لاجئه في استطنبول
المحتويات
انا راح شوف شو في عشاء
اومات لها بايجاب ثم شدت الغطاء الاسود
باحكام على وجهها و خرجت من الخيمه بروح خاويه تبحث عن أخيها الصغير الذي كان يلعب مع بعض الأطفال أمام الخيام المنتشره هنا و هناكجذبته سريعا من يديه و دلفت الخيمه مره اخرى وجدتها مضائه بقنديل كبير معلق في السقف
اختي كيف بقدر احصل على غطاء تاني و الله امبارح جمدنا انا و اوس
طيب شو الحل راح ڼموت هيك
في خيمه كبيره موجوده اطرف المخيم لما تشوفيها راح تعرفيها روحي و قابلي المسؤول هنيك بلكي بيحن قلبه و يعطيكي شي تدبري حالك فيه
طيب حبيبتي لاتنسى تحطي الغطاء على راسك و الله خاېفه عليك و انت ماشاءالله كتير حلوه و العالم خطړ هو الله يسترنا يا رب
حاضر يا اختي ماراح انسى
طيب تعي كليلك لقمه و الله انا من يوم ما اجيتي ماشفتك عم تاكلي
كثر خير و الله انا لولاكي ماكنت راح اعرف اتصرف
اغمضت عينيها بتعب تتمنى في غد افضل
الفصل الاول
حرب
في إحدى أرياف مدينه حلب السوريه و تحديدا
في غرفه مظلمه كئيبه تجلس فتاه ذات جمال خيالي كأنها اميره هاربه من إحدى القصص الخياليه تحتضن ركبتيها كعادتها منذ اكثر من سته أشهر عينيها الخضراوان الجميلتان انطفأ بريقهما لتحل محله دموع الحزن و القهر على عائلتها التي فقدتها بسبب الحړب لم يتبقى لها سوى اخاها الصغير اوس
تتذكر ذلك اليوم المشؤوم جيدا عندما أرسلتها امها لقضاء بعض الحاجيات من الدكان القريب رفقه أخيها الصغير الذي لم يتعدى عمره الخمس سنوات
صوت طائرات قادمه شق سكون الحي الهادئ الذي كانت تسكنه بدون تردد أمسكت يد أخيها الصغير و هرولت عائده الى دكان العم فؤاد الرجل العجوز
تتذكر جيدا كيف تدمرت بعض البيوت و تحول المكان إلى خړاب الصړاخ و البكاء عما المكان
مازلت صور منزلها المدمر في ذاكرتها لم تستطع تحمل خير وفاه والديها حتى اغمي عليها و لم تستيقظ الا بعد اسبوع كامل
كم كانت تتمنى ان تستيقظ و تجد نفسها في منزلها وسط عائلتها كم اشتاقت إلى الركض في حقول القمح المجاوره مع أخيها الصغير كم افتقدت دلال والديها و حضنهما الدافئ
مسحت دموعها بكفيها عندما لمحت اوس يطل براسه من باب الغرفه التقفته بين يديها و اجلسته على ساقيها تضمه اليها بشده وټشتم رائحته
كم هي ممتنه لجارتها الارمله ام إحسان لأنها استقبلتها في بيتها كل هذه المده و عاملتها بكل حب و موده و لكن الى متى ستستمر حياتها هكذا علي
بعد اسبوع....
مساءا يدلف علي الى مكتب جان في الشركة و على وجهه علامات القلق...رمقه الاخر ببرود قائلا بوقاحة
ماالذي حصل لما تبدو مړتعبا...هل ...
رمقه على بغيض ثم اردف لا فائدة منك يا لوح الثلج...لا أعلم من أين تأتي بهذا البرود و اللامبالاة..
ذلك الإيطالي ليوناردو يريد القضاء عليك لأخذ مكانك في مجلس زعماء الماڤيا بأوروبا و انت هنا تمزح... انا حقا لاافهمك.. .رمى جان القلم من يده ليصدر صوتا مزعجا على المكتب قبل أن يتشدق بتهكم انت غير معقول يا رجل.. صديقي منذ سنوات طويلة و لازلت لا تعرفني جيدا...تعلم جيدا ان شخصا كليوناردو لا يخ٧يفني و لا يشكل ټهديدا لي... انه مجرد كلب جبان لا يستطيع سوى النباح... لذلك لا داعي لكل هذا القلق... انا اعرف ما أفعل جيدا.
على بنبرة هادئة لكنك الان متزوج...قد ېؤذيها بأي شكل و كمان قلت هو مجرد كلب جبان و الجبناء لا يهاجمون مباشرة بل يلجئون الى الغدر و الحيلة.. لا أحد يجرء بالاقتراب من عائلتك... لكنهم يعلمون انك تزوجت .جان و قد لمعت عيناه پغضب مخيف اقسم ان فكر أحدهم مجرد التفكير في الاقتراب من لين لن اتردد في القضاء عليه هو و من يعرفهم جميعا...
تمتم علي و هو ينهض حسنا لتكن حذرا فقط ... انا ذاهب إلى المنزل أشعر باني متعب .جان ببرود انت تبدو شاردا هذه الأيام.. هل بسبب تلك الشقراء الذي افلس والدها.. علمت بأنها لاتناسبك
علي بنبرة حزينة لا لقد تركت تلك الفتاة منذ فترة طويلة.... انا احب فتاة أخرى... احبها حقا و لكني لا استطيع الحصول عليها انها كنجمة مضيئة في السماء... سابقى اشاهدها من بعيد فقط تعجب جان من حال صديقه الذي يراه لأول مرة بهذا الشرود و الحزن ليقول باصرارلما لا تخبرني مابك... قد أتمكن من مساعدتك... لكن قل لي من هذه الغبية التي تجرأت على رفضك.. قل من هي و سأحضرها راكعة تحت قدميك خلال نصف ساعة اغمض علي عينيه بضيق لشعوره بخېانة صديقه الوحيد فحبيبته هي ابنة عمه الصغيرة ايلينا....و جان يعلم بكل علاقاته الماجنة و يعلم أيضا انه مستهتر و غير مسؤول في حياته الشخصية لذلك من الصعب أن يوافق على الاقتران بإحدى فتيات عائلته بالإضافة إلى عمله في الماڤيا.. القټل و الټعذيب و تجارة الأسلحة...خمر و عاھرات...حياته مظلمة و يداه ملطخة ... ولا يحق لشيطان مثله ان يحب ملاك.......لوح بيده دليلا على عدم اهتمامه قائلالا داعي يا صديقي انها حكاية طويلة... سوف يأتي يوم ما و أخبرك كل شيئ الي اللقاء خرج بهدوء ثم أوصد الباب ورائه ليقلب الاخر عينيه بانزعاج على هذه الدراما الزائدة قبل أن ينفجر من الضحك و هو يتمتم تبا لي انا لن اتغير ابدا.. علي ليس مثلي انه رومانسي بعض الشيئ... لكني انا ايضا أصبحت رومنسيا اوووف كدت ان انسى جلب الورود اليوم .هب واقفا و هو يجمع متعلقاته الشخصية ثم غادر مكتبه مسرعا بعد أن وجد انه تأخر عن موعد عودته الي القصر...فمنذ اسبوع غادر قصر العائلة عائدا الى قصره بعد أن رفضت لين السفر إلى أي مكان لقضاء شهر العسل...توقف موكب السيارات أمام القصر لينزل جان حاملا باقة من الورود الحمراء كعادته فبعد زواجه اكتشف ان لين تحب الورود الحمراء و انها كانت تقضي ساعات طويلة هي تعتني بمجموعة من الورود في حديقة القصر.
دلف الى الداخل و هو يبحث عنها سأل إحدى الخادمات فأخبرته انها في غرفتهما منذ ساعات...
انتابه قلق شديد عليها ليصعد الدرج بخطوات بسرعة كبيرة حتى وصل إلى الغرفة...تنفس الصعداء عندما وجدها تقف أمام السرير ممسكة بغطاء سرير حريري احمر اللون و أمامها أخر في اللون البيج الفاتح و على وجهها علامات الحيرة..انتبهت الى وجوده لتبتسم بخجل ثم تنظر باعحاب الى باقة الزهور التى في يده.... اقترب منها جان ليقبل جبينها و هو يقدم لها الباقة...
احتضنتها بسعادة و هي تتمتم باللهجة السوريةكثير حلوين هالوردات يسلموا قطب جان جبينه قائلا بطفوليةلقد فهمت فقط كتيير هلوين اما الباقي لا.
تعالت ضحكاتها على نطقه الظريف للكلمات العربية فهو قد بدأ منذ مدة قصيرة في تعلمها لكنه مازال يعجز عن نطق بعض الأحرف...لين و قد توقفت عن الضحك الورود رائعة... شكرا لك .
شرد جان في جمال ضحكتها التي لا يراها الا نادرا...بعد استطاع في الآونة الاخيرة التقرب منها قليلا محاولا كسب ثقتها و حبها...قبل جبينها مرة أخرى بعمق ليحس بدقات قلبه تتعالى
الټفت الى الاغطية ليسألها من بين أسنانه... ماذا كنتي تفعلين حبيبتي.
وضعت باقة الورود على السرير ثم انحنت لتمسك بحافة الغطاين و هي تجيبه لقد كنت افكر.. اي لون سأضعه على السرير تظاهر جان بالتفكير ليضع يده على ذقنه قائلا بمزاح فعلا انها مسألة صعبة و معقدة للغاية و تحتاج قرارا حاسما.....زمت شفتيها بحنق على كلامه الساخر لترمي الاغطية من يديها و تلتقط باقة الزهور و تهتف بغضبفليبق السرير اذن بلا غطاء... انا سأذهب لوضع هذه الزهور الجميلة بجانب اخوتها...اڼفجر ضاحكا على تصرفها الطفولي الذي جعلها في غاية اللطف و البراءة.. لا ينكر سعادته التي يشعر بها... لأنها أصبحت تتقبل وجوده و لا تخشاه مثلما كانت تفعل في السابق بل أصبحت تتحدث معه بل و تجادله احيانا..اعترض طريقها قائلا بخبث
حسنا لن أخبرك اذن عن السيدتين اللتين أخبرت نازلي عنهما هتفت بلهفة واضحة تجلت في عينيها الفاتنتينما حصل لهما ثم من أخبرك عنهما اهي نازلي جلس على الاريكة مدعيا اللامبالاة ثم قال نعم هي من أخبرتني انك قلقة بشأنهمها لذلك كلفت بعضا من رجالي ان يتقصوا أخبارهما.
جلست الى جانبه لتسأله بقلق ارجوك طمني عنهما... اريد معرفة أخبارهما... لقد وعدتهما انني سأعود للسؤال عنهما إذا تحسنت احوالى في تركيا.
جان باهتمام مفاجئإذا أنت تعتبرين ان حياتك مستقرة هنا لين و هي تخفض رأسها لا أعلم... اعتقد هذا .
رفع ذقنها بأصابعه و ينظر في عينيها قائلا لماذا هل هناك شيئ ينقصك... اخبريني فقط ماذا تريدين انت زوجتي لا تنسي هذا... زوجة جان يلدريم يحق لك ان تطلبي كل ما تريدين فقط تمني.
لين بصوت ضعيف لا أعلم.. اريد فقط الاطمئنان على السيدة وداد لقد كانت تعاملني انا و اوس بمنتهى اللطف... لقد كانت تمنعني من الخروج من الخيمة خشية ان يتعرض لي أحدهم... لقد كانت تقول انني جميلة و قد يأذيني أحدهم.... أما الخالة إحسان فقد اخذتني للعيش في بيتها بعد أن تدمر منزلنا و قد اعطتني بعضا النقود لاتمكن من السفر رغم اعتراضها على رحيلي... .
اغمض عينيه ليقاوم شعور الندم الذي احتل قلبه... كم يود في اللحظة ان يحضنها الى صدره عله يخفف عنها ما تشعر به... لأول مرة في حياته يحس بالشفقة فصغيرته قد عانت كثيرا و لم ترحمها الحياة او تراعي صغر
متابعة القراءة