نذير شؤم بقلم ناهد خالد

موقع أيام نيوز

واستحملت معايا كتير كنت ونعمه الزوجه وكنت بتعاملى إبراهيم ومحمد كأنهم ولادك وعمرك ما قبلتى إنى أظلم سريه رغم أنك كنت يادوب مفتش أسبوع على جوازنا وقولتيلى روحلها يا حاج وأقعد معاها كام يوم عشان متحسش أنك هتملها وترمى طوبتها عشان لاقيت بديل طول عمرك طيبه وحقنيه وأولادك طالعينلك هتوحشينى يا رحاب هتوحشينى ويعز عليا فراقك ربنا يجمعنى بيك قريب على خير 
دلف محمد لشقة سريه وهو يقول 
حد ييجى عشان المغسله جايه وأمى هتبقى معاها جوه بس هيحتاجوا حد يناولهم المايه .
هتفت نواره حين وجدت زينب هى الأخرى مڼهاره بالبكاء مع سمر التى بين أحضانها 
ينفع أجى أنا 
أومئ بإرهاق 
تعالى يانواره عشان يمنى مش هنا عند أهلها أنا بعتلها بس بيت أهلها بعيد .
وقفت سريعا وهى تقول 
مش مشكله تيجى براحتها .
سبقها محمد للخارج فوجد يوسف جالسا على الدرج أمام باب الشقه لم يلاحظه فى بداية الأمر لبعد الدرج قليلا عن باب الشقه لكنه انتبه له الآن اتجه له حتى وقف جواره فوضع كفه على كتف الأخير وهو يقول 
وحد الله يا يوسف .
غمغم بهدوء رغم ملامحه التى تصرخ حزنا 
ونعم بالله .
خرجت من شقة سريه لتجد يوسف جالسا على الدرج و أخيه يقف بجواره كادت تتجه له لكن قطعها وصول المغسله فوقف يوسف سريعا متجها للشقه دون حديث ..
اتبعه الجميع فاستمعوا ليوسف يقول لأبيه الذى خرج من الغرفه للتو 
أنا عاوز أقعد معاها شويه
.
نظر منتصر للمغسله والمغسله التى دلفت يحملها صبيان من أهل المنطقه وأعاد النظر لولده فقال بتنهيده 
متتأخرش .
دلف سريعا للداخل مغلقا الباب خلفه ...
لتشهد الدقائق التاليه انهياره كطفل صغير بين أحضان والدته للمره الأخيره ...
أسبوع مر ولم ترى يوسف من حينها لقد اعتكف بعيدا عن كل شئ حتى أنها عندما تذهب لترى سمر وتطمئن عليها لا تراه فقد فضل البقاء فى شقته مبتعدا عن الجميع ذهبت اليوم كعادتها فى الأيام الماضيه للإطمئنان على سمر فقابلته أثناء دلوفها من باب المنزل وقفت تنظر له بصمت تتفحص مظهره الذى بدى عليه الاختلاف .. بدا وجهه أنحف وعيناه غائره والهالات السوداء ظهرت بوضوح أسفلها وذقنه الناميه على غير العاده لم يكن بحاله جيده أبدا .. قطع شرودها صوته المبحوح الجاد 
تعالى عشان هنفتح العياده .
أومأت له سريعا موافقه وارتدت للخلف كى تفسح له الطريق فخرج متجها لعيادته وتبعته هى بصمت 
وصلا للعياده ودلف لغرفة الكشف فتبعته وهى تسأله بهدوء 
تحب اعملك قهوه 
أومئ بصمت فنظرت له لثوانى بتفحص ثم هتفت 
بس هو أنت كلت 
زفر بإرهاق وقال 
أعملى القهوه يانواره .
أومأت بموافقه وهى تدرك أنه لم يأكل فحين كانت جالسه ذات مره مع زينب وسمر قالت زينب حينها أنه لا يهبط للأكل معهم وحين تبعث له بالطعام يأكل منه القليل جدا وأحيانا لا يأكل أساسا ..
_غابت لدقائق ثم عادت دقت الباب ودلفت لتجده مستندا برأسه على ظهر الكرسى الهزاز وضعت ما بيدها على المكتب بعدما أزاحت ما عليه جعد أنفه يشم جيدا حينما عجت الغرفه برائحه طعام شهيه فتح عيناه باستغراب فبصرها تفتح أغطية الأوانى اعتدل فى جلسته باستغراب فوجدها تهتف بحماس 
حظك حلو أنا بقى عامله النهارده شوية ملوخيه ورز وفراخ هتاكل صوابعك وراهم وجبتلك عيش كمان لو عاوز .
قطب حاجبيه باستغراب متسائلا 
فين القهوه 
نظرت له ببراءه وقالت 
بعد الأكل يا يوسف .
التمعت عيناه بنظره خاصه حين نطقت باسمه مجردا من لقب دكتور لأول مره وجد نفسه يبتسم وهو يتابعها بعينيه وهى تكمل فرد الطعام ووضعه أمامه فى طبق مخصص له لكنها توقفت فجأه حين أدركت ما قالته سهوا فنظرت له لتجده يتابعها بعينيه فهتفت بحرج 
أنا آسفه يا دكتور أنا بس مخدتش بالى.
ابتسم بهدوء يقول 
ياريت متخديش بالك على طول ..
نظرت له ببلاهه وهى تردد 
ها !
ضحك بخفوت وهو يقول 
ها ايه بس ! بصى بلاش دكتور دى غير لما نكون فى وقت العياده غير كده قوليلى يا يوسف عادى .
حمحمت بخجل وهى تضع الملعقه أمامه وقالت 
دوق بقى وقولى رأيك .
نظر للأطباق أمامه
فوجدها وضعت الأرز والدجاج فى طبق وطبق صغير وضعت فيه الحساء الأخضر ذم شفتيه برفض وهو يقول 
هو أنت مالك حطتيلى الأكل فى طباق لوحدى زي الكلب كده ليه !
ردت سريعا بتبرير 
لا والله مش قصدى أنا بس قولت عشان تاخد راحتك .
التقط طبق الحساء وأعاده للطبق الرئيسى مره أخرى ثم وقف وهو يقول 
تعالى نقعد على الكنبه أحسن .
نقل معها الأطباق للطاوله الصغيره الموضوعه أمام الأريكه وجلسا فوقها مع الحفاظ على مسافه مناسبه بينهما .
بدأو فى تناول الطعام فهمهم يوسف بلذه وهو يقول 
الله ايه الملوخيه دى طعمها حلو اوى ..
ابتسمت وهى ترد عليه 
مسكره .
نظر لها بعدم فهم فأوضحت 
لما بتبقى الملوخيه طعمه بيقولوا عليها دى مسكره .
ابتسم بإيجاب 
هى فعلا مسكره تحسى فيها حاجه غريبه كده بس مميزه والفراخ بقى نفس الفراخ الى كانت بتعملها ماما بالضبط .
قال
تم نسخ الرابط