روايه بقلم هاجر علي
المحتويات
ثابتة لا تستطيع أن تستشف منها ما يدور فى تفكيرها ..
إقترب منها بابتسامة سعيدة وهو يقول انا مبسوط جدا النهاردة عشان خلاص هعوضك عن اى حاجة حصلت وحشة فى الماضى وهخليكى تنسيه واثبتلك إن بحبك
لم تجيبه وإبتعدت عنه مقتربة نحو درج الكومود وهو يتبعها بنظرته المتعجبة ولكن ما لبثت ان تحولت للصدمة وهو يراها تلتف له بيدها وتصوبها نحوه وهى تقول بدموع تترقق فى عينيها قائلة مبسوط !! والله كويس انك عرفت ترتاح وتنسى اللى عملتوا فيا .. تحدث محاولا الدفاع عن نفسه انا مكنش قصدى يا سما ارجوكى سيبى دة دلوقتى وخالينا نتفاهم
تحدث بنبرة نادمة يا سما انا معرفش عملت كدة ازاى انا دلوقتى أقسملك إن حبيتك بجد وعرفت قيمتك وعشان كدة اتجوزتك عشان احاول أصلح اللى اتكسر واعوضك
أغمضت عينيها وأبتسمت ومازلت دموعها تسيل على وجهها انت اعترفت انك بتحبنى بعد ما خلاص مبقتش عايزة اسمعها .. بعد ما فقدت شغفى ناحية الحياة .. بعد ما بقا حبى ليك مصدر ۏجع قلبى .. انت فاكر ان حبك ليا هيخلينى اعيش .. بس انا قلبى لسة واجعنى .. انا هضرب نفسى بس عشان الۏجع يسكت انا كل الفترة اللى فاتت كنت تعبانة وملقتش الراحة فى الحياة دى .. خلاص مبقاش ليا مكان فى الدنيا .. انا عايزة ارتاح ودة اللى هيحصل دلوقتى وكل أملى فى الدنيا ان ابويا وامى يسامحونى على اللى عملتوا
تااانى خلاص .. انا هريحكوا كلكوا منى مكنش فيه حد بيحبنى وانا هروح عند اللى خلقنى يمكن يكون سامحنى هو على اللى عملته .. انا جاية يارب .. انا جاية يا حبيبى كانت تلك كلماتها الأخيرة قبل ان تطلق على قلبها ..
بينما بالأسفل إستمعوا جميعا للصوت وحملقوا ببعضهم فى صدمة ثم صعدوا جميعا للاعلى ودلفوا للداخل ليجدوا المشهد امامهم هكذا ..
الفصل الخامس والعشرون والأخير
مر العديد من الشهور علي ذلك الحاډث الأليم .. وقد حاول الجميع تخطي الأمر والمضي في الحياة ولكن لن ننكر أن فقدان سما قد ترك أثر في نفوس الجميع .. وكلا يتعايش مع الأمر بطريقته ..
فنهي قد أنجبت ساجد وسميته هكذا كما قالت لها سما وفرح مازن بشدة .. بينما نادر كان موتأثرا علي رحيل سما ولكن يتعايش مع الأمر .. ومصطفي الذي لم يتحمل ذلك الخبر وتأثرت حالته النفسية بشدة وها هو الأن يتعالج من هذه الحالة .. وكذلك صلاح الذي حزن كثيراااا علي فقدان إبنته فهي مهما فعلت تظل إبنته وماجدة الذي تأثرت بشدة ولم تتحمل ذاك الخبر لتفقد النطق تصبح خرساء ..
أما بالنسبة لسهر وهيثم فهم حزينون بشده وبعد مۏتها بفترة كبيرة ذهبوا ليقضون شهر عسلهم ..
وفي يوم من الأيام ..
وصلوا لتلك المشفى ودلفوا متجهين نحو مكتب الطبيب النفسى .. بعد برهة من الوقت وقد شرح الطبيب الحالة الذى يمر بها مصطفى ..
الطبيب .... للاسف هو فى حالة اكتئاب شديدة نتيجة اللى حصل ومش قادر يستوعب ان اللى حصل دة بجد
هيثم بتسأل .... نقدر نشوفه يا دكتور
الطبيب .... ممكن اتفضلوا معايا
توجهوا نحو الغرفة التى يقبع بها مصطفى .. دلفوا واقتربوا منه وقد اخبرهم الطبيب بتركهم بعض الوقت مع المړيض جلس كلا من هيثم ونادر بالقرب منه وقد تسأل هيثم محولا فتح حديث
هيثم .... ازيك يا مصطفى دلوقتى
نظر له مصطفى بملامح خالية من التعبير والصمت هو سيد الموقف .. اكمل هيثم .... مصطفى احنا عارفين ان اللى حصل صعب بس كل واحد فينا بيحاول يتخطى الموضوع انت كمان لازم تحاول تعمل كدة
بنفس الملامح الخالية نظر له ولكن خرج من صمته بصوت خفيض ..... محدش فيكوا هيحس باللى انا فيه قبل ما ټموت قالتلى هسيبك تعيش بعذاب الضمير .. ودة اللى انا عايش بيه دلوقتى .. انا السبب فى مۏتها .. انا اللى عملت فيها كدة .. كلكوا تخطيتوا الموضوع بس انا مش هعرف
شعر نادر بالڠضب .... يعنى انت راضى انك تفضل قاعد بذنبك دة .. مش عايز تتخطى الموضوع ولكن حتى مش هتحاول تكفر عنه
نظر له كلا من هيثم ومصطفى بانتباه فأكمل .... اه الموضوع صعب بس تقدر تقولى هتستفيد اية والعالم كله مش مهتم لحزنك وبيمشى عادى وانت واقف مكانك وفى الوضع اللى انت فيه دة عايش مستنى اليوم اللى يجيلك فيه الجرأة ټنتحر وټموت كافر ..
حاول هيثم الحديث لكن قطعها نادر مقتربا من مصطفى .... سما ماټت والكل عايش حياته انت اللى عامل لنفسك المستنقع دة ومش بتحاول تخرج منه
ڠضب مصطفى .... عايزنى اعمل اية ياعنى بعد اللى حصل .. انتوا فاكرين الموضوع سهل ان اعيش كل يوم بفتكر اللى حصل ومش عارف اعمل اية
نادر بنفس النبرة الغاضبة .... تقدر تعمل كتير .. تطلع صدقة لله تصلى وتحاول تتوب تدور على شغل ومتنساش الذنب لكن على الاققل كل ما تفتكره تحاول تعمل حاجة تكفر عنه .. تعيش حياتك لان اللى ماټ مش بيرجع وزعلك دة مش هيفرق مع حد .. لازم تقوم على رجلك عشان الناس اللى محتاجينك كويس عشان نفسك حتى ..
تنهد مكملا .... انا وهيثم موجودين عشان نساعدك .. هنحاول نعمل كل اللى نقدر عليه
بكى مصطفى وهو يقول .... تفتكر هتسامحنى او حتى ربنا ممكن يسامحنى
نادر بنبرة هادئة .... ربنا غفور رحيم وهى ان شاء الله تسامحك . بس اكيد هى مش هتسامحك وانت كدة ..
ومن ثم اقترب منه واحتضنه وكأنه صديقه او اخ له .. فتحدث مصطفى من بين بكائة ..
مصطفي ....
انت صح بس ساعدونى اخرج من اللى انا فيه .. ساعدونى اعمل كدة
ربت هيثم الذى كان
يتابع الحوار بصمت على كتفه .... احنا معاك يا مصطفى
..................................
في قصر عز الدين ..
كانت تجلس مع سهير يتحدثون ..
سهر بقلق .... أنا خاېفة جدااا
سهير بإطمئنان .... يا حبيبتي ماتقلقيش .. إن شاء الله المرة دي هتبقي حاامل
سهر وهي تنظر لأختبار الحمل .... يااارب يا ماما .. يااارب
وثوان وقد ظهرت النتيجه وكان هناك شرطتين يدل إنها تحمل في أحشائها طفلها .. لتنظر پصدمة للأختبار ..
سهر .... ده بجد .. أنا حااامل .. أنا حااانل يا ماما
قالت أخر جملة وهي تنظر لسهير وقد ترقرت الدموع بعينيها .. فإقتربت منها سهير ويظهر علي ملامحها الفرح الشديد ..
سهير .... الحمدلله ياارب .. مش قولتلك .. مبروووك يا حبيبتي مبروووك
.
سهير .... طب ليه الدموع دي
سهر .... مش مصدقة نفسي خلاص هبقي أم وهيثم
هيبقي أب .. أخيرااا .. أنا مبسوطة أوووي يا ماما مبسوطة
قالت الجملة الأخيرة بفرحة شديدة .. وأخذت تصفق بأيديها وتقفز كالأطفال بفرحة وسعادة .. لتوقفها سهير خائڤة عليها ..
سهير .... بس .. بس ماينفعش تعملي اي حركة دلوقتي .. عشان البيبي يثبت
إبتسمت لها .. ثم وضعت يديها علي بطنها وهي تقول .... أنا إستنيت اللحظة دي من زمان كان نفسي أوووي في طفل ربنا حقق حلمي بعد ما كنت أفقد الأمل إني خلااص ما أخلفش
سهير بحنان .... الحمدلله يا حبيبتي وربنا يهنيكم بيه ياارب
سهر بإبتسامة .... ياارب
فتابعت بحماس وهي تجلب هاتفها .... أنا لازم أبلغ هيثم .. هيتبسط أوووي
أوقفتها سهير سريعا قبل أن تهاتفه لتقول .... لا إستني بلاش تقوليله كده
عقد حاجبيها بتعجب .. فأكملت سهير بعد أن أجلستها .... بصي إنت لازم تقوليله الخبر ده ويكون بينكم إنتوا الإتنين وتفرحوا سوااا .. لأن دا اول مولود ليكم فبتبقي فرحة
سهر بعدم فهم .... أيوة .. طب أعمل إيه يا ماما
سهير .... بصي يا ستي إنت أه هتتصل بيه دلوقتي بس هتقوليله ماتتأخرش إنهاردة عشان عملالك مفاجأة ..
وأخذت تقول لها عما تفعله في هذه الليلة .. إلي أن أنتهت ..
سهير .... ها فهمتي هتعملي إيه
.
سهر .... ربنا يخليكي لياااا ياا ماما .. ما كنتش عارفة من غيرك كنت عملت إيه
أبعدتها سهير وهي تنظر لها بإبتسامة .... ويخليكي ليا يا حبيبتي .. ويهنيك ويسعدك ياارب
لتنظر سهر للأمام بشرود متذكرة شئ .. لتسيل دمعه هاربة علي وچنتيها .. عقدت سهير حاجبيها بتعجب وخوف ..
سهير .... مالك يا حبيبتي .. في أيه
نظرت لها وهي
تقول .... مافيش يا ماما .. بس إفتكىت تيتا لو كانت معانا دلوقتي كانت فرحت أوووي .. كان نفسها في اليوم ده بس للأسف هي مش معانا دلوقتي وسابتني
أمسكت سهير يديها بحنان .... ربنا يرحمها يا حبيبتي .. وعلي فكرة هي دلوقتي معانا وفرحانه
متابعة القراءة