المطارد بقلم أمل نصر
المحتويات
الذنب زيه
اغمضت ثريا عيناها پألم وكلمات الرجل مازالت تعود لأسمعاها من جديد وكأن ماحدث كان بالأمس
ايه اللي انت بتقوله دا ياصالح عاوز تودي نفسك في داهية
هتف بها فضل ردا على كلمات صالح الذي تابع قائلا
عايز اشوف اختي ياعم فضل قلبي مش هايطمن غير لما اشوفها دي الوحيدة اللي فاضلالي في الدنيا
عندك حق بصراحة انا لو مكانك مقدرش اتحمل
عندوا حق بس العمر مش بعزقة يا سيدي واحنا مش عايزينه يضيع كمان الباقي من عمره لو اتكشف ولا حد شافه
قال فضل مخاطبا سالم الذي اومأ موافقا على رأيه اما صالح فهتف بحړقة
طب واختي اطمن عليها واشوفها
ازاي بس وهي محپوسة بين اربع حيطان هناك انام ازاي وانا مش عارفها زينة ولا تعبانة احط راسي ازاي وانا الشوق هايموتني عشان اشوفها نفسي واعوضها عن كل اللي فات اختي طول عمرها ضعيفة اقل نسمة هوا پتجرحها اختي لو طلت في عيني وشافتني انا متأكد انها هاتفوق من اللي هي فيه انا قلبي حاسسس بكدة والله ياجماعة
سيب حمولك على الله وان شاء الله تتدبر واللي فرقكم قادر انه يردكم لبعض
ردد فضل هو الاخر
فعلا سيب حمولك على الله واصبر ياصالح انا هحاول اشوفلك طريقة تشوف بيها اختك
مساء الخير عليكم ياجماعة
انتبه ثلاثتهم على صاحب الصوت الذي كان ينظر بدهشة نحو صالح والعم فضل تكلم سالم
وبداخل غرفة الفتيات كانت سمر تتذكر على مكتبها حينما دلفت شقيقتها يمنى وخلفها ندى التي كانت تتتأوه بمزاح
ااه ياسمر امك طلعت عيني
قالت وارتمت على التخت مستلقية جلست خلفها يمنى تضحك عليها قائلة
عشان مش متعودة لو متعودة مش هاتشتكي
قالت سمر هي الأخرى
قالت ندى
مش هارد عليكي ياسمر عشان انا واحدة مؤدبة
ردت يمنى ضاحكة
كمااان لا دا انت تتحسدي بقى دي اول مرة تحصل في التاريخ
سمر هي الأخرى
اه والنبي انا هاقول لامي تبخرك ياندى
استجابت ندى لمزاح شقيقاتها وشاركتهم بالرد حتى دوى صوت هاتفها يصدح بورود مكالمة هاتفية اعتدلت ندى تتناوله من فوق الكمود لترى الاسم فقالت سمر من الناحية الأخرى
ابتلعت ندى ريقها بتوتر فهذا الرقم الذي سجلته باسم فتاة يخص الشاب الذي لم تحدد بعد ماذا تفعل معه تدخلت يمنى تجفلها
يابنتي ماتردي على البنت هاتسيبيها كدة معلقة
رددت سمر
ماتروديش يا ندى وكنسلي عليها دي بت غتيتة صدعتني برناتها الغلسة
لا انا هاشوفها عايزة ايه عشان اخلص من زنها واقوم
من جمبكم خالص كمان عشان تذاكري براحتك ياسمر
نهضت من تختها وخرجت ذاهبة للحديقة في الخلف ثم فتحت على خوف
الوو
وصلها الصوت المتلهف برجاء
اخيرا رديتي ياندى لدرجادي انا خوفتك مني
ردت بحرج
لا يعني هو مش موضوع خۏفت منك بس انا اساسا مكنتش فاضية عشان ارد عليك
ليه يا ندى كان ايه اللي شاغلك
رغم تململها من سؤاله ولكنها اضطرت تجاوبه على مضض
يعني كان عندينا ضيوف وابويا اصر اننا نحضرلهم عشا كويس كدة وطبعا انا اضطريت اساعد امي
انت بتعرفي تطبخي ياندى
قطبت مندهشة فجاوبت رغم غرابة اسئلته
لا مابعرفش اطبخ انا بس بساعد امي عادي يعني
وصلها صوته
عارفة ياندى انا مايهمنيش تعرفي تطبخي ولا عشان بعد جوزانا انا مش هاخليكي تحتاجي لحاجة كل اللي تؤمري بيه هايجيلك ولو عايزاني انا اللي اطبخلك كمان هاطبخلك ومش هايهمني كلام حد ان عايزك بس تبقي زي الأميرة لان انت اميرة ياندى
صمتت تستمع لكلماته وكأنه لا تجد من الكلمات كي ترد عليه تابع هو
على فكرة ياندى انا بعتلك صورة على الوتس ونفسي اخد رأيك فيها شوفتيها ولا لسة
نفت قائلة
لا مافتحتش لسة
رد من الناخية الأخرى
طب انا هاقفل دقيقة عشان تشوفي الصورة وبعادها هارن اسمع رأيك اوعي ماترديش
بعد غلق المكالمة فتحت ندى على رسائل الوتس لتجد صورتها بالرسم شهقت من روعتها وحينما فتحت على مكالمته قالت بفرح
الله ياكرم الصورة حلوة قوي عرفت ازاي ترسمني
رد من مكانه بغبطة
انا مبسوط قوي انها عجبتك ياندى مبسوط ان عجبك حاجة رسمها بإيدي
سألته بلهفة
معقولة ياكرم انت اللي راسمها بنفسك دي حلوة خالص
ايوة ياندي رسمتها من مخي كمان عشان تعرفي ان صورتك دايما في خيالي مابتروحش عارفة انا نفسي في ايه كمان
نفسك في ايه
نفسي ارسم صورتك وانت بشعرك
يتبع
الفصل السابع عشرا
بشعري كيف يعني هو انت عايز مني ايه بالظبط
سألته ندى بتوجس وقد انتابها الشك منه ومن مطلبه رد هو على تخوفها بتبرير
ماتفهمنيش غلط ياندى انا بس بقولك على اللي نفسي فيه فيها حاجة يعني لما اتخيل اني برسم وشك وشعرك الحرير نازل على جنابه فيها حاجة يعني لما احلم اني شعرك اللي انا متأكد انه هايكون جميل زي وشك القمر وطويل كمان مش هو شعرك يبقى طويل برضوا ياندى
ايوة طويل
اجابت ببلاهة ودون تفكير اكمل هو
لونه في سواد الليل ولا هو في لمعة سلاسل الدهب
لا انا شعري مش اصفر انا شعري لونه اسود
تبسم من مكانه مردفا له
انا برضوا اتخيلت كدة بيبقى شلال اسود بيتفرد على ظهرك وقت مابتسرحيه مش بقولك انك اميرة ياندى امتى بقى قلبك يحن وتخليني اشوفك بيه
استفاقت لنفسها قائلة بلهجة جعلتها حازمة
لو سمحت ياكرم ماتجيش السيرة دي تاني لاحسن ازعل منك
وصلها صوته سريعا
لا ياندى بلاش تزعلي مني وترجعيني لعذابي في بعدك وجفاكي من تاني دا انا مصدقت انك حنيتي ترودي عليا وسمعت اخيرا صوتك صوتك اللي نبرته احلى من كل الاغاني
صمتت وقد اعجبها الغزل فشعر هو بذلك فااكمل
ووشك اللي زي البدر في جماله بيغريني ارسم صورتك تاني وتالت ورابع واڠرق بيها حيطان البيت وحتى سقف الاوضة بتاعتي
ردت بخجل وانتشاء من غزله لها
طب خلاص طيب كل دا فيا انا هو انا حلوة قوي لدرجادي يعني
حلوة قوي قوي ياندى ياما نفسي تحسي بالحب اللي انا شايلهولك في قلبي ياما نفسي اسمعها منك الكلمة اللي هاتحييني وتحسسني اني عايش بحق
سألته بعدم فهم
كلمة ايه اللي انت عايز تسمعها مني
كلمة بحبك قولي بحبك ياندى خليني اعرف انام النهاردة وارتاح
صمتت بعدم معرفة لا تعلم كيف تنطقها فتابع هو بإصرار
قولي ياندى ريحي قلبي قولي
ردت بتوتر وارتباك
اقول ازاي يعني ممعرفش انا وبصراحة اتكسف اقول حاجة زي دي
زاد بإلحاحه الغريب
لا يا ندى ماتقوليش كدة انا وانت مافيش مابينا كسوف رددي ورايا وانت تعرفي تقوليها بحبك ياكرم
صمتت مرة ثانية والح اكثر
حرام عليكي ياندى قولي بقى وريحيني بحبك ياكرم
اذعنت تحت الحاحه اخيرا فقالت دون ان تشعر بمعناها
بحبك ياكرم
انطلق تهليله عبر الاثير بغير تصديق وكأنه ربح الجائزة الكبرى
الله عليك الله عليك ياحبيبتي انت ايوة كدة انعشي قلبي واحييه بعد ما كان بېموت مني الايام اللي فاتت
عارفة ياندى انا عشان المناسبة الحلوة دي مجهزلك هدية
التمعت عيناها ببريق الفرح ولكنها حاولت الا تظهر ذلك في صوتها وهي تسأله بجدية
هدية ايه انا ماينفعش اخد منك هدايا
دي هدية بسيطة يا ندى مش مستاهلة يعني
ايوة بس انت مش خطيبي عشان اقبل منك
قالت بدلال استغله هو
قريب قوي هاتبقي مراتي ياندى بس انت اقنعي ابوكي وامك وانا مستعد اخليكي تكملي سنتك في بيتي هنا واساعدك كمان في الدراسة بس انت ساعديني الاول عشان يقبلوا
تبسمت بانتشاء على تعلقه بها فقالت بلطف
حاضر ححاول اقنع امي
وهي تقنع ابويا
انهى العم فضل سهرته واصر على العودة الى بلدته رغم الحاح سالم عليه بالمبيت ولكن قبل ذهابه طلب من سالم رؤية ابنته التي قامت بمساعدة ابيها في رعاية صالح ووالدتها التي اصرت بحنان الأم على علاجه تقدمت نجية نحوه مرحبة
يامرحب يامرحب نورت بلدنا ياحج
صافحها الرجل قائلا بسرور
يامرحب بيك ياشيخة العرب والله الواحد معارف هايودي جميلك دا فين يابنت الأصول
جميل ايه بس ياحج احنا مجرد اسباب وربنا هو الشافي المعافي
ونعم بالله بس برضك ! انا راجل اقول الحق ولو على رقبتي ناس غيركم مكانوش هايرضوا ابدا انهم يعالجوا صالح وانتم ظانين انه مچرم وماتعرفوش اصله الكريم لكن ارجع واقول ايه هو راجل طيب عشان كدة وقفلوا ناس زيكم ولاد حلال
مساء الخير
دوت من قريب بصوتها الرقيق جعلته يعتدل في وقفته وهو ينظر لها بهيام اثارت انتباه الرجل العجوز الذي رحب بها بأبوية قائلا
يااهلا يااهلا ياست ابوكي انت بقى يمنى
اومأت برأسها اليه وهي لتصافحه بخجل وابتسامة جميلة
ايوة انا يمنى ااهلا بيك ياعمي
رحب فضل معجبا بها وعيناه تتنقل نحو صالح كل ثانية
دا انت صغيرة قوي يابت دا انا افتكرتك كبيرة عن كدة
اومأت مبتسمة بصمت فتابع هو مخاطبا اباها
ملكش حق ياسالم ياراجل لما حكتيلي عنيها مقولتش ليه انها زي البسكويتة الحلوة كدة صغيرة ومنمنمة
اعتدل يونس في جلسته يتحمم پغضب قائلا
بسكويت ايه والكلام الفاضي دا ياعم الحج ماتخلي بالك من كلامك
ضحك فضل بصوت مجلل يردف ليونس
وماقول بسكويتة ولا عصفورة حتى هو انا شباب عشان تخاف مني دا انا في عمر جدها ياراجل
اخفض يونس عيناه وقد اسكتته الحجة ولكنها ارتفعت مرة ثانية على قول فضل المشاكس
بس اقولك انا لما شوفتها برضوا اتفتحت نفسي
احتدت معه نظرات صالح وسالم ايضا فتابع فضل بمكر
ياخوانا مش ليا دا انا بقولكم اتي قد جدها انا قصدي على واحد في معزة عيالي
اردف بها وعيناه نحو صالح الذي تمتم حانقا بداخله من الاعيب الرجل العجوز رد سالم من الناحية الأخرى
دا انت بحورك غريقة قوي ياعم فضل
ضحك جميعهم على قول سالم واستمرت الجلسة الودية الجميلة مع العم فضل لنصف الساعة تقريبا قبل ان يتركهم الرجل ويغادر عائدا الى بلدته عاد ايضا صالح الى غرفته وقد انتابه بعض الراحة من رؤية الرجل الطيب والمعاملة الكريمة من اهل المنزل ولكن كالعادة لا تكتمل معه الراحة والقلق عاد ينهش بقلبه خوفا على شقيقته التي عادت للقصر الملعۏن مرة أخرى وهو لا يعلم ماحالها الان ان كانت تتلقى معاملة جيدة ام سيئة في هذا البيت هل رحموا ضعفها ام ينتقموا منه فيها فرك بكفه على صفحة وجهه يتمنى ان يطمئن قلبه عليها في خضم ذلك القلق والحيرة الشديدة تذكر ابتسامتها الجميلة ورقتها في
متابعة القراءة