جواز اضطراري هدير ممدوح
المحتويات
شقتي وابقا قولهم أي حاجة تعبانة مسافرة ماټت حتى مش هتفرق
أدهم بجزع بعد الشړ عليكي متقوليش كده تاني
مريم وقد ضحكت بسخرية شړ! ..الشړ هو أني أفضل على ذمتك ثانية واحدة
أدهم وهو
متفهما ڠضبها ماشي بس بجد مش هينفع لازم تيجي معايا أكيد بابا هيشك لو مجتيش وبعدين ماما أكدت على حضورك ومش هيصدقوا أي عذر معلش استحمليني بس الشوية دول وأوعدك إني مش هضايقك أبدا ولما نرجع هعملك اللي أنتي عايزاه
أدهم بمهادنة ماشي هطلقك أول ما منرجع من الصعيد خلاص أتفقنا
مريم وقد أطلقت زفرة حارة قائلة باستسلام أمري لله ..ماشي
هتاخدي أجازة من الشغل أسبوع تمام
مريم متسائلة هو أحنا هنقعد هناك أسبوع
أدهم موضحا أمي قالتلي كده ولو عرفنا نرجع قبل كده هنرجع
بعد بكره إن شاء الله
مر اليوم وذهب كلا منهما لعمله وحاولا الانغماس فيه قدر المستطاع ولم تهاتف مريم ليلة أو دينا لأنها ليست بحاجة للحديث الآن فقط بحاجة لأن تهدأ وحينما عادت لبيتها لم تتناول الطعام معه بل دخلت غرفتها وتناولته بمفردها وفي الليل طرق أدهم بابها ليدخل ويقرأ لها كما أعتاد أن يفعل لكنها رفضت بشدة قائلة
أدهم بتفهم ديه شقتك يا مريم أنا اللي هسيبها
مريم پعنف مش عايزة منك حاجة ولا أي حاجة تفكرني بيك أنا هرجع شقتي
أدهم بحدة مش هيحصل ولو أصريتي على كلامك مش هطلقك
مريم بعناد لأ هتطلقني ڠصب عنك
في اليوم التالي أستعدا
للسفر للصعيد وكان كعادة أدهم في سفره إلى هناك يحجز طيران وبالفعل سافرا إلى هناك ووصلا مع آذان الظهر أقبلت مريم على عمها وكأنها كانت تريد أن تلق بكل حمولها بين ذراعيه ف هي الآن تفتقد والدها بشدة وعمها محمود هو آخر ما تبقى من ريحة والدها دمعت عيناها وهي تعانقه لاحظ عمها تلك الدمعة التي انحدرت على وجنتها فسألها بقلق قائلا
مريم بتأثر محاولة وأد دمعاتها اللعېنة التي غافلتها وسقطت رغما عنها لأ يا عمي مفيش حاجة أنتا بس وحشتني أوي أنتا وماما عفاف
العم محمود جلبك طيب زي بوكي وأمك
عفاف بحب يا حج سيبها بجا تاجي ف اتوحشتك جوي يا بتي..
مريم وأنتي كمان وحشتيني أوي يا ماما وكان وحشني أوي
سلم أدهم على والديه حتى سمعا صوت يأتي من خلفهما وكان هذا الصوت هو صوت أخيه ياسين وهو يقول بمرح
نظرت له مريم بعدم فهم واستغراب مريم مين
ياسين موضحا أولا يا مرحب بيكي يا بت عمي معرفناش نشوفكي ونسلم عليكي المرة اللي فاتت بجالي كتييير مشوفتكيش من وأنتي صغيرة بس ماشااء الله بجيتي زينه جوي جوييي ياحظك الزين يا خوي تعالي شوفي اللي أمي جوزتهالي ما طبعا أدهم الصغير لازمن تجلعه وتنجيله عروسة زينك زيك أجده
خجلت مريم من أطراء ابن عمها فنظرت للأرض قائلة بهمس شكرا عل المجاملة يا ياسين
أما أدهم قد زجره بكوعه قائلا أيه يا عم ما تلم لسانك هتعاكس مراتي وأنا واقف شايفني كيس جوافة قدامك وبعدين مالها مراتك ما هي الست محترمة وطيبة وكفاية أنها مستحملاك أصلا هو أنتا حد يطيقك
ياسين بمرح خلصنا عاد وبعدين ما هي بت عمي زييك بردك المهم خلينا نجاوبوها على سؤالها ثم نظر لها موضحا أنا كنت أجصد مريم بتي أصل بتي أسميها مريم بردك على أسمك وأدهم أخوي هو اللي سماها عشان كان عيحبك وهو صغير ولما بتي أتولدت أصر أننا نسميها مريم ووافجت عشان مزعلهوش واصل أتاري البت زينه وأنا أجول زينه لمين طلعت زينة للي متسمية على أسمها
توردت وجنتا مريم من كلمات ياسين وشعر أدهم بالغيرة منه هو يعلم أن أخاه يمزح ليثير حنقه لكنها زوجته ومعشوقته وهو لا يطيق مثل هذه الكلمات لذا نظر
لأخاه قائلا
بقولك أيه يا ياسين يا أخويا أحنا جايين من السفر لسه هنطلع نرتاح عشان شكلك فايق ورايق
ياسين غامزا ريح يا أخوي متريحش ليه مهو اللي معاه هدية زي مريم أجده لازمن يرتاح جوي
استشاط أدهم ڠضبا من تلميح أخيه فقذفه ب ريموت التلفاز الذي كان بجواره ثم أخذ مريم من يدها قائلا بحزم
يلا يا مريم
جذبت يدها من بين يديه وصعدت خلفه لكنه تأخر قليلا حتى يصبح هو خلفها فهو لا يطيق أن ينظر إليها أخاه حتى لو كان يعلم انه لن يفعلها لكنه حتى لا يريد أن يحدث ذلك بمحض الصدفة وصعدت خلفهم أمه عفاف حتى توصلهم إلى غرفتهم بابتسامتها الهادئة وقبل أن تتركهم نظرت ل مريم قائلة
بتي أرتاحي زين عشان تجدري تسهري مع الحريم بالليل هنجعد نهيص للبت مريم للفجرية
مريم بابتسامة ودودة حاضر يا ماما ثم تذكرت شيئا فقالت ماما لو سمحتى ممكن لو أتأخرت في النوم تصحيني عشان أصلي العصر
عفاف بابتسامة حاضر يا بتي
وما أن أغلقت باب الغرفة خلفها حتى نظر أدهم ل مريم بغيظ قائلا
متتكلميش مع ياسين اخويا كتير عشان هو بيحب يهزر ومعندوش حدود شوية في هزاره صحيح أنا عارف انه مش هيبصلك بصة وحشة بس بردو أنا مبحبش كده
ردت مريم وقد استشعرت الغيرة ف صوته لأ هكلمه وههزر معاه براحتي هو ابن عمي زيك زيه ف عادي لما أهزر معاه
أدهم بحدة وحزم مريم متجننيش عليكي لما اقول حاجة تتنفذ ومن غير مناقشة فاهمة وخصوصا أي حاجة تمس غيرتي كراجل مرفوض فيها النقاش أصلا تمام
لم ترد مريم على حديثه وصمتت ثم
نظر هو لها مستطردا حديثه
أتفضلي نامي شوية عشان تريحي جسمك أنتي بقالك يومين تقريبا مبتناميش
ردت مريم بحدة أنا مش ممكن أنام معاك ف أوضة واحدة أصلا
أدهم بدهشة نعم أمال هنام فين طول الأسبوع وبعدين أنتي ناسية أنك بتكلمي جوزك مش واحد غريب
مريم بانفعال متقولش جوزك ديه تاني خلاص ده موضوع وانتهى كل الحكاية كلمة هتتقال وورقة طلاق بدل ورقة جواز وشكرا ثانيا بقا موضوع تنام فين أنتا هتنام على سريرك هنا وانا هنام في البلكونة
أدهم محاولا السيطرة على أعصابه طيب بصي عشان أنا مش عايز أتعصب عليكي أنا هنزل دلوقتي أقعد معاهم تحت لحد ما حضرتك تصحي ولما يجي بالليل نشوف بقا موضوع مين ينام فين ده تمام كده
مريم بجدال بس ....
قاطعها أدهم قائلا مبسش يا مريم يلا نامي تصبحي على خير
وقبل أن يخرج من الغرفة نادته مريم قائلة
أدهم
نعم
مريم متدخلش عليا الأوضة وأنا نايمة لو سمحت ولو عايز تدخل ابقا خبط على الباب لحد ما أقولك تدخل
أدهم بحزن للدرجادي مااشي يا مريم مش هطلع أصلا إلا لما تصحي ....
مريم شكراا
هبط هو إليهم ليجلس مع والديه وأخيه أما هي ف من شدة الاجهاد قد نامت على السرير بملابسها كما هي نامت أكثر من خمس ساعات واستيقظت بعد المغرب لم تجد أدهم بالغرفة شعرت بالوحدة وأنها تفتقده بشدة لكنها عادت وذكرت نفسها بحديثه معها وأيضا بما كان ينوى فعله معها فعادت تقول لنفسها إنها لابد وأن تألف غيابه حاولت اقناع قلبها بذلك لكنه رفض بشدة أما عقلها فقد استوعب الأمر وطلبت منه ايصال تلك الفكرة للقلب
وجدت اتصال من ليلة ودينا ف هي لم تتصل بهم منذ ذاك اليوم كانت تحادثهن فقط عبر
رسائل الواتس آب وكانت رسائل قصيرة ومقتضبة للغاية وقد كانا قلقين عليها بشدة اتصلت بهما هما الاثنين مكالمة جماعية وأخبرتهم أنها اتفقت مع أدهم على الطلاق ما أن يعودا معا للقاهرة حاولا الاستفسار عن السبب لكنها أخبرتهما أن لا شيء حدث سوى أن هذا الحل الأفضل لكلاهما ولم يضغطا عليها أكثر لأنهما شعرا من صوتها وهروبها اليومين الماضيين وأن ثمة شيء خطېر قد حدث وأنها لا ترغب في الحديث الآن أنهت مكالمتها معهما ودخلت الحمام الموجود بالغرفة لتأخذ حماما دافئا ثم بدلت ملابسها وأدت صلاة العصر التي فاتتها وهي مستغرقة بنومها ثم صلت المغرب وهبطت إلى أسفل وجدت أدهم مازال جالسا بينهم تحاشت النظر إليه وما أن رآها حتى صعد هو إلى الغرفة ليرتاح قليلا لأنه هو الآخر لم ينم طيلة اليومين الماضيين إلا قليلا
أما هي فقد نظرت إلى عفاف بعتاب قائلة
كده يا ماما متصحنيش أصلي العصر وتخليني أصليه قضا
عفاف بحنان بصراحة يا بتي أدهم ولدي جالي اصحيكي عشان تصلي بس لما دخلت عليكي لجيتك نايمة بخلجاتك وباين عليكي التعب جوي ف صعبتي عليا ومرضيتش أجلج منامك سامحيني يا بتي حجك عليا صليه جضا وربنا غفور رحيم
مريم ما أنا صليته الحمد لله ربنا يسامحني بقا
تناولت مريم غدائها بعد إلحاح شديد من عفاف عليها وأخبرتها أن أدهم أيضا تناول غداؤه بعدما حلف عليه والده ليأكل معه وبعدما أنتهت من تناول طعامها بدونه أخذتها عفاف من يدها نحو قاعة كبيرة في الدور السفلي من المنزل كانت تجلس فيها نساء كثيرات ويغنون ويتسامرون ويرقصون في فرح عرفتهن على مريم وعرفتها عليهن وأجلستها بينهن ظل الجميع يضحكن ويمرحن ويغنين للعروسة التي كما قال أبوها تشبهها إلى حد كبير وقد أحبتها بشدة كانت فتاة صغيرة لم تتم عامها العشرين بعد لكن كان هذا عاديا في عرفهم فهم يحبون زواج الفتيات في سن صغيرة اندمجت مريم مع الفتيات سريعا وألحوا عليها ل ترقص معهن وبالفعل قامت وظلت ترقص بينهن كالفراشة خفيفة مرحة كان أدهم قد استيقظ ولم يجد أحد من النساء ف علم أن السهرة قد بدأت لكنه كان يريد التحدث لوالدته ف ذهب إلى حيث يجلسن النساء وطرق الباب ف خرجت له الدته قائلة
خير يا ولدي رايد مرتك ولا أيه
أدهم لأ يا أمي كنت بس عايز أسألك
على علي وحسين اخواتي هيجوا أمتا
زمانتهم جايين يا ولدي خابر يا أدهم أنا كنت فاكرة أن مرتك مهتعرفش ترجص بس طلعت ماشاء الله بترجص حلو جووي
أدهم بغيرة مريم بترقص
أه جوه أهيه
نظر أدهم حيث أشارت أمه ف وجد مريم وقد اندمجت في الرقص والفتيات قد التففن حولها في حلقة ويصفقن لها في مرح نظر لها وجدها ترقص بفن ومهارة ويبدوأنها تحب الرقص غار بشدة أنه الوحيد الذي لا يمكنه مشاهدتها ف طلب من أمه أن تناديها له وأنه
متابعة القراءة