قصه كامله
المحتويات
على عملها وهي حقا تكره عدم الانضباط ولكن ماذا تفعل... يأست من الانتظار
في تلك الأثناء كان هو قد تحضر للذهاب لعمله وأصرت والدته أن يتناول معها الفطور في شرفة منزلهم فكانوا
يتبادلون أطراف الحديث حين لمحها فقد هب من جلسته وتحجج لوالدته
كرملة انا هتأخر لازم امشيسلام
شهقت والدته
وانتبهت لمرمى بصره لتعقب قائلة
تنهد هو مطا وأجابها وهو يلتقط مفاتيحه وباقي متعلقاته
لسه مجاش الأوان يا كرملة
خد بس اول خطوة وها على ربنا وإن شاء الله خير
أومأ لها ولكن بينه وبين ذاته كان مازال مترددا ليسرع في نزول الدرج و أن يخرج من باب البناية تهادت خطواته كي يبدو الأمر غير مفتعل ثم ا منها قائلا ببسمة بشوشة هادئة
ردت هي ببسمة متحفظة
صباح الخير يا دكتور
تسأل بأهتمام
طمنيني قريبكم حالته ايه
اجابته بتلقائية
ماما ثريا وحسن راحوا امبارح البلد ولسة للأسف في العناية
حاول أن يطمئنها
أن شاء الله هيقوم بالسلامه
هزت رأسها بأمتنان ثم زفرت بعمق وهي تنظر لساعة ها من جد ليتسأل هو
مالك يا بشمهندسة شكلك متأخرة
جدا وطالبة أوبر واتأخر
مع حسن
فور نطقها م الأخر تجهمت معالمه وثارت دمائه حين تذكر عجرفته وطته الغير متحضرة وذلك الموقف السخيف خاصة الأمس ولكنه ألتزم ب ثباته الانفعالى واقترح متوجسا من ردة فعلها
لو تي ممكن اوصلك...
زاغت نظراتها بتردد ولم تجب ليكرر هو ببساطة متفهما
ممكن تقعدي ورا وتعتبريني أوبر
تنهدت بعمق وقالت بتردد ظهر جلي على كافة تقاسيمها
مفيش تعب...اركبي لو سمحت يا بشمهندسة وبلاش حساسية
زاة
قالها وهو يضغط على زر التحكم ليفتح سيارته المصفوفة بجانب الرصيف أمامها ثم ت لبابه وقام بفتحه دون أن يفرض عليها مكان جلستها ويفتح لها بابها وتركها هي من تقرر وراهن ذاته أنها ستفعل كي تثبت له انها ملتزمة بمعاهدة السلام التي أبرمها معها...وبالفعل تفكير عضال منها نحت أفكارها وتقدمت من سيارته مضطرة ليبتسم هو بسمة متفائلة اخفاها سريعا حين جلست في المقعد الذي يجاوره...ليباشر قيادته وينطلق بها..في حين هي كانت متوترة بة وتتسائل أين كان عقلها حين وافقت حقا تستغرب حالها فنعم تشعر بلأمتنان له ولكن لم دائما تسعى أن لايتفهم تصرفاتها بشكل خاطئ أهو عرفان له أم ماذا حقا لا تعلم كل ما تعلمه
تعمد هو أن يخفف توترها الذي لاحظه من حركة اناملها التي تفركها ببعضها
شيري احسن دلوقت
هزت رأسها ليستأنف هو يحاول أطراف الحديث معها
في المدرسة مش كده!
هزت رأسها من جد دون حديث مما جعله يغمض ه بقوة ويلقى ذلك السؤال الذي أرق مضجعه وكاد ېموت فضولا ليعرف إجابته
اك حاول يضايقك مش كده
تسائلت مستغربه اهتمامه
وليه تقلق !
تعالى وجيب قلبه عند سؤالها وفرت الډماء من ه محرجا وحاول التبرير بنبرة مبطنة يعلم انها ستفهم المغزى منها
اظن انت عارفة طليقك اكتر مني وعارفة بسأل ليه
تنهدت بتثاقل وتفهمت سبب قلقه فكيف لا يفعل وهو أول من شهد على انكسارها لذلك أجابته ببسمة باهتة
متقلقش محصلش حاجة انا بقيت بعرف اتعامل معاه و اوقفه عند حده ...وعلى فكرة بعتذر عن اللي قاله
تنفس براحة وهدأ وجيب قلبه وهدر بتفهم هشها في كل مرة
متعتذريش انت ذنبك ايه...هو انا كان ممكن اتفهم موقفه واتعاطف كمان معاه بس رد فعله واتهامه صدمني
هزت رأسها ف وقالت ببسمة ممزقة تعتلي ثغرها
حسن طول عمره مندفع تخيل وصل بيه انه فاكر أن في حاجة بينا...لتهز رأسها ساخرة وتضيف
غبي...
جمدت نظراته عليها لثوان يحاول أن يستنبط أي شيء من معالم ه ولكنه لم يجد غير بسمة ساخرة تدل على استبعادها للأمر...ليتنهد مطا فيبدو أن تلك الأمنية البعة سيستحيل تحقيقها...فقد صب كافة تركيزه من جد على الط وظلت العد من الأفكار تعصف به لحين اجفلته هي و شهقت متفاجئة ما لاحظت ذلك الح من السيارات في الجهة الأخرى من الط
يا خبر ده في حاډثة يبقى علشان كده أوبر اتأخر
ابتسم بهدوء رغم ضجيج رأسه
حظك حلو إنك ركبتي معايا كان زمانك واقفة مستنية
هزت رأسها تؤ حديثه ثم قالت بعرفان صدر منها بكل عفوية
انت ابن حلال يا دكتور وديما بتظهر في وقتك
تهللت اساريره من مدحها وتسائل بحاجب مرفوع مترقبا
طب دي حاجة كويسة مش كده!
اجابته دون ذرة تفكير واحدة
اك طبعا بصراحة مواقفك معايا كلها جدعة اوي ولما بفتكر إني كنت قليلة الذوق معاك ببقى مضايقة جدا..
مط فمه عي الأسف دون أن ينظر لها
بصراحة اه انت كنت قليلة الذوق اوي
لمحها من طرف ه ترشقه بنظرة حانقة جعلته ينفجر ضاحكا ويلاحق الأمر تثور وتعود لهجومها
اه بس خلاص انا نسيت علشان قلبي ابيض وسامحتك وكمان ت بمعاهدة السلام
شبح بسمة عابرة نمت على ثغرها من طته التي لم تعد ثير حنقها كالسابق بل بالعكس بدأت ان تعتادها وتجعل
البسمة تتسلل لثغرها... لتتنهد ثم تقترح بعملية كي تغير سير الحديث
طب بمناسبة معاهدة السلام فكرتني ايه رأيك تطلع معايا الشركة علشان تشوف المخطط مرة تانية علشان لو محتاج تعديل ما اشتغل
انكمشت معالمه ف وهو يجيبها
مش هينفع عندي عمليه كمان ساعة ولازم اكون في اتشفى ها...وين ملوش لزوم يا بشمهندسة انا بثق في ذوقك وعارف ومتأكد انك هتبهريني
ثقته بها وبعملها راقتها كثيرا ودفعت بسمة واثقة تتسلل لثغرها وجعلتها تتحفز كي تبذل أفضل ما عندها.
بينما هو فكان يحاول أن يتروى ولا يتسرع كي لا يفسد الأمر و بينه وبين ذاته يقاوم ذلك الشعور القديم الذي طالما راوده نحوها وجاهد كي يتستر عليه للآن.
وقفوا جميعهم أمام الحائل الزجاجي يطالعون الطبيب المنتدب أثناء معاينته له تلك الجراحة الحرجة التي خضع لها.
وها هي ثريا تهرول إليه ما أن خرج من غرفة العناية متلهفة
طمني الله يخليك يا دكتور
تنهد الطبيب قائلا
ابنك حظه حلو يا ست ثريا
الړصاصة كانت قريبة جدا من قلبه بس بفضل ربنا نجا
الحمد والشكر لله
يعني هيفوق وهيبقى كويس
إن شاء الله... هو هيفضل تحت الملاحظة لأن حالته لسه مش مستقرة ادعيله وخلي املك في ربنا كبير
هزت رأسها بحزن العالم أجمع وبقلب منفطر على فلذة قلبها
ثم سارت إلى أ مقعد تبتهل لله راجية
يارب متحرقش قلبي عليه ومتحرمنيش منه يارب ياشافي يامعافي اشفي ابني وارفع عنه اللهم
اني استودعتك عافيته فعافيه واعفو عنه واحرسه بك اللي لا بتغفل ولا بتنام.
بينما هو كان يقف بجوار نادين يرتكز على الحائل الزجاجي بجبهته يطالع حالة ابن خالته بملامح متهدلة من ة حزنه عليه حتى انه لم يستطيع تماسك اعصابه و صړخ بها يسخر من بكائها التي صمت أذنه به منذ لحظة حضوره
ليك ټعيطي وانت السبب... صحيح تقتلي القتيل وتمشي في جنازته
تقلصت معالم ها من
هجومه الضاري عليها وغمغمت بخزي من بين دمعاتها
أنا عمري ما اتمنيت أذيته يا حسن
صدر من فمه ذلك الصوت اتخف الذي يشتهر به وعقب متهكما
ده بأمارة ايه إن شاء الله ده انت عمرك ما ريحتيه وطول عمره غرقان في مصايبك وأدي اخرتها راقد بين الحيا والمۏت بسبب غبائك
تعالت وتيرة
بكائها وتوسلته وهي تخفي ها بكفوف ها وتواليه ظهرها
كفاية حرام عليك...كفاية وبلاش تزود عڈاب ضميري
وهنا هرولت ثريا مدافعة ما وصلها صوت صراخه
ملكش دعوة بيها يا حسن وانت اخر واحد تتكلم عن الغباء
وإياك ت ليها إتهام اللي بتتكلم عنها دي مراته ومستحيل هت تضره هو خالها اللي الطمع عمى بصيرته
لسة بتدافعي عنها وهو ايه اللي جابه هنا لقضاه غيرها
ده قضاء ربنا وهي ملهاش دخل فيه...وإياك تفتح بؤك يا حسن بكلمة وإلا قسم بالله لتكون ابن اختي ولا عايزة اعرفك
لوح به متأفف من دفاعها ثم سار لخارج المشفى لكي لتنظر ثريا لأثاره وهي على يقين أن اندفاعه وما صدر منه نابع من حزنه على ولدها ولكن رغم قهرها إلا أنها لن تدعه يتحامل على تلك الباكية التي ات منها
وحينها غمغمت نادين بخزي من ذاتها
أنا السبب ياماما ثريا هو عنده حق... يارتني انا كنت مكانه
ربتت ثرياعلى ظهرها واخبرتها بإيمان قوي ورضا تام بمشيئته واها تفيض بعبراتها
متأنبيش نفسك يا بنتي ده قدر وبتاع ربنا
لتغمغم نادين بړعب من بين نحيبها
بس أنا خاېفة اوي
تنهدت ثريا وهي تجفف دمعها ثم حاولت طمئنتها رغم ة ذعرها على فلذة قلبها
إن شاء الله هيقوم منها بالسلامة وهيرجع لينا وهيفرح بأبنه او بنته... مټخافيش ربنا كريم
يارب ياماما...يارب
أمنت بحړقة على دعائها واها تد على بطنها وكأنها تود أن تطمئن ساكنها عوضا عن نفسها.
حاولت اكلمها كتير يا نغم ومعرفتش اوصلها وحتى تليفون يامن مقفول... هو انت معاك رقم ماما ثريا
قالتها ميرال ل نغم عبر الهاتف ما يأست أن تتوصل ل نادين وقد قصت عليها كل ما فاتهالترد نغم من الطرف الأخر بقلق
هو انا اغيب يومين عنكم يحصل كل ده... على العموم مبروك يا ميرال ربنا يتمملك بخير
كان نفسي تبقوا معايا وتشاركوني فرحتي
معلش تتعوض وبإذن الله هرجع الفرح علشان نحضرله سوا بس يارب نطمن على نادين وتبقى معانا
إن شاء الله... ويارب تكون بخير
انا هكلم طنط ثريا معايا رقمها ولو في جد هقولك
ابقي طمنيني...
تمام
اغلقت ميرال معها وشردت تفكر في صديقتها وقد قررت أنها لن تتمم شيء من دونها.
جلست على المقعد بجواره تسند جانب ها بتها ما غلبها النوم من ة تعبها فمنذ ما حدث له وهي لم تذق طعم للراحة أما عنه فقد استعاد وعيه وأول شيء سقطت ه عليه كان هي بها الصبوح الذي يتلخص في طلته أعظم امنياته
واه هو أني موتت و في الچنة ولا إيه
بع الشړ عن جلبك يا حامد
ايه اللي حوصل يا جمر
تسأل وهو يتحامل على ذاته ويستسلم لرقدته
ربنا ستر والحمد لله ربنا نچاك يا حامد
ابتسم بسمة رغم وهنها إلا
أنها كانت تحمل الكثير من فيض قلبه
ة جلب حامد جربي اتوحشتك خليني اطل في ك
قالها وهو يؤشر به لها كي ت اكثر وبالفعل انصاعت له ليستأنف وهو يتمعن بها الصبوح بنظرات والهة
خابرة يا جمر مكنتش هايب المۏت غير علشان هيحرمني منيك
واني كنت ھموت من جهرتي عليك ودعيت ربنا ليل نهار ينچيك
طب تعالي جاري عاوز اشبع من الدنيا ونعيمها بجربك
اكتسى ها بالحمرة تحت نظراته المتيمة بها ثم تت أكثر من رقدته ومالت برأسها عليه هامسة بسعادة طفرت على كافة حواسها
جربت منيك بس يكون في معلومك اني مبجتش لحالي
كيف يعني يا جمري!
قطمت شفاهها
متابعة القراءة