تحت سقف واحد

موقع أيام نيوز


بالأمر اكثر نعم لو كانت بريئة مائة بالمائة لكانت دافعت عن نفسها بكل ما تأتى لها من أدلة فهى بطبيعتها ليست ضعيفة ولا مستكينة ولكنها هي نفسها تشك ببراءتها الكاملة فكيف هم سيصدقونها.
وفى الحال جمعت ما لديها من متاع وأموال وهربت مع عصام الذي أخبرته الأمر في عجالة وخاف هو ايضا على حياته وهرب معها قالت أمام البواب بصوت مسموع اطلع على المطار يا اسطى وحجز لها عصام التذاكر على بلد لم يفكرا بالذهاب إليها أبدا في يوم من الأيام وكان كل هذا تدبير الخۏف لا تدبيرهم هم.

أستفاقت من ذكرياتها وهي ټضرب الفراش بقبضتها وتقول لو كنت سليمة ساعتها وواثقة من تصرفاتى ومن أنى ست محترمة بجد مكنتش صدقتها بغبائى.
كانت واجمة وهي تقول مكفاكيش يا فاطمة اللى عملتيه. كمان جاية تخربى بيت ولادى لا ده انت حسابك تقل اوى.
لم تكن تعلم مريم لماذا برأت يوسف ولكن ما علمته هو أنها أرادت أن تلقن أمها درسا قاسېا يجعلها تعيد التفكير في حياتها ككل لعلها تفيق مما هي فيه لعلها تصلح نفسها وقد تخطت الخمسين من عمرها وبدأ الشيب يتسلل إلى خصلات شعرها ويزحف إليه ببطء.
ولكن الدرس لم يكن لأحلام وحدها لقد لقنت نفسها أيضا دون أن تقصد نفس الدرس نعم لم يكن يوسف هو المخطئ وحده هي أيضا تتحمل معه الوزر والذنب بل هي صاحبة الذنب الأكبر لآنها هي من دفعته ليشك بها وهي من أعطته انطباع سيئ عن سلوكياتها.
هى التي دفعته دفعا إليها واتخذت نفس سبيل والدتها التي اتخذته منذ سنوات لجأت إلى أشعال الغيرة في قلبه وحرثت قلبه بعناية وبذرت فيه بذور الشك وروتها بطريقتها الخاصة حتى نبتت فكانت هي أول من أكلت حصاده المر.
وفى المساء وبعد صلاة العشاء بقليل طرق حسين بابهم وبصحبته أبناؤه جميعا عبد الرحمن. يوسف و فرحة لم يكن إيهاب قد عاد من الخارج بعد أستقبلتهم إيمان ومريم وكاد عبد الرحمن أن يعانق زوجته ولكنه تماسك أمام أبيه وأخوته وصافحها بحرارة ولكنه لم يستطع أن يترك يدها طواعية ولكنها سحبت يدها بهدوء وأقبلت على فرحة وعمها خرجت أحلام إليهم وقف حسين وهو ينظر إليها

وكأنه قد عادت به السنوات في لحظة واحدة وكأن تلك اللحظات لم يمر عليها سوى شهور قليلة قطعت هي صمته قائلة بترحاب.
اهلا وسهلا يا حاج نورت.
أومأ برأسه في وقار اهلا وسهلا. حمد لله على السلامة
أشارت لهم وهي تقول أتفضلوا يا جماعة البيت بيتكم
لم يتحدث حسين معها كثيرا ولكنه شعر بتغير قد طرأ عليها نظرتها بها الكثير من الأمتنان
هذه ليست أحلام المتجبرة وكأنها قد كسرت غطرستها فجأة هل هو تقدم العمر أم شيئا آخر!
لم يكن عبد الرحمن يجلس بينهم بل كان يغوص في عيون زوجته وكأنه يتحدث معها بلغة العيون وهنا قالت فرحة بلهفة
اومال فين ايهاب
قالت إيمان وهي تحاول تحاشي نظرات زوجها خرج ولسه مرجعش
نهضت فرحة وقالت لمريم عاوزاكى شوية يا مريم وهمست لها ممكن تودينى أوضة ايهاب
أومأت لها مريم موافقة وأخذتها وأدخلتها غرفته طلبت منها فرحة أن تتركها في غرفته قليلا وحدها وأغلقت الباب خلفها.
تحدث الحاج حسين إلى أحلام قائلا أخبارك ايه يا أم ايهاب
أحلام الحمد لله يا حاج أحنا كويسين طول ما انتوا كويسين
ثم نظرت إلى يوسف وقالت پانكسار وكانها ترجوه إن شاء الله الفرح في معاده
قال يوسف بحسم إن شاء الله في معاده
نهضت إيمان وهي تقول ثوانى هعمل الشاى يا عمى
وتوجهت إلى المطبخ تبعتها نظرات عبد الرحمن وتحرك في مكانه في لهفة ولكنه لم يقم بعد لاحظت أحلام ذلك فقالت له بأبتسامة.
أدخل لمراتك يابنى
نهض مسرعا خلفها متوجها نحو المطبخ فجأة شعرت إيمان ا حاولت أن تستدير فساعدها على مواجهته وقال وهو ينظر في عينيها
وحشتينى. كده برضة تسيبى بيتك من غير ما تقوليلى
تراجعت خطوة للخلف وهي تقول بخجل مكنش ينفع أسيب ايهاب لوحده
مرة أخرى قائلا يعنى ينفع تسبينى انا.
أبتعدت مرة أخرى وهي تقول بعتاب وبعدين يا عبد الرحمن. ممكن مريم أو ماما يدخلوا فجأة
نظر في عينيها في تمعن قائلا لا الحكاية مش كده. أنت اللى مش عاوزانى . طب انا عملت أيه مزعلك مني قوليلى
شعرت إيمان بالإحراج من أن تتحدث في الموضوع مرة أخرى فقالت صدقنى مفيش حاجة. أنا بس مش هينفع أسيب اخواتى
لوحدهم
قال عبد الرحمن بضيق يعنى مش هترجعى معايا إلا بيهم.
أومأت برأسها قائلة متزعلش بس كمان ماما لسه واصلة النهاردة مينفعش أمشى واسيبها
أطرق برأسه وقال بحنق براحتك يا ايمان
تملكت الدهشة من يوسف عندما سمع مريم تناديه وتقول له بارتباك لو سمحت يا يوسف عاوزاك لحظة
خرج إليها ووقف أمامها متسائلا فقالت في خفوت وبملامح هادئة أنا بعفيك من جوازك مني.
الفصل السادس والعشرون
أنا بعفيك من جوازك مني ..
تفحص ملامحها الهادئة فى سكون يحاول أن يستشف ما خلفها وقال
مش فاهمك
أحتفظت بملامحها
 

تم نسخ الرابط