للعشق وجوه كثيره نورهان العشري
المحتويات
فاشلة و مش هجيب تقدير أدهم قالها بكرة النتيجه هتظهر و كاميليا هتجيب اعلى تقدير فيهم و هتشوفي دي تلميذة يوسف الحسيني عمرها ما هتبقي فاشله و هي اتضايقت بقي لما قال كدا و قعدت تبرطم و قامت و سابتنا
تجاهل غضبه لحديث تلك الشمطاء و قال بجدية
فكريني اصرفله شهر مكافأه عالحركة دي و بعدين اللي بتتكلم عن الفشل دي أساسا ساقطھ إعداديه
ضحكتك دي أجمل نغمة سمعتها في حياتي متحرمنيش منها أبدا
و اوعي اشوفك زعلانه
ولا تخافي من حد خلقه ربنا علي وش الدنيا دي
أوشكت على مقاطعته فجاءت كلماته محذرة
اللي يقولك كلمه قوليله عشرة و انا هاجي اكمل عليه بعدك حتى لو كان هو مين عايزك دايما قوية و اوعي تسمحي لأي حاجه تكسرك
حتي لو مجبتش تقدير كويس السنادي برغم تعبك معايا دا هتفضل تحبني كدا بردو و لا
قاطعها يوسف قائلا بقوة
حتى لو مبتعرفيش تقري و تكتبي قلبي مش هيعشق غيرك بردو
عودة للوقت الحالي
سرحتي في ايه كدا يا كاميليا
هكذا تحدثت صفية فأجابتها كاميليا بحزن
أبدا افتكرت مواقف لينا مع بعض و قد ايه كنت طايره من الفرحه و انا معاه و كنت حاسه بأمان الدنيا جنبه لكن للأسف
مفيش للأسف يا كاميليا كلنا بنغلط المهم نتعلم من غلطنا و منكررهوش تاني
همست بتعب
ڠصب عني يا ماما انا خاېفه اوي
خاېفه من ايه بس
خاېفه من يوسف و عارفه انه عمره ما هيسامحني قبل ما يعرف انا هربت ليه
انخرطت في سرد مخاوفها فجاء سؤال صفيه مباغتا لها
اخفضت رأسها بحزن شديد و هي تشعر بأنها ممزقه
من الداخل لا تستطيع التحدث بما تخفيه و لا تستطيع كتمانه أيضا تشعر الحيرة التي تمزقها إربا من الداخل و لكنها حسمت قرارها أخيرا وألقت نظرة علي روفان فهمتها صفيه علي الفور فتحدثت إليها قائله
روفي ما تروحي تجيبيلنا حاجه نشربها من الكافتيريا و هاتي لكامي ليمون يهديها شويه
جعدت روفان أنفها فكانت اشبه بطفله جميلة متذمرة فجاءها توبيخ صفية
بما ان البعيدة
مابتحسش ف أه بتتوزعي ويلا هوينا بقي
اعتدلت روفان واقفه وهي تقول بتذمر
ماشي يا ست ماما خليك فكراها ابقي شوفي مين الي هيفتنلك علي اخواتي تاني
صفية بتقريع
طب يالا من هنا بقي عشان مفتنش انا عليك يا ام لسان عايز قطعه
احلي كوباية ليمون لكامي و فنجان قهوة للليدي صفيه دانت لو عايزاني اسيألك المستشفي دي كلها اعتبريه حصل
طب يالا ياختي ياللي مش باينه من الأرض و بقيتي تعرفي تخبي و تداري اتفضلي من هنا
خرجت روفان علي الفوز و هي مغتاظه من حديث والدتها فقد كانت ټموت لتعرف السبب الذي جعل كاميليا تهرب من أخيها
فظلت تزرع الممر ذهابا و إيابا و أخيرا لم تقدر علي الصمود أكثر فرفعت رأسها للأعلي و قالت
سامحني والنبي يارب عاللي هعمله بس فضول الأنثى اللي جوايا هيموتني لازم اعرف كاميليا عملت كدا ليه
لم تكد تنهي جملتها حتي أتاها ذلك الصوت الرجولي الجذاب من خلفها فخفق قلبها پعنف و زادت وتيرة أنفاسها ما أن سمعته يقول
و يا تري ايه بقي اللي شاغل بال القمر اوي كدا و عايز يعرفه
التفتت روفان بخجل و تلاقت العيون للحظات كانت كفيلة لجعل قلبيهما يطيرا من فرط السعادة فقد كانت هناك نقطة إلتقاء تجمعهما دائما
دائما ما تخبرنا النظرات ما تعجز الألسنه عن البوح به ف لغه العيون تعد من أخطر اللغات على الإطلاق فلا يفهمها سوى عاشق يعرف جيدا كيف يخضعها و يجعلها تبوح له بأسرارها
نورهان العشري
في الداخل
ها مش هتقوليلي بقي يا كاميليا ايه اللي خلاك تهربي بالشكل دا
احتارت كاميليا ماذا تقول أو من أين تبدأ ټموت الكلمات عند شفتيها و هي عاجزة عن إخراجها
تشعر بغصة في حنجرتها تمنع الكلمات من التدفق يغمرها الشعور بالضياع الكامل وهي غير قادرة علي الوقوف على أرضا ثابته
أدركت صفيه معاناتها فشعرت بأنه يوجد خطب كبير و بأن هروبها ورائه سر خطېر فأخذت تطمنها قائله
كاميليا ليه العڈاب و الضياع اللي انت فيه دا يا بنتي متعمليش في نفسك كدا كلنا حواليك و بنحبك و مش هنسمح لحد او لحاجه تأذيك اتكلمي و ريحي قلبي خليني اقف جمبك و اقدر اساعدك اظن انا مش يوسف هتخافي مني
ممكن أسألك سؤال
تحدثت كاميليا بنبرة مهزوزة و صوت يرتجف من هول ما تخبئه بداخلها فأجابتها صفية على الفور
طبعا ممكن
هي ماما كانت وحشه زي ما هما بيقولوا عليها
كان سؤال ېمزق جوفها وهو في طريق الخروج من شفتيها فهبت صفية قائلة بلهفة
لا طبعا ايه اللي بتقوليه دا
اجابتها بلوعة
امال ليه بيقولوا عليها كدا
هما مين يا كاميليا اللي بيقولوا تقصدي سميرة و بنتها و لا حد تاني
استفهام صفية مؤلم بقدر ما تحمله بجوفها من عڈاب تجلى في نبرته حين قالت
اقصد يوسف يا ماما صفية
قالتها ثم انخرطت في البكاء بإنهيار مرتميه في أحضان صفيه تنشد الأمان من كل ذلك الخۏف و القهر الذي يعصف بداخلها
في الخارج
قطعت روفان التواصل البصري بينهم و الذي كان ينقلها لعالم آخر و يغرقها في دوامة من المشاعر التي تربكها فقالت بخجل
سياده الرائد
أنت هنا بتعمل ايه
أجابها علي بسلاسة
لنفس السبب اللي انت و ممتك هنا عشانه
تقصد كاميليا
قالتها پصدمه فقد اربكها حضورك حتى جعلها تنسى وجود كاميليا في الداخل وأيضا احتمالية حضور يوسف في أي وقت
بالظبط كدا
استفهمت بقلق
هو انت عرفت منين ان كاميليا هنا
على بتخابث
يعني هي فعلا هنا
فكنت لما أوقعت نفسها به فقالت بتلعثم
اااا لا انااا اصلي استغربت او يعني
قطع تلعثمها قائلا بافتتان
تعرفي انك لما بترتبكي بتبقي زي القمر
فقد كان تلعثمها و رفرفه رموشها و رجفه شفتيها تجعلاها شهيه لدرجة ان تكون خطړ علي قلبه الذي لا يعرف ماذا دهاه منذ أن رآها
هاااه
تاهت روفان من نظراته و كلماته الجميله التي جعلت الفراشات تطير في معدتها
فلم يمسك لجام كلماته حين تحدث يغازلها
هو انت زي القمر علي طول دي حاجه مفروغ منها بس بتحلوي اكتر لما خدودك دي تحمر و تتوهي كدا
ظلت روفان تنظر إليه مشدوهة لا تقدر على النطق من فرط الخجل و المشاعر التي أيقظتها كلماته بداخلها و لكنها صدمت و برقت عيناها عندما رأت ذلك الذي يقف مع الطبيب في أول الممر فالتفتت إلى علي بړعب وقالت بتلعثم
هو ااا انت يعني ممكن تعزمني علي حاجه في الكافتيريا اصل انا عايزاك
في موضوع مهم
اندهش علي من حديثها و لكنه تفاجئ بها تسحبه من يده و تنزل به إلى المقهى قائله بلهفة
اصل انا عايزة اقولك حاجات كتير اوي انت متعرفهاش
لم يقدر علي مقاومتها بل لم يستطع ان يضيع تلك الفرصة في أن يكون معها و قلبه الذي كانت ينتفض فرحا من رؤيتها فترك نفسه لها تقوده الي حيث تشاء و قد كان مستمتعا بذلك
من أقوى الحروب التي يخوضها الإنسان في حياته هي أن يحارب شوقه تجاه شخص يمثل له العالم و أكثر
كان يوسف يأكل الخطاوي حتى يستطيع الوصول لها في أسرع وقت فقلبه كان يدق بصخب يريد أن يرتوي من رؤيتها حتى و لو كان لقائهما سريعا باردا ظاهريا و لكن هذا يكون أفضل ألف مرة من أن لا يراها مطلقا
حتي و أن حاول ان ييمنع نفسه من رؤيتها فقلبه يتمرد عليه دوما مطالبا بها و هو بكل ما يمتلك من القوة لا يستطيع السيطرة عليه
اوقفه الطبيب المعالج لها يطمئنه على حالتها و بأنه اختار لها طبيب نفسي تستطيع المتابعه معه فانهي محادثته سريعا و قاده قلبه علي الفور إليها فهم بفتح باب الغرفه فصعق مما رآه و سمعه
انا بمۏت يا ماما صفيه مش قادرة اصدق أبدا ان ماما تطلع وحشه زي ما بيقولوا عليها
حتى يوسف بيقول عليها كلام وحش و بيقولي هستني ايه من بنت زهرة انا في جوايا ڼار ھټموټني مش قادرة اعيش بيها
كانت كاميليا تتحدث باڼهيار و بكاء هستيري حتى خانتها قدماها و خرت علي ركبتيها امام صفيه ممسكه بثيابها من الأمام وأخذت شهقاتها تعلو شيئا فشيئا فخرجت عن السيطرة
فشعر بنصل حاد ينغرز بقلبه عند رؤيتها بهذا الاڼهيار فقد كانت دموعها ټحرق قلبه و تجعله يرغب لو كان اقتلع لسانه قبل ان ينطق بتلك الترهات التي آذتها إلى هذا الحد
أي شيطان لعين قد سيطر عليه في ذلك الوقت لېقتلها بتلك السمۏم فاندفع ناحيتها و خر علي ركبتيه يعانق ۏجعها محاولا تهدئتها قائلا
اهدي متعمليش في نفسك كدا حقك عليا أنا أسف مكنتش اقصد
هدأت للحظات بعدما شعرت به يطوقها لتنتشلها كلماته و دفء وجوده من بحر العڈاب
التي كانت ټغرق به دون القدرة على المقاومة و لكن كيف يمكن له ان يداويها بعد ما تسبب في قټلها فأخذت تتململ و تضربه بكلتا يداها و هي تقول بصړاخ مزق قلبه
ابعد عني متقربش مني انا بكرهك انا بكرهك بكرهكوا كلكوا
و ظلت علي حالها لدقائق وهو متقبل كل ما تفعله دون ان يحاول مقاومتها فقط يداه تهدهدانها بحنو و كأنه يخبرها بأنه على استعداد ان يتقبل منها كل شئ مقابل ألا يخسرها
فتلك المرأة تملك سلطة على قلبه لم يسبق أن رآي لها مثيل حتى بات يتقبل منها العڈاب متلذذا به
ماذا عساه ان يفعل مع قلب لا يقبل من جنس حواء سواها بل الأصح أن عينيه لا ترى إمرأه غيرها
فهاهو يلوم نفسه للمرة التي لا يعرف عددها علي كلماته التي جرحتها بل انها جرحته قبلها
كان كل هذا يحدث أمام صفيه التي شعرت بتوالي الصدمات فوق رأسها فأشعرتها بالخرس لدقائق لا تعرف عددها و لكنها استفاقت من صډمتها علي اعتذارات يوسف الذي يأبي ان يترك حبيبته و كلماتها الغير مفهومه له فأشفقت علي حالتها و قامت بجذبها من بين يديه وسط ذهول منهما و امسكت بوجهها بين كفيها و قالت بنبرة لا تقبل الجدل
ممتك دي
كانت أشرف ست في الدنيا اوعي تصدقي حرف حد قالهولك عليها فاهمه
رمقته عينيها بنظرة غاضبة قبل أن تضيف بحدة
و اللي مش عاجبه بنت زهرة يبقى ميستحقش تراب رجليها
أتذکر العهد الذي لي قلته
الغدر
بين قلوبنا لا يقبل
لم تكتفي بعد الذي أجرمته
حي أتيتك و رحلت نعشا يحمل
دلوقتي انا حكتلك علي كل حاجه يا طنط فاطمه و مخبتش عنك أي حاجه و عارف اني غلطت عشان
متابعة القراءة