عمر. ج3

موقع أيام نيوز

من غرفته التي شاركته بها لوتس...ومازالت ليلة أمس محفورة بداخله....ولن يستطيع نسيانها...
دخل مكتبه دون ان ينتبه لأحد....ثم جلس علي مقعده واضعا وجهه بين يده متنهدا بتعب ...ليقف أمامه يزن بعد فترة قليلة ينظر له ....بتعجب قائلا مالك يا عمر...انت عامل كده ليه....
لم ينظر له...بل ظل علي وضعه ليتحدث بصوت مكتوم 
لوتس عرفت اني اتجوزت ليلي....وسابت البيت ومعرفش عنها حاجة...
شعر يزن بالحزن والذنب...هو لم يتوقع أن يتألم عمر من رحيل لوتس...ربما هي تفعل لانها تحبه...لكن هو لايحبها....ام انه تخيل ذلك....
ساد الصمت قليلا قبل ان يقول
طيب وايه يعني....انت مبتحبش لوتس...ايه مضايقك انها مشيت....
انتبه عمر لسؤال يزن ليرفع نظره بشك هامسا باستفهام 
تفتكر مين قال للوتس اني اتجوزت ليلي....
ساد الصمت للحظات ....ليتأكد عمر من شكه عندما ألتزم الصمت بنظراته المرتبكة....
حينها لم يستطع ان يتحكم بحاله ليقترب منه هادرا پغضب
انت...انت يايزن ليه....اديني سبب ...ليه ...الضړبة تيجي منك ...تخربلي بيتي...
هدر الآخر بعصبية مماثلة هاتفا 
ايوا انا....وبيت ايه الي خربته ....انت اصلا مكنتش بتحبها...
سأله بترقب وشك
وانت بقي الي بتحبها....
تمني أن يسمع منه أي إجابة تفيد بالنفي الا أن الرد كان بالنسبة له صدمة...
ايوه بحبها...حبيتها من اول مرة.....بس لما لقيتك هتتجوزها...سكت مرضتش اتكلم ....قلت خلاص دي هتبقي مرات اخوك....بس ڠصب عني بحبها....
ابتعد عمر عنه پصدمة....ليضحك وبشدة...مما أثار قلق يزن عليه...ليهتف
اهدي يا عمر مالك......
ابتعد عنه هاتفا بعد ان هدئ من الضحك 
عارف النهاردة بس خسړت كل الناس الي في حياتي...لوتس وانت....حتي ليلي...وامي الي اكيد لما تعرف الي حصل هخسرها....روح يابن عمي...سبني لوحدي...اصل شكلي كده لازم اتعود علي الوحدة....
خرج يزن عقب كلماته وبداخله ندم على مافعله...خاصة بعد ان وجد بن عمه الوحيد في تلك الحالة التي لم تحدث من قبل....
بعد عدة ايام...في ريف فرنسا كانت تجلس بمزرعة خالها ....وسط الطبيعة الخلابة...تنشد من هدوء المكان الراحة...التي لم تنعم بهامنذ رحيلها عن مصر...
شردت بزواجها من عمر....الذي كان كالحلم...الا أنه انتهي سريعا رغم أنه لم يطلقها الي الان...الا انها لا تحتمل العودة له...لمست البروز الصغير الظاهر من بطنها لتبتسم....رغم كل شئ هي سعيدة بوجوده بداخلها...ومهما أنكرت فهي رغم ما حدث مازالت تحب عمر....زوجها...ولكن الي متي...
جلس خالها بجانبها مبتسما وهو يربت على يدها القابعة علي بطنها
برقة هاتفا ايه...الجميل سرحان في ايه...
نظرت له والابتسامة تزين وجهها...قائلة 
ابدا باخالو انا هنا اهو...
ضحك قليلا قبل ان يهتف بمرح
يعني انت هنا مش هناك.....طب كويس والله...
ابتسمت له بينما هو أكمل حديثه 
وحفيدي عامل ايه...
الحمد لله كويس...
تأملها قليلا قائلا 
طيب ....وأبو حفيدي ...ناوية تعرفيه بحملك ولا لسا مصرة علي عنادك...
زفرت بعدم ارتياح متحدثة ببرود 
عادي يعني...انا هعرفه...بس مش دلوقت ياخالو....قبل ولادتي هنزل مصر ...ويومها هعرفه....
هو لسا مش راضي يطلقك...
نفت برأسها قائلة 
مش عارفة...انا مستغربة من موقفه...وهو اصلا مبيحبنيش...
هتف مسرعا
متأكده....متأكدة أنه مبيحبكيش...
اه طبعا.....أجابت بتعجب...
ليكمل هو
بس انا مش شايف كده....انا شايف انه بيحبك....انا هسالك سؤال انت ممكن ترجعي لعمر..
لا طبعا...انت بتقول ايه ياخالو ....وكرامتي...
هز رأسه بيأس قائلا 
يابنتي الدنيا اقصر من الي بتقوليه ده...واننا نضيعها على خناق وكرامتي وكرامتك....عارفة يا لوتس انا في لحظة ضعف اتجوزت على سوزان مراتي لما كنت في مصر...وفضلت سنة أنزل إجازات واقابل مراتي التانية...الي كانت حبي الاولاني...بس شاءت الظروف وعرفت لما مراتي التانية خلفت كريم...وقتها طلبت الانفصال ....
ونفذت طلبها...
اجابها بابتسامة 
مقدرتش يابنتي...انا بحبها...في اللحظة الي عرفت فيها بكده كنت خلاص بخسرها...بس الي حصل ان مراتي التانية طلبت الطلاق عشان انا بهملها غير انها اتأكدت اني مش بحبها....
ابتسمت له قائلة 
غريبة ....وازاي سوزان رجعتلك...
اجابها بمرح 
رجعت بعد ماربتني...واتأكدت اني بحبها...
همست بتساؤل
وربتك ازاي...احكيلي ياخالو
قام من مكانه قاصدا الدخول للمنزل متحدثا بمرح...وهو يغمز لها 
ابقي اسأليها..يمكن تحتاجي تربي حد...
اكمل طريقه بينما هي تتساءل هل تعود لعمر...ام هذه هي
الثامن والعشرون
يجلس علي مقعده...ويدور به وبداخله يتألم ...تسائل بداخله كم مر من الوقت علي رؤيتها ولمسها...ارجع رأسه للخلف ونظراته الشاردة الحزينة تتأمل صورتها القابعة على مكتبه....أوقف دوران المقعد هامسا لصورتها 
ياتري انت فين يا لوتس...انا تعبت...بقالي سبع شهور مشوفتش عينيكي... 
بعد ثواني امسك بهاتفة الموجود أمامه على المكتب ناويا الاتصال بوالدته...ابتسم بسخرية ...فحتي والدته تركته...وسافرت لمنزلهم بالإسكندرية...ارجع زاكرته الي يوم ان أخبرها بما حدث .... 
عندما هاجمته هاتفة اديك خسړت مراتك...استفدت ايه يا عمر...فهمني استفدت ايه...مراتك كانت بتحبك...ليه يابني ...ليه بتكرر غلطة أبوك.. 
غلطة ابويا ازاي... 
تنهدت بتعب لتجلس علي المقعد الموجود خلفها قائلة بنبرة مټألمة...وكأنها تسترجع احزان الماضي 
ابوك كان خاطب قبلي....كانت حب حياته.....بس ماټت في حاډثة قبل الجواز ...كان رافض الجواز...لغاية ماجدك الله يرحمه اختارني قرر ان يخطبله بنت عمه...الي هي انا...عارف كنت بحب أبوك...بس هو فضل عامل فاصل بيني وبين قلبه....مع اني كنت بحس انه بيحبني...بس طول عمره كان جامد... 
ساد الصمت قليلا قبل ان ترفع نظرها له قائلة 
عارف قال بحبك امتي يا عمر...قبل مايموت بساعات... 
اقترب منها ثم انحني علي ركبته ....ليمسك بيدها ظهرها هامسا سامحيني ياماما...متزعليش ان شاء الله هلاقي لوتس و هصلح كل حاجة.... 
رجع من زكرياته...شاردا...والدته
تم نسخ الرابط