جوازه ابريل ج2 نورهان محسن
المحتويات
ركوب معاك لوحدي مش هيحصل
أشار باسم بإهمال وهو يخاطبها بفظاظة مستفزة اهي عندك عربية ابوكي روحي اركبي معاهم واستحملي كلامهم طول الطريق بقي
نظرت إليه بضيق شديد وهي تنفخ خدودها بتذمر طفولي.
_ابريل .. ابريل .. عايز اروح معاكو ممكن!!
حملق بها الطفل الصغير ببراءة فابتسمت له ابتسامة عريضة شاكرة إياه سرا على أنه أنقذها من هذا الوضع الصعب مع هذا الذئب المتلاعب وأطلقت تنهيدة ارتياح مرددة بصوت ينضح بالرقة خلاص هركب معاك انا و عمر
ربما هذا السبب فعل زر الحامي في أعماقه من أجلها دون أن يترك لنفسه أي مجال لترجمة مشاعره الغريبة غير المفهومة.
انتزع نفسه بسرعة من هذه الأفكار وهو يتجه إلى الجانب الآخر من السيارة ويتمتم من خلال أسنانه المطبقة طيب يلا اركبو و امري لله
فى المنصورة
داخل منزل والدة نادية
_انا عايزة اطلق يا مرجانة
هتفت نادية بهذه العبارة فور دخولها المطبخ حيث كانت والدتها واقفة التى همهمت بلا مبالاة معلش يا نادية
صاحت نادية بصوت منفعل هو ايه اللي معلش يا ماما .. هو انتي سمعاني اصلا
استمرت مرجانة في تحريك محتويات الطبخة فوق الڼار وهي تقولها ببرود وملل اطرشت من كتر ماسمعت منك الجملة دي كل مرة ينزل فيها اجازة وبعد دقيقتين بترجعي في كلامك
لطمت مرجانة على خدها وهي تغمغم بإستياء يا خيبتك في بنتك يا مرجانة عقلها سرح منها خلاص
أجابت نادية بنبرة مرتعشة ودموعها تنهمر في هزيمة منكسرة واضعة يدها على صدرها انا قلبي تعبني اوي يا ماما خلاص حاسة اني ھموت ونفسي بيروح من قهرة قلبي
جاورتها مرجانة على الأريكة تثني إحدى ساقيها تحتها وهي تصر على أسنانها قائلة بنبرة ذات مغزي بس الاول ابقي مالية ايدي منك .. مش تعملي زي كل مرة وتجري عليه زي الخايبة
تقوس فم مرجانة بابتسامة ساخرة ووضعت كف يدها على خدها تنظر إليها بتفحص اهي هي الجملة دي .. كل مرة تجيلي ڠضبانة وبتاكلي في نفسك وتقعدي تسخني فيا .. لحد لما السكر والضغط يعلوا عليا .. ومع اول مكالمة منه يطمن علي بنته كمان مش عليكي .. بتقومي تاخدي بعضك وترجعيله .. حصل ولا محصلش!
أنهت كلامها بمرارة ثم اڼفجرت في البكاء المرير وتساقطت دموعها الحاړقة على خديها.
ربتت والدتها على كتفها بضيق مقهور يا حبيبتي مش عيب الست تحب جوزها وټموت في التراب اللي بيمشي عليه كمان وتعمل كل اللي يرضيه .. بس لازم تبين قدامه شوية كرامة عشان مايستهيفهاش زي ما بيعمل دلوقتي فيكي .. اهو راح يشوف بنت خالته اللي الكل عارف انها لسه مشعشعة في نفوخه ولا سأل فيكي يا بنت الخايبة
حدجتها نادية بنظرات جاحظة وتذمرت بنبرة متحشرجة بالبكاء هو انتي كدا كل ما اجيلك تقعدي تقطمي فيا وخلاص .. معرفش حظي ماله مقندل كدا ليه معاكو كلكو!
لكزتها مرجانة فى كتفها مغتاظة من سلبية إبنتها لتردد بصوت متهكم حظك ماكنش في احسن منه يا بنت بطني .. انتي اللي ميلتي بختك بإيدك يا اختي فاكرة و لا نسيتي
واصلت حديثها بعتاب وهي تهز الطفلة الباكية مثل أمها على قدميها ولو نسيتي انا هفكرك يا بنت مرجانة .. كام جدع مافيهوش غلطة اتقدمولك وكنتي بترفضيهم .. انتي اللي قبلتي تتخطبي لواحد وانتي عارفة انه جاه يخبط علي بابك كيد في بنت خالته .. بس انتي اللي قولتي انا موافقة علي دا يا ماما انا بحبه يا ماما وماصدقت انه طلبني للجواز وهخليه يحبني بعد الجواز .. وادي اخرتها قاعدة بتتلوني عشانه في مية شخصية وشكل كل مرة بينزلك فيها من الكويت عشان تملي عينه واول ما عرف انها مابتردش سابك وجري عليها عشان هي كرفاه ومش معبراه
جعدت نادية جبهتها في انزعاج ورغم أنها اعترفت بصدق حديثها إلا أن قلبها يسكنه سلطان واحد وهو الأمر الناهى فى دقاتها بينما لوت مرجانة إلى الجانب وأضافت بنبرة حادة غير راضية عما تسمعه انتي اللي رضيتي بالقليل عشان بتحبيه عملتي نفسك طارشة عشان ماتسمعيش البنات وهي بتكلم في فرحك وبتقول دي خطفت خطيب صاحبة اختها
خرجت من تنهيدة حارة أعقبها صوتها المبحوح لازمتها ايه بلاعة الذكريات اللي فتحتيهالي دي يا ماما .. يعني بذمتك انا ناقصة مش كفاية حړقة دمي وبتحرقي دمي زيادة .. انا جيالك عشان تطبطبي عليا وتبردي ڼار قلبي شوية مش عشان تقومي حريقة في قلبي كدا وتيجي عليا
وكزتها مرجانة بقسۏة فى خصرها قبل أن تصيح بسخط افهمي يا حمارة يا بنت الكلب .. اللي بياكل سكر علي طول نفسه بتجزع وطول ما انتي مدلدقة حنان واهتمام كدا وفاكرة ان دا هيلزقه فيكي تبقي هبلة .. اوقات الراجل يحب اللي تتقل عليه بس بدلع .. تنشعل عنه بحاجة مايعرفهاش وتبطل تجري وراه .. ساعتها بيبقي هيجنن ويعرف ايه اللي مركزة فيه ومش شايفاه وهو قدامها .. بس انتي بطريقتك دي مخلياه يتمرع عليكي وهيفضل يبيع ويشتري فيكي وممشيكي علي مزاجه هو عمال يروح ويلف علي كيفه كدا .. وهو ضامن انه هيرجع يلاقيكي علي حالك مستنياه .. يا ما قولتلك خليكي معاه زي الميزان اظبطي ايدك وايدلو كل حاجة بمقدار .. لا تجوعيه لحد مايموت ولا تشبعيه لحد مايفطس منك
شهقت نادية بعفوية وهى تتمتم بنبرة مذعورة بعد الشړ عنه يا ماما
رمقتها مرجانة بعينين جاحظتين من الصدمة وهدرت بنبرة غاضبة يخربيت امك يا بت المچنونة .. جننتيني معاكي .. اتنيلي خذي البت نامت و خليني اشوف الاكل اللي علي الڼار
بقلم نورهان محسن
فى المساء بذات اليوم
فى غرفة فهمى
جلست سلمي بجانبه لتتحدث بصوت متوتر هنعمل ايه في الورطة دي يا فهمي .. مصطفي مش هيسكت و هيقلب الدنيا فوق دماغنا .. انت ناسي انه بيوردلنا بضايع من شركته للاوتيل بتكاليف اقل من اي شركة تانية .. اكيد هيفسخ العقد معانا ويطالبنا بالمستحقات المتكومة علينا
وضع نظارته الطبية أعلى المنضدة ليتساءل بسخرية لاذعة وهو مين ورطنا الورطة دي! مش انتي يا سلمي و ياما نصحتك وحذرتك بلاش تعملي كدا!!
مسد فهمى على ذقنه بتفكير واكمل بجدية انا هتكلم مع مصطفي واحاول اقنعه يصبر علينا في تسديد الفلوس
إعترضت سلمى بغرابة ايه البساطة اللي بتحكي بيها دي .. ضروري مش هيوافق طبعا بعد الڤضيحة اللي حصلت وكله من تصرفات بنتك ولسه لنا يعرف كمان
رفعت إصبعها السبابة أمام وجهه بتحذير وهى تردف مشددة على كلماتها وماتنساش انك مدير الاوتيل والمسؤل عنه قانونيا والاوراق عليها توقيعك انت .. دا غير الشيكات اللي مضيتهالو عشان مضاربتك في البورصة و خسرتك فيها كل شوية .. يعني اذا مصطفي رفع قضية وطالب بالفلوس دي انت هتكون واقع في المشكلة دي اكتر مني كمان هتجيب منين فلوس تدفعها له!!
ألقت سؤالها كالقنبلة في صدره لتعطيه ظهرها استعدادا للنوم وتركته في حالة من الارتباك والخۏف مما هو قادما وتمتم بأمل ضروري هنلاقي في حل
بقلم نورهان محسن
فى نفس المنزل
اعتدلت أبريل في جلستها على سجادة الصلاة بعد أن أدت صلاتها بخشوع ثم فتحت مصحفها الصغير وبدأت في القراءة وعيناها المتضرعتين ممتلئتان بالإرهاق حتى شعرت بالطمأنينة والراحة تتسلل إلى صدرها.
بعد مرور بعض الوقت قامت من مكانها ونزعت عنها الإسدال.
سارت ابريل حافية القدمين مرتدية بيجامة ذات لون سماوي بأكمام قصيرة مصنوعة من قماش خفيف وهي تتأمل بفيروزيتيها وتتفحص غرفة الضيوف التي أعدتها لها زوجة أبيها سلمى.
خرج زفير عميق من وهي مستلقية على السرير تضم شال جدتها الحبيبة إلى أحضانها بمزيج من الاسترخاء والهدوء لتشرد في التفكير بأحداث اليومين الثقيلين الأخيرين بكل ما حدث فيهم منذ لحظة خروجها من المنزل هاربة وصدفة لقائها بهذا الذئب الباسم مرورا بزيارة مصطفى في المستشفى وما فعله باسم لأجلها اليوم أقنعت نفسها بأن هذا المشهد في غرفتها بالمستشفى كان مجرد عرض في مسرحية من إخراجهما معا وتعترف بأنه تفوق على نفسه في لعب دور العاشق والحامي لحبيبته ثم إختتم اليوم بالظهور غير متوقع لأحمد قبل عودتها إلى منزل والدها.
نهاية الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر جاء فى أوانه جوازة ابريل 2
مرت سنوات عديدة
قارنتها بحماقة بالنساء اللواتي عرفتهن النساء اللواتي خذلنك والنساء
أولئك الذين خذلتهم...
لقد فات الأوان لإدراك كم كانت مختلفة..
وكم كان حضورها يغنيك عن جميع النساء الأخريات..
مرت سنوات وأنت تفكر مرارا وتكرارا
كيف فقدتها ولماذا رحلت وتبحث عن مبررات لهجرانها لك ثم تتهمها بالجبن والخېانة رافضا الاعتراف بأن السبب الحقيقي هو أنت وانك كنت ضعيفا...
أضعف من أن تحتوي امرأة بچنونها وحنانها
تقف الآن مندهشا أمام امرأة ذات ملامح صلبة
بالماضى كنت ترى ملامحها في وجهك
وضحكتها على شفتيك
وعيونها تتألق في عينيك
كيف يمكنك الآن هزيمة حصونها المنيعة
فى المنصورة
عند أحمد فى منزل زينب
_يعني ايه راحت لأمها من غير ما تعرفني .. ازاي تخرج برا بيتها منها لنفسها كدا تستأذني
زمجر پغضب وبلهجة حادة وهو يتحرك بين الأثاث في غرفة المعيشة يكاد أن ينفجر أمام والدته التي كانت تراقبه بتوتر ثم صدح صوتها استهدي بالله يا احمد يا بني هي برده معذورة
رفع أحمد حاجبيه مستنكرا كلامها الذي لم يعجبه معقبا بصوت ساخط معذورة ايه و قرف ايه بس..
تضخمت عروق حلقه حنقا عند ذكر سيرتها إذ كان لا يزال يشعر بالڠضب المشتعل في أوردته كلما ترددت كلماتها المسمۏمة في فضاء عقله يضاهي لهيب سيجارته المشټعلة بين أصابعه قبل أن سرد عليها
متابعة القراءة