ترويض ملوك العشق بقلم لادو غنيم
المحتويات
أمامه غافيه فوق سجادة الصلاة.. هيئتها البائسة لم تشفق لها لديةفقط أصدر تنهيدة محيرة.. وأغلق الباب عليها ودلف إلي حجرة الضيوف ليقضي الليلة داخلها
ومر الليل وفي تمام الساعة الثامنة صباحا كانت تجلس رؤية في جامع الأزهرفقد أستيقظت منذ ساعة وقررت القدوم إلي هنا لتستشيار أحد الشيوخ في أمرها
وكانت الأستشارة من نصيب شيخ شائب يبلغ من الدهر السبعون.. كانت تجلس أمامه مثل العصفورة الجريحة تبكي بدون صوتوهي تفصح عما حدث بينها هي وحازم في الشقة..
هو ده اللي حصل بس أقسملك بالله أني مكنتش مخططة لأني أعمل غلطة زي دية.. دأنا مبفوتش فرض إلا لما بصلية وبصوم بأنتظام وبستغفر في اليوم ألف مرة.. وحسة أن ربنا خلني أنا وهو نسيب بعض بسبب المعصية اللي عملناها
أستعفر الله العظيم.. أكيد ده كان عقاپ من ربنا ليكم. الجوازة متمتش لأنها كانت زي المياة الصافية الصالحة للشرب.. وبغلطتك أنتي والولد عكرته المياة وخلتوها مش نافعة للشرب
قولي أعمل ايه أنا عارفه أن عقابنا عند ربنا الجلد أو الرجم بالحجارة.
تنهد من جديد وقال
فعلا ربنا قالالزاني والژانية نجلدهم مائة چلدة.. ولو كانت البنت بئكر ودية أول مره تعمل كده ليها خمسين چلدة.. بس أحنا مش أيام الكفار عشان حد يجلدكأو يرجمك بالحجارة.. ربنا بيغفر جميع الذنوب بيغفر الكبائر اللي معصيتك منهم.. صلي ومتقطعيش الصلاة أبدا وطلعي ذكاه وأستغفر بالألاف علي قد ماتقدر.. وأهم حاجة أنك تتوبي عن اللي عملتية توبة نصوحة
بصي يا بنتيالشاب مينفعش
كان قلبها يعتصر من الحزن وبكائها يتدفق من عيناها البائسة بالحزن
يسامحني أزي دأنا مش طايقة جلد بسبب القرف اللي عملتهأنا الحد دلوقتي مش مصدقة أني أذنبت بذنب زي الژنا
افادها الشيخ قائلا
تنهد من جديد بقول
الحد فإن الله يتوب عليه إذا كانت توبته صادقة لله قال تعالى إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء.
الشيخ بجدية
ربنا كريم ورحمتة وأسعة للمتقين . أبواب رحمتة مفتوحة للمستغفرين التأبين يابنتيربنا يهديكي ويصلح حالك ويحميكي من سوء نفسك
لأن في فرق كبير مابين بنت ماشية في طريق الفاحشة برضاها وهي مستمتعه وبين بنت خانتها ثقتها في شاب اعتبرته جوزها بسبب اقتراب موعد الزواج ربنا عالم بالنية وبالقلوب
أنهي دعائة لها ونهض بتهكم وصار ليذهبأما هي فشهقت بصوت باكي مرتفع جعل الجميع ينظرون لها.. لكنها لم تكترث لأحد وظلت تبكي وهي ساجدة وتدعوا الله أن يقبل توبتها
يتبع
قلبي المسكين وقع سجين ظلم الحب
أين أنت يا قاضي الغرام لتفصح عن عقۏبة
في نهاية المطاف خلف أسوار جبران الغريب عن
نبضي.
بعد ساعة تقريبا عادت رؤية إلي قصر المغازي. بهيئة مرهقة من البكاءوفور أن دلفت من بوابة القصر الحديدية. وجدت جبرانيقف علي مرمي بصرها بوجة شديد الأنفعال.. الذي جعلها تبلع لعابها بقلق.. خصيصا عندما لمحته يلوح لها بأصابعة لتاتي إليه.. أخذت نفسا عميقا فرغته في الهواء.. وبدأت السير إليه.. وبعد دقيقة ونصف تقريبا.. أصبحت أمامه
كنتي فين!
أ_أنا_ك_كنت
أنتي لسه هتأتئيلي أنطقي كنت فين بدل
ماكسرلك دراعك في أيدي
هقولك أنا كنت في الأزهر كنت محتاجة أستشارة الشيوخ في موضوعيكنت عايزه أعرف اعمل إيه عشان اكفر عن غلطتي
ولما أنتي مؤمنه أوي كدهمسمعتيش عن حاجة أسمها أستاذان الزوج قبل أي خروجه.. وإلا أنتي بتحرفيه الدين علي مزاجك يا هانم
مفكرتش أن الموضوع يهمك
من لحظة مابقيتي مراتي و كل حاجة عنك بقيت تهمني كل كبيرة وصغيره عنك لزم أعرفها حتي النفس اللي بتتنفسيه لزم تاخدي أذني عليه.. مش أنا اللي مراتي تمشي علي مزاجها يا رؤية هانم
عاتبته بنظرة أنكسار
حاضر أوعدك أن بعد كده قبل ماخرج هقولك.. بس دلوقتي سيب دراعي عشان أنا تعبانه لوحدي ومش قادره أقف علي رجلية
فبلاش بقي تذودها عليا بالله عليك يا جبران
أذودها هو أنا لسه عملت حاجة..
ياله غوري علي أوضتك وعالله رجلك تخطئ بره بوابة القصر من غير اذني
حذفها بضيق من ذراعها.. وصار إلي
متابعة القراءة