشيطان شاهين الجزئين كامله
المحتويات
يوم أجازة داه شرطي شاهين بضحك بقى كده طيب إيه رأيك نعقد صفقة مقابل أسبوع إجازة كاميليا مدعية التفكير موافقة إتفضل إبتسم الاخر و انا راضية بيومين الاجازة اللي إنت إدتهملي في الأول أجابها شاهين طيب إهدي خلينا نتفق تبدلت ملامح شاهين الضاحكة حالما أغلقت الباب متخيلا هروبها من حياته بهذا الشكل أظلمت عيناه و تجهمت ملامحه بشدة بعد أن تذكر حواره البارحة مع محمد بدأ شعور الڠضب ينهش جسده تدريجيا تزامنا مع صوت أنفاسه المتصاعدة بحدة حتى أصبح مظهره مخيفا كوحش مستعد للانقاض على فريسته لكن كل هذا الڠضب لم يكن موجها سوى لنفسه أغمض عينيه ليتراءى له وجه محمد الذي يتهمه دون رحمة في تدهور نفسية نور بسبب تأثرها لما حصل لاختها كاميليا حبيبته تمتم بداخله و هو يشعر بدمائه تغلي مش حترتاح يا شاهين مهما عملت على الساعة الحادية عشرة ليلا في غرفة أيهم فتحت ليليان عينيها لشعورها بالعطش لتجد أيهم مستيقظا و هيئته تدل على عدم نومه كان مستندا على ذراعه و يتأملها و هي نائمة إبتسم بسعادة لرؤيتها تفتح عينيها قبل أن يلتفت وراءه ليحضر كوب الماء الموضوع فوق الطاولة الصغيرة بجانب السرير أزاح الغطاء و هو يمده نحو شفتيها لترتشف ليليان منه حتى إكتفت ليرجعه مكانه ثم يعود لنفس وضعيته السابقة قائلالسه بتصحي في الليل عشان تشربي ليليان بابتسامة مقتضبة و صوت مغلف باثار النوم أيوا بعطش في الليل بس إنت ليه صاحي لحد دلوقتي رتب الغطاء حولها بعناية قائلا بحنو خاېف أنام و أصحى الاقي نفسي كنت في حلم خليني كده أحسن ليليان بابتسامة خفيفة طيب حتفضل صاحي لحد إمتى متنساش بكرة وراك شغل كثير أيهم و هو يبعد خصلات شعرها عن وجهها كل حاجة بتكون سهلة معاكي يلا نامي و إرتاحي متشغليش بالك بيا صدقيني أنا حاسس إني في الجنة دلوقتي كفاية إنك نايمة جمبي أومأت له ليليان لتغمض عينيها متمتمة بصوت منخفض طيب لو حسيت إنك عاوز تنام متقاومش إنت محتاج ترتاح فتحت ليليان عينيها على حركته لتجد نفسها صوت أيهم الذي قاطعها قائلا بنبرة متوسلة مش حعرف أنام غير كده اومأت له لتسقط في النوم سريعا بعد إن تسللت إلى أنفها رائحة عطره الناعمة و بذلك
تسمرت ليليان مكانها و هي تنظر امامها پصدمة
و كأن الزمان توقف عندها عندما إعترضت
أميرة طريقها في مدخل الفيلا لتخبرها
بصوت متحمسأيهم رجع يا لولو أيهم
رجع
أومأت لها وهي تبتلع ريقها بصعوبة
و دوار خفيف قد أحاط بها حتى
كاد يجعلها تقع مكانها على الأرض
لولا انها تمالكت نفسها في آخر لحظة
متوترة
لم تره منذ ثلاثة سنوات و لم تسمع
حتى صوته و كأنه لم يكن في حياتها
من قبل لم يبق لها سوي ذكرياتها معه في كل
ركن من الفيلا و المستشفى
توقفت عن السير تبحث عنه بأعين
مترقبة من بين أفراد العائلة الذين
كانوا مجتمعين حوله في الصالون لتجده
اخيرا بدا مختلفا في شكله عما
كان عليه سابقا لحية خفيفة و نظارات
رسائل كثيرة شوق و لهفة خوف و تردد
امل و حزن عڈاب و ندم
و كأنه احس بحضورها شعر بها
دون أن يرفع عينيه حيث لم
يمنعه إنشغاله باحاديث عائلته
الكثيرة و أسئلتهم المختلفة من
إستشعار وجودها ليرفع عينيه
نحوها و إبتسامة رقيقة وجدت
طريقها نحو ثغره كالملاك الذي نزل
من السماء يراها بحجابها الأبيض
المۏت
تنحنح قليلا و هو يقف من مكانه
متقدما نحوها بخطوات مترددة حتى
وصل أمامها مد يديه و علامات الخجل
تصحب جميع تصرفات قائلا بصوت
خاڤت إزيك يا ليليان عاملة إيه
بصعوبة حركت يدها نحوه لتصافحةو تحيته
قائلة حمد لله عالسلامة إزيك إنت
أومأ لها
تمالك نفسه بصعوبة ليعود لمكانه و هو يربت
والدته أخذه لينام في غرفته أعطاه لها
بعد أن و عيناه لا تحيد
عن تلك التي مازالت تقف مكانها و كأنها
تمثال جامد و قد طافت بعقله مئات
الأسئلة و الافتراضات حول ردة فعلها
بعد رؤيته
إستجمعت ليليان بقية قوتها لتستأذن
من الحاضرين الصعود إلى غرفتها
لأخذ قسط من الراحة بعد
قضائها
ليوم طويل من العمل المرهق
أغلقت باب غرفتها بهدوء ينافي
صخب قلبها و جوارحها لقد عاد
كابوسها من جديد و عادت معه ايام
العڈاب و الحزن بعد أن إستطاعت
طوال الثلاث سنوات الماضية
من مداواة چروحها و آلامها هو
عاد حتى يفتحها من جديد
رمت حقيبتها
ثم إستدارت نحو باب الشرفة
لتفتحه و تسير بهدوء نحو السور
الرخامي لتسند عليه بيديها تنفست
الهواء بقوة بعد أن احست بانقطاعه عنها
ثم مسحت براحة
قبل أن تتوقف فجأة عندما شعرت بدخول
أحدهم إلى غرفتها
لم تكد تخطو خطوة إلى الداخل حتى
تفاجأت بأميرة تقفز أمامها كالقطة صاړخة
بقوة لولو شفتي أيهم جابلي إيه
رمقتها ليليان بعدم رضا و هي تضع
يدها موضع قلبها تهدأ ضرباته
التي زادت بسبب فزعها من صړاخ
أميرة يوووه يا ميرا إنت مش حتبطلي
حركاتك دي موتيني من الړعبة حرام
عليكي
قهقهت الأخرى بخفة و هي ترمق
ملامحها الفزعة بتسلية قائلة
سوري يا لولو مش قصدي
بس الظاهر إنت اللي كنتي سرحانة
بقلك إيه تعالي عشان اوريكي علب
المايكاب اللي جابهالي تجنن تجنن
يا لولو
جذبتها بخفة من يديها لتدخلا
إلى الداخل و تجلس أميرة على السرير
و تبدأ في فتح العلب الفاخرة بحماس
مثرثرة واو مكنتش عارفة إن أيهم
ذوقه حلو كده الظاهر في حاجات
كثيرة تغيرت فيه مش بس
شكله
رفعت عيناها نحو ليليان و هي
تضم شفتيها بتفكير قبل أن تردف
حساه مختلف اوي عن زمان مش بيتكلم كثير
و لا بيشخط زي عوايده حتى لما اخذ ايسم
انا شفت دموعه و ماما
كمان المهم انا حسيبك تغيري هدومك
و بعد العشاء حرجع عشان اوريكي
الحاجات الثانية و إنت كمان إتفقنا
وقفت من مكانها و هي تلملم اكياسها
بسرعة مضيفة اصل أيهم جايب شنط
كثير و حطها على جنب في اوضته
خرجت أميرة تاركة ليليان تضع
يديها على رأسها بتعب من ثرثرة
إبنة عمها التي لا تنتهي
جلست على الفراش بهدوء متمتة بملل
البنت دي
حتجنني ميكاب إيه و زفت إيه
اللي بتتكلم عليه داه مش مكفيها محل مواد
التجميل اللي في أوضتها و مين اللي تغير داه
أنا مش فاهمة حاجة و مش عاوزة أفهم اصلا
يتغير ميتغيرش دي حاجة تخصه يبعد عني
و خلاص داه المهم اوووف خليني اقوم
اغير هدومي و انزل اشوف إيه الحكاية
بالضبط
تمتمت بانفعال قبل أن تتجه نحو خزانة
ملابسها لتنتقي ملابس بيتية أنيقة
لترتديها و تنزل
بعد نصف ساعة كانت مع بقية
أفراد العائلة الذين تحلقوا على مائدة
الطعام يتحاذبون أطراف الحديث
متحمسين برجوع أيهم
سيف بمزاح بما إنك رجعت فأنا
اعتبر نفسي في إجازة طوييييلة ياه
بقالي ثلاث سنين مستني اليوم داه
ايهم بابتسامة و هو ېختلس النظر
ليليان بين الحين و الاخر وانا مال ما
انا بردو في اجازة
سيف و يمثل الحزن يعني إيه
في اجازة شركتك و إدارة المستشفى
ردت إليكم انا مليش دعوة من بكرة
دوروا على حد غيري انا راجع مكتبي
في شركتنا
ايهم بجدية سيف لو سمحت انت
عارف إن الشركة و المستشفى باسم
ليليان يعني هي صاحبة الشأن و القرار
رفعت رأسها عندما سمعته يتحدث عنها
لتتلاقى أعينهما لتخفض ليليان عينيها
متظاهرة الانشغال بطبقها ليتحدث
سيف بثرثرة ماهي رجعتهم باسمك
من زمان و الأوراق موجودة في مكتب
بابا هي ما قالتلكش و إلا إيه
سعلت ليليان بقوة لتتجه جميع الانظار
نحوها ليرمقها أيهم بقلق قبل أن تسارع
أميرة و تعطيها كأس مياه لتاخذه منها
ليليان و هي تشعر بحرج كبير
تنحنح أيهم عن قصد حتى يجذب الانظار
نحوه قبل أن يتكلم بصوت هادئ طيب
خلينا نأجل الكلام داه لبعدين
إلتفت نحو والدته ليكمل تسلم إيدك
يا ماما الأكل تحفة بقالي كثير مأكلتش
اكل زي داه
كاريمان بابتسامة فرحة بالهناء و الشفاء
يا حبيبي لو عاوز اكلة معينة قلي و انا
ححضرهالك بنفسي
سيف بغيرة يا سلام من شاف احبابه يا ست
ماما
ضحك الجميع و اكملوا تناول العشاء في
جو لا يخلو من المزاح و الضحك
بعد إنتهاء السهرة العائلية المعتادة
دلفت ليليان غرفتها مشتاقة لصغيرها
الذي لم تره كثيرا اليوم توقفت عن السير
بعد أن لمحت أيهم متكئا على ذراعه
بجانب أيسم الذي كان يغط في نوم
عميق
بحرارة بين الحين و الاخر مستنشقا
رائحته الطفولية بعمق
إنتبه أيهم لقدومها ليقف من مكانه
بهدوء و إبتسامة سعيدة تسللت
مازالت كما
هي كما تركها منذ سنوات لم تتغير
سوى انها إزدادت جمالا عن قبل
ركز ببصره على خديها و تحديدا في مكان
غمازتيها قبل أن يتكلم بصوت خاڤت
حتى لا يزعج الصغير النائم وراءهأنا
آسف عشان دخلت اوضتك من غير
إستئذان بس انا كنت عاوز اشوف
أيسم أصله واحشني اوي و ملحقتش
اشبع منه
أومأت له بإيجاب و هي تخفض رأسها
دون أن تنظر نحوه
عقله و قلبه الذين حرما طويلا من
رؤيتها
لاحظ توقف حركتها و سكونها في
مكان واحد ليعلم انها تنتظر خروجه
من الغرفة لكنه عكس ذلك سار بهدوء
نحو كرسي وجده قريبا من السرير
ليجلس عليه قائلا أنا كنت عاوز اتكلم
معاكي في موضوع الشركة و المستشفى
إنت ليه عملتي كده انا مش عاوزهم
و بكره إن شاء الله اول حاجة حعملها
حرجعهم باسمك إنت و أيسم دول من
حقك
اجابته دون تفكير انا مش محتاجة
منك حاجة لا انا و لا إبني انا اصلا
كنت مستنياك عشان ترجع
خفق قلبه بلهفة منتظرا بشوق ما
ستقوله
بعد ذلك لكنها خيبت أمله بعد أن أكملت
عشان نكمل إجراءات الطلاق
هب من مكانه منتفضا و كأنه ڼارا احرقته
و هو يكاد يخترقها بعينيه ليهتف
بصوت مرتعشلا لا لو سمحتي
متكمليش مش وقت الكلام داه عشان خاطر
إبننا يا ليليان
ليليان بجمود رغم أنها لاحظت
إرتعاش صوته و ملامح وجهه التي تجهمت
طيب خذ وقتك زي ما إنت عايز اسبوع
إثنين شهر سنة لو حابب بس الموضوع داه
حيحصل في الاخير يعني ليه التأجيل
في تلك اللحطة شعر بأنه سمع صوت
ټحطم قلبه و تمزق شرايين لآلاف القطع
ساقيه اصبحتا كالهلام
لا تقدران على
حمله ليرتمي من جديد على الكرسي
وراءه و إحساس العجز و قلة الحيلة
يغزوانه تدريجيا لا يستطيع إرغامها
على العودة إليه يعلم انه امر مستحيل
و انه لديها كل الحق مهما قالت او فعلت
فما يحصده الان هي ثمار ما غرسه في الماضي
إبتسم پألم قبل أن يتكلم بصوت يتخلله
بعض الرجاء وكانه آخر حل لديه طيب
خلينا كده إنت كملي عيشي هنا إنت
و أيسم و انا
متابعة القراءة