وتين الجزء الثاني _نبضات تائهه _ ياسمين الهجرسي
المحتويات
ونظراته تغمرها عشقا...
يتطلع لها بهيام فاض بعينيه وامتلك كيانه لا يدرى متى احبها وكيف ان عشقها توغل بين ثنايا روحه ...
هي معشوقته وحبيبة عمره الذي ظل طوال الليل يتقلب في الفراش ياكله القلق من كونها حزينه...
ابتسمت له برقه وهي تنظر باندهاش هاتفه
ليه بتبص لي كده..
حدث نفسه
ياريتك ما نطقتي انا بصبر نفسى بالعافيه..
انت بتهزر ومش هتعملها
وعالعموم انا كمان أسفه عشان زعلتك..
أستقامت تفر من امامه بسبب نظراته التي تخجلها هاتفه
لو سمحت تنتظرني خمس دقائق على ما اغير لبسي..
هز رأسه قائلا
خدي راحتك انا جايلك عشان مش هسيبك من دلوقتي لحد ما نسافر مع بعض..
وكمان بابا وماما بيجهزوا في الفيلا عشان نمسك الطريق من بدري..
انتهت واقتربت منه هاتفه
انا خلصت..
وقف يطالعها من شعرها حتى قدميها.. مشدوها بجمالها الذى يأسره ...يهتف خافقه سبحان من خلقك وصورك ..
وقفت تجمع بواقى الطعام ووضعتهم في سله المهملات...
جمعت اشيائها واخذت شنطة يدها ونظرت له واردفت هاتفه
يلا بينا
خطت خطوتين باتجاه الباب لم تتمالك حالها عندما وجدته يسحبها من ذراعها
لم يمهلها فرصة الفرار منه ويده الأخرى تثبت راسها من الخلف
ده كان نفسى فيه من ساعة ما تلمسني كده .. انا مش صغيره على الحركات دى .. افتكرتك اعقل من كده ...
ألقت عليه وابل كلامتها ولفت تغادر المكتب لكي تهرب من امامه قبل ان تضعف ..
هرول خلفها وهو يهتف باسمها صبا صبا
تنهدت بيأس والتفتت له تطالعه بنظرات تملؤها الحيره
والتذبذب..
تمعن النظر لوجهها البهى و هز رأسه السفلي بغيظ منها..
سحب يدها ليضيع كفيها بين يديه اخذها وذهب بها الى السياره فتح لها بابها كالأميرات قائلا
جلست بجواره وهي تضحك والسعاده تغمرها على حبيبها الذي يجبر بخاطرها ويدللها ولا تهون عليه محبوبته..
هى تعترف انها احبته ولكن تصرفاته وجرأته معها تربكها وتزيد من خجلها يجعل الكلمات تتعثر على لسانها.. ليزيد من وتيرة نبضاتها التائهه...
فيلا السيوفي
رغم الهدوء الظاهرى للأجواء ولكن ضجيج الحزن يسيطر على القلوب ..
وضعت كريمه يدها على رأس فهيمه تتلو عليها بعض ايات القران الكريم وهي تبكي عليها بقهره وعندما انتهت من تلاوته هتفت
ليه يا حبيبتي عامله في نفسك كده... وليه يهون عليك شعرك بالشكل دا..
دا انتي طلعتي غلبانه قوي يا فهيمه..
واللي يشوفك من بره يقول عليكي ست جبروت ما بتحسيش ولا يهمك حاجة غير نفسك...
وانا اللي لما عرفت انه ماټ قلت انك هترتاحي منه ..
تعالت شهقاتها هاتفه
عمري ما
على فكره انا اللي مزعلاك ...
يقول لي عارف... بس طيبه قلبك هي اللي هتصالحني...
كان شاطر في الكلام الحلو.. عمري ما نسيت كلامه ليه..
كان كل مره نزعل من بعض واجي عليه ياخدني نصلي... وبعدها يقول لي
انا عارف انك بتحبينني حتى وانت غارقه في ظلامك...
احبك وانت مليئه بالندوب النفسيه...
حتى وانت عاجزه عن حب نفسك...
ساحبك رغما عنك... لم ولن تخلق انثى غيرك تقدر على امتلاك ما ينبض بين اضلعي...
فانت فهيمتي وفهمي وتفهمي للحياه ...
ظلت تبكي بحړقة وآهاتها تخرج من اعماق قلبها تكوى فؤادها تنعى حبه اردفت هاتفه
تفتكري يا كريمه ليه سابني وراح اتجوز غيري وازاي قدر يعيش معاها كل السنين دي...
ليه سابني اتعذب لوحدي.. وليه يعترف بحبه ليا وهو بېموت... ليه اناني حتى في مۏته عاوزني اعيش مېته متعذبه... صح...
يا ريتني اموت بس ليه ېموت وانا مش مراتة... ليه يحرمني منه دنيا وآخره... دانا عشت عمري كله علي أمل أنه يردني...
ابتسمت لها كريمه بسعادة هاتفه
يعني لو عرفتي انه ردك لعصمته وكتب عليكي من جديد وقبل ما ېموت حكي كل حاجه للحاج محمد مش هتزعلى ..
اعتدلت في جلستها وهي لا تصدق ما تسمعه اخذت تهز راسها يمين ويسار وتضغط على اذنها كى تسترق السمع
وتتأكد من حديث كريمه هتفت
انتي بتهزرى صح .. لا لا لا لا شكلك بتتكلمي بجد ..
أمسكت زراعها تهزها انتي بتقولي ايه وضعت يدها على رأسها تدور حول نفسها
انا مش مصدقه نفسي..
حالة من الهذيان
واللاوعى سيطرت عليها .. كانت تضحك تاره وتبكي تاره أخرى.. تصفق على يديها كالاطفال .. تقفز بسعاده عكس حالة الحزن المسيطره عليها...
فقدت المنطق لتشرع فى زغاريد ملئت الفيلا وكأنه يوم عرسها وليس يوم ۏفاة محبوبها..
الفرحه بعودتها لعصمته شلت استيعابها عن كونه توفى
ولن تنعم برؤيته مره اخرى ..
ولكن بداخلها تجدد الأمل فى اللقاء فى جنة الخلد..
ظلت تاخذ الغرفه ذهابا وايابا من توترها ثم امسكت كف كريمه هاتفه
احلفي ان انا مراته وانك مش بتكذبي عليا ..
ابتسمت لها كريمه واجابت
وحياه راكان ابني اللى مش هحلف بيها كدب ..
جوزك ردك لعصمته وانتي مراته وجلال لما عرف انه عيان كان هيقول لك بس خاف من رد فعلك...
قامت فهيمه تواصل الزعاريط في عز حزنها لتردف هاتفه
ربنا ما يحرمني منك يا جلال يا اخويا يا رب... ما حدش فاهمني قد اخويا جلالربنا يسعدك ياحبيبى ويفرحك برجع الغايب..
ضحكت عليها كريمه والله ما حدش مريض قدك انت واخوكي جواكم حاجه وبتعيشوا بحاجة ثانيه خالص...
هتفت فهيمه بس جلال عملها امتى!
ردت عليها كريمه ايام مكان شيطانه سيؤه بتوكيل اللي انتي عمله له..
انت عارفه انهم كانوا قريبين من بعض.. ورغم انه طلقك فضلوا أصحاب.. ولما طلب انه يردك جلال وافق..
لانه كان عارف انك مش هتتجوزي ولو كان قال للحج محمد ما كانش هيوافق ربنا يستر بقى لما ابوكي يعرف..
ودلوقتي صلي واقرأي قرآن واترحمي عليه... وادعي له بالرحمه... وبيتهيأ لي كده هتغيري رايك وتيجي معانا العزاء صح..
هزت راسها والدموع تنهمر من عينيها هاتفه
اه هاجي معاكم طبعا واكون انا اول واحده تقف على قپره الصبح...
انا هروح البس بسرعه ..
ذهبت ترتدي ملابس تليق بالعزاء.. وتعد حقيبه سفرها.. وتركت كريمه تذهب الى غرفتها كي تستعد هي الاخرى ..
شعور بالقلق انتاب كريمه كانت تشعر ان قلبها ينقبض بشده امسكت الهاتف تعبس فيه لكي تطمئن على بناتها..
هاتفت صبا بعد عدة رنات اجابتها قائله
ايوه ياست الكل طمنى قلبك انا كويسه... ومعلش معرفتش ارد على تليفونك... عشان كان عندى مرور على عمليات مستعجله...
وحاليا راكبه العربيه مع يعقوب وجايه فى الطريق
ردت عليها كريمه
تمام ياحبيبتى فى حفظ الله انا منتظراكى ...
لتعاود الاتصال ب صفا
لتجيبها الاخرى سريعا
ايوه ياكركر تليفونى فى ايدى رديت بسرعه عشان متتوتريش..
ياامى انا فى بارتيشن الورود بتاعى هخلص واجيلك بسرعه..
هزت كريمه راسها بيأس من اصرار ابنتها على النزول اليوم رغم انه كان بإمكانها الاعتذار ..
ولكن مش هتبقى بنت جلال لو مورستش منه العند ..
هتفت قائله
ربنا يهديكى ياحبيبتى خلصى بسرعه اختك فى الطريق .. مش عايزين نتأخر ..
قالت صفا ممازحه لها
فوريره ياست الكل مسافة الطريق
اغلقت كريمه الهاتف وبعد ان أطمئنت عليهم
اتصلت على زوجها فيديو كول هاتفه بلهفه
جلالحبيبي انت كويس كانت تبكي وهي تحدثه..
ضيق ما بين حاجبه قائلا
مالك يا قلبي پتبكي ليه يا عمري مين اللي زعلك.
هزت رأسها بنفي مفيش يا جلال قلبي مقبوض من بالليل... ومش عارفه ليه مش مرتاحه دى كل الحكايه ..
ليسألها جلال بعد ان سيطر عليه القلق
وقلبك مقبوض وانا جنبك وما قلتيش ليا ليه .. لسه مش قادره تصفيلي يا كراميلا ...
هتفت وهي تتهرب من اجابتها عليه ايه اخبار العزاء عندك
رد عليها وهو يهز راسه بتفهم من مغزى كلامها
علم انها تتهرب منه ومن الرد عليه قائلا
الدنيا تمام ورتبنا كل حاجه عشان نستقبل المعزيين في السرايا...
بعد طبعا ما اعلنا على المقاپر ان هو رد فهيمه لعصمته...
بيتهيألي لو ما كنتش قلت للحج واحنا جايين ... رغم اني اخذت كميه عتاب ولوم يكفوني بقيت عمري...
ده كان ممكن يضربني پالنار .. واندفن انا كمان جنبه..
بس هدى لما راح المستشفى وشاف حالته متأخره...
هو عشقها من زمان ومقدرش قلبه يتخطى حبها..
العند ركبهم والكبر فرق بينهم ..
لو تسمعيه وهو بيقوله ڼار كبرها وتسلطها ولا جنة فرافها عنى...
قلبك يوجعك على حاله ..
لولا كلمتين ابو ورده هدوا الحج من ناحيتى لكنت طلعت انا وهو على خشبه واحده ..
هتفت بلهفه وحب وصوت مغلف بالعشق
بعيد الشړ عليك ليه يا جلال لتانى مره بتقول كده ليه ... انا ما اقدرش استحمل الدنيا من غيرك
فاقت لما تفوهت به وهتفت بتلعثم
يلا هسيبك دالوقت عشان انا اقوم اجهز كلها كم ساعه واكون عندك...
واغلقت الهاتف قبل ان تستمع الى رد.. فنبضاتها التائهه فى حضرته تعلن العصيان...
ورد الصفا
على الرغم ان نسمات فصل الشتاء تملئ الأجواء ولكن اليوم مشمس دافئ ورائحة الزهور
تعبق المكان..
كان تقف مع مهندس الديكور وسط محلها تشرح له ماذا تريد..
تشاور بيديها يمين ويسار على وضعية ترتيب الزهور فى اماكنها حتى سقطت عينيها على هذا الثائر الغاضب
الذي يستند على سيارته ويشاهدهم پغضب..
توعدت له داخل نفسها ان ټحرق أعصابه وتسقيه من كأس الغيره الذي ېحرق الرجال.
ظلت تتحدث وهي تبتسم وابتسامتها تشرق كشروق الشمس في وسط السماء..
ا
ياترى فاضل كثير ولا ايه بقى لكم ساعه بتتكلموا في ايه...
ده ما كانش شويه ورد ما لهمش لازمه.. انتي هتعيش الدور..
ليمعن النظر للمهندس باستهزاء وهو ينظر له من اسفل الى اعلى قائلا
وانت مش ناوي تبطل تتسهوك زي البنات
ثم حول نظره اليها پغضب قائلا
وبعدين انت ازاي تيجي تقابليه من غير ما تقوليلي وانا سمحتلك أنك أصلا تخرجي من الفيلا
رفعت حاجبها له بسخريه هاتفه
ان شاء الله ايه اللى يخليني اخذ الإذن من واحد زيك..
حولت نظرها الى المهندس بأسف وهي تبسط يدها واعطت له المفتاح هاتفه
اتفضل يا هندسه عشان انا هسافر
متابعة القراءة