تحت سقف واحد

موقع أيام نيوز


وقال بعذوبة
هو مش احنا حضرنا وعملنا الواجب ماتيجى نمشى بقى
ضحكت وقال برقة
أحنا لحقنا !
قال بنظرة تعرفها جيدا
أنا بقول نروح بقى.. أصل احنا مخلصناش موضوع السياحة بتاعنا
أبتسمت وقد احمرت وجنتاها وقالت
هو الموضوع ده مش هيخلص ولا ايه دى مكانتش كلمة دى
وقال 
لا طبعا مبيخلصش .. أنا راجل بحب الأتقان و الشفافية !

فجأه وبدون سابق أنذار شعرت مريم بالتوعك الشديد وهى تجلس إلى مائدتها هى ويوسف أمسك يوسف كتفيها وقال بقلق
مالك يا مريم
ظهرت علامات الألم على وجهها وقالت بصوت متقطع
مغص بيقطع فى بطنى يا يوسف الحقنى
وأسندها إليه برفق وهو يحاول أن لا يلاحظ أحد ما يحدث وبمجرد أن خرجت إلى الهواء استنشقته بقوة شديدة ثم بدأت فى التقيأ إلى أن أفرغت ما فى معدتها حتى شعرت بالإعياء الشديد وخارت قواها كانت متشبثة به وهى تسير بجواره حتى وصلا إلى السيارة ثم سقطت مغشيا عليها.
هتف بها يوسف يحاول أن يعيدها إلى وعيها ولكنها لم تستجب له أزداد قلقه عليها ووقف حائرا هل يدخل لينادى أختها أو والدته أم يذهب بها إلى أى مشفى قريبة وأخيرا قرر أن يأخذها إلى أقرب مشفى منهم
وأدخلها برفق فى المقعد الخلفى وانطلق بها وقلبه ينتفض خوفا عليها ظل يبحث بعينيه وهو يقود سيارته عن مشفى يمينا ويسارا تارة وينظر إليها فى مرأته تارة أخرى وكلما ابتعد ولم يجد شيئا ضړب المقود بقوة وأخيرا لاحت له من بعيد لوحة مضاءة كتب عليها اسم طبيبة لم ينتظر حتى يعرف تخصصها وإنما أوقف سيارته فى سرعة وخرج منها فتح الباب الخلفى وأخرجها بحذر حتى لا تصطدم رأسها وأغلق الباب بقدمه بأهمال وصعد بها بمجرد أن خرج من المصعد ووقع بصر بعض النساء اللآتى كن يجلسن بجوار باب العيادة حتى أسرعن إليه بتلقائية وأسندوها حتى غرفة الكشف الداخلية ألقت الطبيبة نظرة عليها وقالت بشك
حصلها أيه
قال بقلق
أحنا كنا معزومين فى فرح قريب من هنا وفجأة بطنها وجعتها أوى وبعدين بدأت ترجع جامد وأغمى عليها
فتحت الطبيبة جفنيها ونظرت فيهما وشرعت فى فحصها ثم التفتت إلى يوسف قائلة
هو حضرتك تبقلها ايه
تلعثم فهل يقول زوجها أم طليقها فحسم الأمر قائلا
أنا جوزها
أرتباكه لفت نظرها فنظرت له بريبة وقالت ببطء
طب اتفضل حضرتك استنى بره لحد ما اكشف عليها
خرج مسرعا وأغلق الباب خلفه أستند برأسه إلى الحائط والقلق ينهش قلبه نهشا أخرج هاتفه واتصل على والده وأخبره بالأمر وبعد دقائق وجد حسين يخرج من المصعد ويقبل عليه بلهفة قائلا
خير يابنى
قال يوسف بلوعة
لسه الدكتورة بتفوقها
نظر حسين إلى اللوحة على باب العيادة وقال بدهشة
وجايبها عند دكتورة نسا ليه.. مودتهاش مستشفى ليه
نظر يوسف إلى اللوحة ثم عاد بنظره إلى والده وقال بضيق
هو انا لقيت حتة تانية يابابا ومودتهاش .. ده انا كل ما اسأل حد يقعد يبصلى ويبص عليها وهى نايمة ورا وبعدين يقولى معرفش.. وبعدين أكيد يعنى هتعرف مالها ماهى دكتورة برضة
وبعد دقائق أخرى خرجت

مريم وهى تستند إلى يد مساعدة الطبيبة التى أوصلتها للخارج وأوقفتها بجوار يوسف أستندت مريم إلى ذراع عمها وهى تبكى بشدة وتنتفض حسين بقلق قائلا
الحمد لله يابنتى انك فوقتى
قالت مساعدة الطبيبة بابتسامة 
الحمد لله كانت أغماءه عادية متتخضوش كده...
ثم ربتت على ظهر مريم قائلة بعطف
نفسى اعرف بتعيطى ليه دلوقتى
قالت مريم من بين دموعها وهى تشيح بوجهها 
مفيش ... لسه بطنى بتوجعنى شوية
ربتت على ظهرها مرة أخرى وقالت بابتسامة 
طيب ماهو ده عادى ... مش الدكتورة فهمتك كل حاجة !!
الفصل الحادى و الثلاثون
حمد لله على سلامتك يا بنتى ده انا اټخضيت أوى لما يوسف كلمنى وقالى أنك أغمى عليكى
جففت مريم دموعها وهو مازال بحنان وقالت بخفوت
ربنا يخاليك ليا يا عمى متقلقش عليا .. الدكتورة قالتلى ان يمكن اكون أكلت حاجة ملوثة و الحمد لله أنى رجعتها بسرعة
مسح حسين على رأسها قائلا
الحمد لله يابنتى .. يالا اركبى علشان اوديكى البيت وارجع آخد عفاف والولاد من الفرح شكلك تعبانة
تدخل يوسف قائلا
أرجعلهم حضرتك يا بابا علشان محدش يقلق .. وانا هوصلها
نظر لها حسين وكان يتوقع أن ترفض ولكنها قالت
خلاص ياعمى يوسف هيوصلنى
أبتسم للمرة الأخيرة وهو يربت على ظهرها قائلا
طيب يابنتى الحمد
لله انى اطمنت عليكى .. يالا مع السلامة.. فى رعاية الله
أنتظرها يوسف حتى استقلت السيارة بجواره وانطلق بها عائدا إلى البيت كان يخطف النظرات إليها بين الحين والآخر كانت تبدو مختلفة عن كل مره رآها فيها نعم مازالت شاردة واجمة وكأنها فى دنيا أخرى ولكنها مختلفة لم يستطع أن يقاوم فضوله الذى ألح عليه بشدة ليتحدث إليها 
مريم
ألتفتت إليه وكأنه قد انتشلها من بئر عميق دفعة واحدة وقالت
ها .. قلت حاجة
قال مسرعا قبل أن تهرب منه شجاعته
الدكتورة كانت قلقانة مني وطلعتنى بره علشان تكشف عليكى.. مقالتلكيش حاجة.. بعد ما فوقتك
ألتفتت مرة أخرى تنظر أمامها وقالت بإقتضاب
سألتنى أيه
قال وهو يخطف
 

تم نسخ الرابط