وتين الجزء الثاني _نبضات تائهه _ ياسمين الهجرسي

موقع أيام نيوز

متصغرنيش قدام الناس..
يتصدر المشهد الحج محمد يتابع الجميع ولكن فى صمت مهيب..
يترك حرية الحوار بينهم دون تدخل.. 
ولكن بداخله يشعر ببواطن الامور ان الحوار الدائر على حفيدته.. وهو أكثر من سعيد لهذه الخطوه ..
شعور ينتابه بالقلق والحيره.. قلبه يأن على حبيبته .. لا يطاوعه على تركها بمفردها وهى على هذه الحاله..
كان زياد ينظر الى الجميع بتوتر ليجلى اخيرا صوته هاتفا 
بعد اذنك يا جدو انا هروح معاهم المقاپر عشان مش حابب أسيب ورده و ماما فهيمة لوحدهم .
ابتسم له الحاج محمد بفخر هاتفا 
نظرتي فيك انك راجل عمرها ما خيبت.. روح يا ابني وخلي بالك من حماتك عشان أعصابها تعبانه .
هم زياد للوقوف واستقام ليغادر .. ليمسكه يونس من زراعه هاتفا 
استنى يا أخينا رايح فين .. هتسبنى معاهم وتمشى .. مش رجوله دى يا متر .. راشق معاك فى المشوار ده ..
أبتسم يونس وهو ينقل عيونه بينهم.. ليغمض عين ويفتح الاخرى.. لتستكتين نظراته ويدعى البرأه قائلا 
يعني عشان هو راجل ربنا مدييه شوية طول وانا قصير يعني .. تستقلوا بيا..
لتتعالى قهقهاته ويهتف بمرح مردفا 
انا كمان عاوز أروح مع ماما ابرار وماما كريمه والبنات اوصلهم .
ان كان على الرجاله فكلنا رجاله ..
وان كان على الطول فمحدش اطول من اخويا..
وحمل اخاه يونس على كتفه وهو ينظر إلي الجميع ويقهقه قائلا 
مين هنا اطول من يونس الشاذلي 
بلا فخر حبيب قلب اخوك انت.. 
الطول هيبه .. وانت أهلها.. 
ليكمل بداعبه ساخره 
بس متتلككش وتجيبها فى زياد ..
ضحك الجميع على داعبة
يونس .. وفهمهم لمقصده .. ولكن رسموا البلاهه حتى تحين اللحظه المناسبه..
بينما السعاده تعتلى ملامحهم من صدق مشاعر راكان ومساندته لاخيه..
ليهتف جلال بصدق ردا على كلام راكان 
محدش يستجرا يكون اطول منه عشان انت سند اخوك .. ديما كتف بكتف ..
انفرجت اساريره و دعا احمد في سره ان يحفظ الله له اولاده من الشړ والحسد والعين والمجهول .
انزل راكان يونس وهو يضحك ليطلب الإذن من جده.. ليسمح له بالذهاب معهم .. ليهز جده راسه بالموافقه ..
ليحول نظره لهذا المراهق الكبير ويغمز له هاتفا 
يلا بسرعه عشان متتأخرش عليهم ..
ليدنو منه هامسا 
وعد الجمايل يا اخويا ..
هرول يونس للخارج يشاور لهم بسعاده .. فهو حصل على مبتغاه ..
وترك زياد يقلب كفيه على تهوره .. فهو منذ قليل كان ممسك به كالطفل الصغير
جلس راكان يسترد انفاسه بعد موجه من الضحك انتابته على حال اخيه وهو ينظر إلي والده احمد الشاذلي قائلا 
كده الكلام كبير يا معالي المستشار...
ضحك احمد قائلا 
الكلام مش كبير وبس... 
ده بقي الكلام عندك انت اتصرف يا كبير ...
ابتسم له راكان بمحبه قائلا 
سيبها على الله يا معالي المستشار وكله هيبقي تمام .
ابتسم جلال وهو يرتكز بمرفقيه على زراع الكرسى ويضع اصبعيه السبابه والوسطى تحت ذقنه .. يمعن النظر إلي راكان .. 
عندما علم أن مقصد كلام احمد أنه هو المسؤول عن اخواته الاربعه.. وان القادم تؤول مسؤليته على عاتقه.. فتلميحات يونس ومشاعره واضحه وزمام الأمر ومفاتيحها من يتحكم بها راكان ..
مشاعر الابوه اجتاحته.. ليتمتم بداخله بسعاده.. يتمنى أن ينول مثل هذا القرب بين ابنه واحمد .. يفتقده بشده اخ و صديق .. 
حديقة السرايا
اما في الخارج كانت الاجواء مختلفه يخيم الۏجع أرواح فارقهتا الفرحة وسكنتها الحزن والفراق .
اقترب زياد يلتقط انفاسه والقى عليهم التحيه قائلا 
انا جاي معاكم هروح اجيب العربيه
لحق به يونس ليهتف قائلا 
وانا كمان يا ماما جاي معاكم ..
زياد هياخد ورده وطنط فهيمه وانا وحضرتك وطنط كريمه و صفا و وتين هنركب مع بعض.
هتفت كريمه 
بس صبا كلمتني وقالت لي اعدي عليها عشان تيجي معانا هنعدي ناخدها في طريقنا .
ردت عليها ابرار مبتسمه قائله 
بس يعقوب بعت لي رساله وقال لي ان هو رايح عشان يجيبها ...
ردت عليها صفا قائله 
فعلا هو يعقوب راح لها بس احنا هنعدي عليهم ناخدهم ... عشان مينفعش يمشوه لوحدهم عشان اهل البلد متعرفهوش .. وهنا القيل والقال كتير ..
انا هنزل وهاجي معهم وهنروح المقاپر مشي ..
و يونس ياخذكم بالعربيه ويجيبكم لينا
أرادت أن تشعل فتيل عصبيته و رفعت له حاجبها تستفذه أكثر ...
ولاكن أراد أن يحرقها بنفس نارها خطي خطواته باتجاهها وقف عكسها واقترب من اذنها قائلا 
سأجعلك تتدللي ولو طلبتي انفاس صدري لاهديتها لك...
ولكني يا فتاتي اغار عليك من الاماكن التي تشهد حسنك وتحسد
جمالك...
ان اردت الدلال فما لك سوى غيري ...
ببرأه اكمل طريقه للجراج ليأتي بالسياره .. و تركها تائهه في بحر كلامه.. وحرارة انفاسه .. بريئ كبرأة الذئب من ډم ابن يعقوب ..
تنظر باندهاش الى الجميع.. هي تعلم ان لا . 
سيارة زياد
اتي زياد بالسياره لتصعد فهيمه بجواره و ورده جلست بالمقعد الخلفي ..
استندت براسها على زجاج السياره تتطلع الي الطريق بشرود...
اما هو لا يختلف عنها كثيرا .. كان يتطلع اليها عبر المرآه .. يراقبها بحزن ..يحدث نفسه يود لو تسمعه
لبرهة التقت أعينهم وكأنها تقرأ افكاره لتفصح عينه عن ما بداخله ليحدثها قائلا
ليتكي تدري اني اكره وقتي بدونك.. واني اشتاق لكي وانا معكي بكل ظروفك.. ولو تعبت لتعبك سأظل معكي حتى نفرح سويا ...
بينما هي حالها لا يختلف عنه كثيرا .. كانت تحدثه وداخلها ۏجع يتسلل يزهق روحها رويدا رويدا لتهمس 
ما طلبت من الحياه شيئا
تنهدت تستجمع انفاسها و أغمضت عينيها هروبا من حنان عيونه .
على الجانب الآخر فهيمه تجلس بجواره .. 
تتطلع الي الطريق تفكر ماذا ستفعل عندما تشاهد غريمتها التي سړقت منها زوجها ..
هى تعرف أن هذه الفرصه لكي تشفي غليلها .. وټنتقم منها .. وتثأر لسنين عمرها التي سړقت منها.. رغم عشقها له..
فاقت وهي ترى زياد يصطف السياره أمام المقاپر .. تطلعت من النافذه وجدت حشد من نساء النجع يقفون أمام المقاپر بجوار غريمتها ...
امهلت نفسها قليلا من الوقت .. ظلت تمعن النظر لهم.. ثم هبطت من السياره
استقامت تخطو نحوهم ... تقبل عليهم بشموخها وعزتها... فهي بنت كبيرهم وعز ابيها وفخر اخيها... واليوم ستتوج بتاج الكرامة ... وهي تزف للجميع انها زوجته.. وټحطم قلب غريمتها .. وهي تعلن لها أنه ردها الي عصمته قبل ۏفاته...
كانت تتخطي النساء بالثقة التي يعرفها الجميع عن هذه العائلة...
وقفت أمام المقبره كتفها بكتف زوجته الثانية تنظر لها بغل وكره ظاهر في عيونها هاتفة 
منجلكوش في غالي يالا يا ستات علي بيوتكم ...
تعالت الهمهمات في المكان
فى حين ورده تقف بجوار زوجها زياد تبكي بصمت وستجن من تصرفات والدتها..
فاقت فهيمه علي صوت سيده تتحدث بفظاظه هاتفة 
ازي لا مؤخذه ما كلنا عارفين البير وغطاه
تلبست فهيمه رداء الصبر هاتفه 
بيرك انتي اللي نشف يا حرمه من الغل اللي جواكى..
اللي متعرفهوش أنه ردني قبل ما ېموت..
ودلوقتي بلاش كلام فارغ عاوزه اتكلم مع ضرتي وجوزنا حبيبنا شاهد علينا يالا ..
كانت تتحدث وهي تنظر إلي القپر كمن تراه امامها..
نظرت لها السيده بتكبر وهتفت الي ضرتها 
ربنا يعينك علي ما بلاكي يا أختي قالتها وانصرفت قبل ان ترد عليها فهيمة ..
هبطت الكلمات كالصاعقة علي مسامع الجميع..
تقف ورده تبكي بصمت علي حالها وتدهور تصرفات والدتها ..
بينما يقف بجوارها زياد يتطلع اليها والي الجميع من حولهم باندهاش من هذا الأسلوب الذي يتعاملون به مع بعضهم..
بدأ الجميع في الانصراف حتي اقتربت فهيمه من المقبره تقف أمامها وتتطلع اليها پغضب مما تفعله
نظرت ل عفاف ضرتها هاتفه 
اسمعي يا اللي اسمك عفاف أنا جاي اعرفك أن ردني لعصمته وبقيت زي زيك واكتر كمان .
ابتسمت لها عفاف وهي تهتف بكل هدوء وسماحه نفس 
اللي ما تعرفيهوش بقى ان هو مردكيش الا ما بعد ما قال لي واستسمحني وانا سمحت له ..
اصله كان خلاص بقى بېموت مش هيفرق معايا كتير أنه يردك أو ما يردكيش الموضوع بقى بالنسبه لي عادي..
ما هو انا خلاص اخدت حنيته وعطفه وغيرته وصحته وخوفه عليا ..
كانت تتحدث وهي تريد أن ټقتلها واقتربت منها وطبطبت على ذراعها هاتفه 
مبروك عليكي المرحوم يا ضرتي وأشارت علي المقبره وتركت فهيمه تحترق من ڠضبها .
ظلت فهيمه تبكي وتنوح على حالها وتعاتبه على ما وصلت اليه هاتفه 
ليه تعمل فيا كده.. دانت عشت ندل ومۏت اناني.. دانا عمرى ما اتاخرت عليك في حاجه.. كنت بتقلب الخير شړ واقول عنده احساس بالنقص.. لاكن خسيس وترخصني قدام واحده زي دى ..
ظلت تتحدث حتى سقطت مغشي عليها بين ذراع زياد و ورده التي صدمت من كمية المشاعر الثائرة داخل والدتها.
سيارة يونس
المشهد كالتالى استقلت ابرار المقعد بجوار يونس .. كريمه و صفا و وتين يجلسون بالمقعد الخلفى للسياره
كانت تثرثر الفتيات فى مواضيع مختلفه ..
ليتصيد يونس النظرات لها من وقت للثاني .. لتتجاهل صفا تلك النظرات مخافتا من لفت انتباه والدتها..
ولكن مهلا يا فتاه . هل انتى حمقاء فقلب الام بصله لا تكذب اتجاهتها ابدا.. هى تعلم ما يجول بخاطرك.. تتمنى لكى السعاده من قلبها..
حولت كريمه نظرها للطريق حتى لا
توترها أكثر..
كانت ابرار تتطلع سعيده بجو البلد وما تشاهده من عادات أهلها ..
ورغم ذلك تشعر بانقباض في قلبها ولا تعرف السبب ..
حاولت الا تهتم هي الآن في اسعد اوقاتها جميع ابنائها بجوارها وبخير فهذا هاجس من الشيطان ..
مر بعض الوقت السياره تواصل سيرها .. 
حتي رأت تجمع من الناس .. يثرثرون بصوت عالي علي حاډث إطلاق ڼار .. علي شاب
غريب وقبل ان تستوعب ما تسمعه..
نظر يونس لهم بتوجس قائلا 
ايه الزحمه دى كلها .. كده العربيه مش هتقدر تعدي.. انا هنزل اشوف في ايه عشان اتاخرنا قوي علي طنط فهيمة
ل 
هما مش شايفينه .. ده هرب منهم وهما وقفين يتفرجوا ..
لتهتف وتين بضجر 
ظلت كريمه وصفا ينظرون لبعضهم بتيه هل يعقل أن هذا خطيب صبا السابق
أغمضت كريمه عينها تحمد ربها في سرها ان الله خلص ابنتها من هذه الزيجه الفاشلة ...
اسرع يخرج من السياره و ابرار تحاول أن تسيطر على مشاعر القلق بداخلها
فزعت عندما سمعت صوت يونس يهتف باسم يعقوب ..
لتصرخ وتين بهلع تفتح الباب المجاور لها مسرعه فى نفس الاتجاه الذى سلكه يونس
ترجلت ابرار من السياره دون وعي منها.. تشاهد ابنائها يركضون وراء بعضهم .. هاتفين باسم اخيهم .. لتزداد خفقات قلبها .. ليعتصر فؤادها .. خوفا وقلقا عليه..
كانت تلحقهم كريمه وتسبقهم في الهروله صفا التي كان يأكلها القلق..
تعالت صرخاته
تم نسخ الرابط