تحت سقف واحد
المحتويات
الدرجة وأخذ يتأمل شعرها الندى الذى مازال تعلق به قطرات الماء ود لو أنها تعثرت أكثر لتبقى قال بعبث ليربكها أكثر وهو يتأملها
كل ده بتفكى كام زرار
قالت بارتباك وقد أحمرت وجنتاها
أهو خلاص خلصت
أنتهت وقامت بمساعدته فى خلع قميصه فى حرج شديد وجلست تزيل أثار اللآصق الذى وضعه الطبيب حاولت أن تنتهى سريعا كما علمها الطبيب تهرب من نظراته المخترقة لها وكأنه يغوص بداخلها من عمق النظرات المتفحصة محتفظا بابتسامته العذبة الحانية مرت اللحظات القليلة عليها وكأنها ساعات طويلة وأخيرا انتهت وهى تقول بتلعثم
تتبعها ببصره وهى تلملم أشيائها وتضعها فى صيدلية صغيرة فى الغرفة أتممت تمشيط شعرها وعقصته للخلف بطوق بنفس لون ملابسها وقالت وهى تخرج من الغرفة
أنا هروح انام بقى تصبح على خير
فقال ببطء وهو ينهض متجها إليها بخطوات ضعيفة
مريم... أنت لسه بتخافى مني
أشاحت بوجهها وهى تستدير لتنصرف قائلة بخفوت
وضع يده أمامها ليمنعها من المرور وقال بحزن
أنت لسه مسامحتنيش يا مريم.. مش كده
قالت دون أن تنظر إليه
أنا قلتلك قبل كده انى مسامحاك
قال بتلكأ
طب انا راجعتك ڠصب عنك .. يعنى مكنتيش عايزة ترجعيلى
تابعت وهى مازالت تنظر بعيدا عنه
ده حقك اللى ربنا ادهولك... أنت ممكن ترجعنى لعصمتك حتى من غير ما تقولى
بس انا مش عايزك تعملى حاجة ڠصب عنك ... أنا راجعتك تانى علشان حسيت انك بتحبينى وبتغيرى عليا .. لكن لو الأحساس ده غلط وانت مش عايزانى قوليلى
لم تستطع أن تجبه أنما اكتفت بنظرة لوم وعتاب طويلة ودفعت يده بلطف ومرت من أمامه للخارج ثم إلى غرفتها الأخرى لتنام بها جلس على طرف فراشه وهويشعر بالحيرة أهذه النظرة المعاتبة من أجل كلماتى أم من أجل أنى راجعتها رغما عنها أم ماذا ! لكن أحساسى يقول غير ذلك أشعر بنبض قلبها لا أخطىء هذه النظرة أبدا أستجيبي حبيبتى ..أستجيبي .. فأنا وإن كنت شتاء ففى قلبى ربيع نابض لك بالأزهار .
لماذا لا يشعر بى لماذا يعتقد أنى عدت إليه رغما عنى لماذا لا يتمسك بى أكثر من هذا لا تجعل ترددك سکينا ېمزق قلبى فيصبح حافرا لقبر حبى.
غلبهما النوم وفى الصباح كانت والدته أول من تطرق بابهم أبتسمت لها مريم مرحبة بها قالت عفاف
مريم
ثوانى اشوفه لحضرتك
طرقت الباب ولم يأتيها رد فعلمت أنه مازال نائما ترددت فى الدخول ولكن لابد وأن تدخل لم يكن الباب مغلقا بشكل كامل فدفعته بهدوء ودخلت ذهبت إليه فى فراشه لتوقظه كان ما يزال على نفس هيئته السابقة عندما تركته بالأمس شعرت بالخجل الشديد وهى لتوقظه ونادته بهدوء حتى استيقظ ونظر لها قائلا بتكاسل
قالت على الفور وكأنها تدفع تهمة وجودها فى غرفته
صباح النور.. مامتك بره يلا قوم
وقبل أن تستدير لتغادر قائلا
أستنى طيب قومينى
نظرت له وقالت بعناد
أنت بقيت كويس.. بلاش دلع يلا قوم بقى
تصنع يوسف الضعف وهو يقول
بطلى ظلم بقى يا مفترية حرام عليكى تعالى ساعدينى
تسائلت مريم بضجر
أساعدك ازاى يعنى
قال ببراءة مصطنعة
أمسكى أيدى بس
أستدارت مندهشة وقالت
افندم
ترك يده تسقط على الفراش بضعف قائلا
حرام عليكى انا تعبان قومينى بقى زمان ماما مضايقة بره
زمت شفتاها بحنق وقالت رافضة
طيب خاليك بقى وانا
هروح أنده مامتك تقومك بطريقتها
وخرجت سريعا وهو يهتف متوسلا
لا بلاش ماما الله يخاليكى يا مريم.. معندهاش هزار فى الصحيان
وفى اليوم التالي وبعد يوم طويل دخلت مريم الشرفة ووضعت أكواب الشاى أمام يوسف على الطاولة الصغيرة وجلست بجواره وقد بدى الإرهاق على وجهها وهى تقول
أنت فعلا بتدلع أوى.. مع انك بقيت كويس يعنى ماشاء الله
نظر لها وداعبها قائلا
هو أنا عملتلك حاجة.. ده أنا غلبان
قالت بحنق
اه غلبان أوى ..عاوزنى أقومك واقعدك وافصصلك واحطلك الأكل فى بؤك واغسلك ايدك وانشفها
قال بحزن مصطنع
زهقتى مني قوام كده .. ده انا مريض
قالت ساخرة
اه مريض أوى .. شكلك كده هتخف وانا هرقد مكانك
قال بنظرة حانية
بعد الشړ عليكى يا
حبيبتى .. خلاص مش هتعبك تانى.. أنا فعلا بدلع بس ببقى مبسوط وانت مهتمة بيا كده .. وبعدين الأكل ليه طعم تانى من أيدك
بدأت مريم بارتشاف بعضا من الشاى وهى تنظر إليه نظرة جانبية وقد بدا أنه سيهم بقول شىء ما ولكنه يقاوم التردد بصعوبة لحظات صامتة منه ومترقبة منها حتى قال ببطء
مريم انا عاوز اسألك سؤال كده بس متردد
واستدرك قائلا
وبصى لو ضايقك خلاص مش مهم
أومأت برأسها موافقة فقال
هو
احنا لما كنا فى الجراج ... والدنيا ضلمة .. مكنتيش خاېفة مني
حركت كتفيها للأعلى وقالت بلامبالاة
واخاڤ منك ليه
أردف قائلا وهو يبتلع ريقه بشرود
يعنى بقيتى تحسى بالأمان معايا
نظرت له بجانب عينيها وقالت
أنت ليه مهتم أوى بالسؤال ده .. سألتهولى
متابعة القراءة