قصه كامله

موقع أيام نيوز

 

صوته ضعيفا قائلا 

_ ززين زينا بنتي !

حركت زينا رأسها مستنكره كلامه قائله ب بكاء 

_ لأ  لأ مش بنتك  ج جاي دلوقت تقول كده  رميتنا زمان لمجرد إنك كاره تجيلك بنت  و دلوقت أنت السبب إننا نعيش حياتنا كلها من غير أب و لا أم  لأ بس الحاج على كان أكتر من أب لينا  حتى لو كنت أنت في حياتنا ماكنتش هتعمل حاجه من اللى هو كان بيعملها معانا  ع عارف ل ليه  لأنك عمرك ما عرفت يعني أيه أب  عمرك ما عرفت يعني أيه أنسانيه من أساسه  لأن عمر ما كان عندك قلب  و دلوقت الغلابه اللي جوه بين الحياه و المۏت بسببك  هتبقي السبب في مۏت عيالك بأيدك !

لم يتحمل عاصم أنفجار زينا ب هذه الكلمات عليه و جلس علي أقرب مقعد مطأطأ الرأس و العبرات تنهمر شلالات من عينا مترجيا أياها ب خفوت 

_ كف كفايا يا زي زينا  أنا مش مستحمل كلام كلامك ده !

مالت زينا ناحيته قليلا صائحه ب ڠضب 

_ دلوقت مش مستحمل  لم كل حاجه بانت و ظهرت بقيت مش مستحمل  عارف يا عاصم بيه  أنا تفوق أختي  و أخدها و نختفي من العالم خالص بسببك !

خرج أحد الممرضين غاضبا و هو يقول بتحذير

_ ماينفعش كده يا جماعه  أنتوا في مستشفي مش في سوق  الصوت العالي ممنوع !

في هذه اللحظه أرتخي جسد عاصم تماما و فقد الوعي و أسرع أدهم و جمال ناحيته لأيفاقه و كذلك أجتمع كم من الممرضين و الأطباء ليعرفوا ماذا صار معه و أخذوه سريعا إلي غرفة الفحص  بينما كانت زينا تستند بكتفها و رأسها على الحائط و تركت لجام عبراتها و هي تشاهد ما يحدث أمامها لعاصم دون أن تهتز لها شعره أو يغمض لها جفن !

 

ب اليوم التالي 

علم معتز بم صار لنور و أسرع إلي المشفي المتواجدون بها بينما حجز كلا من جاسر و نور ب العنايه المركزه أما عن عاصم فقد أستعاد وعيه و لكنه ظل صامتا فقط العبرات تنهمر على وجهه 

دخل أدهم إلي الغرفه المتواجد بها عاصم و جلس على مقعد بجانبه قائلا ب هدوء 

_ الحمد لله حالة نور أستقرت و الدكتور قال إنها هتفوق النهارده إن شاء الله  أما جاسر ربنا يقومه ب السلامه  الدكتور قال حالته خطيره لأنه هو اللى خد الخبطه كلها و هو بيحمي نور 

أغمض عاصم عينيه ب آسي لتنساب العبرات ب غزاره على وجهه و هو يطلق تنهيدات مريره 

و لأول مره أشفق أدهم على حال عمه  ف هذه هى المره الأولى التي يري فيها هذا الجبل ذو الجبروت و القوه و السلطه يبكي متحسرا على ما أصابه فهز رأسه بيأس وهم ليقف حتى أسرع عاصم ب أمساك يده و نظر إليه برجاء من بين عبراته 

جلس أدهم مرة أخري و أمسك ب كف عاصم بين يديه و هو ينظر إليه متآملا حاله و العبرات تملأ عينيه و لكنه يقاوم سقوطها 

أخذ عاصم نفسا طويلا و زفره ب هدوء قبل أن ينطق ب 

_ سام سامحني يا أدهأهم 

حرك أدهم رأسه إلي أعلى و أسفل و هو يحاول رسم البسمة على ثغره و تحدث ب هدوء قائلا 

_ أنا مش زعلان منك يا عمى  المهم بناتك !

بكي عاصم ب حسره و هو يطلق شهقات قائلا ب مراره 

_ أن أنا خسړت عي عيالى ك كلهم يا أدهم  خسرتهم  نهله ماټت على أيدي  و نور و زينا عم عمرهم ما هيسامحوني  و ج جاسر الله و أعلم هي هيعيش و لا لأ  و ده ده كله بسببي أنا اااااه 

لم يستطع أدهم أن يحبس عبراته أكثر من هذا ف تركها لتملأ وجهه قائلأ ب ضعف 

_ هيعيش  هيعيش إن شاء الله  و نور و زينا هيسامحوك إن شاء الله  دول أطيب مما تتخيل  و عمر ما قلبهم قسي على حد  و نهله بقي  ربنا أرحم بيها !

ظل عاصم يطلق أنينا مصحوبا ب بكاءه و وقف أدهم تاركا أياه يبكي حسرة على ما أقترفه ليس في حق أبناءه فقط  و لا حق عائلته فقط  بل في حق أناس كثيرون !

قضي كلا من عمر و مها الليله كامله ب كافيتريا المشفي بعيدا عن عاصم حتى لا يشتبكوا مع و كانوا يطمئنوا على حالة نور من حين لأخر  و لكنهم لم يعرفوا حقيقة نسب نور 

حدق عمر ب مها التى كانت ملامحها ذابله تماما من كثرة البكاء  و عيناها منتفخه ف هو يعلم مقدار حبها لنور  و ما حدث لرفيقة حياتها أمام عيناها ليس ب الأمر الهين ف تحدث ب هدوء 

_ مها  مها يا حبيبتى أنت لازم ترجعى البيت تغيري هدومك الڠرقانه ډم دي و تاخدي شور و ترتاحي شويه 

نظرت إليه هي ب ذهول قائله 

_ أستريح !

ثم تابعت ب بكاء 

_ أنا لا يمكن أستريح و نور بالشكل ده  آآآه يا نور  آآآآه ياريتنى كنت أنا يا حبيبتي  ياريتي أنا 

أشفق عمر على حالها كثيرا و وقف و أتجه ناحيتها و أسندها لتقف لأن قوتها قد باتت مڼهاره  قائلا ب أصرار 

_ أنت لازم تروحي دلوقت  على الأقل تغيري هدومك و نيجي على طول ياستى 

أنصاعت مها لكلام عمر و لكنها تحركت معه جسد بلا روح 

 

ب القاهره 

وصلت الشرطه إلي قصر الشناوي و ظلوا يطرقوا الباب پعنف حتي فتحت أحدي الخادمات الباب و فزعت بمجرد أن رأت الشرطه أمامها 

صاح مروان ب الخادمه قائلا 

_ فين عاصم الشناوي !

وضعت الخادمه كفيها على فمها قائله ب نبرة مهتزه 

_ م مش  م موج موجود !

أشار مروان للعساكر التى مه قائلا ب صياح

_ فتشوا البيت  يلا !

أنصاع العساكر لأوامر مروان و شرعوا ب تفتيش القصر و أثناء ذلك نزلت صفاء جامدة الملامح خالية الروح و وقفت قبالة مروان قائله ب جمود 

_ عاصم في الفيوم 

عقد مروان حاجبيه متسائلا و هو ينظر إليها

_ أنت تبقي مين  و هو بيعمل أيه هناك !

أغمضت صفاء عيناها ب آسي و العبرات تنهمر على وجهها قائله ب ضعف 

_ أن أنا أبق أبقي مراته  و هو راح الفيوم علش علشان يخلص علي ابني الوحيد اللي باقيلي !

شعر مروان بريبه وراء حديث تلك المرأه ف تابع ب 

_ أنا مش فاهم حاجه من كلامك  ممكن توضحي لو سمحتى

 

تم نسخ الرابط